الاثنين، 15 نوفمبر 2021

سأكتب على سديم الدنيا تواريخ رجال/محمد المحسن/جريدة الوجدان الثقافية


 سأكتب على سديم الدنيا تواريخ رجال أتقياء..ما هادنوا الدّهر يوما

في الرجوع الكبير إلى البدايات،في الذهاب الكبير إلى مهرجان اللغة،شيء من الصوفية المنفلتة من العقال..
في الرجوع المربك إلى الوراء هنالك شيء من المحاججة العنيفة للذات وجلدها بقسوة..
في الإنفلات من عقال الأزمنة الفاسدة هنالك شيء من التحرير والإقتراب الجليل من الله..
الآن عليَّ أن أعود إلى خالقي،وأعيد إليه ما تبقى من لحمي وحلمي ودمي،فأنا لست أنا كما كان يعرفني قومي وعسس الليل وكل الذين تعفّروا بالهدم والرّدم وتشظوا في الرّعد دمدمة ودويا..
لم أعد أمير المنابر يا أصدقائي.ومثلما أوحيت لكم ذات يوم: أنا ذاهب في صحاري دمي..أنا ذاهب في زهدي ..وقد لا نلتقي..
سأحاول أن أنبجس من ذاتي إلى ذاتي ،وأدوّن معاناة بني البشر أجمعين،وما قد ذررفوه من دموع في نهر الأبدية..
سأكتب على سديم الدنيا تواريخ رجال أتقياء ما هادنوا الدّهر يوما..رجال تشرق مكارمهم وتتجلى ورعا و وإيمانا..من المؤكّد أنّ والدي منهم..والدي الذي خاض تجربة الحياة بمهارة..ظلاله مازالت ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..مازالت هنا على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..
مرّ غيم الموت،ولم يمرّ جوع الأرض..ظلّ جاثما على الرقاب..والدي كذلك لم يمت..ظلّ يرتّل صلواته جهرا وأنا أسمعها كلّما مرّت الرّيح بحذوي..أحاول جاهدا إعتلاء عرش المحبّة والدّعاء..أجاهد كي أتدرّج بتقوايَ من مقام الدهشة الأولى إلى الإشراق في آيات الله وأهمّ بالنجوى،حديث الرّوح في أسفاره الكبرى،حصى التسبيح.ها أنّي أسبّح ،لكنّ أسماء اللّه لا تعدّ..
هل هرمت كثيرا أم ارتطمت بجدار الأفق المسدود،لأعيش في هذا الهزيع الأخير من كل شيء مهوسا بفوبيا الكتابة،متوجسا خيفة من غدر الأزمنة الفاسدة..أم أنّ خشية الله تظلّ المصدر الأنبل والأرقى للتماسك والسلام مع النّفس على هذه اليابسة المزدحمة..
..ويظل السؤال ..حافيا..عاريا..ينخر شفيف الروح..
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق