ــــــــــــــــــــــــــــــ
سَيِّدَتِي ! ، مَهْلًا فَالآَنَ
وَقَد هَبَّتْ نَسمَاتُ الْعِيدْ
مَازَالَ الْقَلْبُ يَنِزُّ دَمًـا
مَازَالَ الْجُرْحُ يَنِزُّ صَدِيدْ
***
وَأَرَى كَعْكَاتِكِ قَدْ صُفَّتْ
وَاَرَى طِفْلَيْنَا يَبْتَهِجَانْ
وَأَرَاكِ عَرُوسًـا قَدْ زُفَّتْ
وَأَنَـا أَبْكِي خَلْفَ الْجُدْرَانْ
***
فَالنَّـارُ بِقَلْبِي سَيِّدَتِي
تَضْطَرِمُ وَتُوشِكُ تَحْرِقُنِي
تَعْلُو حِينًـا ، تَخْبُو حِينًـا
وَتَهُبُّ جَحِيمًـا يَحْرِقُنِي
***
أَيُّ الأَعْيَادِ يُوَاتِينـا ؟
يَتَوَعَدُنَـا ، وَيُمَنِّينَــا
أَيُّ الأَعْيَادِ وَقَدْ عَادَتْ
ذِكْرَى تَجْتَـاحُ أَمَانِينَـا
***
قَدْ فُتِحَتْ سَيِّدَتِي حَوْلِي
تِلْكَ الْفُوَّهَةُ الْمَلْعُونَةْ
قَدْ فُتِحَتْ نَافِذَةُ الدُّنْيَـا
وَأَطَلَّت لَيْلَى مَحْزُونَةْ
***
وّإِذَا طِفلَيْهَا يَنْتَحِبَانْ
مَا بَيْن الْوَحْشَةِ وَالأَحْزَانْ
خَلْفَ النَّافِذَةِ الْمَفْتُوحَةِ
قَدْ وَقَفَا مَعَهَا يَنْتَظِرَانْ
***
مَنْ يَأْتِيَهُم بِثِيَابِ الْعِيــ
ــــدِ ، وَيُثْقِلُهُمْ بِعَطَايَاهُ
فَتَطِيرُ الْبَهْجَةُ وَالْفَرْحَةُ
تَتَرَاقَصُ حَوْلَ هَدَايَاهُ
***
قَدْ يَأْتِي مِنْ خَلْفِ الْمَاضِي
فَيَدُقُّ الْبَـابَ بِكَفَّيْـهِ
يَنْفَتِحُ الْبَـابَ فَيَحْمَلهُمْ
يَفْرِدُ بِالشَّوْقِ ذِرَاعَيْـهِ
***
يَبْسُطُ لِلْحُبِّ جَنَاحَيْهِ
فَتَلُفُّ الْحُبَّ جَنَاحَاهُ
فَيُعَانِقُهُمْ ، وَيُقَبِلُهُمْ
يَحْنُو وَتَفِيضُ حَنَايَاهُ
***
قَدْ يَأْتِي مِنْ هَذَا الشَّارِعِ
أَوْ يَأْتِي مِنْ تِلْكَ الطُّرُقَاتْ
فَيُطِلُّ الْعِيدُ عَلَى الدُّنْيَـا
يَبْتَسِمُ ، وَتَبْتَسِمُ الْكَعْكَاتْ
***
قَدْ يَنْبِشُ فِي ثَوْبِ الظُّلُمَا
تِ ، يَفُضُّ سُبَـات الأَبَدِيَّةْ
يُقْبِلُ بِالنُّورِ عَلَى الدُّنْيَـا
بِيَدَيْهِ قُلُوبٌ وَرْدِيَّةْ
***
فَيَطِيرُ الْحُبُّ حَوَالَيْـهِ
وَتَرِفُّ الأَحْلاَمُ عَلَيْـهِ
وَيَسِيرُ سَعِيدًا يَنْثُرُهَـا
فَوْقَ الأَحْزَانِ بِكَفَّيْـهِ
***
آَهٍ أُخْتَـاهُ ، وَقَدْ عَادَت
ذِكْرَى مَحْبُوبِكِ تَفْرينَـا
فَيَعضُّ الْمَوْتُ أَنَامِلَنَا
يَنْتَزِعُ جُذُورَ أَمَانِينَـا
***
آَهٍ لَيْلَى أَضْنَاكِ الْهَمْ
وأتاكِ العيدُ بريح الغَمّ
آَهٍ لَيْلَى ، يَا تَوْأَمَ رُوحٍ
قَدْ غُمِسَتْ فِي بَحْرِ الدَّمْ
***
بِالْوَجْدِ انْبَجَسَتْ عَيْنَاكِ
وَحَبِيبُكِ زَاغَتْ عَيْنَاهُ
قَدَرٌ بِالْحُزْنِ يُدَاعِبُنَا
وَكَأَنَّ الْحُزْنَ وَرِثْنَاهُ
***
فَالْمَوْتُ هُنَالِكَ سَيِّدَتِي
تَحْتَ النَّافِذَةِ الْمَفْتُوحَةْ
يَتَرَقَّبُنَا فَردًا فَرْدًا
وَيُشِيعُ حَوَالَيْنَا رُوحَهْ
***
صَبْرًا أُخْتَاهُ ، وَيَا أَسَفِي
لِعُيُونٍ نَامَتْ مَلْهُوفَةْ
فَدِمَاءُ حَبِيبِكِ يَا لَيْلَى
فَوْقَ الْكَعْكَاتِ الْمَصْفُوفَةْ
***
سَيِّدَتِي ! ، مَهْلاً وانْتَظِرِي
سَيِّدَةَ الْعَالَمِ مِنْ حَوْلِي
تِلْكَ الْكَعْكَاتُ سَتَقْتُلُنِي
أَتُرى أَزْمَعْتِ عَلَى قَتْلِي ؟
***
لَنْ نَأْكُلَ أَبَداً سَيِّدَتِي
تِلْكَ الْكَعْكَاتِ الْمَدْمُومَةْ
لَنْ نَشْرَبَ أَبَدًا يَا لَيْلَى
نَخْبَ الأَحْزَانِ المَشْئُومَةْ
***
الشاعر سمير الزيات
ليلى هي أخت الشاعر رحمها الله