الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

ــ اَلْقَصِيدَةُ اَلْمُنَوَّرَةُ ــــ بقلم الأديب *سُوف عبيد

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ اَلْقَصِيدَةُ اَلْمُنَوَّرَةُ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أَيَــا حَــادِيَ اَلْعِيسِ أَبْلِغْ سـَــلَامِي * وَ عَــجِّـــلْ رَحِـيلا بِـــدُونِ مَــلَامِ
وَ وَدِّعْ ! فَـــقَدْ لَاحَ لَـفْــحُ اَلْفَيَافِـي * وَأَمْــسِكْ بِعَــزْمٍ عِـنـَانَ اَللِّجَـام
قُبَــيْلَ اَلْهَـوَاجِـرِ حـُثَّ اَلْمَـطَـايـَا * إِلَـــي اَلشَّــرْقِ يَمِّمْ وَلَا مِنْ مَقَامِ
وَ حَــدِّثْ رُبُـوعَ اَلْحِجَازِ حَنِـيـنِــي * وَ سِــرْبَ اَلطُّيُورِ لِتَـشْـدُو هُـيَامِي
عَلَــى كُلِّ وَادِي، إِلَي كُلِّ شِعْــبٍ * وفـِـي كـُـلِّ فَـجٍّ عَمِيقِ اَلْمَرَامِـي
مَعَ اَلرّيحِ، رِيحِ اَلصّبَا وَاَلصّبَابَـاتِ * يـَـنْـسَابُ عِطْـرًا بِـزَهْرِ اَلْخُـزَامِي
بِــنَـفْـحٍ مِــنَ اَلْيَاسَمِـيـنِ وَ فُـلِّ * كَمِثْلِ اَلشَّذَى ذَاكَ رَفْرِفْ غَرَامِـي
إِلَى نَخْلِ طِيبَةَ أَوْصِلْ شُــجُونِـي * وَأَنْـــزِلْ دُمُوعِـي كَـمُزْنِ اَلْغَمَامِ
عَلَــى رَوْضَةٍ مِـنْ رِيَاضِ اَلْجِنَانِ * تَـرَاهَا تَـــحَلَّـتْ بِخَـيْــــــرِ اَلْأَنـَامِ
ـــــــــــــ* ـــــــــــ
هُنـَاكَ عَلَى بَابِهِ اَلْمُصْطَفَى قِـفْ * وَصَــلِّ وَ سَلِّـمْ كَسَجْعِ اَلْــحَمَـامِ
وَ قُــلْ : يَا نَبِيَّ اَلْهُدَى! قَدْ تَنَاءَتْ * ثَنَــايَا عَلَــى اَلْبُعْـدِ كُثْـرُ اَلزِّحَــامِ
فَــقَرِّبْ وَ يَــسِّرْ إِلَـيَّ اَلسَّـبِيلَ * فُـؤَادِي مَشُوقٌ وَشَبَّ اِضْطِــرَامِي
أَهِــيمُ مَـعَ اَلْلَّيْـلِ غَـارَتْ نُجُومِي * وَأَنْــتَ اَلضِّيـَــاءُ تُجَلِّي ظَـلَامـي
وَ أَنْــتَ اَلصَّبَــاحُ، وَأَنْــتَ اَلْفَلَاحُ * رَمَـتْـنِي اَلرِّمَاحُ وَ لاَ مَنْ يُحَامِــي
وَ لا مِـنْ نَصِيرٍ لِإِسْنَادِ ظَـهْـرِي * وَ لَا مِـنْ رَفِيـــقٍ يَـشُـدُّ حُسَـامِـي
ـــــــــــ* ـــــــــــ
أَيَـا سَيِّدِي أَنْتَ رِفْدِي…أَغِـثْني * فَـأَنْــــتَ اَلْمَلَاذُ مَـلَاذُ اَلْمُــــضَـامِ
وَ كُـلُّ اَلْجِـهَاتِ تَـنَـادَتْ عَلَــيَّ * تَـهَـاوَتْ رُكَامًـا وَ فَـوْقَ اَلــــرُّكَـامِ
فَــسُـدٌّ أَمَـامِي وَ سُدٌّ وَرَائِــي * أَجُــرُّ خـُـطَــايَ كَـــسِيـــرًا وَ دَامِ
فَوَيْـحِي ! أَلَا بِـئـْسَهَا اَلْأُمْنِيَاتُ * إِذَا مَـا تَـدَاعَتْ كَمِثْـلِ اَلْــحُـطَـــامِ
لَكَمْ لِي تَرَاءَتْ كِسِرْبِ اَلـظِّبَاءِ * وَكَــمْ قَدْ رَمَيْتُ فَطَاشَتْ سِهَـامِي
وَوَلَّــــتْ عَلَـيَّ نِــصَالًا نِصَــالًا * وَ فـِـي اَلْفَـــلَوَاتِ تَلَاشتْ خِيَــمِي
أَلَا لَـيْـتَـنِي فِي فِجَاجِ اَلْـبرَارِي * مَـكَثْتُ جَــرِيحًا كَــمِـثْلِ اَلسّــوَام
وَ بَــيْنِ اَلذِّئَـابِ بَـقِيتُ طَرِيـحًا * بَـعِـيدًا عَـنِ اَلنَّـاسِ نَـاسِ اَلْـلِّئـَامِ
لَـئِــنْ مُــتُّ يَوْمًا فَطُوبَى لِمَثْوَى * بِـــأَرْضِ اَلْخَــلَاءِ يُرِيـحُ عِظَامِي
كَفَى !قَدْ رَشَفْتُ اَلْحَيَاةَ كُؤُوسًـا * غَوَتْنِي بِسِـحْرٍ تـنَـاسَتْ فِطَـامِي
ــــــــــــ * ـــــــــ
لِخَـمْسِينَ عَامًا رَضَعْتُ هَوَاهَــا * أُمَـنِّي خَلَاصِي وَ فِـي كُـلِّ عَـــامِ
لَكَمْ هَدْهَـدَتْــنِي بِأَيْدِي اَلْحَرِيـرِ * وَأَغْرَتْ بِـجَـامٍ عَلَى إِثْــرِ جَــــامِ
أَقُـولُ لِــنَـفْسي :وَدَاعًــا لِدُنْيـَا * وَلَكِـنْ تَجِـيءُ بِأَشْــهَــى مُــــدَامِ
وَتُــغْرِي بِشَهْــدٍ وَ وَرْدٍ وَ وَعْــدٍ * أَرُدُّ أَصُـــدُّ تَــزِيـــدُ خِـــصَــامِـي
تَـغِـيـبُ رُوَيْـدًا رُوَيْدًا وَ تَـمْضِي * بِـخَدِّ اَلــدُّمُـــوع وَ تُبْدِي اِتِّــهَامِي
إِذَا هَـادَنَــتْـنِـي نَـهَارَا تَـهَــادَتْ * بِلَيْـلٍ وَ تَــغْزُو بِـخَيْـلٍ مَـــنَــامِـي
فَوَيْـلِي لِجَيـْشٍ يَمُوجُ وَعَــصْـفٍ * يـَهُـوجُ وَ زَحْفٍ مُخِـيـفِ اَلْلِّطَـامِ
فَـإِمَّـــا أَمُـوتُ بِقَصْـفٍ وَ إِمَّـــا * بِحَـتْـفٍ وَ إِمَّا بِسَيْـفِ اِبْـــتِـسَــامِ
ــــــــــ * ـــــــــ
هِيَ اَلْحُسْنُ فِي كُلِّ وَصْفٍ وَفَاقَتْ * بِلُطْفٍ وَ عُـنْفٍ وَهَـيْفِ اَلْقَوَامِ
فَـسُـبْحَانَـهُ اَلـلَّـهُ لَمَّـــا بَـرَاهَـــا * فَمَــاءٌ وَ نَــارٌ هُمَا فِـي اِنْسِـجَامِ
تَــجَـلَّتْ تَـحَـلَّتْ تَـدَنَّـتْ وَ رَنَّــت * إِلَــيَّ وَ هَـيَّــا ! أَمَــاطَتْ لِثـامِـي
وَهَمَّتْ ! هَمَمْتُ إِلَاهِي أَجِرْنِـي * حِمَاكَ ! وَ إِلَّا اِنْـفِرَاطُ اِعْـتِـصَامِـي
فَـــطَـوْرًا أَشُـدُّ قِـلَاعِـي بِـصَـبْــرٍ * وَطَـوْرًا أَلِينُ وَ أُرْخِــي زِمَـامِـي
فَوِزْرِي ثَـقِيلٌ / حِسَابِـي طَوِيـــلٌ * وَأَرْجـُو رَحِيمًا وَ أَنْـدَى اَلْـكِــرَام
عَلى اَلْلَّهِ حَسْبِي وَ إِنِّي أُصَلِّــي
عَلَى اَلْمُصْطَفَى وَ هْوَ مِسْكُ اَلْخِتَـام
*سُوف عبيد
Peut être une image de monument

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق