الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

غدرت غدي بقلم الشاعرة إيمان الصباغ

 قصيدة بعنوان :غدرت غدي 

__________________

لماذا تُحتسى الذكرى تباريحاً

تشلُّ الروحَ والإحساس

تكبِّلُ كلّ جانحةٍ تمدُّ الآهَ

نحو الظل في عمق المدى املا

تعيد الخطوَ بالإفلاس...

ويأكل جوعُ هذا الليلُ

من شبحي 

فيُكثر من مراجِعِهِ

نصوصَ العاس

لماذا تُغمضُ الأنفاس

وليس بدربيَ المقهورِ 

قنديلٌ أعلّقه على الأجراس

وليست تُوجعُ الشكوى سوى

وَهني..وآثاماً بغير مساس

ولست أُجيدُ ترجمةَ العناوينِ التي

في ساحةِ الإِبلاس ..

ولست انا التي اغْتِيلتْ...!

ومرّتْ دونها الأيامُ في عجلٍ 

ولم تستعطفِ السياس..

حملتُ حقائبَ الأمسِِ من الماضي

عبرتُ بها... 

ضفاف الشوكِ والريباس

بعيداً كان هذا الأمسُ أقربَ للجوى إِتعاس

وصوتُ الآهِ في جُعبي 

رفيقٌ يُحسنُ الإغلاس

يُبدّدني صدى صمتٍ

ولست انا التي حرثت

حقول النار بالأغراس

وكاد الزرع يجرفني ... 

غدرت غدي ..

ومات الحقلُ في المهراس

ولست انا التي جمعتْ 

بقايا من نزيفِ الموتِ

جُنّازاً على قُداس 

لأُرسلَ دعوةً للغيبِ في 

تكبيرِ مِئذَنةٍ 

تُناوش مضجعَ الحراس

لأسألَ عنك أعينَهم ..

لماذا الصمت في الأنفاس .؟

جوابٌ في ملامحَهم

يشقُّ الغمدَ في الأمواس

بماذ تنفع الكلماتُ ان صِيغت 

كما نهوى 

وإن عيدت وان حِيلت 

يضمِّضُ عِرْقَها وسواس

وكم تبكيكَ أشلائي ...

وقد غرست بخاصرةٍ

تهزُّ الريحَ والإعصارَ

زلزالاً تُطاردهُ يدُ الإضراس

وصوتُ الرعدِ يصرخُني ...

صدى ألمٍ..

بكاءَ الغصن في القلقاس

فماذا تنفعُ الاشياءُ..

لستُ ارى ..

اعود بظلمةِ الدنيا اعوذ بها

من الأوعاس..

لأنّ النورَ في عينيَّ لا يُجدي

ولست ارى ......

بلى إنّي ...رأيتُكَ إذ تناديني 

ولم اسمع سوى صوتي

نحيباً مجَّهُ عَسعاس

عسى حلماً ..اراك بهِ

ويغتالُ الكرى حُلمي ..

تُحرَّمُ بعدَهُ الأحلامُ يُخلعُ عن

ملائَتِها ..هجيجُ نُعاس

لماذا لم تعد تأتي وجاء الحلمُ يُخبرني

وليس الحلمُ كالنجوى ..مع الجُلّاس 

لماذا لم تعد حيناً من الدهرِ لكي تدري

بما قد حلَّ بي ضيقاً ومرّاً كان طعمُ الكاس

وكنتُ أراكَ نختلفاً عن الباقينَ 

عن نفسي ...عن الأجناس 

لماذا اليوم تشبهني ...

كأنّي في الحِدادِ انا ..بانت أعيشُ 

لستُ سوى ..بقايا منك بعد يباس

والمحُ بعض صورتكَ ..خيالاً في عيون الناس

لإنْ صدّقتُ هالتَهم أباحوني ..حنوناً في الردى

إهلاس ..

وإنْ كذّبتُهم صدقتْ ..

دموعٌ كفَّها إحباس ..

لماذا يصدقُ الوسواس..

وليست تنفع الحسراتُ من ضيرٍ

يبيحُ الموت دون الباس

فمن يُحصي لك الاوجاعَ

ضيقُ الآهِ يكسرني ...مدى الدنيا 

وحزنٌ ماله مقياس ..

وقالوا عنك لن تأتي ..ستأتي رغم آلامي

وساماً للرجا أقواس

وعطراً يجمع الأحلام والدنيا 

بزهر الآس ..

ليحملَك الجميعُ ندىً..

وأضواءً على الأعراس

ولكن أشغلتك الريحُ 

توّجَ عرشَك الشماس...

وسراً في اكتمالِ البدرِ صِرتَ نعم

ونوراً في السما نبراس

فكيف سأُخبر الجدرانَ والأبوابَ في غُرفي...

وهل سيُفيدُني الإبلاس

حضنتُ شذاك من طيبٍ ...

عبيراً كان يعرفني ..

أواسيه ففاضت دمعةُ الكرّاس

فماذا قد أجيبُ أجب ..؟

إذا سأل الزمانُ غدي ..

إذا هُزمت حبال الصوت من آهٍ

مع الانفاس ..

فجنّبني ...صعودَ الريحِ قد كسّرتَ أجنحتي ..

وساعدني ...

أُحدّثُ عنك اهلَ الارضِ ..أحملُ ليلَك المبحوحَ

في الأوجاس ..

وعن أشيائك الثكلى أُحدِّثُهم 

وعن عني وعن رؤياك في ظلّي ..

وفي كلِّ وجوهِ الناس 

بماذا ينفعُ الاحساس

إيمان الصباغ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق