!!،،ثقافة الحرية،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... الحرية أكبر نعمة أنعم الله سبحانه بها علينا ، ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ، ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) ، ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها )
... لذلك فالانسان بكامل حريته وبإرادته مخير فيما يفعله
... وقد عرف العلماء ثلاث مواطن للفعل :
. . فعل عليك : وهذا بأمر الله لادخل لك به ولا خيار لك فيه ، ولا تستطيع رده مثل شروق الشمس وبزوغ القمر وهبوب الرياح وهطول الأمطار
. . وفعل فيك : وهو فى حركة أجهزتك الداخلية تعمل بدون إذنك سواء يقظا بالروح أو نائما بسر الحياة مثل القلب والسمع والكلام والهضم
. . وفعل بك : وهذا هو الفعل الوحيد الذى تفعله بجوارحك التى ( ستشهد عليك يوم القيامة ) وباختيارك وبكامل حريتك وتحاسب عليه سواء إيجابا أو سلبا
... ومن المعلوم أن حرية الفرد تنتهى بحرية الآخرين
... إفعل ماشئت ولكن دون التعدى على حرية غيرك
... والإنسان بطبعه متمرد ولايحب التحكم فى حريته حتى نفسه الأمارة بالسوء تظهر وتسيطر إذا أعطيت الفرصة للتصرف بدون ضوابط وبطريقة غير محسوبه ، لماذا ؟!
. . لأن من أمن العقاب أساء الأدب
... لذلك أرسل الله الرسل والأنبياء لهداية البشر وتعديل سلوكهم وضبط العلاقة بين بعضهم البعض ومحاسبة المخطئ لذلك كان لزاما للسلطة من قوة تحميها وتحمى مصالح الناس حتى لايطغي أحد على أحد
... قصة قرأتها إستوقفتنى وأثارت شجوني لما تعكسه من وحشية سلوك البشر وتحولهم إلى وحوش إذا ما أعطوا الفرصه والحرية الكاملة فى التصرف دون رادع أو محاسب
...《 مارينا ابراموفيتش 》فتاة روسيه قامت بتجربة لتتعرف على تصرفات البشر إذا مُنحت لهم حرية القرار بدون شروط فقامت بالتجربة التالية :
... قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك ! وأتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما أرادوا ، وكانت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات المختلفه ومنها : سكين ، مسدس ، أزهار و أشياء اخرى
... ببداية الأمر كان رد فعل الجماهير سلميا ، فاكتفوا بالوقوف أمامها و مشاهدتها حتى أن بعضهم تعامل معها بكل إنسانية ولطف
... ولكن هذا لم يستمر طويلاً ، فبعد أن تأكد المتجمهرون أنها لن تقوم بأي ردة فعل مهما كان تصرفهم تجاهها ، أصبح المتجمهرون أكثر عدوانية ، وقاموا بأفعالك يندى لها الجبين :
. . فقاموا بتمزيق ملابسها ، و قام أحدهم بوضع المسدس على رأسها ، وقاموا بنكزها ببطنها بأشواك الأزهار ، و تحرش البعض بها
... وبعد 6 ساعات تحركت مارينا من مكانها بدون إتخاذ أي رد فعل عدواني تجاه المتجمهرين ، وبمجرد أن بدأت بالتحرك سارعَوا بالفرار
... هذة التجربة تتكرر يوميا فى مجتمعاتنا وبالذات مع الأشخاص المتخلفين عقليا لأنهم لايستطيعون الدفاع عن أنفسهم
... هذه التجربة تثبت لنا أنَّ بعض البشر الذين نتعامل معهم يومياً مهما إختلف عرقهم وثقافتهم وسنهم و خلفياتهم يقبلون على إرتكاب أفعال شنيعة ولكن إن أتيحت لهم الفرصة فقط
... هذا ما يجعلنا نُقرُّ دوماَ أن من أمن العقاب أساء الأدب
... وأنَّ السلطة بحاجة إلى القوة
... وأنَّ الحريه لايمكن أن تُمنح بشكلٍ مطلق دونَ رادعٍ أو قانون ينظمها أو ضوابط تحكمها
... لاحظ كمية الحزن على وجه مارينا لتعلم أن بيننا وحوش في صورة بشر لا يردعهم و يمنعهم إلا الخوف من القانون ( من لم يفزع بالقرآن يفزع بالسلطان )
... تحياتى...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق