كم رعشة أجّجتها المواجع في الضلوع..؟!
الإهداء: إلى تلك التي آتتني من غربة الصّحو..ألبستني وجعي ثم تلاشت عبر ازدحام الصباح..
عتمات الغروب،لها صمتها يفيض يه الصّبر
حين يحطّ على ليل أوجاعنا
فنبلّل المدى بالصلاة،نعلن عشقنا للرّيح..
والإنتماء
ونردّد لغة لم تبح بسرّها كل المرايا..
هاهنا،يمتشق الوجد غيمة للهدى
ويرسي على ضفاف المدامع..
فتمضي بنا على غير عادتها
الأغنيات..
آه من الرّيح تنوء بأوجاعها المبكيات..
وتسأل الغيم عسى يغسل رغبتها بالندى..
عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية
يبتغيها الصدى..
فيضيء الصّمت البيوتَ..
كي ننامَ على ليل أشجاننا
نبكي الحصارَ..وما أفرزته الخطايا
وما لم تقله المساءات للرّيح
وما وعدته الرؤى
برغيف لم ينله الحصار..
كم لبثنا..هنا؟
لست أدري.. !
وكم أهملتنا الدروب
وتهنا في أقاصي التشرد..؟
وكم مضى من العمر..
وجع يتلألأ في تسابيح العيون..؟
وكم ألقت علينا المواجع من كفن
كي نعودَ إلى اللّه
وفي يدينا حبّة من تراب..
وطين يشتعل في ضلوعنا..
ولا يعترينا العويل..؟
آه من زهرة لوز أهملتها الحقول..
وضاع عطرها يتضوّع بين الثنايا..
كما لو ترى العنادلَ
تمضي لغير أوكارها..في المساء
تهدهد البحرَ كي ينامَ على سرّه
كي تنامَ النوارس على كفّه
قبل أن يجمع أفلاكه للرحيل..
هاهنا في هدأة اللّيل،
نلهث خلف الرغيف
نعانق الصّوتَ والصّمتَ..
ويمضي بنا الشوق
والأمنيات تمضي..
إلى لجّة الرّوح
كي لا يتوهّج الجوع فينا..
لماذا أهملتنا البيادر
ووهبت قمحها للرّيح..؟!
لمَ لم تجيء الفصول بما وعدتنا به
وظللنا كما الطفل نبكي حصار المرارة
حصار الرغيف..؟ !
وألغتنا المسافات من وجدها..
حتى احترقنا..
وضاع اخضرار العشق من دمنا..
فأفترقنا
تركنا زرعنا في اليباب
تركنا الرفاقَ
ربما يستمرّ الفراق طويلا
وربما يعصرنا الحزن والجوع..
والمبكيات..
ألا أيتها الأرض..اطمئني.
.سينبجس من ضلعك
النور..
والنّار
الحبّ
والحَبّ..
ونعمّق عشقنا في التراب..
فيا أيّها الطير..
تمهَّل قليلا
ولا تسقط الرّيش من سماء الأماني
سنبقى هنا..نسكن الحرفَ..
نقتل الخوفَ
ونبحث فينا عن الشّعر
ونبلّل قمحنا بالعناق
ونرى اللّه في اخضرار الدروب
فكم رعشة أجّجتها المواجع في الضلوع..
وهجعت على غير عادتها..
الأمسيات..؟
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق