الخميس، 25 نوفمبر 2021

جنونُ الخواطر بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 جنونُ الخواطرِ

.....

تأزُ بيَ الأشواقُ أزَ الطَرائدِ

هياماً إليها والدُموعُ شَواهدي


ولَيلي إذا ماجَنَّ جُنّتْ خَواطري

وصُبحي كأنّ الهمَّ شُدَّ بساعدي


أرى دَوحةً في الحَيِ صارَ أريجُها

يُذاكرني فيها وكانَتْ مَواقدي


ولي سِدرةٌ فرعاءُ أقطّعُ غُصنَها

إذا أحْجَبَت عَني هيامَ مَقاصدي


واذكرُ يوماً بينَ تلكَ وهذهِ

فنبكي ويَشكو ساهد لوعَ ساهدِ


وَبي هِزةٌ عَصفاءُ مَرّ حَفيفُها

خريفٌ على عَضدِ الغصونِ الأجاردِ


وَلي عِندها ذُكرى تَوَشَّمَ وقْعُها

إلى الآنَ في صَدري بَقاءُ الفَراقدِ


فَلا والذي أرسى الى الكونِ أسّهُ

وألقى حناناً عندَ وحشِ الأوابدِ


أحنُ إليها ناثراً شعرَ لحيتي

حَنينَ عزيزٍ هزهُ حُزنُ فاقدِ


سَلاماً لأحبابي سَلامَ مُتيمٍ

تَضجُ بهِ الأقدارُ ضجَ المكابدِ


لقدْ كُنتِ لي ماءً بصحراءِ مُهجتي

وكنتِِ لمَرجي غايتي وروافدي


وكُنتِ إذا ما مرَّ طيفٌ بخاطري

ولمْ يَرتوي منكِ تضجُ خَوالدي


وإني لألهو عابثاً حَولَ حَيرتي

سلوَّ فتاةٍ في عَقيقِ القلائدِ


فَتنفرطُ الأحجارُ منها كأنما

بجحرٍ تهاوتْ لامعاتُ الفَرائدِ


فأصبَحتُ في حَيرى أشدُ مرارةً

بصيرُ وحَولي ينشرونَ مَصائدي


تمرُ بيَ الأيامُ حُبلى كأنّها

مراجيحُ دَهرٍ بين هاوٍ وصاعدِ


تَذَرُ رمالَ الصَدِ في العَينِ جُهرةً

وتُدمي شغافُ القَلبِ عندَ التَباعدِ


فيا أيُها المَقتولُ شفّ بهِ النَوى

وألقى عليّ الدّهرُ أسواطَ حاقدِ


وقلتُ تَبسّمَ إنمّا الدّهرُ طبعُه

يلفُ على الأخيارِ حبلَ الشَدائدِ


ليَ الحُبُ حُلوٌ أرتجيهُ وفُسْحةٌ

بهِ القلبُ يَسلو بالجنانِ النواضدِ


وَكُنْ بَلسَماً للداءِ حتى تَشُدُهُ

فإن دواءَ القلبِ صبرُ المُعاندِ

....

الاوابد..الوحوش

الفرائد..الفريدة من الاحجار الكريمة

حميد شغيدل الشمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق