*مدينةُ الحضارة*
كانت و لا زالت مدينتي مِنْ أجملِ المُدُن
رغم ما قاسته مِنْ إهمالٍ عبر الزّمن
هي مدينةُ الشّوارعِ الثّمانية
تَفَرّدَت بجمالها وأناقتها العالية
تَتَراقَصُ عِندَ ذِكرِها نَبَضاتُ القَلْب
هي مدينتي الحبيبة
مدينةُ منزل بورقيبة
كانت و لا زالت مَبعثَ سُروري
وسعادتي وفرحي و حُبوري
في تُربتها الخِصبة زُرِعَت بُذوري
وَنَمَت أغصاني وامتَدّت جُذوري
بِها تَرَعرَعتُ وتفتّحَت زُهوري
وعرفتُ فيها الحُبَّ ومعنى الحياة
وجماَلَ الكلمة و التّسامُحَ والبَسَمات
أَهيم بشوارعِها المستقيمةِ الطّويلة
وحدائقِها وساحاتِها الجميلة
وأعشِقُ شمسَها وسَماءَها
و هِضابَها و جِبالَها و تِلالَها
أَحِنُّ لشاطِئِها الجميل
ونسِيمِهِ العليل
حِين كان قِبلةََ لِلزّوّارِ والمُصطافين
في سَبعِينِيَاتِ القرنِ العِشرين
لَمّا كان يَنبُضُ بالجمال
و سِماتِ المَلاحَةِ و الكَمال
و صِفاتِ الحُسنِ و الدّلال
لكن يا لَقسوة الحياة!
صار اليومَ في عِدَادِ الأموات
بَعدَ فِقدانِ البَرِيق والنّضارة
بمفعولِ تَلوُّثِ المِياهِ والقَذارة
فحلّت بِنا أكبرُ خسارة
وَرغم الحَسْرةِ والألم
و قِلّةِ الحِيلةِ و النَّدم
تبقى مدينتي نِبراسًا للحضارة
ورَمزا للشّجاعة والجَسارة
وعَلامةً للصّلابة والصُّمود
أمام العَدُوِّ اللَّدُود
تاريخُها المُشرِّفُ المَجِيد
بنِضالِ رِِجالِها الصَّنادِيد
يشهد بأنّها كانت و ما زالت
و ستبقى على الدّوام في الصَّدارة
ولِلإباء والعِزِّ مَنارة
كمال العرفاوي
في 05 / 06 / 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق