قصيدة عروس فلسطين،.من كلمات الشاعر رامي زيدان،،
أصبحت لا أبالي فكل حياتي .
صارت جحيما بلا معاني .
وتركت ماضيا ورائي دون أماني .
وأهملت أهتماماتي وأحلامي .
وباتت ذاكراتي خاوية من خلاني .
ولكن تسريب قد نالني من أحد رفاقي .
يقولون .. يقولون أنني كانت لدي حبيبة تسكن وجداني .
كنا نسير .. مثل عصفورين بين الأزهار .
ويتغني بنا الحبيب والقريب والبعيد.
نأكل سويا .. ونلعب سويا ..ونفرح سويا.
ثم تركنا الدنيا بما فيها من ملاهي.
وعزالنا العزال من أمامنا .
وكتبنا علي أوراق الياسمين أسماءنا.
وبكينا في الليل الحزين بدموعنا.
وعذبنا الحساد في وحدتنا.
لا عين صابت ولا قلب عزول فارق
ولا حقد قريب شارد.
كانت تأتينا الحلوه في حينا.
يتغزل فيها العازب والمتزوج والصغير والكبير والشيخ،
كنت أسمع ذلك بأذاني .
ثم أضرب كف علي كف من غيرتي.
كأن روحي كادت تنسحب من جسدي.
أو الأرض تنشق فتبلعني من خجلي.
كنت أكتب الشعر فيها وأتغازل مع القمر
متخيلا صورتها أمامي.
ويا حبيبتي أين أنت فقلبي لا يرحمه دقاته،
وعقلي لاينال فؤادي.
قطعت أشعاري في زمن معجباتي .
فكل هذا ذاب ويا الهشيم في النار .
لقد أصبحت حبيبتي الآن في مدخل شرياني.
وأنطق بلساني أسمها بالليل والنهار .
لكن في صمت الليل العليل .
ونور المصابيح الضئيل .
وصوت الرصاص الغزير.
ومدافع ودبابات كالرعد في بيوت العزال،
إذا وأنا أنظر أمامي لا أدري .
سوي بيت حبيبتي كرماد يهيل.
ماتت حبيبتي والصوت يجلحل كل أحياء القدس،
من بيت لحم إلي حي جنين.
قتلوا البرأة في يوم عرسها،
وأغتصبوا الأرض البكر فأصبحت مترمله.
وساد النحيب في جميع أركانها.
لقد توقف شجر الزيتون عن أثماره.
وجف البحر ومات السمك علي شواطئه.
قتلوا حبيبتي ..قتلوا ليلتي ومهجتي.
أنهم يزفون شهيدتي ،
يرمونها بالورود ويضعون عناقيد الفل والياسمين علي قبرها،
وداعا يا حبيبتي فالآن أصبحت لا أبالي.
لقد أصبح كل يوماً لي جنازة في حياتي.
وجسدي القوي أصبح ضئيل ونحيف.
وعيني من البكاء رحل بريقها الضعيف.
فالأرض لا تنبت إلا الشوك.
يجرح بها قدمي إذا سيرت إليك.
والورد ذبل أوراقه وضاعت رائحته إذا ما قطفته.
إن العين من بعدك لا تنام.
ومأذان وكنائس فلسطين تحتج علي الفراق .
وبنات فلسطين لايلعبون ولايمرحون مثل زمان .
وعرائس فلسطين لا يزفون ولا يتزينون حتي الآن.
كيف..كيف وأنت أجمل فتاة في فلسطين فبك تحيا الحياة،
وإن الحب بعد رحيلك بات كالتراب.
فمنذو الرحيل وأنت في قلوب الأقارب والأحباب.
يا قمرا كان يضئ فلسطين في ليالي الحزن وأيام الملاح.
يا شمس غابت في نهار فلسطين وأين الفلاح.
يا دموع اليتامي وجروح الأسري وحلم العذاري.
كنت عذراء في ليلة الأرامل ،،وكنت نورا يسري في ضلوع البكاري.
أين الصبح ..وأين المساء.
فجميع أيامنا تبدلت.
نشعر بالخيبة والرتابة إذا ما وجدت .
لا أحساس بالدفئ يدفئ جلودنا فأصبحنا كالعرايا.
ولا حرارة الشمس تكفي البرايا.
هل تعود من جديد ضحكة فلسطين أم ماتت ودفنت في القبور.
هل يهب الريح من جديد وينبض القلب المكسور.
أم تمطر السماء بالمطر.
وتنبت الأرض الجرداء.
قولي يا حبيبتي من نكون ..من نكون ولا تستغربي ما بنا
فنحن موتنا وجثتنا طفت علي الجسور .
ورحلتنا أنتهت منذو عصور .
فالكل يبكي بكاءا ملئ البحور .
وبنات فلسطين لا ينامون في ليلة ضاع فيها الحلم والبرأة .
والليل أصبح طويلاً ولم يظهر حتي الآن النهار.
هذه القصيدة من كلمات الشاعر والكاتب رامي زيدان،،
بقلمي ، رامي زيدان،
البلد ، مصر