الخميس، 3 أغسطس 2023

قبس من هدي الآيات وهدى القرآن بقلم الكاتب محمد الناصر شيخاوي تونس

 قبس من هدي الآيات وهدى القرآن

قوله تعالى :
* وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ * (114) سورة هود
يستشهد البعض -كعادتهم دائما- بجزء من آية، كي يُثْبِتُوا - في هذه المرة - حُجِّيَّةَ الصَّلاةِ ( الصلاة المتعارف عليها من نية ووضوء وذكر وحركات) - وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ-
يقفون عند هذا الحد ثم يسوقونه كَبُرْهَانٍ وَحُجَّةٍ !
مَعَ أَنَّ السِّيَاقَ بِأَكْمَلِهِ ، لَا يُؤَيِّدُ مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ ، بَلْ يُبْطِلُهُ وَيُفَنِّدَهُ ، فالحديث هنا يَتَعَلَّقُ - حصرا - بالإحسان إلى الناس وعدم الإساءة إليهم ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) .
ولكي لا تيأس - إذا أنت أسأت - ( وهذا وارد جدا ) سارع المولى الكريم - مباشرة وعلى الفور - إلى طمأنتك وترغيبك ، وذلك بأن دعاك - ضمنيا - إلى الإكثار من الحسنات ونبذ السيئات ، حتى ترجح كفة الخير والصلاح ، فتفلح في الدارين وتفوز ( رأفة منه - بك - وتفضلا و جودا )
إذن ، فالإحسان والإساءة ، لا علاقة لهما بتلك الحركات والطقوس ، ولا علاقة لهما بالله أصلا ؛ فمن أين وكيف لمثل هكذا علاقة ، أَنْ تُذْهِبَ إِسَاءَاتِكَ لِلْغَيْرِ ؟!
إن الله سبحانه وتعالى ، لَا يُحْسَنُ إِلَيْهِ - مُطْلَقًا - وَلَا يُسَاءُ
فَهُوَ الْمُسْتَغْنِي بِذَاتِهِ ، الْغَنِيُّ عَنْ خَلْقِهِ ، الْعَالِي لْمُتَعَالِ
جَلَّ في عُلَاه .
خلاصة الخطاب الإلهي وقصد الشارع ، في الآية المذكورة
هو دعوتك إلى إقامة صلة إيجابية مع ما يُحِيطُكَ ، من بني جنسك و بقية الحيوان ( كل الكائنات الحية) حتى
يحيا هذا الكون كله ، في انسجام وسلام ووئام
- ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ -
صدق الله مولانا العظيم
فلله الحمد من قبل ومن بعد وإليه يرجع الفضل كله.
محمد الناصر شيخاوي
تونس
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق