الخميس، 15 يونيو 2023

يا ليتني بقلم الشاعر صادق الهمامي / تونس

 يا ليتني

*******
ياليتني ما شفتها
كحمامة مجروحة
حطّت فوق الغصن تبكي
من بعد طول عناء
لا تدري كيف السّبيل لعشّها
فهمومها لاتنتهي..
و جراحها لا تندمل..
الغصن قاسمها الأسى
و بكى طويلا لبكائها
كلّ الفصول تخلّت عنها في أحزانها
كلّ المواسم أبعدتها عن وقتها
و صروف الأيّام نالت منها
وأدت أفراحها في أرحام النّسيان
بعيدا عن مرأى مرآتها
باعت دفق ينابيع
طالما حطّت على أمواجها
أطيار شتّى..
تمشي الهوينا لا تخشى
أحجارا نثروها بحياتها
و الأحمال تزيد عنها
فتكوّرت.. و تربّعت.. و تثلّثت
لكنّها لم تنس يوما شكلها
لم تنس يوما أصلها
و برغم الجرح النّازف منها
هي دوما تتحسّس الأحلام
في خطواتها..
و كثيرة أهدافها..
تصبو إلى تحقيقها..
لا كلّت... لا ملّت...
كلّ العواصف و الزوابع
هبّت في وجهاتها
ما أضعفت قدراتها
هي مازالت تشدو
و بكلّ حبّ ترنو
للشّمس في عليائها
و كأنّها أبدا لا لم تقلق
لم تحزن وقتا
لم تصبر صبرا
ما من شكّ عندها
أنّ الآتي ليس لها
غاياتها أسمى ممّا النّاس ظنّوا
مسرورة دوما تراها
وهج الشّباب يشعّ منها
إيمانها بالله كان الأقوى
مهما تكون ظروفها
تثني على الفتّاح خالقها
بما صبرت في دنياها..
*صادق الهمامي / تونس*
Peut être une image de 1 personne, clarinette et trompette

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق