الاثنين، 1 نوفمبر 2021

على هامش تجليات الثورة التونسية المجيدة في أفق الحرية : بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش تجليات الثورة التونسية المجيدة في أفق الحرية :

هي ذي تونس ..زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات..أقاصيص وملاحم
"ليس بين الدم والدمع مسافة..هذه تونس التي تتحدى..وهذا الوعي نقيض الخرافة” (مظفر النواب بتصرف طفيف)
*الحياة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات،لا سيّما إذا كان الفعل أسطوريا رسوليا على النحو الذي رأيت..(الكاتب)
تقتادك الثورة التونسية من يد روحك،وتمضي بك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض.فأنت إزاء هذا الفعل الإنساني الجبّار،حائر على غير مستوى،ثمة دم أريق ولم تكن تملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.وحتى حين يمور الدّم في جسدك باحثا عن مخرج،فإنّك حينئذ ثائر لا شاعر.وليس معنى هذا أنّ الثورية تنافي الثقافة،أو أنّ الثقافة متعالية على الميدان،ولكن لابد من تفادي خلط الأوراق،فلا يمكن للمارسة أن تتحوّل إلى حكم قيمة أدبي،مع أنّ الحبرَ عرضة لإختبار دائم-لقد خلصنا من ترف الكتابة للكتابة وهي ذي الثورة،بوهجها وضرائبها البشرية،تعيد إنتاج السؤال التقليدي عن جدوى الكتابة،وإذا كان السؤال قاسيا أو عصيا على الجواب،فلنبحث عن صيغة ثانية:” هل من عزاء في الكتابة؟”
ويرسلك هذا السؤال إلى مستوى آخر من المشكلة،يتصل هذه المرّة بكينونة المثقف المتورّط بوجوده في زمن ملتهب:” هل قدرك أن تلبس هذا اللبوس الماسوشي،مقرّعا حيّزك الفيزيائي المحدود،بدعوى عدم صعوده إلى لحظة الإشتباك؟..
وحين يدخل المثقف العضوي-مع الإعتذار من غرامسي-على الخط،فإنّك في مستوى ثالث من الحيرة: كيف أمارس كمثقف وكيف أكتب كثائر؟
وفي كلتا الحالتين:ألست (بضم التاء) مثقلا بأسئلتي الوجودية،أنا المفرد في فضاء محذوف؟ فكيف أتحوّل إلى خليط فعّال في نسيج الجماعة؟
ولك أن تعتبر،في طفرة يأس أو ضجر،أنّ ماسبق ليس إلا دلعا لغويّا،وأنّ عليك أن تعود إلى سؤال الأسئلة عن دورك،مثقفا في هذه الملحمة.وساعتها لا مناص من مستوى جديد يدعم حيرتك الأولى،هو أنّ الثورة هي نشيد الجماعة ومرآتها،وليس الفرد إلا نبرة في إيقاعها الجمعي المتكاثر.
بهذا لن تكون ذاتك إلا بالحد الذي تسمح به الثورة،فهي تهدّد الثقافة بالتنميط.
وحين تنأى عن الإمتثال للثقافة السائدة،فمعنى ذلك أنّك اخترت الغربة-أمغترب ومثقف ثوري في آن؟..كيف تلتئم المعادلة؟!
حين هبّت عاصفة السابع عشر من شهر ديسمبر 2010 لتخترق سجوف الصمت،وتنير درب الحرية أمام شعب ظل يرسف في الأغلال عبر عقدين ونيف من الظلم والظلام،في تلك اللحظات الخالدة تملّكني إحساس باللاجدوى.ماذا يمكن للمرء أن يفعل..؟
كيف يمكن أن يكون عمليا وهو لا يتقن غير الكلمات؟ !.حتى الكتابة عن حدث جلل بحجم الثورة التونسية لا ترقى إلى منصة النضال.
كنت أدوّن جميع ما أرى،-مكتفيا- بالتفرّج على الدّم التونسي مراقا،وعلى الجنائز تسير خببا في اتجاه المدافن..
هو ذا الموت فرجويا متوحّشا قاسيا فظّا بدائيا ساديّا همجيّا عاتيا ضاريا فاجعا.
هو ذا القتل على مرأى من الدنيا وحفاة الضمير.
الأرض التونسية لم تصَب بقشعريرة ولا بإندهاش.إنّها تأكل بنيها.جميع التفاصيل التي اجتذبتني إليها دوّنتها.معي الآن من التفاصيل ما يكفي لتأليف كتاب.كيف يرتقي المرء إلى مستوى ما رأى،كيف يكتبه محاطا بهالته الأسطورية دون أن يقع في نقل الوقائع أو وصفه وصفا إخباريا مسطّحا يفقره ويلغي كثافته؟
كيف يكتب جانبه السحري الأسطوريّ المروّع..؟
الحياة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات،لا سيّما إذا كان الفعل أسطوريا رسوليا على النحو الذي رأيت..
ولكن..
لا يجب أن تنتهي الحياة إكراما لشبابنا الذين تسابقوا إلى الموت إعلاء للحياة وتمجيدا للحياة.
أنا على يقين من أنّ الإستبداد سيظلّ يدحرج -غلاته وصانعيه-بإتجاه الهاوية حيث لا شيء غير الندم وصرير الأسنان.
يا تونس الصابرة نحتاج قليلا من صبرك الرباني فالرّوح محض عذاب.قصر قرطاج ينوح في السرّ على “أمجاد”من سكنوه ذات زمن موغل في الدياجير.وطائرة المخلوع تحلّق في الأقاصي في اتجاه المنفى البعيد.والحرية تتمطى في اتجاهنا عبر الدموع.
ولنا أن نفرح.لنا أن نهلّل.وطوبى لأمهات الشهداء لأنهن عند الله يتعزين.
غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة.
مدهش أمر هذا الشعب التونسي الذي ارتقى بقراره إلى منصة الإستشهاد.
ومدهش أيضا أمر هذا الشعب الذي اتخذ قرارات مصيرية يهون دونها الموت.
ومدهش كذلك أمر هذا الشعب الذي جسّد الديمقراطية في أبهى تجلياتها وغدا نموذجا تحتذى به الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج..
ومبدع أنت -يا رئيسنا الفذ-في عربيتك العذبة..ونرجو أن تكون سياستك أكثر عذوبة..تأكّد فقط أنّ حالة تونس تبقى متطورة وناضجة.. إنها جسد مدني سياسي تمايزت فيه الأعضاء،ويكاد يكون مكتمل النمو..
وكن أيضا على يقين أنّ الثورة التونسية المجيدة مبثوثة في الأنساغ كلّها،وعلى من يبحث عن موقع بجوارها،أو في مدى توهّجها أن يعثر على ثورته،لغة ورؤى،وأن يستغيث بها للتحرّر من المديح الذي تورّطت به الثورات العربية كلّها خلال نصف قرن..
وإذن؟
هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا..وقد أبدع الشاعر الراحل نزار قباني حين قال عنها (تونس):
"ياتونس الخضراء
جئتك عاشقا *** وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى*** فاخضوضرت بغنائه الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي*** إن الهوى ألا يكون إياب
أنا فوق أجفان النساء مكسر*** قطع فعمري الموج والأخشاب
لم أنس اسماء النساء ..وإنما*** للحسن أسباب ولي أسباب
ياساكنات البحر في قرطاجة*** جف الشذى وتفرق الأصحاب
محمد المحسن
Peut être une image de Med Elmohsen

قراءة تحليلية انطباعية ل قصيدة ساليس ساليس مايا بقلم الكاتب محمود البقلوطي

 محمود البقلوطي

قراءة تحليلية انطباعية ل قصيدة ساليس ساليس مايا
بين الجزء الأول والجزء الثاني فرق شاسع ممكن ان نقول طريقان مختلفان من حيث المعنى والدلالة
_1الجزء الأول..بين الاضلع تيه
شحوب وذبول.. احساس بالضياع
وان حياتها تحولت إلى وهم لكنها تتلمس بعض الحنين في كلماتها وهذا ما جعلها تعيش الانتظار ممزوجا بلحظات صمت ورغم ذلك سافرت في الفراغات متسائلة عن معاني الحقيقة...وهذا في حد ذاته فتح لابواب ممكن تمكنها من الخروج من هذا التيه الساكن في الذات والوجدان وهذا نتلمسه في التقابل والتضاد الذي نجده في الجزء الثاني..
_2الجزء الثاني.. البحث عن معنى الحقيقة ومحاولة الخروج من أضلاع التيه..
"اتوسل المعاني بأن تحرر الحقيقة"
تلك الحقيقة:
الساطعة/الغامضة
الممكنة/ الاممكنة
الحرة/السجينة
المنثورة/ المبتورة
المنقذة/ المتورطة
كلمات متضادة ،متقابلة وتحمل في طياتها معان متعددة للحقيقة استعملتها الشاعرة في عملية البحث عنها لعلها تبعث في نفسها بعض امل.. وهذا ما احسسنا به في كلمات القصيدة التي تبعث الأمل لتخرجها من اضلع التيه
حقيقة رأيتها مستديرة
وحين تلمحني تلمس يدي
تقول لي انهضي ساليس
تعالي نتحرر من أضلاع التيه
فأنت مسلكي وكل عبوري
انهضي ساليس.. فأنت التراب والحجارة.. عماد واسس البناء
قصيدة عميقة وقفتها كانت حاسمة في المعنى والدلالات من حيث النتيجة التي انتهت بها القصيدة.. هو الخروج من أضلاع التيه وفتح افاقا رحبة للاني والمستقبل.. دام روع حرفك وبحر مدادك والق ابداعك تحياتي والورد.. كل الريحان
القصيدة للشاعرة. ساليس ساليس مايا
بين أضلاع التّيه
شحوب و ذبول
و عند سفح الحياة
تنّفس الوهم
و في طلقات الحروف ملمس الحنين
و أنا هنا في عيون القصيد المتعجّل
وصيّة على الصمت و الانتظار
و أنا
في كلّ المسافات الفارغة
أتوّسل المعاني بأن تحرّر الحقيقة
تلك الحقيقة..الساطعة ..الغامضة
الممكنة...اللاّممكنة
الحرّة ...السجينة
المنثورة...المبتورة
المنقذة...المُوَّرِطة
حقيقة رأيتها مستديرة
تمشي دون أن تلامس الأرض
و حين تلمحني تمسك يدي
تقول لي ...انهضي ساليس
تعالي نتحرّر من أضلاع التّيه
فأنت مسلكي و كلّ عبوري
و أنت التراب و الحجارة
انهضي ساليس
هذه أضلاع التّيه أفّكها من أجلك و من أجلي
Peut être une image de 1 personne


ظلال قدماي تدكٌ ماء الطريق بقلم الكاتب جلال باباي

 ظلال قدماي تدكٌ ماء الطريق

🖊تصدير:
" أملك الظل،
الذي وُهِـبَ لي بالولادة،
ظلي
الذي لا أفقده أبدا."
◾أدلبيرت فون شاميسو(*)
أَسْدلَ القمر ُستاره
حتى لا يتسرب
هذا المطر الخفيف
إلى هشاشة صدري
أقيس وقع الصدى
لأشياء نادرة
تفيض بها ذاكرتي
أختلف مع الخريف
لأنٌ رماده يخفي شمس خطاي
و يطبق على أغصان السماء
الرابضة فوق مرايا الماء
مثل الذين غزاهم الهذيان
يعود هذا القلق
الغارق في الإحمرار
مثل نبيذ الغروب
يراود أسفل الجانب المنسيٌ
ذا جسدي البلوري
ينتبذ عشب الثنايا
يترصٌد بغضبه
فكرة "نيتشة "الأبدية
ربٌما تملك الشجرة الشجاعة الكافية
حتى تفتح نافذة على العالم
أحتاج إلى شرفة خاصة
لألامس وجهي البارد
لم يكن الموت حارا
حتى تراني مستلقيا على السرير،
وحدها من تملك الدفء
سحابة تقطن قبالة الروح
تعيد لشرايين القلب
أغاني العصافير
سشرق يوما ما
تلك الشمس في موعدها،
برغم غياب النهار .◾
---------------------------
(*) : شاعر ألماني.
Peut être une image de 1 personne et position debout

قراءة في نص حنان منك سيدتي للشاعر الدكتور فارس الخفاجي بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 قراءة في نص الشاعر الدكتور فارس الخفاجي

اسم النص ..حنان منك سيدتي
نوع النص عمودي من بحر الوافر
ثيمة النص غزل وحنان
عدد الابيات..١٦ بيت
........
حينما وردتني دعوة من الدكتور علي الطائي للانضمام الى مجلس الدكتور علي الطائي تركت ناظري تجول في صفحاتها الثرة المملوءة بالنصوص الجميلة والتي غلبها الشعر العمودي الذي اعشق ان اتبحر فيه دون النظر الى اسم الشاعر .
الشعر العمودي وقريبه الشعر الحر بدا الكثير الابتعاد عنهما لسبب بسيط هو العروض وللاسف نسي بعض الشعراء ان العمود الشعري هو الاساس للانتاج الادبي واقصد القصيدة الشعرية بعمودها وحرها.من هذا التوجه الذي اسير عليه بسيرتي المتواضعة اخترت نصا عموديا من البحر الوافر الجميل ومن حرف روي صعب المراس لكنه يسر القارىء ويطرب السامع
القصيدة بدات بعنوان شبابيً او ربيعيً، بمفردة تهز الوجدان وتطالب بشيء فقدناه منذ ان رحلت امهاتنا فقدناه ورحنا نبحث عنه في مختلف الاتجاه ولم نجده الا في حبيب مجهول لنعوض ما فاتنا ..حنانك..اي حنان يبتغي حنان ام ام حبيب؟ وجهة نظري انه يبحث عن التعويض لذا قال :- سيدتي
من هي هذه الانثى؟ هي
التي الهمته الشعر حرفا ...فحرفا بكل انواعه
هنا تامل الشاعر طويلا ليستعيد انفاسه اللاهبة..ويتذكر الجمال والبيتين الثاني والثالث وضعت بطريقة الجذب الجمالي المصور للنص والابتعاد القسري عن شفافية الحزن التي تناغمت مع النص وعاد عاجلا الى محور النص..الارق، الالم الناي الحزينْ وهذه الثيمة للنص العراقي لا يخرج عن هذا الثالوث الحزن، الالم، الشوق .فالشاعر جسده بحرفنة المتمكن القادر على تطويع المفردة.
(يُؤَرقُني مع الآلامِ هَمسٌ
على النايِ الحَزينِ أجادَ عَزفا
وجُرحٍ وسطَ قلبي من صُدودٍ
أرومُ شِفاءَهُ فَيَزيدُ نَزفا)
لم يترك فراغا واحدا خاليا من اللوعة والتشكي هنا يبرز المدخل الاول للنص (الحنان)
وكعادة العشاق السهد وعدّ النجوم وهو ملاذ المتشوق الحزين..ثم الديار ..والنقاء
والعفة ..كلها مر بها الاولون واغنوها وصفا الا ان الشاعر ولج فيها بالسهل الممتنع السلس الممتع.وبلحظة خيالية جميلة عاد الى الترجي بالوصال لعذر يعتقد ان الطرف الاخر سيحمله بجد الاوهو الشامت المتربص :-
(سَيَمنحُني وصالُكِ خيرَ رَدٍ
على الواشي إذا مني تَشَّفى)
ثم انقلب الشاعر من حالة العطف الى حالة الشكوى على العشق فما احد يشفى منه حقيقة نعرفها الا ان الانتقال من معنى وغرض يحتاج الى عصا مرنة تمكن الشاعر من عدم التردد والخوف ويجعل النص وحدة متكامله واكثرما يقع فيه الشاعر هو ضغط حرف الروي بالقافية يجعله مضطرا لوض البيت الشعري ليس في موضعه لذا وجدنا ان الشاعر فارس الخفاجي تدارك ذلك بقوله:-
(وإني رَغمَ أعبائي وضَعفي
سأنسِفُ كُلَّ ما يُضنيكِ نَسفا
(فَسيري في أمانٍ واطمَئني
لِمَنْ كانَ الوفاءُ لَديهِ عُرفا)
ويعود بخاتمة جميلة متوسلا:-
(لَعَلَّ مَدامِعي وجُنونَ شِعري
تُقَّربُني إلى عينيكِ زُلفى
سأجتدي الغرامَ بلا شُعورٍ
حَناناً منكِ سَيّدتي وعَطفا)
هنا يعود الى ما بدأ الا وهو الحنان الذي نفتقده جميعا.
النص جميل كتب بتروي وقدرة ادبية خالي من الكسور والاخطاء النحويه غني شفيف يذكرنا بتلك اللوعات ايام الصبا الشباب.
بوركت شاعرنا
النص
.....
حنانا منك سيدتي
يَلوحُ السِحرُ من عَينيكِ حرفا
من التَقريضِ والشِعرِ المُقَفّى
>>>>>
وتُضنيني صِفاتُكِ عندَ بَوحي
ويُعجِزُني جمالُ الوَجهِ وصفا
>>>>>
فَكلُّ المفرَداتِ تَبيتُ خَجلى
أمامَ الوَردِ والعَسلِ المُصَّفى
>>>>>
يُؤَرقُني مع الآلامِ هَمسٌ
على النايِ الحَزينِ أجادَ عَزفا
>>>>>
وجُرحٍ وسطَ قلبي من صُدودٍ
أرومُ شِفاءَهُ فَيَزيدُ نَزفا
>>>>>
تَسَللَ طيفُهُ في جُنحِ ليلٍ
أعّدُّ نُجومَهُ ألفاً فألفا
>>>>>
مَنازِلُنا التي نهوى سَتَبدو
بلا لُقياكَ أشباحاً و مَنفى
>>>>>
جَعلتُكِ أكثرَ الغاداتِ سَعداً
وتَعصِفُ بالوَرى الأحزانُ عَصفا
>>>>>
ولَمْ تحظَ الحياةُ بِكُلِّ عَصرٍ
بِأنقى منكِ سَيِّدتي وأوفى
>>>>>
سَيَمنحُني وصالُكِ خيرَ رَدٍ
على الواشي إذا مني تَشَّفى
>>>>>
وأنَّ الحبَّ يَفتِكُ بالبَرايا
فَلا أحدٌ منَ التَعذيبِ يُعفى
>>>>>
وإني رَغمَ أعبائي وضَعفي
سأنسِفُ كُلَّ ما يُضنيكِ نَسفا
>>>>>
فَسيري في أمانٍ واطمَئني
لِمَنْ كانَ الوفاءُ لَديهِ عُرفا
>>>>>
وعودي نَجعَلُ الأيامَ تَزهو
ونُكثِرُ من ورودِ الحبِّ قَطفا
>>>>>
لَعَلَّ مَدامِعي وجُنونَ شِعري
تُقَّربُني إلى عينيكِ زُلفى
>>>>>
سأجتدي الغرامَ بلا شُعورٍ
حَناناً منكِ سَيّدتي وعَطفا)
Peut être une image de ‎‎‎حميد شغيدل الشمري‎‎ et plein air‎


الام عاشق بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 الام عاشق

....
أتدري في المَحَبةِ ما أقولُ
فَمِنْ هَمٍ إلى هَمٍ أجولُ
تُسُيرنا إبتسامةُ من حَبيبٍ
ويُنهكنا الصُدودُ فنستميلُ
وتُطرِبنا تَحيتُها صَباحاً
وتُبكينا إذا جاءَ الأفولُ
وسَهرٌُ الليلِ يؤنِسنا مراراً
ويُسكرُنا التَصبرُ والذُهولُ
إذا ما مرّ طيفٌ من سناها
نمدّ رقابنا حَتى تَطولْ
وإن هَبَ النَسيمُ عَلى الخدودِ
بريّا سَوسَن ٍ عَطرٍ يَجولُ
هيَ الفَصلُ الربيعُ إذا تهادتْ
وتَفخرُ في مَودتِها الفُصولُ
ونَنسجُ من سَنا الأحلامِ وَصلاً
فلا وَصلُ يَكونُ ولا وصولُ
ويبقى الدّمعُ مِهراقاً (لسلوى)
فلا (سلوى) تَعودُ ولا بتولُ
أغيثوا عاشقاً شَربَ المَنايا
وقلباً مِن مَحبتهِا قَتيلُ
فيَشمتٌ كاشحٌ ويُسرُ قالٍ
ويٌسعَدُ مِن تَجافيها العَذولْ
فانُ الحٌبَ عَهدٌ واشتياقٌ
وإنّ العشقَ عَهدٌ قَد يَطولْ
وإحراقُ المشاعرِ صارَ طبعي
واهراقُ الدُمُوع لَنا خَليلُ
يُعاتبني الصَديقُ فأشتكيهِ
فأنَ عِتابهُ لومُ ثقيلُ
فقلتُ لهُ وقَد أبدى إرتعاشاً
فدعني غَيرها مالي سَبيلُ
فصَفقَ في يَديهِ أساً وحولاً
فانُ الصبَ مجنونُ خَبول

اشتياق بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 اشتياق

....
أذوب شَوقاً ...
لدارِ الطينِ والقصَب
وأطفالٍ ..
على زخات تشرين
أهاجوا الوَحلَ باللّعبِ
ومشراقٍ...
على جُدرانِ جارتنا
ونصنعُ من خيوطِ الشمس
مدفأةً
وننشدٌ كالزغاريدِ
(الميوخر عن شمسي* لايصبح ولا يمسي)
وَبُنيٌ *ومسقوفٌ
على جمرٍ من الحَطبِ
ودفئُ...
من حنان الام منتشيا
برَوعٍتهِ
يُمازحُ نشوةَ...
المدِ
وأطيارٍ تَغَنّتْ...
عندَ بِركتِها
تحاكي رجفةَ المَردي
وترقصُ بينَ أفراخٍ
..... من البللِ
وأكواخٍ ...
.....وشختورٍ *
...............ومَشْحوفٍ
وآلافٍ مِنَ الحُجَلِ*
وخطارٍ من الحَضرِ
فيؤنسنا
و يٌهدينا ....
صَناديقاَ من (الجكليت.).
(والمصقولِ)
والعنبِ
وصَوتُ المِطبجِ* الممزوج
(بالجوبي )*
يحاكي سمرةً فرت من الخجلِ
وأمي.... تَملأُ الصاجاتِ سياحاُ*
وصاج الرزِ...
يشبعني وقيمر جدتي المغمورِ بالعَسلِ
وشاي الصبح والقهوة
لنايكَ ياأبي ...
حَنتْ طيورٌ الغاقِ*
فارتحلتْ
وصوتُ رعاةِ جاموسٍ
رغاءٌ الكبشِ
فززني
وموال يُعذبني ويُبكيني
يُذكرني
بموتِ أبي.
....
* اهزوجة شعبية
* شختور وسيلة نقل بالهور
*الحجل طير يطلق عليه محليا دراج
*المطبج الة موسيقية مزدوجة مصنوعة من القصب
* الجوبي بتعجيم الجيم رقصة محلية
*سياح خبز الرز
* الغاق طير في الهور

صباحُ الحبِ بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 صباحُ الحبِ

...
صَباحُ الحُبِ مَحفوفاً بزهرِ
يُلاطفُ مُقلتيكِ ورَقَّ رَقّا
فمرّ النَحلُ يَرقصُ من رضابٍ
تراقصَ زقّ بالشفتينِ زَقّا
تناثرَ حَولَها عَسَلاّ مُصَفّى
تقاطرَ بالرضابِ وكانَ زّقا*
فمالَ الصُبحُ يَضربُ في يَديهِ
كأنّ الصُبحَ في نصفينِ شُقا
فَنصفٌ بالخدودِ لهُ سُطوعُ
ونصفُ أنطقَ الأطيارَ نطقا
صباحُكِ مُورقٌ عَذبٌ عَليلٌ
فبُوركَ من صَباحٍ صارَ بَرْقا
وأغدِقتِ الجَداولُ ماءَ وردٍ
يُداعبهُ النَدى فَرَحاً وشَوقا
وغردّتْ العَنادلُ في حَبورٍ
وصارَ جَنوبنا بالحُبِ شَرقا
يُداعبُ بالجفونِ نَدىً ندياً
وأضحى كالجُمانُ فصار َ طَوقا
وصارَ قلائداً في الصَدرِ تَشدوا
أناشيدُ الجَمال وكانَ حَقا
أعينوا مدنفٍ سكنَ الصَحارى
ويُحرَقُ في لَهيبِ النأي حَرقا
يؤانسهُ الدُجى وسباعُ ليلٍ
ويَغرقُ في غديرِ الحي غَرقا
وَلو مالتْ عليهِ رياحُ( سلوى)
تَبَسّمَ ضاحكاً شوقاً وصدقا
فَيَغفو ناثراً حلُما( بسلوى)
لعلّ العَيشَ بالأحلامِ يبقى
...
الزق* ..وعاء من جلد كان يستعمل للشراب