الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

قراءة نقدية لنص / على مشارف الستين قهراً للشاعر / عادل قاسم / العراق ****** بقلم الشاعر والناقد / الدكتور فيصل القصيري

 قراءة نقدية لنص / على مشارف الستين قهراً

للشاعر / عادل قاسم / العراق
******
بقلم الشاعر والناقد / الدكتور فيصل القصيري
*****
الشاعر والناقد الكبير الدكتور فيصل القصيري،
شرًَفني بهذه الإضاءة الرائعة عن نصي الموسوم(على مشارف الستين قهراَ)
شكري وتقديري د،فيصل
،،،،،
الله الله يا عادل كم هو مرعب نصك هذا بجماله وحزنه و سخريته ودراميته ، لقد وضعني بين عاطفتين على طرفي نقيض
وهما الفرح بولادة نص هو قطعة من دراما الحياة التي تعيشها نص
فيه الكثير من البساطة والعمق ، نص اللذة، نص الدهشة ، نص المفارقة ، وبين الحزن ووجع الفقدان
والبكاء على الزوجة التي استعجلت الرحيل على مضض
وضن عليها الزمان والزمان ضنين
لذا فأنت تهجو الزمان وتهجو هادم اللذات وقاتل السعادات،
الموت الموت ما اقساه!
ولم تنس الهم العام بالرغم من قسوته وفداحته فعبرت عن ذلك
افضل تعبير شعري وانت تنتقد بكل ما عرفت به من شجاعة
البوح والانتقاد صور الفساد الذي ينخر جسد البلاد
يتكئ هذا النص الشعري الذي يقترب كثيرا من لغة وتفاصيل
الحياة اليومية وهمومها ، يتكئ على تقانات وأساليب كتابية تدخل في تشييد معماره الفني أهمها المفارقة
القائمة على السخرية المرة أو ما يسمى بالكوميديا السوداء
ومثاله((لم يتبق لي ألا هذه السنة،
لاحال على التقاعد
كي تستريح البلاد من مرتبي الكبير!))
وكذلك يلجأ الشاعر الى اسلوب التهكم وتعرية المنافقين حين يقول((واقترض مبلغا من صديق
لم يكن من كتبة التقارير
وافتح مكتبا استنسخ فيه
الام الناس واحزانهم
عسى أن يطلع عليها أحد المسعورين))
وكما نرى في هذا المقطع يستبدل الشاعر الآلام بالورق ، وهذا انزياح
وعدول في اللغة الشعرية التي تغادر اللغة المعيارية نحو فضاء جديد للغة ينقلها من حدودها
الضيقة جدا إلى عالم رحب من الثراء الدلالي وتعدد القراءات
هو عالم الرمز والصورة والتوريةوالمفارقة وغير ذلك
من عناصر البناء الشعري
النص
،،،،،،،،
على مشارف الستين قَهراً
*******
عادل قاسم،
يا أُمَّ أحمدَ بعدَكِ
تغيَّرَ كلُّ شيءٍ
لم يعدْ للأيامِ طَعمٌ ولارائحةٌ
البناتُ تزوجْنَ، والأولادُ تفرقوا
في أرضِ اللهِ الواسعةِ
تيقنتُ أخيراً
من أنَّكِ سوفَ لاتعودينَ
من رحلتكِ الأََبدية
لأنَّ الموتى لايعودونَ مُطْلَقاً
وأنَّ عليَّ الإقرارَ بمنطقِ الموتِ
الذي لم يكنْ مُنصفاً معكِ
بعدما صارَ لنا بيتٌ صغيرٌ
رغم ماترتَّبَ عَلينا من ديونٍ
فبلادُنا فقيرةٌ ليسَ بإمكانِها
أنْ تسترَ
سَرقاتِ الحكوماتِ المُتعاقبةِ
إلا بحلبِ الفُقراءِ
ومضاعفةِ فوائدِ القُروضِ
لم يتبقَّ لي إلا هذه السنةَُ
لأُُحالَ على التَقاعُدِ
كي تستريحَ البلادُ من مُرتبي الكبيرِ
لهذا من الآنَ أعددتَ نفسيَ
على ذَرعِ شوارعِ
المدينةِ
كأيّ مُتقاعدٍ تَشرَّدَ من قَبْلُ
كتبتُ سيناريوهاتٍ كثيرةً
ربما أبيعُ السكائرَ على أَحدِ الأرصفةِ
كما كانَ يفعلُ
صديقي الفنانُ عبد الجبار الشرقاوي* رَحمهُ اللهُ
أو بيعَِ الكُتبِ في جادةِ المُتنبي
كما كانَ يَفعلُ
الروائي الكبير أحمد خلف*
أيامَ الحصار اللَّعين
أو...
أقترضَ مَبلغاً من صديقٍ
لم يَكُنْ من كتبةِ التقاريرِِ
أوالمُنافقينَ المُتسَتِرينَ بالدينِ
وأفتح مَكتبِاً
أستنسخُ فيه آلامَ الناسِِ وأحزانَهم
عسى أنْ يطًَلعَ عليها
أحدُ المَسعورينَ*
أو ربما أرتدي قِناعَ مُهرِّجٍ
لأقفَ قربَ بابِ
إحدى الفَضائياتِ ليَشمَلني أحدُ طَلبتي
بعَطفهِ
في مَشهدَينِ لمُسلسلٍ تافهٍ
لايراهُ أحدٌ
اوربما أُعيدُ تجربةَ صديقي
(خلف)*
موظفِ الخدمةِ الجميلِ
في مَعبدِ الفنون*
مادامَ العملُ ليسَ عَيباَ
أفتح كُشكاً بجوارهِ على الرصيفِ
أستجديَ الطلبةََ الجُدُدَ
لإملاءِ استماراتِ التقديمِ للعامِ الدراسي الجَديدِ
هذا إذا ما أََبقاني اللهُ حَياً
وأنا أَهذي
من فِرطِ حُمَّى الوَباءِ اللَّعينِ
**
*- فنان وممثل عراقي كبير
*-الروائي العراقي الكبير أحمد خلف، أطال الله في عمره
*- مسؤول
*- خلف موظف خدمة في معهد ألفنون الجميلةيتمتع بخلق نبيل، أحيل على التقاعد صديق الجميع
*- معهد الفنون الجميلة
معادة
Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎موقع ن موقع حبرستان للدراسات الأدبية ★★* موقع جقرا موقع حبرستان موقع روائع القصص موقع كلام روائع المُترجَم موقع أسماء قضائية قراءة نقدية لنص : على مشارف الستين قهرا ! للشاعر عادل قاسم العراق بقلم فيصل القصيرى الأدبية الساخرة موقع لوحة وقصيدة الدكتور موقع ظلال الجمال للأعمال الفنية موقع ظلال موقع حبرستان للدراسات الأدبية يعقوب أحمد يعقوب إعداد‎’‎‎

أحنُّ إلى شحات بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 أحنُّ إلى شحات

أحنُّ إلى (شحات ) والشوقُ يغلبُ
وحبّي لها في القلبِ يلهو ويلعبُ
مَسيري من الوادي تحثُّ بي الخطى
إلى جامعٍ وسطَ المدينةِ يعجبُ
أصلّي بهِ للهِ أسألُ عفوَهُ
ويحمي ثراها من كوارث تُرهبُ
يعيدُ أساريري بسعدٍ وبهجةٍ
بها طيبُها لِلهَمِّ والحزنِ يحجبُ
خصالٌ لأهليها تبدّدُ وحشةً
بتَرحيبِهمْ واللطفُ منهمْ يقرِّبُ
كرامُ نفوسِ للغريبِ دريئةٌ
وملجا لعانٍ منهمُ العونَ يطلبُ
نسيمٌ بريّاهُ كأنّي في الصبا
وفي عنفوانٍ غادرَ الشيبَ تحسبُ
أخي ( صالحُ )(١) إنْ سارَ فوقَ ربوعِها
وصارَ دفيناً تحتَها فهوَ طَيِّبُ
لأنَّ لهُ روحاً تصلّي محبةً
على المصطفى الهادي ولم تكُ تغربُ
مباركةٌ ( شحات ) تبقى منيعةً
على كلِّ باغٍ ظنَّ بالظُلمِ يرعِبُ
خبِرتُ مغانيها تجودُ وهادُها
بكلِّ نباتٍ للسقامِ يُطبِّبُ
وإنْ جادَ غيثٌ ضمَّني الغيمُ حاضناً
أسائلُهُ قلْ لي إلى أينَ تذهبُ
إذا قالَ إنّي وجهتي نحوَ سوسةٍ
أقولُ مواساتي لها لا تُغيِّبُ
أعرها نثيثاً من نداكَ مبرَّداً
ليبعدَ عنها الحزنَ وهي تعذَّبُ
وإنْ جزتَ من (رأسِ الهلالِ ) فبلِّغنْ
سلامي ودعْ دمعي هنالكَ يُسْكبُ
هنالكَ حاورْنا على الشطِّ بعضَنا
( بشتاوةٍ ) منها تعلَّمتُ أكتبُ
قرأتُ بعينيها براءةَ طفلةٍ
تبوحُ عبيراً في عفافٍ يهذِّبُ
وإن قال قصدي في وصالٍ ( لدَرْنَةٍ )
أقولُ لهُ مكلومةٌ وهيَ تنحبُ
تمَهَّلْ و لا تهْمِ وَقَبٍّلْ ترابَها
وَخبِّر بها أحياءَها القلب يندبُ
فعطفاً ورفقاً بالغوالي (بقُبَّةٍ)
وإياك في (البيضاءِ ) يا غيمُ تغضبُ
(فبرقةُ) أدمتُها الكوارثُ لم تعُدْ
بقادرةٍ أنْ تمنعَ الشرَّ ينهبُُ
عليكَ تَوَكَُّلنا إلهيَ فاحمِها
من النائباتِِ النائماتِ وتصْعبُ
وصلِّ على الهادي البشيرِ وآلِهِ
وصحبٍ إذا ناداهم الحق أوُثبُ
د. محفوظ فرج المدلل
٤ / ١٠ / ٢٠٢٣م
١٩ / ربيع الاول / ١٤٤٥هـ
(١) الأستاذ المغفور له أخي الغالي صالح ونيس بو مد الله الحاسي

ضبابُ أيلولَ بقلم الشاعرة لمياء فلاحة

 ضبابُ أيلولَ

**---**---**---**
يزدحمُ الضبابُ
في سماءِ عينيك
وفي تلالِ السحرِ
يتبعثرُ
يقتفي أثري
وفي ممراتِ الروحِ
بعضٌ منْ حنينك
يراقِصُني
يهمسُْ لي
وعلى بوابةِ الليلِ
يعانقُ رغبتي
يضاجعُ حِلمي
أسيرُ في دهاليزِ العدمِ
بلا روحٍ ولا هويةٍ
فيعيدُني للحياةْ
بعدَ أنْ فقدتَها
بانتظارِ ودقِ ايلولَ
هاهو تشرينُ
مع آخرِ ضمةِ ياسمينِ
يلملمُ فتاتَ الذكرياتِ
انا امراةٌ ألج الفؤادَ
ولومِْن سُمِّ الخياطِ
أجعلُه زنزانتي
يتوهُ الربيعُ في جسدِك
ويورقُ الحلمُ
بين يديكَ
يتطاولُ كسنابلِ قمحٍ
في حقولِ الخريفِ
خُذني إليك
: وميضُ العيونِ
يزيدُ جمرةَ الشوقِ
اشتعالاً
ورموشي الثائرةُ
على تخومِ شفتيكَ
تُلملمُ اخر النبضاتِ
وتكنسُ قبلاتً
وقعتْ صرعى لهيبَ
الحنينِ
لمياء فلاحة
4/10/2017
Peut être une image de 1 personne et texte

"إليك هناك أيّها الحنين " بقلم الكاتب رؤوف بن سالمة/نابل..تونس

 "إليك هناك أيّها الحنين "

رؤوف بن سالمة/نابل..تونس
حينَ يُزْهر الحَرفْ
في ثنايا قَصِيّهْ
يتعطر الزّمن الشَّقيّْ
بقصائد منسيّهْ
وتتوّج العِبارهْ
بقلائد من جُمانْ
لفرطِ انصرام الأيّامْ
يتلاشى الوقتْ
كورق الخريفْ
رتيبا منهكا كئيبا
حين يحلّ المساءْ
ويضُجُّ أول القَصيدْ
بقوافل الوِِحْشهْ
ويجثُمُ الصّمتُ الصَّارِمْ
على نفٍسٍ متهَالِكهْ
أعيَاهَا فرْطُ الشَّوقْ
لخيوط الشَّمسْ
كجدائل غجريَّهْ
تنساب كشَلاَّلْ
تهواه الريحْ
فيتطاير قَطْرُهْ
يعانق الصخورْ
وينتشي الحرفُ
فرحا وحبورَا
وتحلّق المعانِي
جذْلَى فوْق الغُيومْ
ترسُم أمالاً
وعيونًا مشبعةً حَنينْ
رؤوف بن سالمة/نابل..تونس
Peut être une image de 1 personne et sourire

**توابيت الاحلام** بقلم الشاعرة نورالرحموني

 **توابيت الاحلام**


وتأبى أحلامي ان تموت 

وعزاء أنتظره منذ اعوام 

على مقعد يتيم

أنا وفنجان قهوتي 

التي طال ليلها  

منذ وقت طويل

نعاقر الإنتظار وغربة كجبل

تعصرناحتى بدات تحفظ ملامحنا

قل لي يا رفيق...؟

اينفع الدر بعد ...؟!...

أم اينفع العسل اذا 

خالطه ماء آسن...؟!

ام جرح على جرح... يضمده 

لا اشكوك ضعفي... ولا ألمي 

بل أعلن ...واصر... لوجودي...

لبقائي... وهويتي

فقد نشات فارساً...

عزيزا لا تكسرني الراحلات

وأكره الشكوى... وضعف البشر 

أمام النائبات 

والله شاهد لصمودي ورباطي

******


 وقصيدة كتبتها بدمي

نثرتها رياح الزمان الغادرة

علمت حروفي الفروسية

حلقت بعيداً عن البشر الملون

اعتنقت كلماتي النقية

وصوت قلمي الثاثر

صرت احيا روحاً... 

بعالم الرجاء 

وحلم يزداد تمرداً...وقوة

انا... بنت الغاب والوديان 

حفيدة بيت جدي العتيق

وصهيل خيل اصيلة وبراري

سرقت غربتي رهيف أحلامي 

نادمت حزني وآلآمي

أنكروني من لي بهم صلة 

يشاركني خريفي...ودفاتري

وحدتي وموتي المنتظر 

اجبرتني على الرحيل... قسراً 

بين احضان غربتي...

 قلوبا جحوده بلون ليلي

*******

انا كقدسي شريد ...غريب

بين انياب ليل طويل تعاني

لايد تسكت صوت دموعي

امسي واغدو كذئب بكياني

فعجِّل ايها المجهول...

قبل ان تطفىء الرياح بقايا

شمعتي

اكتب قصيدا بحروف مبتورة

وقلم يرتعش من زلزال اعدائي 

ارتوى من خوفي 

واطعم روحي سنابل جدي

حتى لا يهزمني صراخ ليلي

********

كم أشتهي أن أكون مثلهم

 أجيد الحساب والغناء

هندسة العلاقات والبناء 

وتظل غيمة رؤومة

 تزور سقف قلبي تداعبه 

تمطر حزناً فيحرقني السِقاء

يجعل من مذاق الذكريات مراً


كم تمنيت اني لم اكن من هنا او هناك...

أنا الصمت القاتل...

أنا شحوب السماء الموحش

الباطش بالأعداء..

أنا صبر وطني 

على مواكب العزاء

انا جرح قديم ... منذ الأزل

لازال نزفه يحتلني بالكامل

انا العراق الباكي ...ابداً

ودجلة الصراخ ...

والفرات... نداء

اين مائي.. ؟ أين بصرتي؟

اين عرجون الحياة؟

تَبسُمي... رداء اخفي به ألمي 

وبي هم بحجم السماء


لاتغويني كؤوس ولا كراس ولاربطة عنق... أو خيلاء

لاتغريني بيوتاً من عسجد

ولا زمرداً ولاحياة الأغنياء

تهت بين نجوم الليل

فصارت تطاردني عزاء... 

اتخذت بحري سبيلاً

لأنفضَ أشواك يومي والشقاء

*******

يقولون...

 ابتسامتك اشراقة

الحق على ارض كربلاء

وهمسك عزف النبلاء

فأقول:

ملأنا نحن الشعراء الدنيا سعادة 

وكل يوم نطرد حزننا 

و يأبى فراقنا يلازمنا البقاء

في أعماقنا حزن العالم وصوت

الشهداء

ولا طبيب لنا إلا نسج قصيدة لانملك رويتها... 

نعيش فقراء... سعداء

نلتحف حروفنا يوم الوداع

فالادب وجناجر الثورة

لاتصنع مشاهيراً واغنياء

أكبر عدو لهم نحن... ونحن فقط!

حتى أنت رفيقي...

ستنكرني أنت والفقر معاً

وبعد الرحيل تعلقون على نعوشنا غصناً من زيتونة جدي 

ووسام الاتقياء

ونكون قدوة الأجيال رمزاً

أعلاماً ترفرف أصوات حق يرددها مذياع الدخلاء

وهواتف الجبناء.


 نورالرحموني 


 

رسم..فوق سطوح الرّوح بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 رسم..فوق سطوح الرّوح


الإهداء: إلى أمّي التي أنجبتني في زمن مزخرف بالليل..ومفروش بالرحيل


..يا إلاهي..تموت التي وهبت قمحها للغيم

  وأطعمت من حليب اللوز..

                  صبايا مرّ على نضجهن..

         نصف قرن ونيف..                                  

هكذا هي أمّي..

كلّما انهمر الغيم..وجْدا..

وتشظّت مرايا المساء..

خبّأت ودائعها..في كفّة الرّيح

وشدّت على وجع..

بحجم السماء.. 

ثم قالت..

"لا تخف يا محمد"..

لك مقعد على بساط المدى..

ووتد تلتفّ من حوله..كل الثنايا

لك مفاتيح الفصول..قلب جميل..

 وأمّ بهيّة..

تؤجج..إذا حاصرك السّيل.. 

جمر العشايا..

                لك إشراق البراري..

وخيطان.. من مطر

وشوق يضيء في شعاب الهدى..

لك نرجس الرّوح يتفتّح عشقا ..

               بين شقوق المرايا..

فلا توغل في الدّمع..

و"لا تحمل مشكاة الحزن..على عاتق الليل"

ستبصر وجهي..خلف تخوم الصدى 

                    يضيء في غلس الظلمة..

ولا تصغ لعويل الصّمت..

            فلا شيء أشدّ بهاءً..من الموت

ولا تكن طيرا..أضاع بلا سبب

عشبةَ البحر

                  وحلّق في فجاج الكون

علّ تجود الفصول..

                      بما وعدته الرؤى..

درْ على هدأة البحر ..

ولا تترك بقايا دموع على الجفن

                   ولي أنّني خائفة..

لحظتان ..ودمعة

               عينايَ لا تبصران

إلى أين تمضي الرّوح

في مثل هذا الصّمت العظيم..

إنّي أرى من بعيد..

طائرا يقتات من مهجة الليل..

يمتشق غيمة للهدى..

ويمضي بي..إلى لجّة الغيم

حيث سديم الصّمت ..

واختلاج الحنايا..

كن صبورا..مثل أبيك تمامَا..إذا ما ظُلِمتَ

وديعا كزهرة لوز..إذا ما صفحتَ..

                   وإن كان لا بد من حلم

"على قدر حلمك تمشي"

لئلا يباغتك الليل

               في منعطف للثنايا..

كن عند وعدك..فما خنتَ وعدا

                   وما هدّك اللّيل..

ولا بعثرتك المنايا

هي ذي وصيتي من الآن.."يا محمد" 

لا تخنها

فروحي تظلّ..ترفرف من حولك

تضيء..وتخبو..

ثم تحطّ على نرجس القلب..

كي ترسمَ..خلف الشغاف هيئة نورس..

             وتسافر عبر مخمل الرّيح..

فتظلّ تهفو إلى طيفي..

              وتكتب فوق جدار السديم

وصايا..لا تُجتَبَى..

                    ويبقى نسيم الأمومة..

ينضح من شقوق المرايا..

وبين الضلوع نجمة..

يلهِب نورها.. 

                  في غمرات البنفسج

عطر العشايا..

"ابق المصابيح.. مضاءة في فيض الليالي..   

وفيضي

مصالحة بين نور السماوات..ونومي"

واسأل عن غيمة..

          راقصت الرّوح في زمن الجدب..

ثم توارت خلف برزخ للهدى

        ولا تسل أحدا حين يداهمك الليل:

ترى..

هل أتى طيف أمّي؟

فذاك سؤال عليل..سيمضي سدى

وسل..دون ريب:من أين تأتي الهدى؟

          وكيف سيُنسَف هذا الضلال

وتُرسَم فوق سطوح الرّوح..

     ملامح وجه توارى..وظلّ نشيجا 

في فيض الدجى..


محمد المحسن 



*مئذنـةُ المطـرِ..* أحاسيس الكاتب مصطفى الحاج حسين.

 *مئذنـةُ المطـرِ..*

 إلى روح صديقي (خالد خليفة).. 

  أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

      


الموتُ يلبسُ أيامَـنا

وينطلقُ

إلى رحابِ ضحكاتِنا

وآفاقِ أحلامِـنا الصّاخبةِ

يزهو بانكسارِ أرواحِـنـا

ويمضي

فوقَ أعمارِنـا

محمَّلاً بشعاعِ ذكرياتِنـا

الحُبلى بالنّـدى الوَرديِّ

وأعشابِ قصائـدِنـا الشّاهقـاتِ

الموتُ جِـرْسٌ على أبوابِنـا

سمَـكٌ في مائِنـا

تفـاحٌ في شهواتِنـا

نـافذةٌ تطلُّ على ظلمتِـنـا

وشموسُ خطواتِـنـا

هو جدرانُ ربيعِنـا الشّائبِ

أغصانُ الدّمارِ النّابتِ

مفتاحُ العدمِ الرّؤومِ

سنبلةُ أصواتِنـا الهائمةِ

في براري سنواتِنا القاحلةِ

الموتُ سجادةُ صلاةِ الكافرين

مئذنـةُ المطرِ الشّاردِ عن بحارِنـا

نـراهُ يطلُّ من أيـادي أحبابِنـا

مختبئاً في عيونِ مرآتِنـا المهشّمةِ.*


        مصطفى الحاج حسين

                 إسطنبول 



إلى أمي بقلم الأديب. يعقوب أحمد يعقوب

إلى أمي

****

وإلى روح كل أم غائبة

*****

يعقوب أحمد يعقوب

******


سأكتب أمي...وأصلي ..... .........بلا صمتٍ بلا جهر

ليأخذ حبري زرقته ...... .......... بروح الطيبِ والعطرِ

وأكتبك ... وأرسمك ............ كما من قبل لم يجرِ

إليك الشعر لا يصل ................. فأنت.... آخر الشعرِ

وأنت كل كلماتي ................. من المهدِ إلى القبرِ

وإن أعياني تعبيري ................ فدمع عيني عذري

فلا أبلغ من الدمع .................. يبلل آخر السطر

****

من ديوان / هاجر 2004 



حَـمَـلَ الْــهَــوی شعر / الدكتور راغب العلي الشامي

حَـمَـلَ  الْــهَــوی

******

*****

شعر / الدكتور راغب العلي الشامي

****

قلبي تكَـــلَّـفَ في هَوَاه      أَتُــراهُ أَعْـلَنَ مُشْـتَكَاه

نِصْفُ اشْتِياقي غَمْضَةٌ    والنِصْفُ يحْلِفُ أنْ يراه

كُلُّ المَـــشاعِرِ أَنْصَتَـتْ     وَقَفَــتْ تُراقِبُ مُلْتَـقَاه

نَــظَراتُ عِـشْــقٍ بــيننا    وصَلَتْ بصبري مُنْــتَهاه

ماعُدْتُ أَحتَمِلُ انتظاري   فــي ثـــوانٍ من لِـــقاه

والقــــلبُ يَجْمَــعُ شَملَهُ     شَــــدَّالرِّحالَ لمَنْ أَتَاه

يالي عَشِــــقْــتُهُ خُفْـيَةً     والــقلبُ أَثْقَلَهُ خَـــفَاه

اليـومَ جــاءَ وَكـــأنَّـــــهُ    بَــدْرٌ تــلألأ من ضِـياه

حمـلَ الهوی في كَــــفِّهِ    الشَّوقُ أَكْــــبرُأَمْ يَــدَاه

خُـذني بــقربكَ لَحــظَةً     أوضُـــمَّني قَبل انـتباه

حَـــطِّمْ سدود الحُــــبِّ   في فيضٍ تزايدَمُحْتَواه

زدني بحُـــبِّــكَ لَهْـــفَــةً   وَلِتَــعْفِ قلبي من هُداه

مُدَّ اشتِــهاءَكَ نَــحْــوها    في قُبْــلةٍ فوقَ الشِّـفاه

أَرضي تَهـــــلّلَ حَرْثُهـــا     كَسَنَابِلٍ طَــحَنَتْ رَحاه

وعَجــينَةٍ نَضــجتْ علی   نــارِ المواقِـدِ من لَــظَاه

خَجَـــلي تَرَكْتُـــهُ بــيعَةً   مابــايعتْ روحي سِـوَاه

اليـــومَ أكْــمَلْــتُ الغرامَ   بـــأتَـمِّ ما في مُسْــتَواه

الطُـــهْرُ في الحُبِّ اكتفی   والنَحلُ يَلْسَعُ مَنْ جَنَاه

هَــذاهَـــوی حُــــوريَّـــةٌ    غَـرِقَـتْ بِبَحْرٍ مِنْ شَذاه

لــولا تَقــولُ تُحِـــــــبُّني   لــزَرعتَ في قــلبي إلَاه

بقلمي الشاعر

الدكتور راغب العلي الشامي 



محمود درويش .. ما زال سيد الكلمة والابداع، في الذكرى الرابعة عشرة لرحيله. بقلم الكاتب والناقد الأدبي/ ناهـض زقـوت

 محمود درويش .. ما زال سيد الكلمة والابداع، في الذكرى الرابعة عشرة لرحيله

الكاتب والناقد الأدبي/ ناهـض زقـوت


• يوم الأربعاء 3/8/2022 لقاء مع إذاعة صوت العرب بالقاهرة، والحديث عن مسيرة الشاعر محمود درويش وتجربته الشعرية في ذكرى وفاته، من خلال الصحفي ثائر أبو عطيوي.

• ويوم الخميس 4/8/2022 لقاء مع إذاعة صوت فلسطين بغزة في برنامج خاص عن الشاعر محمود درويش، وحديث عن حياته وتجربته ومسيرته الشعرية، مع الاعلامية سماح أبو سمرة.


***


يمثل محمود درويش (1941- 2008) علامة فارقة في تاريخ الشعر الفلسطيني, وصوتاً بارزاً في فضاء المشهد الشعري العربي, واحتل مكانة أدبية وثقافية مع أقلية في القرن العشرين. فقد شكل شاعرنا ظاهرة شعرية, فاق بها أقرانه ورفاق دربه من شعراء عصره, فهو لم يكن شاعراً فلسطينياً وحسب, بل شاعر إنساني, فهو الذي حمل هموم وقضايا فلسطين والعرب والقضايا القومية والوطنية والإنسانية, أنه محمود درويش الذي حينما يذكر اسمه تذكر فلسطين والشعر. لم يترك مجازاً واحداً لم يسم به فلسطين, ولم يترك كلمة واحدة لم يبحر بها بعيداً عن شواطئها, كان يعرف أن مأساة شعبه ستظل جذوة قصيدته ونسغها.

وقد شكل مدرسة شعرية تخرج فيها العشرات من الشعراء الفلسطينيين والعرب. وعبر بوعيه المتقد للشعر على أنه السلاح المدافع عن حالة الإنسان العربي ووجوده الحضاري والتاريخي, وبذلك شكل شاعرنا الكبير ظاهرة متجاوزة وفريدة في نوعها, تؤطر الكلمة والبندقية في خندق المواجهة الأمامي. وعلى امتداد البعدين الزماني والمكاني للصراع الوجودي القائم في الصراع العربي الفلسطيني - الإسرائيلي, لم يكن درويش بمنأى عن آلية هذا الصراع وكيفيته, بل شارك في كل فاصلة من فواصله, وكل دقيقة من دقائقه, فكان يتساوق صعوداً مع المراحل, يدفعه انتماء وطني قومي, وارتباط وثيق بالأرض والإنسان.

وإذا كان جسده قد رحل, فان روحه الشعرية مازالت ترفرف عبر قصائده التي شكلت مسيرة الشعب الفلسطيني تاريخياً وفنياً وإبداعياً وحضارياً وتراثياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.

ولأكثر من نصف قرن, نذر شاعرنا الكبير نفسه لابتكار لغة جديدة يعيد بها تركيب لغتنا ومشاعرنا وشظايا وطن, لغة تتناسل فيها وجوه وملامح تنتقل بين ضفتي الحياة والموت, من "أوراق الزيتون" إلى "لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي" تدفقت هذه اللغة دقيقة أو هلامية, منقادة أو نافرة, لغة تنهض من حرائقه ورماده, وتذهب إلى حيث ينحت الشعر ممراته الكونية. 

وقد صدر لمحمود درويش أربعة وعشرين ديواناً شعرياً, وبعد وفاته صدر له ديوان جديد, كما صدر له سبعة كتب نثرية, سجل فيها ملامح من سيرته ومسيرته الإبداعية والحياتية, ومعاناته في الأرض المحتلة وممارسات سلطات الاحتلال, وملامح من معاناة الفلسطينيين في الخارج. بالإضافة إلى عشرات المقالات الأدبية المنشورة في مجلتي شؤون فلسطينية والكرمل. سجل فيها فصول النكبة, وصراع البقاء, وملحمة البطولة الطويلة في الصمود, وتفاصيل حياة الناس ومشاعرهم وآلامهم وأحلامهم, وتطلعات الشعب الفلسطيني وطموحاته الوطنية. وقد قمنا بإحصاء عدد هذه المقالات في هاتين المجلتين, فوجدناها تزيد عن المائة مقالة.  

وترجمت أعماله الشعرية والنثرية إلى أكثر من اثنتين وعشرين لغة عالمية, أهمها: الإنجليزية, والفرنسية, والألمانية, والإسبانية, والروسية, والعبرية, والهولندية, والرومانية. وقد احتل محمود درويش مكانة بارزة, ليس على المستوى الفلسطيني فحسب, بل وعلى المستويين العربي والعالمي أيضاً, لهذا قدرته العديد من الدول والمنظمات الدولية والعربية بمنحه أوسمتها وجوائزها.

لقد ملأ محمود درويش بشعره فراغات الروح والوجدان لدى قرائه, وأشبع فضولهم الفكري والجمالي, بغنى الصور, وبكثافة العبارة, وبقوة الإيحاء, وبدلالات الرمز, وبتملكه الخاص ليس فقط للثقافة العربية, بل للثقافات الإنسانية في قيمها الإبداعية والفكرية. لهذا باتت أشعاره جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية الحية. وقد تميزت تجربته الشعرية بالعديد من المراحل وهذا سر إبداعه وخلوده.

تميز محمود درويش عن رفاقه من شعراء الأرض المحتلة بغزارة الإنتاج وبساطة العبارة وشمولية المضمون وعمق الفكرة, وشكل مدرسة شعرية عاشت الالتزام في كل شيء, عاشته في ذرة التراب, في الوردة, في المرأة, في الأرض, في عرق الكادحين, في أسمال الفلاحين, في دم الشهداء. 

إن خطاب محمود درويش الشعري خطاب نام ومتطور, لهذا يعد شاعرنا علامة بارزة في مسيرة القصيدة العربية الحديثة, وينتمي إلى شعراء الجيل الثاني في مسيرة هذه القصيدة. وقد عرف في النقد العربي الحديث بوصفه شاعراً للمقاومة, لكن هذا لا ينفي شعرية القصيدة لديه, وقد تجاوز هذه المرحلة في مسيرته الشعرية, ومن هذه الزاوية لا يمكن الحكم على شعره حكماً عاماً, بل أن التطور الذي خضع له يجعل من هذا الشعر مدرسة متجددة, ومن هنا تبرز أهمية شاعرنا بأنه كان شاعراً يصعب التنبؤ بخط سيره.