الجمعة، 3 ديسمبر 2021

أنا لا أراني/سهام الجويلي تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 أنا لا أراني

أنا لا أرى نفسي ولا أدرك كياني
أنا لا أراني في طوابير الجياع
أو في غرور الأغنياء
أو في هموم الأشقياء
أنا لا أراني في ثياب الأتقياء
من يسكنون الجامع والأضرحه
أنا لا أراني
في حانة الحي الفرنسي القديم
أو مطعم الأمراء في تلك النواحي الراقية
أنا لا أراني
أنا لا أراني في صفوف المبدعين الكاسيين العاريين
يتبخترون يترنحون تحت الأضواء الكاشفة
أنا لا أرى نفسي ولا أدرك كياني
أنا لا أراني بين أخبار الوطن
لا العاجلة لا الآجلة
أنا لا أراني في مشاريع الحكومة
لا السابقة لا اللاحقة
أنا ذلك المنسي في وطن كبير
ذاك الذي يدفع ضرائبه بشكل منتظم
ويسدد فاتورة للعيش في هذا الوطن
أنا ذلك المنسي لا مرئي في وطن كبير
أنا لست فيه إلا وقود المعركة
بقلمي سهام الجويلي تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق