الثلاثاء، 24 مايو 2022

وصية أمي : لا تحمل مشكاة الحزن..على عاتق الليل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وصية أمي : لا تحمل مشكاة الحزن..على عاتق الليل

“لروحك الطاهرة يا أمّي..يا من أنجبتني في الأزمنة المفروشة بالرحيل ألف سلام..”
يا إلاهي..
تموت التي وهبت قمحها للغيم
وأطعمت من حليب اللــــــوز
صبايا مرّ على نضجهــن
نصف قرن ونيــــف..!!
هكذا هي أمّي..
كلّما انهمر الغيم..
وجْدا
وتشظّت مرايا المســاء
خبّأت ودائعها..
في كفّة الرّيح
وشدّت على وجع
بحجم السمــــــاء
ثم قالت..
“لا تخف يا محمد”..
لك مقعد على بساط المـــــدى
ووتَد تلتفّ من حوله
كل الثنايـــا
لك مفاتيح الفصول..
وقلب جميل
وأمّ تقيّة..
تؤجج..إذا حاصرك السّيل
جمر العشايـــــــــا
لك إشراق البراري
وخيطان..
من مطر
وشوق يضيء في شعاب الهدى
لك نرجس الرّوح يتفتّح عشقــــا
بين شقوق المرايــا
فلا توغل في الدّمع
ولا تحمل مشكاة الحزن
على عاتق الليل
ستبصر وجهي..
خلف تخوم الصدى
يضيء في غلس الظلــــــــــــــمة
ولا تصغ لعويل الصّمــــت
فلا شيء أشدّ بهاءً من الموت
ولا تكن طيرا أضاع بلا سبـــب
عشبةَ البحر
وحلّق في فجاج الكون
علّ تجود الفصــــــــول
بما وعدته الـــــــرؤى
درْ على هدأة البحــــر
ولا تترك بقايا دموع على الجفن
ولي أنّني خائفة
لحظتان..
ودمعـة
عينايَ لا تبصران
إلى أين تمضي الرّوح
في مثل هذا الصّمت العظيم ؟
إنّي أرى من بعيد..
طائرا يقتات من مهجة الليل
يمتشق غيمة للهـــــــــدى
ويمضي بي..
إلى لجّة الغيم
حيث سديم الصّمت
واختلاج الحنايــــــــا..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق