الأحد، 24 ديسمبر 2017

جريمة على رصيف الأفتراض ،،،، بقلم الشاعر/خوله ياسين

الجزء الثالث والأخير

(( جريمة على رصيف الأفتراض ))
..................

انهارت سمر عند جارتها تلطم وتندب حظها العاثر ، تهذي  وتتكلم كمن رُفع عنها القلم .
استقبلتها جارتها بدهشة تلحقها نظرات غاضبة ، لكنها تغاضت عما حدث بينهما لأجل الصداقة التي جمعتهما ، نسيت ما حدث من قبل  .
احتضنتها محاولة التهدئة من روعها .
؛
الجارة : اهدئي قليلا  ، توقفي عن البكاء حتى أفهم ما تقولين  .
سمر : لا أعرف كيف أتصرف ! لا أعرف لا أعرف أنا ميتة وانتهى أمري .
الجارة :  حاولي أن تتوازني  .
بدأت سمر تهدأ قليلا ، أخيرا أسكتتها جارتها ، وقفت سمر  والحزن ينهش حشاها ،  الهاتف دمرها .
أرادت أن تكمل الكلام ، سمعت صوت زوجها من الطابق السفلي يصدح بنبرة لم تشهدها له  ، ضربت فمها مرددة ويحي ،  ماذا صنعت بنفسي  ،  ترتعش قدميها وكأنه زلزال أصاب الأرض تحت بنانها ، اسنانها تصطك ببعضها رعبا .
اختفت خلف جارتها ، أدرك البيت زوجها ، يبحث عنها بجنون ، يطرق ابواب بيته من شرفة إلى أخرى عيناه حمروان من شدة الغضب كأنها شرر من لظى ،  تكاد تختنق من الخوف ، جارتها تنظر لها بذهول تام وبصوت خافت ؛
الجارة : ماذا فعلت أيتها الغبية حتى جاء بهذا المنظر  ؟! تكلمي .
سمر : دعيني عندك  ، اخبرك فيما بعد ، اتوسل إليك لا تتخلي عني .
الجارة : حسنا لا تقلقي سنجد حلاًّ  .
لم تكمل جملتها حتى طرق بابها زوج صديقتها ، فتحت له  ؛
الجارة : مرحبا جار كيف حالك ؟
الزوج : أين سمر ؟ تكلمي  ، أين هي ؟
تسللت من وراء ستار عازل في حجرة الاستقبال ، تقدمت للأمام والخوف كاد يمزق جسدها ، بهمس مُغمّس بالشهقات لم تستطع النظر إلى وجهه ؛
سمر : ها أنا ذا .
الزوج : هيا إلى البيت ، الأطفال معي احظرتهم من المدرسة .
سمر : أجل
ذهبوا إلى شقتهم ، وهناك تعالت الأصوات وبكاء الأطفال ، أخذ الزوج أطفاله ادخلهم حجرتهم وعاد ، تهجّم عليها وبدأ بصفعها على وجهها  ؛
الزوج : لماذا ؟ لماذا ؟ بماذا قصرت في حقك ؟ مالذي صنعته أنا وأبناؤك حتى تفجري بنا قذيفة من العيار الثقيل  ؟ وصلت بك الوقاحة والدنائة أن تسرقي أموال أولادك !
ولماذا لانه عشيقك ، تخونين علاقة زوجية جمعتنا ، قتلت أطفالك بالفضيحة .  
اذهبي ارتدي معطفك وليس غيره ، اه ... أسف حذاءك أيضا  ، أمامك نصف ساعة لترحلي دون عودة .
سمر : أرجوك حقك أن تقطعني ، تذبحني أفعل ما شأت لكن ابقني هنا ، أين سأذهب ؟
الزوج : عند  الكلب الذي بعتني وبعتِ نفسك له ، عند الوقح الذي أرسل لي فيديو بصوته ويريني أصدقاؤه يتفرجون عليك وأنت في وضع مخزٍ ، أيتها السافرة ، أيتها الفاجرة ، ملايين الناس استمتعوا بالنظر إلى جسدك .
اعتراها انكسارا وخيبة . دخلت شرفتها لتجمع أغراضها ، والدموع تحرق وجهها ندما ، العار دنس طهرها ، احرق عقلها .
كم تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها .  
بدأت ترمي في أغراض حجرة نومها شمالا يمينا ، تصرخ من وجع مزق قلبها  ، أمسكت سكين  ،  وبصيحةٍ مشتعلة كالجمر .
وضعت السكين على رسغ يدها ، وهي تثلبُ نفسها وتذُّم الساعة التي اشترت فيها الهاتف ، وتعرفت على هذا القذر الذي اودى بها للهلاك ، ودمرّ عائلتها  ، نظرت إلى المرآة ، لكمت وجهها وهي تتمتم ؛
<< أكرهك ياحثالة أكرهك لأنك أنت ساعدت أنسان حقير منعك أولادك ، بكل غباء وقلة عقل ، أيتها المختلة >> . 
تجهش بالبكاء ، الأسى يملأ قلبها الذي ستتوقف نبضاته ألما من المعصية التي ارتكبت .
سحبت السلاح الذي بيدها اليمنى ، قطعت وريدها  بقوة قاتلة . وقعت أرضا مفارقة الحياة .

................
تم
الجزء الأخير


خوله ياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق