الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

لَم نَعُدّ واحداً/ لَطِيفَةٌ مُحَمَّد حَسِيبٌ الْقَاضِي/جريدة الوجدان الثقافية


 لَم نَعُدّ واحداً

بِقَلَم لَطِيفَةٌ مُحَمَّد حَسِيبٌ الْقَاضِي
الْتَقَيْنَا بَعْدَ عَامَيْنِ مِن الفراقِ
ذهبتُ للقاءهِ فِي أَبْهَى صُورَة
كنتُ أعتقدُ بِأَنَّه نادمُ عَلَى فِرَاقِي
وَجَاء يُقَدَّم لِي الصُّلْح
كنتُ أظنَ إنَّنِي حبيبته
وَأَعْنِي لَهُ شَيْءٌ
أفاجأ بِحَدِيثِه عَنْ امْرَأَةٍ غَيْرِي
يُحَدِّثُنِي عَنْ حبيبته
حَدِيثِه كَان غريباً وَأَكْثَرَ مِنْ غَرِيبِ
كَانَ يَبْكِي مِنْ حَبِّهِ لَهَا وَيَدْعُونِي للتعاطف مَعَه
أَوْ أَنَّ أساعده لِكَي أُرِد لَه حبيبته
فَكَان بُكَاؤُه لَيْسَ مِنْ أَجْلِي بَلْ مِنْ أَجْلِهَا
كنتُ أبحثُ عَن وهاجِ حُنَيْن
وذكريات السِّنِين
مَا عُدَّتْ أَعْنِي لَهُ شَيْءٌ
الحبُ غَابَ عَنْ قلبهِ
لِأَنّ اللِّقَاء كَان بارداً خَالِي مِنْ حَبِّهِ لِي
كَانَ قَلْبُهُ يَحِنُّ لحبيبته
مَا عُدَّتْ هَمُّه الْأَوَّلَ وَالْأَخِيرَ
حَان لِقَلْبِي أَن يَنْسَحِب مِنْك
أَصْبَحْنَا اثْنَيْن بَعْدَمَا كُنَّا وَاحِداً
لَقَد غادرت مذكراتي
أطيرُ كالثائرةِ لِاخْتَار موطناً آخَر
أَرْحَل عَنِّي إِنَّكَ مِنْ تَعَمَّدَت الرَّحِيل وَتَعَمَّدْت إيذائي
ستدرك يوماً أَنِّي كُنْتُ أَخَافُ عَلَيْك
مِن الرَّحِيل وَإِن يَنْتَهِي كُلّ شيءبيننا
مَا أَصْعَبُ الْحُبِّ مَعَ الرَّحِيل
لَم نَعُدّ واحداً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق