الاثنين، 22 نوفمبر 2021

**القهوة والحياة في "سبع لفتات"**بقلم الأديبة حبيبة المحرزي تونس

 **القهوة والحياة في "سبع لفتات"**

رائحة القهوة تقتحمني ..رائحة اشتقت إليها دون سواها. هي التي يبنى عليها العمر كله.تبدأ النهار مشوشا تبحث عن نقطة منها تبدأ ، وليس أفضل من القهوة تعطيك مهلة ولو وجيزة لترتب شؤونك لحين أو ليوم أو حتى دهر.

هي بداية البداية وعليها تبنى الحياة كلها خاصة إذا كانت مرة ، دون سكر.ذاك طعم لا يعادله شهد ولا عسل ولا سكر . للقهوة لذة خاصة جدا .وإذا اضفت لها السكر تجانست مع اشياء اخرى وتماهت وفقدت خصوصيتها .لكن تصنيفي لها وثيق الصلة بالحياة . فتلك المرارة تنسب مرارة الحياة بظلمها وقهرها وعذاباتها .هي امتداد لمشاريع مرة منها ما ابتدأ وانتهى ومنها ما لم يبدأ ومازال في مرحلة التشكل ..

خرجت متثاقلة غاضبة اهذي:

قهوتي مرة 

كل حقول السكر احترقت 

كل محلات العسل وئدت 

بمخالب دبابير الفساد

وثعابين السواد

حتى السكر 

صار لونه اسود 

              حبيبة المحرزي تونس 

     مقتطف من "سبع لفتات"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق