الأربعاء، 23 أغسطس 2023

حصة الجغرافية بقلم الكاتب محمد حميدي

 حصة الجغرافية

----------------------

أقبَلَ وبِيده خريطةٌ زاهيةُ الألوانْ

قالَ صباحُ الخيرِ ياغِلمانْ

وعلى السُّبُّورةِ كتَبَ العُنوانْ

الوطنُ العربيُّ درَّةُ الأوطانْ

وقالَ قُل لي يا عدنانْ

ما حالُ الأوطانْ

قامَ واحمرَّ مِنه الخدَّانْ

واحتارتْ فيه العينانْ

قالَ أَأَبدأُ بفلسطينَ أم لُبنانْ

أمْ أصِفُ الصومالَ أمِ السودانْ 

أأتحدثُ عن ليبيا في هذا الزمانْ

أمْ باليَمنِ فما فيها سعدانْ

فدِثارُهم الحِرمانْ

والبُؤسُ والنسيانْ

يامعلمي وذرفتِ العينان

أأصِفُ العراقَ والنخلَ العطشانْ

أم وزاد بالدمعِ الهَطَلانْ

يامعلمي والشآمُ أرأيتَ حالَها الآن

الشآمُ كقلبي مُمَزَّقٍ مُرَقَّعِ الشريانْ

يامعلمي ما عادتْ خرائطُنا زاهيةَ الألوانْ

تغيَّرَ الزمانْ

وتمزَّق المكانْ

واحمرتِ الألوانْ

صارت خرائطُنا في خَبرِ كانْ

كانت بلادُ العربِ دُرَّةُ الأوطانْ

لا حدودَ بيننا مَدى الأزمانْ

أتدري يا معلمي ما صار بيننا الآنْ

قد رَسَمنا ألفَ حُدودٍ بيننا حتى سَخِرَ المكانْ

واقتتلنا على ذاتِ الحدودِ وغطانا الدُّخانْ

اقتتلنا على حدودِ الحارة بِلغَةِ النيرانْ

وقطَعنا لِلحَقِّ اللِّسانْ

ونحن أمةُ القرآنْ

صار لكلٍّ منا حارةٌ هي حدودُه و بِها فرحانْ

يا معلمي تغيَّرتْ خارطةُ الإنسانْ

هضابُها ذلٌّ وجبالها الهوانْ

أنهارُ الحب جفَّت والبحار تسوسها الحيتانْ

فالخرائطٌ ترسمُها النيرانْ

بِخطوطٍ حمراءَ من دَمِ الإنسانْ

يامعلمي لن يعودَ الحالُ كما كانْ

إلا بعودةٍ للرحمنْ

ووقوفِنا صفاً واحداً في خندقِ الإيمانْ

قال المعلمُ أصبْتَ يا عدنانْ

أصبتَ ياعدنانْ

وذرفتْ منه العينانْ


محمد حميدي 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق