الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

مناجاة القمر/محمد المهدي حسن/جريدة الوجدان الثقافية


 مناجاة القمر

البارحة، سهرت وحبيبي القمر
إستوى جميلا في قلب السماء ونظر
فرآني وحيدا، تتلاعب بي الفكر
ووشى إلي كعادته أن لا بد لي من الصبر
وطمأنني لئن إشتكيت ، لن يعيد الخبر
قلت:
يا حبيبي الوفي!ألا زلت حبيبك تذكر؟
وطفولتنا الشقية وطول السهر؟
ها نحن ودعنا الشباب وأصابنا الكبر
هل لا زلت كعهدك تعشق السهر؟
أجاب:
حبيبي!ما أنا إلا جماد
أباده الحر حتى صار رماد
وشهد على كل أمثالك من العباد
وعشقتك،لأني لم أجد لك ند في طول السهاد
ما بحبيبي؟هل إلتاع بنار البعاد؟
أجبت:
صدقت. بي هيام غريب إعتراني
سلبني عقلي،أنفذ صبري،أغواني
وظل يكيل الوجع في كل أوان
ولما ألومه أخشى أن يغضب و ينساني
فصرت كمن عشق نارا
إن بعدت إنطفأ وأظلم دنياي
وإن إقتربت كثيرا كواني
أنا الذي صرت سجينه بقلمي و لساني
رققت له حتى انهار يوما و أبكاني
زاد عطشه للقائي وكم دعاني!
بإبتسامته، بنظرته،كم زاد هيامي!
كم ذكرني بعجزي!كم ظن أني أناني!
قال القمر:
أناني؟أما كفاه ما أراك تعاني؟
و أنت تنظم له الحزن في وهم أغاني؟
أنت لست بخيلا إنما هو من يبدو أناني!
قلت غاضبا:
كفاك صديقي!لا تقل عن حبيبي أناني
فقد جاد بما لديه وكفاني أن يحفظ وصالي
فوجوده لوحده ،رغم البعد، فرحي و سلواني
ولولا قلة ذات اليد، لأخذته بأحضاني
ومت بجواره، وكفاني قربه جميع خلاني.
محمد المهدي حسن (ليلة الرابع عشر من الشهر القمري،بعد منتصف الليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق