الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

الجزء الأول  من قصة (الغرور) بقلم الاميرة مونيا بنيو

 قصة (الغرور)

الجزء الأول 


كنت قد عدت لأرض الوطن 

بعد عام من الجد والكدّ والدراسة وكعادتنا كل صيفية عدت للتوِ من سفرٍ دام ساعتين جوا وبرا ..

كنتُ متشوقة لرؤية وطني الأم وأجواءِ البيت الكبير

فعلى الرغم من طول البعاد

إلّا أنني وبحكم الإغتراب انتظر العطلة الصيفية بشغف كبير 

 لكنني لم أرَ شيئاً يثير اهتمامي   أدفأُ من حضن جدتي  

كان الوقتُ متأخراً حين وصلنا

محملين بالهدايا

والساعة قد تجاوزت  منتصف الليل

والكل كان في انتظارنا جدي و جدتي عماتي و عمي 

كان الاستقبال حاراًو كما أحب وأتمنى

كان وصولنا أنا وإخوتي وأخواتي  جلٍ مايشغل الجيران كل سنة وخاصة جارتنا فاطمة تلك المرأةُ

الرائعة  جداً 

والمستعدةٌ دوماً لأن تثبت لنا أننا الأقرب جدا لقلبها

و أنها ليست بالغرببة  .. 

 أتذكر جيداً أنني كنت أحب اكلاتها التقليدية وطريقة تعاملها مع الناس

لم تتأخر في إحضار كسرة ساخنة في الصباح الباكر بعد أن تحممت

فجلستُ في المطبخ لألمح تلك الأبراج اللذيذةالتي لم أستطع مقاومتها

بينما وقفت جدتي لتعد الحليب 

فقلتُ لها وأنا ألتهم تلك الكسرة الساخنة : هل الجميع نائم ؟

فردت عليّ مبتسمة : نعم

واردفت بالحديث أنه يسألني عنك كل يوم

قلت : من ،؟!؟

قالت : مهدي متعلقٌ بك جداً .

فأجبتها بعد ان توقفت عن الاكل وابتعدت جانباً : ابن فاطمة؟؟؟

قالت : نعم أظنه مهتم لأمرك

قلت لها :  أقال لك شيئاً ؟ 

دعي مابيدك جدتي و تعالي قربي وكلميني  عنه

و كـــعادتها وحبها لي جلست  دون تأخير

فبدأت بالموضوع دون مقدمات قائلةً :  أريدُك ان تفكري به........

إنه محط انظار الكثيرات !! " 

لم أستطع النظر إلى عينيها في تلك اللحظات

خجلاً أوهروباً من المواجهة !

فقالت : مابك؟ 

فقلت لها :ماذا تقولين أريد أن أسمع منك !!  ؟

ودراستي وحياتي؟

فأنا لا احتمل العيش هنا؟

صمتت لبرهةٍ ثم قالتُ بعد تنهيدةٍ طويلة : اسمعيني صغيرتي

مهدي لايعوض بكل كنوز الدنيا

لقد تربّى في حضني وعلى عيني

فقلت لها : جوابي لا يعني رفضه هو  فقط أريدك أن تعلمي أنني من المستحيل أن أعيش هنا .. لطالما كان يلمحني منذ الصغر وأعلم أني  أميرته 

هل تذكرين تصرفاته معنا كل صيف

إنه  رائع  وحنون

لكنني لا أطيقُ حياةً كهذه ..

أحتاجُ نمط حياتي التي تربيت عليه رجل مجنون ، مليء بالطموح متفتح  اجوب معه العالم

رجل يشبه أحلامي وكبير بأحلامه يفهمني ويطير بي بعيداً ويدللني كطفلة لا امرأةً تطبخ وتربي الاولاد فحسب همها ما تأكل وتلبس

 من المستحيل عليكِ فهمي جدتي 

فقالت : أنت تبررين  رفضك للفكرة حتى 

 و تحاولي إقناعي واقناع نفسك بانه ليس مناسب 

 من تحسبين نفسك؟ 

أنك أفضل منه أو أنك ستجدين الافضل

 مسحورة بعالمك الوردي تريدين

أن ترفضي الفكرة جملة وتفصيلاً  ؟

وأردفت : لا يهم .. المهم أنك تعلمين ما قد يخفى عنك سيحدث غدا

فقلت : حقاً ؟

من قال ؟ هل اخبرك بشيء ؟

هل الكل يعلم ؟ هل أمي واخواتي كذالك؟

أنه من السنك الماضية وهو يلمح أظن الجميع يعلم ؟!

كفى يا جدتي لا أريد الحديث عن هذا الآن ، أريد أن نبدأ بالتجهيز للخروج وزيارة كل الاماكن التي أحبها بأسرع وقت ممكن لأن العطلة لن تتسع لبرنامجي الذي خططت

فقلت لها : مهدي سيكون معنا ؟!

فقالت بنبرةِ فرحة  :عن أي مهدي تتحدثين ؟

 لم أستوعب بعد.. كل هذا ؟

فقلت لها : الذي يريدني

فقالت :لم أستوعب ما تقولين هل غيرتِ رأيك يا مجنونه ؟!

فقلت لها بضحكة خبث  معروفة سأعلقة بصديقتي لاتقلقي

جميلة وذكية وتربت هنا

تصغره بخمسةِ أعوام

أحبها وأشعر أني سأفعل شيئاً لأولِ مرةٍ  فشعور الحب هذا تحاهي يجب أن يتحول لمن يستطيع أن تبادله إياه

فطموحاتي كبيرة أريد إكمال حياتي بعيداً

فقالت : هذاجنون منك أَعلمي والدتك  صغيرتي واعملي ما يريحكِ؟!

فرنّ هاتفي وسطَ الحديث  وكان صوتاً كأنني أعرفه

قلت :  نعم أهلا من معي 

 فقال : معكِ مهدي جارك وقريبك وابن فاطمة .. !!


يتبع


 الاميرة مونيا بنيو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق