الاثنين، 23 مايو 2022

ام كل المعجزات بقلم الأديب عزالدين الشابي

 ام كل المعجزات

امي يا محور خلقي
كلما النسيان اخفاك بعمقي
زاد شوقي
مااختفى جرحك يوما أو توارى منه رتقي
ذكرك الجبار امي كل يوم يتجسم
يتكلم
تذكر الايام ما كان يصمم
قبل ان اولد امي
الفتني
صورتني
انجبتني
يوم حفله
وهي طفله
حدثت عني الصبايا
والمرايا
لبست شال الحرير
وعلى ركح السرير
وقفت وهي بنيه
مثلت اما خفيه
وذكيه
وضعت بين الكساء
وتجاعيد الرداء
خرقة الصوف وقطنه
حاولت تنفخ بطنا
نزلت كي تتجلى
ومشت مشية حبلى
مثلت في الحين اما
وانا في ذهنها ما زلت حلما
وبشوق
قبلت اصبعها من فوق
ورات وجهي فيه
قبل أن اعرف من هي
قبل ان يبدأ وجهي
في تفاصيل التجسد
ولكي لا اتمرد
جسمتني
كلمتني
ارضعتني
نومتني
دندنت لحنا يهدهد
نني نني ارقد ارقد
حاول الابن التمرد
ربما يصعب شده
وضعت اصبعها فوق المخده
ثم غطتني لارقد
وهي ما زالت تهدهد
وبشوق للحنين
قبلتني من جبيني
ثم فوق الوجنتين
نسيت اصبعها المشدود في صلب اليدين
في امتداد الاصبع الناءم فوق طيات القماش المتبرم
كلمتني وراتني اتجسم
وراتني اتبسم
سمعتني اتكلم
جسمتني وانا في اوج صمتي
وانا في عمق موتي
في فناءي قبل وقتي
قبل ان يسمع صوتي
قبل ان تخلق ذاتي
قبل ان تبدا في البث حياتي
قبل ان ابدأ شوطي
قبل نطي
قبل ادراكي
وقبل البدء في صوغ الحراك
قبل بدء البدء في حيز الوجود
قبل ان تلبسني كل حدودي
قبل ان ينبت في جسمي وريدي
بعثتني البنت في حكم الوجود
قبل بعثي
قبل ان يبدا نفثي
كونتني
جسمتني
هندست كينونتي فوق الخيال
اوجدت خلقي بمحض الاحتمال
نفخت في صورتي قبل الاجال
سبقت ايام عمري
صنعت قلبا بصدري
بعثت في الحين فجري
صخرت عمر الطفوله
هبة لي بلا اجر
ولا مهر
ولا فخر
ولا حتى عموله
أو رجاء او بطوله
شغلت دور الابوه
والفتوه
وتحدت كل اشكال التواصل
والتناسل
والبديهه
كي اعيش العمر فيها
قبل بدء العمر
هيأت في الحين فجري
قبل رتقي
بدأت محور خلقي
حددت وحدها توقي
زردت لي وصفاتي
وصفاتي
وهبتني قبل ان احيا حياتي
فرصة العيش واحلام النجاة
تلك امي ام كل المعجزات
عزالدين الشابي
ابن فاطمة بنت الشاوش
Peut être une image de 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق