/// قراءة في قصيدة ..
(( في بلادي )) ..
للأديب والشاعر السوري : مصطفى الحاج حسين .
بقلم : الشاعر والناقد العراقي : علي سلمان الموسوي .
---------------------------------------------------------------------
هكذا هي القامات الأدبية تبدو أن تكون يقظةً في ثيمات الوجود المعرفي العميق
هم التأملات و الأشكال المرسومة في مخيلة الأقلام بين النور والنور ساهمت في خلق عالمنا الأدبي المميز
وها نحن نكرّم هذا الفضاء الدرامي المثير...للشاعر
مصطفى الحاج حسين
عندما نتذوق نكهة الشعر ونحن نتسلق سلالم الكلمات في وحي مدهش يركض إلى حافات حلم معاق ..تتخذ من الأماكن والأزمنة
إطلالة خدرٍ على زقاق من أنين
حيث تتراقص مواهب التخيّل وكأنّها مهارة الحائك البارع الصبور الذي لا يعرف الملل ...يأتي بعناق الغبش الناعم على سكون الفطرة المتوجرة..
هنا نتلمس رأس اللحظة التي تبحث عن رحلةٍ فذةٍ في الهيبة الخلابة
بل كأنهّا الهمس المتماوج عبر خصوصيات ما وراء الأشياء التي تمر بثقة الماهر المتقن وسط حشدٍ من تحوطات الأنامل النازفة
اغماضة تحلق بأجواء مرصعة بعوالم النوادر الفارهة لوطنٍ مازال بلا رأس
/في بلادي
يحصدُ الفقراءُ
غلالَ الدّمِ/
/وتقطفُ النّساءُ
سِلالَ الدّمعِ/
/ويرضعُ الأطفالُ
ُحليبَ الانفجاراتِ /
/وتتزيّنُ الفتياتُ
بالشّحوبِ والارتجافِ/
/ويحملُ الرّجالُ على أكتافِهِمْ
جثَّةَ الخرابِ/
في لعبة النثر يبقى للصقور فضاءٌ غير الذي نراه وهو مجال الغرابة في عالم الدهشة والإثارة حين يبدو لنا الحديث خارج مضامير المواجهة الفعلية في حقائق الانفعالات وفي محطةٍ جديدة من خرير نبع ماءٍ ودماء
يعجُ به العطش المكلوم بالوجع ،
نفحةٌ بلاغية صامته هذه المرة
ضمن بوابات الرغبة والقسوة والانتشاء..
/في بلادي
ترسلُ الشَّمسُ أشعَةَ الهلاكِ/
/وتتمترسُ الجبالُ
خلفَ المدافعِ/
/وتأوي العصافيرُ
إلى حجرِ النّارِ/.
هنا حروفٌ غامرات بالندى عبارة عن مسحاتٍ خفيفةٍ تزيّنُ روحَ تربةٍ تمسكتْ بشفاهِ الأقلامِ والآلام حين وضعتْ في جوفِ بركانها أزمنةً مشاكسةً ،
التفتُ بين طياتِ السطورِ تارةً يميناً وأخرى شمالاً كي أرى الصمت الذي بات يكسّرُ روابي التجوالِ المتعثرِ بين نواصي الكلمات ،
حريقُ النبراتِ تداركَ ميادينَ الرمادِ المنفّعلِ الذي أسبل مناغماً كفوفَ المنتفضينَ التي تسربلت أفكارهم في شظايا العتمة صوبَ نوافذٍ اللاخلاص من أفواهِ العصاة..
ترقنُ قيدَ المتمردين الذين يخلقون من ضريبة الحياة أزماتٍ بلا جدوى ..
/في بلادي
ننصبُ فخاً للقمرِ/
/نعلّقُهُ على عَمودِ الحقدِ/
/ونسلخُ عنهُ الضّوءَ/
/في بلادي
يذبحُ الأخُ أخاهُ
بتهمةِ الخيانةِ/
/وتكونُ سكّينُهُ
يدَ الغريبِ/.
شواهدُ الزمنِ في برج الذكريات المشحون بعبقٍ قديم ، تشظى مازحاً على طهر الأماكن المعّدة سابقاً لحفلات الذكرى وعقيق تُحفِ نادرةِ من الصراع
في باحةِ تفقدية خلفَ ستائرِ البوح
مساماتٌ متشققةٌ في أغوارٍ بعيدةٍ
حافةٌ صلدةٌ تخلو من أحلامِ الغد ، لن تنتظر بزوغ سمشٍ لصبحٍ قريب،
كتلةٌ من رمزياتٍ مشتابكةٍ الجذور ومتصارعةِ الشعور احتضنت جمالاً نقياً غابت في كل مفاتنه
وملامحه المُثلى،
مسك حبلَ الريح من طرفٍ واحدٍ
وتركُ للسماء
نوايا مؤجلة،
تعود..
الى شدو النسيان
ربما...هو الحميم المشفر
الذي اعلن عصيانه مؤخرا.
/في بلادي
صارَتِ الأشجارُ تورِقُ جثثاً/
/وصارَ النّهارُ يُطِلُّ
على الفاجعةِ /
/وغدا النّدى
قطرانَ السّرابِ/
/في بلادي
تفحَّمَ الهواءُ/
/وصارَ السّلامُ
رماداً/
/وعمَّ الانهيارُ
وتراكمَ السّخطُ/
/في صدرِ الغمامِ/
كأنّها قصيدة عشق تتبارى على حرفة سيل من هيئات متنازعة على ملكية مجهولة
نرى الرجال والنساء يتسابقون على حلة من ضياع .
/في بلادي /
/جفَّتْ خطواتُنا
وتحوَّلَ نبضُنا يباساً ./
تجسيد الآلام المهولة التي تحل وكأنّها علامات إخبارية مقيدة بأسلوب نافذ الشعورية والفكرية ..لا قيود على سلطان الحروف حين تكون على ناصية التمرد.
ما وراء طبيعات العيوب والخطوب والأفراح المؤجلة وزوابع الأمنيات الجائعة الى نوافذ الضوء في تخمة الحياة المتصحرة عرفا...
تقديري للحرف الثمين
شكرا والف عطر مميز
مداد حرف ودعاء..
علي سلمان الموسوي
العراق .
==================================
القصيدة :
* في بلادي ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
في بلادي
يحصدُ الفقراءُ
غلالَ الدّمِ
وتقطفُ النّساءُ
سِلالَ الدّمعِ
ويرضعُ الأطفالُ
ُحليبَ الانفجاراتِ
وتتزيّنُ الفتياتُ
بالشّحوبِ والارتجافِ
ويحملُ الرّجالُ على أكتافِهِمْ
جثَّةَ الخرابِ
في بلادي
ترسلُ الشَّمسُ أشعَةَ الهلاكِ
وتتمترسُ الجبالُ
خلفَ المدافعِ
وتأوي العصافيرُ
إلى حجرِ النّارِ
في بلادي
ننصبُ فخاً للقمرِ
نعلّقُهُ على عَمودِ الحقدِ
ونسلخُ عنهُ الضّوءَ
في بلادي
يذبحُ الأخُ أخاهُ
بتهمةِ الخيانةِ
وتكونُ سكّينُهُ
يدَ الغريبِ
في بلادي
صارَتِ الأشجارُ تورِقُ جثثاً
وصارَ النّهارُ يُطِلُّ
على الفاجعةِ
وغدا النّدى
قطرانَ السّرابِ
في بلادي
تفحَّمَ الهواءُ
وصارَ السّلامُ
رماداً
وعمَّ الانهيارُ
وتراكمَ السّخطُ
في صدرِ الغمامِ
في بلادي
جفَّتْ خطواتُنا
وتحوَّلَ نبضُنا يباساً *.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق