الأحد، 19 أكتوبر 2025

ليتكِ غمامة بقلم محمد شداد

ليتكِ غمامة
**********
كنتِ تزرعين الأزهارَ
وتميطين عن الدروب آثارَ البؤساءِ
كي لا تقتفي رائحتَهم الأفاعي!
في مدينتنا السمراء...
الجوعُ مساءً يتبعه الأنينُ،
وينام في حضن الظهيرة...
ذاك الكهلُ الضريرُ.
وليلًا تتكالب الغيومُ
على السقوف و النوافذ و الأبواب
رغم صرخاتِ أكواخِ الصفيحِ.
ونحن نسأل عن تلكم الأيام...
هل تعود من جديد؟
أم يطول بنا شغفُ السؤالِ!
أيها الحزنُ الذي طال مداه...
أما دَرَيْتَ بمَن قال:
ـ إنَّ المللَ من طولِ المقامِ!
يا مَن تزرعين الفرحَ آنذاك
وتميطين عن الدروبِ الأشواكَ
ليتنا ما افترقنا و ما اعترانا يباسُ
ليتكِ غمامة...
كي يُبلّلنا الإيناس...
حين تمطرين.
**********
محمد شداد 18/10/2025

من رباعيات آمنة ناجي الموشكي موت الأحياء

 من رباعياتي

موت الأحياء
اِبْكُوا عَلَى الأَحْيَاءِ لا الأَمْوَاتِ
دَمْعًا غَزِيرًا يَجْمَعُ الاِشْتَاتِ
فِي كُلِّ أَوْطَانِيَ الَّتِي مَاتَ الْوَفَا
فِيهَا، فصَارَوا جذوةً كرُفَاةِ
وَالرَّاحِلُونَ إِلَى الشَّتَاتِ تَبَدَّدُوا
وَتَفَرَّقُوا، في هجعةٍ وسُباتِ
لَاذُوا بِصَمْتِ الْعَارِ، حَتَّى إِنَّهُمْ
صَارُوا بِلا ذِكْرٍ، وَلَا مِيقَاتِ
آمنة ناجي الموشكي
اليمن ١٨. ١٠. ٢٠٢٥م

*أغدا أراك* بقلم /محمد رشدي روبي

 *أغدا أراك*

أغدا اراك ام النسيان
أصبح مرتعك.........
اغدا اراك أم الجفاء
أخلف موعدك........؟
تعال غدا او بعد غد
تعال لا تتردد.........
مازال قلبي ينبضك
مازال ليلي سامرك
يا جنتي فالأمر لك
تعال جميلا مدمعا⁦
تعال وسيما ضاحكا
تعال ان شئت معاتبا
او حالما ومشاغبا
تعال سيلا جارفا
تعال خريفا مقفرا
تعال مهرا جامحا
تعال ربيعا مزهرا
طال عتابي و غيابك
أيطرق الوُد بابك..!؟
ألتاع شوقا لعناقك
البعد اضحى كسماءك
ما اقسى الليل حين
تسامرني ذكرياتك
وانت كما انت شامخ
يفصلني عنك وصالك
أيبعثرني خريف جفاءك..؟
زرني قبل مواسم دموعي
زرني قبل فيض قصائدي
رزني قبل نوم وسائدي
زرني في دمعة مكبوتة
فرت من آهات الجوى..
زرني كنسمة تغويني
تسكن عتبات الهوى..
امسح دمعات وتيني
اقطع أوتار أنيني
فأنا ما زلت منك إليك
وعلى ابواب قداسك
مازلت اصبو اليك
بقلمي/محمد رشدي روبي
فلسطين
ا


رحيل حلم...! بقلم الكاتب حسين عبدالله جمعة

 رحيل حلم...!

قصه قصيره،بقلم:حُسين عبدالله جُمعة
قبل أن تبدأ رحلته،كان يعلم مسبقًا أنّها ستنتهي رحلة البدايات التي اعتادها وخبرها عن ظهر قلب،
وكما هي آلامه المتراكمة والمتزايدة يومًا بعد يوم…
عاد خائبًا، منكفئًا على نفسه، مطلقًا اعتذاراته،
ملوحًا بها لعله يجد راحةً ولو مؤقتة.
سنين عمره كلها،كانت بحثا عن دفءٍ مفقود منذ الميلاد،
لم يتوانَ عن التقاط أي فرصة لتلمس سكينته التي حلم بها،
إلا أنّه سرعان ما أدرك حظه العاثر…
حاول مرارًا مواجهة العاصفة وريحها العاتية،
والثورات الداخلية المتأججة في قلبه،
وخاصة في قلبه الملتاع، وحلمه الذي يتلوى بين يديها،
يتمنى أن يغفو ويغفو… ربما إلى الأبد…
بعد أن يلمس عطرها ويشتم دفئها المسروق.
كانت تثيره بطيبتها، تدعوه للتساؤل:
كيف يكون له وحشة الغياب وهو أصلاً غريب،
ويعيش الغربة بكل تفاصيلها؟
وكيف يكون غاليًا بينما هو كالريشة
تتناقلها الرياح هنا وهناك،
على حلبة الحنين والانكسار…
صرخ، ملء صوته، وحيدًا كما هي عادته،
في عاصفته الثلجية الأخيرة التي هطلت على مدينته البائسة…
أذناه الباردتان المتجمدتان بفعل الصقيع، التقطتا عواء الضباع والثعالب والذئاب
في صحراء قلبه المتعب…
لكنّه عاود الصراخ، نادى صوته المكسور:
"يا وطن الثلج… يا وطن الثلج… أَعِنّي!"
حينها، أطلت ملكة الثلج،
لكنها لم تكن امرأة…
كانت الوطن نفسه، رمز الحنان المفقود،
تمددت يده المتعبة في معطفه البني،
تحاول أن تمنحه بعض الدفء،
لكن الوطن لا يمد يدًا كاملة،
يترك فقط شعورا بالسكينة إلى
مخلفات الذات المبعثرة لتجمعها على دفء أبدي…
هدأت العاصفة، خمد الصدى،
حتى دموعه تجمدت،
رائحة الوطن تسللت إلى أنفه،
أعادت السكينة إلى قلبه المتعب،
وتركته يحلم بحلم قرمزي قديم،
بحلم لم يكن له وطن إلا في ذاكرته…
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان