√ مستشارة الرئيس √
( أنا مغرمة بك جيمي..)
خطت رسالتها على نصف ورقة بسرعة و دستها داخل الملف الذي طلبه الرئيس آملة أن يقرأها...
لم تجد سبيلا آخر لتفصح عن حقيقة مشاعرها نحوه...دائما ما يجتمعون في جلسات عمل و لكنه لا يتعدى حدود عمله كرئيس و لا يطلب سوى رأيها في مواضيع تخص سياسة البلد العظمى...
إنها صديقة ذات كفاءة مهنية ...حتى أيام الجامعة لم ينتبه لوجودها رغم تفوقها العلمي الذي كان سببا في وصولها لمنصب مستشارة...
تصرف كامل مرتبها على الزينة و الملابس..تتعطر و تتزين طوال أوقات وجودها
في القصر الرئاسي...
أخذت الملف و دخلت مكتبه ليتناقشا حول كيفية الإستيلاء على الثروة النفطية لمستعمرة قديمة...
بدت صلبة متماسكة كعادتها...تصفح الملف...
رفع بصره إليها " جميع المعطيات متوفرة حول الوضع المتأزم في المستعمرة و لكن أين التقرير الذي طلبت منك كتابته لإبداء رأيك في ما يحدث ؟ ..."
أثناء تصفحه للملف سقطت نصف الورقة و استقرت تحت طاولته دون أن ينتبه إلى ذلك..
ابتسم نصف ابتسامة " طيب لا حاجة لي بالتقرير أعطني رأيك مباشرة حول سبيل حصولنا على حقنا دون التصادم مع هؤلاء الرعاع الجياع "
صمتت المستشارة رددت في نفسها حقنا...أشفقت عليه فهو مطالب بتطبيق سياسة لا تقر بوجود الآخر و لا آدميته ...الثروات لا دخل لأبناء البلد فيها.. هذا هو شعار سياسة المتغولين...
قالت بعد برهة " أظن أن تقديم جزء من الثروة لشعب المستعمرة تصرف سليم لإخماد نيران الإحتجاج.."
قطب الرئيس حاجبيه مستغربا ...
نصف ابتسامة كالعادة و إشارة بإنتهاء الحوار..
خرجت مستاءة...لم ينتبه حتى لزينتها و ملابسها الفاخرة ..مالذي يجعله سلبيا لهذه الدرجة..زوجته مسنة و لاتقوم سوى بدور السيدة الأولى في المحافل الدولية...
×××××××××××× ××××××××××××
أفاقت باكرا ...احتست قهوتها في شرفة المنزل مع شرود يخيم على ذهنها و أرق يلازمها منذ ولوجها قصر الرئاسة...
في الشارع رجل و امرأة يتحادثان ..تشابكت الأيادي بإنسجام و قطعا الطريق ...
أيقنت أنها أضاعت الوقت الكثير و سلكت الدرب الخطأ...لا يحتاج الأمر لكل هذا اللف و الدوران و الأرق ..
نهضت من مقعدها متوجهة نحو غرفتها...
ملابس بسيطة مع ماكياج خفيف و عطر عادي...
غادرت منزلها عازمة على حل المشكلة مباشرة...
ابتاعت ما لا تستطيع أن تبدأ صباحها بدونها..
ورود بيضاء جميلة وضعتها في مزهرية على مكتبها فور وصولها....
حملت بعض الملفات كتعلة و اقتحمت مكتبه بهدوء..
مد يده قائلا " أهلا ..لا أذكر أني طلبت ملفات.."
أمسكت يده " ألم تقرأ رسالتي..أم أنك لا تشعر بي..؟ ..أنا.."
قاطعها بنصف ابتسامة كعادته " آسف لا تروقني الإفريقيات.."
تراجعت إلى الوراء ..لم تستطع أن تحبس السيل الجارف الذي اعتراها عنوة...
غادرت المكتب بسرعة متوجهة نحو الحمام لمسح دموعها...
تأملت وجهها في المرآة...وجه حزين تغمره الدموع و شئ آخر لم تلحظه من قبل...
لأول مرة تكتشف أنها سوداء....
############تمت #############
قصة قصيرة بقلم خيرة الساكت من تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق