الخميس، 11 نوفمبر 2021

ذرات رصاص/محمد البنا/جريدة الوجدان الثقافية


 ذرات رصاص

.....
يتجاذبه طرفا مغناطيس، يقف مُتحيرًا، فقد خارت قواه، ولم يعد يقوى على تبين مساره الصحيح، يرنو بعينٍ يائسةٍ إلى الطريق المغبّر دخانًا وترابا، وبعينٍ متشككةٍ إلى الطريق النوراني المتسربل بعباءةٍ سوداء ماطرة.. تسقط بعض حباته، يتذوقها مرغمًا، يهلع!..لا يجد سوى طعم الدم، يهرع بعينيه إلى ملامسة التراب، يفزع!..يهمهم :الطعم ذاته لكن اللون مختلف.
يمجه، يمتعض، ما يزال بعضٌ من رائحةٍ تزكم أنفه، وهدير رصاصٍ يصم أذنيه، يأمر يديه أن ترتفع، وترتفع، وترتفع، أصبعٌ في أذنه، وأصبعان على عينيه، وأصبعان على أنفه، يبتسم بعد أن فعل فعلته، وتشبثت قدماه بالبقعة العمياء.
محمد البنا ٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق