ودّع همومكَ
ودّع همومكَ إنّ العمرَ مرتحل
لن تجْن شيئا من الأشجان يا رجل
لا تبكِ ماض ولا تؤسفك ذاهبة
"لن يلحق الرّكب"من فتّه الفشل
الحزنُ نارٌ لكنْ دونما لهب
لا جمرُ فيه ولكن ضُرّه جلل
لإن ترحت ودمت الحظّ تندبه
القلب يشقى وغُبنا تذبل المُقل
وإن ظللت وعشت الدّهر في كمَد
لن تُحيي ميْتا ولن تعيد من رحلوا
تظلّ تبكي وجمرُ العين يحرقك
والجسم يذوي وفيه تينع العلل
هلْ ارتوى ظَمِئٌ من جرعة زُعِقَت **
أو بلّ جسمٌ من السّموم ينتهل
إلامَ تبقى عمق الجرح تنبشه
إنّ الجراح مع الأيّام تندمل
وجّه شراعك للأفراح تدفعك
كالرّيح نحو موانٍ ما بها وجل
عشها الحياةَ مع الأحداث في جذل
إنّ الشّجون مع التّحقير تنخذل
اِنعمْ بوقتك فالأحزانُ قاتلةٌ
وهي القلوب بسحر الحلم تجتذل
أو كالفراش قضِّ العمر منتقلا
بين الخمائل حتى ينتهي الأجل
هاذي الحياة وإن تقسو نوائبها
فيها الجمال وفيها الحب والأمل
محمد الصغيّر القاسمي
** جرعة زُعقت : أُفسدت بكثرة الملح
تضمين لبيت الشعر: " وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ. وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ" للأعشى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق