الخميس، 7 سبتمبر 2023

ذكراه.. بقلم الأديبة سهيلة بن حسين حرم حماد

 ذكراه..

ها قد مرت خمس سنوات وحرقة فرقتك مازالت في القلب تلتهب.. فكل المذاقات والروائح تغيرت.. فما عادت الابتسامة ابتسامة.. و لا الضحكة ضحكة.. حتى الدموع نشفت.. والأمكنة تغيرت والناس قست قلوبهم وتحجرت..
أرتاد المقهى الذي اعتدنا الجلوس به ولكن بدا لي فاقدا بهجته حزنا عليك..في كل مرة يسألني عنك الكرسي والطاولة والركن والفنجان الكل ينتظرك ينتظر عودتك.. لا أحد استطاع أن يأخذ مكانتك أو يحتل مكانك.. مازالت ابنة صاحبة المقهى صديقك صالح وزوجته تذكرك وتذكر حكمتك.. فكم أدخلت البهجة والسرور على كل من التجأ إليك؟.. وكم ساعدت من غريب عن الديار قادم من بعيد؟.. وكم أخذت بيد من مسكين لم يجد معين؟.. اشتاقت لك الأمكنة التي توالت عليها أزمنة.. ومثلك يا أبي ما عرفت أكثر منك طيبة ولا كرما حتى كاد الطائي يشتكيك لقاضي الزمان خوفا من أن تنتزع منه صفة ورثها ورسخها له التاريخ.. اشتاق الكل لنبرات صوتك التي تحمل التفاؤل والأمل حتى في أوقات تقبل العزاء..
في كل موسم وعيد أغص بريقي وأشرق.. أريد أن استنشق عبق نسائم الربيع وكل الفصول كما تعودتها معك.. غير أني أجدها تغيرت..
لا أجد ما أقول غير الدعاء لك بالرحمة والغفران.. فقد غادرتنا لتلقى رب كريم.. آمل أن ألقاك عن قريب وأحضنك وأشكيك فعل الزمان الذي غير المكان والإنسان على حد السواء..
سهيلة بن حسين حرم حماد
الزهراء تونس في 07/09/2023
Peut être une image de 1 personne, sourire et foulard

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق