سنابل الصدى
_____________ / حسين السياب
بالأمسِ ركضتُ
لليومِ ولم أصلْ
فكرةٌ تأبى الزوالَ
فكرةٌ كثيفةٌ، تأتي ما بعدَ الثانيةِ فجراً
أجوعُ لصوتكِ
حتى يطحنُني الليلُ على صدركِ..
يتأرجحُ الشوقُ ما بين شفاهٍ وشفاه...
كيفَ لهذا الليلِ أن ينتهي قتيلاً عندَ بابِ النهار؟
كيفَ لي أن أسقطَ فيكِ
مثلَ نهرٍ يتلاشى في حضنِ بحر..
مرايا داخلَ مرايا
وذاك الجدارُ يحملُ عطر قميصكِ..
لم تعدْ امطارُك والحرائقُ تعنيني
فذاك البرقُ انتحرَ عندَ بوابةِ الشمس
واختفى الفارقُ بينَ الصوتِ والصدى
وكلُّ مراكبي غادرتْ ميناءَ عينيكِ
دونَ وسمِ الصور..
دونَ حنطةِ وجهكِ...
دونَ أصابعك التي تتحسسُ هزائمَ الروح
في مهرجانِ الدمعِ والسقوط في فخاخِ الملائكة..
أحزانُ الحقول ما زالتْ تدمي السنابلَ
لكنَّ ثمةَ ريحاً بربريةً
سرقتْ كل القوافي الملونة بخرافات المسافة
وحواسكِ التائهة وسطَ حشدِ الفراغات..
لا أمنياتٌ مصلوبةٌ على لوحاتِ الربِّ الحزينة
لكِ الشعرُ ولي خيبةُ المعنى وتراتيلُ قداس الانتظار
تحتَ ظلالِ شجرةِ الزيتون...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق