نداء
"سكّة مهجورة"
(بين قفصة والقصرين)
تنادي...تنادي..
سمعتها حين رميتها....
بنظرة المشتاق إلى الحكايا...
تعلّق قلبي بأساريرها..
وتفاصيل التّيه في المدى..
تلوّح للطريق...
كالمشتاق إلى السّفر..
كالواثق من اللّقاء..
كمن اعياه الانتظار..
كمن اشقاه الوفاء..
تتراءى ثم تغيب ..
خلف الوهاد..
لتعانق في صمتها ..
أزيز السّيارات ...
و تظهر من خلف الرّبى..
تنادي...تنادي...
بحنينها المسكوب
بين الفلوات
كعاشقة للبقاء...
سألتها : اين الحبيب..؟
تنهّدت...سألتْ:
" من أنا؟؟؟
لست إلاّ بواقي..
لملحمة خضتها..
أناظر بيني و بيني.
بين زمنين..
فاجهش بالبكاء..
كنت...
وصرت أثرا..
أُصبت بعمى الأطراف..
بترت" راياتي"...
و وئدت دون ذنب...
مهجورة ....أنا...
بلّغت الطريق سلامي..
فالحبيب في معتقل الغرباء..
كان وفيّا لا يبرح صدري..
كطفل اهدهده صباحا مساء
كفرح يشقّ الرّبوع..
يدندن أناشيد الولاء...
اسألوا ماضيكم...
تشهد هذي الجبال..
و والروابي...والحلفاء..
اننا كنّا حبيبين..
ميثاقنا نجدده معا.."
حكايتها الملهمة..المهملة
أشجان تصافح وجه السماء
وتظل تنادي...تنادي...
صمّ..
فما نفع الكلام !!
ما ذنب اللهيب..
الذي سرى !!
ملتهما صمت النداء..
سعاد محمودي
14\08\2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق