الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

شجرة عريقة بقلم الشاعرة لمياء آلْمَجِيد - قليبية - تونس

 شجرة عريقة

شجرتي العريقة
في مدينتي... سامقة
كلّ يوم أراها تُناغم السّماء
تقطف غيمة
لِتسقيَني
هي... أكبر منكَ... و منّي...
من أبي
و من جدّتي لأمّي
أرفع رأسي، أُناغيها
من النّجم، تنظُرُني
تحرّك فيْنًا، عليه تغرّدُ أطيارٌ
شدْوَ لَحْنِ
تُشَنِّفُ سمعي
أو ترميني بكُريّاتٍ في حجم ذُؤابة إبهامي
أُجمّعها، أُرصّفها
ذاتَ البيْنِ... و البيْن...
هيَ العروسُ
سَرَاةٌ، سراجٌ
تتصدّر ساحةَ أرنجٍ
و زيتونِ
تتسربلُ سِيمْيَاءَ خضراءَ سَرْمَدا
عددَ أيّامِ العامِ
ترقص كلّ فصلٍ
و يومِ
رقصة خلودٍ
في الوجود
كبرتُ
و كبرتْ قبلي
من سِنينَ لا علمَ لي بِعدِّها...
قُبالَةَ منزل جدّي
شجرتي، لحنٌ مع الرّيحِ تعزفهُ
سِيكاهْ، نَهاوَنْد، جَهرْكاهْ
و حُسَيْنِي
اليومَ... آتي
و دمعٌ سبّاقٌ في المآقي
قطعوا أطرافي
من خِلافِ
خنقوا اللّحنَ الشّادي...
شجرتي... عروسٌ
كانت قبل يومٍ تمدُّ جذورها
إلى أطراف مدينتي
و تنتصبُ هُنا
كنتُ في عدد الأيّامِ سبعةً قبْلها
أقفُ هنا
ألتقطُ لها صورةً
قبل بَتْرِها
لكأنّني علِمتُ سَلَفًا
بالآتي و مُصابَها...
اغتصبوها في أوْجِ زِفافها
و سَبَّلُوا سَدِيلَها
من حُسْنها، يُقيمون المِحرَقة...
سلامٌ عليك شجرتي
سلام ٌ عليك مدينتي
لمياء آلْمَجِيد - قليبية - تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق