الخميس، 25 أغسطس 2022

 عبروا شقوقَ الليلِ واختصروا المدى ...بقلم إيمان الصباغ

 عبروا شقوقَ الليلِ واختصروا المدى ...

وتزاحموا فيك اختناقاً

شيّعوكَ على قيود الذكرياتْ

دخلوا مراياك القديمةَ أوغلوا في ضوءِها

وتكاثروا في العتمِ حولك أُحجِيات

يتقاسمونَ الجرحَ فيك مواجعاً ..

ويحاصرونك غصةً تتجمّعُ الأيامُ

في اشداقِها والموحِشاتْ...

من اين تُدرِكُهم رؤىً ....وحقيقةً

او انْ تداهِمَهم بعقرِ ديارهم

مابين صحوِكَ والأناة ..

قولوا لمن عبروا السراب حقيقةً ..

يترجلوا...

قد كنا نحنُ في الحياةِ سرابَهم

وهمُ الذين بوهمنا ..صنعوا الحياة 

يتساقطون على انتظارِك أنجماً ..

فتهيمُ تجتثُّ الاماكنَ كي تراهم 

في هُراءِ المُمكناتْ ..

نعشاً حملتَ لهم رِضابَكَ

كي تُصابَ بمائهم . 

وتضيع في أقدارِهِم ..

دهراً ..سُباتْ ..

أهملتَ أعراض اعتزالك للنهارِ

أخذت تعتقل الغيابَ زرعت في وضحِ

الحضورِ مواسماً وشهدْتَ أرواحاً

يُباعِدُها المآتْ...

والوقت أدّى للظلامِ تحية الامواتِ

رتّبَ موعداً للعاديات

انسيتَ أنّكَ في العزاءِ مضرجاً 

بملامحَ التابوت تحكمك القضاة

فنزعتَ عنك الحلمَ خشبةَ صحوةٍ

تثنيكَ عنها الجانحاتْ ..

وشربتَ نِصْفَكَ غصةً 

فتوالتِ الايام حَيْناً تحتسي 

فيك السوادَ لكي يؤبِّنَك النعاة .

وكم ارتكبت براءةً 

تحبو بساعاتِ العشيِّ 

على نزيف الأمهاتْ

انفقتَ صفوك في الرواح وفي الضحى

وعشيةً..كدراً اتتك الأمسيات

فعلامَ توجِعُكَ الأماكنُ كلَّما حاولتَها أُنساً

تمادت في القَساة

مذ أذّن الليلُ ارتطاماً في سقوطِكَ 

سارعت فيك الهزائِمُ للفلاحِ وللصلاة

لا وقت حولك للجوءِ إلى انتظارٍ آخرٍ

فانفض غبارَ الحزن عن غدِكَ الذي

يحتسيكَ على الرفاة

إيمان الصباغ


.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق