من "حقائب تائهة" الصادرة عن دار البياتي تونس
وطن يغطّ في النوم
يركل الجنود الكتاب بالبساطيل
في الليل، بكت القباب وناحت المآذن
لا وقت للكتابة على اللوح
اللصوص يسرقون الرّقم وعظام الأجداد...
الموت يزحف بين الأزقةِ
وتغيب أجنحة الشمس خلف أرتال الدبّابات...
يهرب القطيع من المراعي...
*"جنگال" يصوب بندقيته ويصيب الطائر الأسود،
الرئيس يقهقه وصوته يدوّي بين الحشود الخائفة...
يلقي قصيدته العصماء
*((أطلق لها السيف لا خوف ولا وجلُ))
ندمت لأني لم أصفق للرئيس، هوى مثل جبل الجليد
تزاحم الشعب يصفق ويبصق ويسحل من جديد...
الخبز الأبيض في التنور ينتظر الولائم
والبنادق تزاحمت على أكتاف الحفاة...
العساكر الجياع يهربون حاملين الرّايات
والهروب ينتظر عند الحدود ليهيم في المنافي...
أنا أدمنت الفرار وأصبحت صديقا للعواصم...
ترافقني حقيبة سفري وجواز أخضر مَلَّ أختام المطارات...
صرت أبحث عن الدفء في وطن جديد...
ومن شرفات الاغتراب، صرت أراقب الجميع،
وأبحث عن وجه أمي الموشوم بوجعها...
فاضل العتابي
كاتب عراقي
بغداد
15-04-2003
*جنگال: راع للأغنام أسقط ببندقيته(البرنو) طائرة للأميركان من نوع (شبح) حسب رواية الرئيس.
*((أطلق لها السيف لا خوف ولا وجلُ)) مطلع قصيدة يقال أن صدام حسين هو من كتبها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق