لملمت أشتات ذاكرتي
دسست نظائرها عني
ليوم اشتهي فيه التذكر
وعزمت على الرحيل
عزمت على الرحيل بصمت ذبيح
وصوم عن الكلام الشحيح
ذاكرتي متعبة تتماهى في جيوب الفراغ
تلعن تفاحا سقط وسط عرش قبيلتي
وأسكنها الخطايا حدّ العنق
ضعت وسط خطاياها
والذنوب تنهش تلابيب فؤادي
وأعلنت المشي بلا زوادة الماضي
مشيت أبحث عن ثقب في السماء
عن وجهة شرعية فيها
عن ريح أغتسل فيها من أسقامي
تبّا للتفاح وللغوايات ولكل الأسقام
تبا للّذة حين تتناسل ذنوبا وتسقطنا في الهاوية
وتبا للعنة سكنت المفردات
فجعلتها تهوى خاوية بلا معان
بلا عقيدة
بلا شفاعة آية
كنت أظنها قد تشفع لي
كنت أظنها قد تخلصني من ارتباكاتي
من هزّاتي و وانتفاضاتي ومن سقوطي في تجاويف المرار
تبا لها وألف تبّ
ألعنها وكأنني الآن وسط وقت يحتضر
أضع عصياني جانبا على مصقلة
أفتته علّه يضيع كجثة تختفي في التراب
أو كما تضيع الوردة البرّية في الريح
حبّا سأصلي في حديقتي الجميلة
حبّا سأغمغم وأكبّر
سأدعو وأسبّح
بل سأشدو
وكأن الغد
عرس الظلال بالتلال
عرس التراب بضوء الهلال
ولتتشابك النوايا
ولتصفح عن خطاياي العشر
و حبّا سأفتح أزرار الخطايا
ولتتقدم بثبات ولتغادرني
كما تغادر النوق الأراضي الجدباء
هاهي ترمقني بتعجّب
أبواب الهمس المارق
سيولة ليل بلا شفاعة فجر
شمس لا تنام وتنسى موعد أفولها
كفّ تهزمه رائحة حناء
طيور تفقد حواسها تحت دثار الطريق المتعبة
ثلج يسيح بين تجليات حجر الصوان
طلل تحوِزه ألوان الطيف
دم يضيع بين أتربة الوادي
وفاتنة تدسّ بواكير العنب في كأس حبيبها
ليحتسيه وقت يرقد الضوء على ناصية أهدابها
عبثا عزمت على الرحيل بلا زوادة تثقل الجراب
بلا حواس تدلني على الطريق
بلا حناء ،بلا ألوان طيف
بلا شمس
فقد تدلل الشمس طريقي بالضوء
فأعود أحمل الخيبات وانكسارات عمر طويل
ماجدة رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق