الخميس، 15 يونيو 2023

-لكنك بكيته بحرقة و ما زلت تفعلين.. بقلم الكاتبة حسنية الدرقاوي

 -لكنك بكيته بحرقة و ما زلت تفعلين..

تأملتها جليلة بعمق شارد ..
- أجاهد أن أفهمني في فقدي له.. لن أنكر أحببته..
بل وأكثر..عشقته.. عشقت الشخصية التي اكتشفتها بانبهار في البدايات.. وإلا لما وافقت على الزواج منه..قدم لي مشاعر جميلة ما كنت لأعرفها دونه..
حتى في وجهها البشع..عرفتها منه..حلمت أن أشيخ بين ذراعيه..وأ عتني به بكل جوارحي..
- أذاك أكثر مما أحبك !
مطت جليلة شفتيها بامتعاض..
- لن تصدقي..في كثير من الأوقات أسألني هل أحبني حقا !ما أعرفه، الذي يحب من المستحيل أن يؤذي من يحب.. لم أصدق يوما مشاعره الفاترة..رغم تكراره لها قولا.. لم أستشعر دفأها أو صدقها.. تصرفاته السيئة منعتني من تصديقه..
لو تعلمين صديقتي كم خذلني..
كم جعلني أعيش معه كدجاجة نصف مذبوحة..أزف من كلي..دون أن أموت ..ودون أن أعيش الحياة..
كنت قيد الألم ..ما أقساه من شعور..لا تستطعين فعل شيء حياله ..عشت معه إحساس المحكوم بالإعدام، وبموته نفذه دون أن يمنحني حق الاستئناف !
أخذ ميراثي عن أبي، بعت كل مجوهراتي كي يفك ضائقاته المادية المتكررة واحدة تلو الأخرى..حاولت إرضاءه بكل ما أوتيت من حب وصبر..
-لا خير يرجى في رجل ينتظر إرث زوجته كي يقفز فشله كمسؤول سيء، اعلمي أن الرجل الذي تشتري رضاه عنك بمالك، لا هو برجل ولا أنت
بامرأة حرة !أسخف ما قد تفعله المرأة في حياتها، أن تنفقها بغباء في محاولة إرضاء رجل يذلها ولا يكترث لها !
- آه صديقتي..كم أذلني..كنت أعتقد أني بذلك أقربه مني لأفهمه أكثر..
- أتعتقدين أنه كان سيسلمك شفرة شخصيته؟ مطلقا صديقتي!الرجل في غموضه مثل جبل الثلج، يظهر لك بعضه و يخفي كثيره ليوهمك بالثقة بمعرفته..
من روايتي" كي لا تموت يتيما"
حسنية الدرقاوي
Peut être une image de 1 personne, foulard et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق