الاثنين، 1 نوفمبر 2021

ورقة أدبية موجزة في حق ٱلشّـاعرة سعيدة الرغيوي : علال الجعدوني المغرب/جريدة الوجدان الثقافية


 ✓ ورقة أدبية موجزة في حق ٱلشّـاعرة سعيدة الرغيوي :

قبل ٱلْخَوض في كتابة ٱلْورقة ٱلْأدبية، لا بد من ٱلْإشارة إلى أن ٱلشِّعر : هو تجربة قبلَ كُلّ شيء ، كما هو ٱلْمعاناة ٱلّتي تصهر ٱلْأَشياء، وٱلْمُغامرة ٱلْجزئية ٱلّتي لا تتوقَّفُ عند حد، وأكثر من هذا فٱلشِّعرُ ليس مجرد كلامٍ يرسل في مُخْتَلفِ ٱلْمُناسبات، أو أنه محسنات بديعية تَسْتَدعِي ٱلتّشبيهات وٱلْمقابلات وٱلْاستعارات ٱلّتي لا تحملُ أيّ معنى.
فٱلشّعر "هو ٱلْحياة ".وٱلْقصيدة تبقى فضاء واسعاً تعترك فيه مُختلف ٱلصِّيغ، وتمتزج مكامن ٱلشُّعور مع روح ٱلْفَنِّ بلون متميز ليصِلَ ٱلشّاعر إلى قمّةِ ٱلْإبداع أو إلى مشَارف ٱلرُّؤيَـا ..
ومن هذا ٱلْمنطلق يمْكنُ إدراج ٱلشّاعرة الأستاذة سعيدة الرغيوي في صنف ٱلْمبدعين ٱلّذين ساهموا في مثلِ هذه ٱلتّجربة ٱلرّائدة وبٱلْأخص في تشكيلِ نموذج ٱلْقصيدة ٱلْحديثة بطرق تصويرية رائعة ٱلْمعاني، مقتنصة لذيذ ٱلْمَجازات بٱمتطاء ٱلتّرْميزِ وٱلتّأويل وٱلدّلالة في جُلِّ كتاباتها ٱلّتي جمعتها في إصدار أنيق عنونته : " قناديل ٱلرُّوح " ديوان شعري ٱلْهايكو ، بحيث يمكن ٱلْجزم على أنَّ ٱلصُّور ٱلشّاعرية ٱلْمرسومة بٱلدِّيوان تعدُّ جوهر ٱلْإبداع بإحساسٍ و وعيٍ مَقْصُودٍ، فٱلشّاعرةُ موهوبة تملك ناصية ٱلْحَرف، تمكَّنَت أن تكون شاعرة بخيالها ٱلنّيرِ ٱلْواسِعِ.
نعم شاعرة متميزة وقوية متمردة، تهيمُ بٱلْقَارىءِ على وهجِ رؤى عميقة بأسرارِها ٱلدّفينة، وليس هذا فحسب، بل تفكك صمت ٱلذّات مِمّا يؤكدُ أن ٱلشّاعرة "سعيدة الرغيوي"، قيمة فكرية كبيرة ، طلعها لايَجِفُّ عطاء، فتجربتها زاخرة بحِكمٍ وازنة مُستقاة مِمّا يحُومُ حَولها ، متشبعة بٱلْموروثِ ٱلثّقافي ٱلْغنِي بٱلصُّورة ٱلشِّعرية ٱلشّاعرية ....
فإبداع ٱلشاعرة ٱلْمَنشور هنا وهناك ، سواء بٱلمجاميع ٱلشّعرية ٱلْمُشتركة" إيماءات " أو بٱلديوان ٱلجماعي" ٱلعربي ٱلْآن " أو بديوان "على رصيف الجحود "أو ٱلكتابات ٱلْمبثوثة في ٱلْمواقع وٱلْمجلات ٱلْعربية سواء ٱلْورقية أو ٱلمنشورة رقمياً؛ هي كتابات تُغرِقُ ٱلْكيان بنكهة ٱلتّميز وٱلتّفرد ، لأن ٱلشّاعرة لم تتقيد بمدرسة ما، بل ولجت عالم ٱلْكتابة وهي متحررة من كل ٱلْقيودِ، نحتت شعراً جميلاً على خاصرة ٱلنّجاح وٱلتّألق، تبنت حروفا رشيقة نابعة من ٱلْأعماق، ساحرة ٱلْجَرْسِ ، قوية ٱلدّلالات، متجنبة ٱلتّصَنع لُغةً وأسلوباً متربعة عُرُوشَ ٱلصِّدق كَيْ تَخْلُقَ ٱللّذة ٱلْجمالية فِي نُصُوصِها ٱلنّثرية بِشاعرية عذبة ٱلصِّياغة.
(فكل حرفٍ لايمس ٱلرّوح بشاعريته وصدقه ،ولا يرتشف ٱلْجُرحَ ٱلْغائر ،لايخلد ،ولا يعول عليه).
وخلاصة ٱلْقول:" فٱلشّاعرة سعيدة الرغيوي تُحاولُ جر ٱلْمتلقي إلى عُمْق ٱلتَّجربة ٱلشِّعْرية ٱلْمُعَاصرة بكل عطاءاتها وتعثراتها.سلكت مسلكاً على غرار باشلار حيث يرى أو يقول :
( إنّ ٱلشِّعْرَ ٱلْعظيم هو ٱلشِّعر ٱلرُّؤيوي ،إنَّ ٱلرُّؤيا هي ٱلّتي تجعل ٱلشِّعْر جَسَدا ) ١، لأنَّ هُناكَ فرق بين ٱلنّص ٱلْعَادي وٱلنّص ٱلْإبداعي كالفرق بين حال " ٱلرُّؤية "وحال "ٱلرُّؤْيا ".
١ النظرية الأدبية الحديثة والنقد الأسطوري ،حنا عبود منشورات اتحاد كتاب العرب ١٩٩٩ص١١
✓ بقلم : علال الجعدوني المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق