الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

دراسة بقلم الناقدة سهيلة حماد احتفاء بالمولود السردي الجديد للأديبة حسيبة صنديد قنوني /فرع اتجاد الكتاب التونسيين بسوسة

 التعريف بالمتن موضوع الدراسة:

"لم ينته الدّرس مذكّرات مربّية " هو كتاب سردي جنسته صاحبته حسيبة صنديد بمذّكرات مربية على وجه الغلاف وفي الصّفحة الثّالثة مذكّرات معلّمة صادر عن دار الثّقافيّة للطّباعة والنّشر والتّوثيق جاء في 167 صفحة ويعُدّ هذا المتن 26 مذكرة وهي:
1) البداية
2) اللّقاء الأوّل
3) الحصّة الأولى
4) مقتطفات من دفتر الإرشاد البيداغوجي ل(ميسيو موريل Mr Morel )
5) تصدير
6) التّعبير التّلقائي L'expression spontanee
7) بين الماضي والحاضر قصّة إرادة
8) زهور الحب
9) كفّارة ذنب
10) وللنّاس فيما يعشقون أسماء
11) مرفأ السّلام
12) الماردة
13) ضفيرة ليليا
14) مشاكس في الذّاكرة
15) طفلي الصّغير
16) البرتقال في فم نعيم
18) رسالة المربّي
19) آفة النّسيان
20(حكاية (بوسعدِيّة)
21) الحركة اللّولبيّة
22) الطّفل والذّنب
23) ذات خريف
24) تشابه
25) بين ليلى وليلى
26) تصدير
27) تحيّة للمعلّم
22) المقامة الصّنديدية
23) المقامة القدّوريّة
24) الطّفولة وإرادة الحياة
25) غلى منصّة التّكريم
26) إشراقة الصّباح
تصدرت هذه المذكرات التي تفاوت طولها بحسب الغرض إهداء وتوطئة بقلم الكاتبة إلى جانب مقدّمة غيريّة بقلم محد لحويشي متفقّد أوّل للمدارس الإبتدائيّة)
الموضوع والرّؤية:
من خلال متنها هذا تصطحبتنا الكاتبة حسيبة صنديد إلى اكتشاف بعض الأحداث والمواقف التي اعتقدت أنّها هامّة، طارحة بعض المسائل، عارضة بعض النّماذج لنقارن ونقارب وندقّق معها في بعض من جزئيّاتها وتفاصيلها، فاتحة نافذة الماضي لإعادة النّظر في تلك التي كان لها بليغ الأثر على حياتها وعلى نفسيّتها من خلال تركيز زوم عدستها لتضيء مرحلة من حياتها ولّت ومضت بغرض عرض تضمين مقتطف من دفتر إرشاد مثل الذي ورد بالصّفحة ص 27 تارة وتخصيص مذكّرة تصدير تسجّل فيها أسباب نجاح المعلم في مهنته في الصفحة 139 اوردتها على شكل شعار عمل :
"ضمير حيّ
روح طفولية
قلب عامر بالحب
إيمان بقدرات الطّفل"
وفي هذا ربط مع العنوان وكأنّها بذلك تعلن بأنّ مهمّة المعلّم المربّي لا تنتهي بإحالته على التّقاعد فهو طاقة عطاء مستمر ورصيد معرفي لا ينبض زاخر بالتّجارب والخبرات فهو كمكتبة وطنيّة ومرجع من المراجع التي لا يستهان بها وجب توثيقها حتى لا تتلف ويذهب ريحها...
كما نراها ضمّنت مذكّرتها (الحصّة الأولى) ص23،: المنهجية التي اتبعتها في يومها الأوّل كخطوة أولى رسمتها تضارع طريقة عمل اتخذتها للتّعامل مع الأطفال مذكّرة إيّانا بأنّها "لم تكتس صيغة تعليميّة صرفة بل اعتمدت على النّصح والإرشاد.." وهي تتلمّس خطوتها الأولى في مسيرتها المهنيّة... هذا إلى جانب إعادة طرح بعض المواضيع والمسائل الهامّة التي مازالت عالقة إلى اليوم على نحو أيّهما أفضل الاحتواء أو العقوبة والإقصاء؟.. وغيرها من المواضيع المهمّة والحارقة سواء منها اقترنت بالتّدريس أو بالحياة العامّة... التي تخدم وجهة نظرها للكشف والتّوضيح دافعة بمسار حكيها نحو صراع داخلي وآخر خارجي لتزيد في الحكبة و التّشويق لشدّ القارئ ودغدغة حنينه إلى مقاعد الدّراسة لجذبه إلى حلبتها لنسج توقعاته وانتظاراته المستقبلية، لتكشف لنا عن رؤيتها ورؤية غيرها في إطار بوليفونية من الأصوات... مثيرة أسئلة وجوديّة هامّة تتعلّق بمصير الذّوات والعبثيّة وسخريّة الأقدار في تغيير المسار في عدد من النّصوص سنتعرض لبعضها لاحقا وعن الإرادة والعزيمة في تسجيل الانتصار عبر المثابرة وعدم الانهيار، لتضعنا أمام الانبهار محقّقة الدّهشة بغرض رجّ المتلقّي لحمله على التّأمّل من أجل التّقيم والمحاسبة، أو النّسج على المنوال لرسم صورة مدرسة الغد ومعلّم الغد من أجل إعدة النّظر في بعض السّلوكات الإجتماعية وتقييمها بموضوعيّة ومقاربتها بما تتركه في نفسيّة البشر تلميذا أو مدرّسا أو كفرد من المجتمع لأخذ العبرة والإجتهاد في البحث عن صيغة حداثيّة تربط مع الزّمن الجميل لننعم بعِبق ريحه لنمتص رحيقه ولنلقي بالفاسد جانبا ولنترك المنفّر منه. لنضمن كيفيّة إعداد ناشئة الغد من أجل حصاد رجل الغد قادر على التّخطيط وبناء مستقبل مشرق يكون فخرا يضمن السّعادة لنفسه ولجميع أصناف المجتمع الكادح سواء كان بالفكر أو بالسّاعد في إطار تشاركي تكاملي داعم لبعضه البعض كالبنيان المرصوص يسود فيه إحترام الذّوات مع مراعاة مشاعر الكبير والصّغير دون تمييز لون ولا عرق ولا دين ولا جنس واحتواء كلّ مختلف لتكون فكرة الاختلاف لديها جسرا تعبر من خلاله لاحتواء ذوي الحاجيات الخصوصيّة عاهة مريضيّة جسديّة نفسيّة كانت، أو مجتمعيّة لصيانتها ومراعتها خشية عليها، من الانكماش والانكسار حتى لا يضارع الضّياع، نتيجة شعور بأنّه منبوذ وغير مرغوب فيه.كلّ هذا من خلال أحلام صاغتها كمحلّ شاهد في إطار التّخييل الكلّي أو الجزئي لاستنتاج العبرة، في إطار خبري واقعي ممزوج بالشّاعرية الإنشائية لعبت فيها الذّاكرة والنّسيان اختزلتها صاحبتها في بعض المذكّرات.
الرّسالة:
عبر مذكّراتها نقلت لنا مربّية تجربة نضالها كإمرأة كافحت وقارعت صادمت وتصادمت مع الحياة لأجل بناء إنسان تفخر به الإنسانيّة...
نقلت لنا تجربتها، على جناح الحرف الخفّاق، بفصاحة و بلاغة مربيّة معلّمة تحذق قواعد النّحو والصّرف بطلاقة. يفوح شذى عطر عرقها الذي سقت به زهورا أينعت في ربوع الخضراء و ربّما خارجها ..
وكأنّها بذالك تُشهدنا، على م
دى إخلاصها، و تفانيها في عملها الذي ظلّ بداخلها محفورا منقوشا في ذاكرتها... وأبت إلّا أن تشركنا حلاوتها، لنستخلص العبرة، في مراوحة بين الواقع والتّخييل، بين النّثر والشّعر والمقامة لكي تمرّر المشعل للّاحقين من المدرّسين حتى لا يضجروا، ولا يسأموا، ولا يملّوا، من رسالتهم النّبيلة
سهيلة حماد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق