الجمعة، 17 يناير 2025

مداخلة السيد الشريف العوني : لغة الوصف في الشعر الملحون

 المداخلة  


مداخلة السيد الشريف العوني : 

لغة الوصف في الشعر الملحون

بسم الله الرحمن الرحيم

تندرج مداخلتنا تحت عنوان : لغة الوصف في الشعر الملحون بين الفصحى والعامية

 قبل ذلك لو سمحتم نفتح قوسين، لنقول أن هذا النوع من الأدب يعرف في أيامنا هذه شيئا من الإغتراب، وإننا بهذه المناسبة نهيب بأهل الأدب الجامعيين لتناول هذا النوع من الأدب غاية تقريبه إلى الجماهير وتسهيل فهمه وجعله في متناول القارئ متوسط المستوى، إذ في ذلك رجوع لأصالتنا وجذورنا، وبقدر ما تتفرع الفروع إلى الحداثة، بقدر ما يجب أن تتجذّر الجذور في العمق، ولا يمكن أن يكون لنا مستقبل بدون ماضي، ولا آفاق بدون أرضية، ولذا فإننا نرى أن التجديد والإبداع والخلق لا يمكن أن نفهم صفاتها الفنّية ان لم تكن مرتبطة بميزات السلف، آخذة منها الروح والعمق والأصالة، مبتكرة لها القوالب الجديدة المتماشية مع العصر، وإلا فيتيه المُثقّف والمبدع والفنان،وتشتبك أمامه السبل ليسقط في التقليد الأعمى، ولا نسمي الأدب أدبا حتى يأخذ من خصوصيات مجتمعه وروح عصره، فاتحا الطريق تدريجيا وبدون قطيعة نحو الرؤى الجديدة والقوالب الحديثة، ولسنا نملي هنا رؤيانا للأدب، وإنما أردنا أن نركّز على ضرورة الرجوع لأدب غني طالما تجاهلناه.  إذ سنتحدث عن الوصف في هذا الأدب، اسمحوا لنا أن نذكر أن أبواب هذا الأدب الشعبي لا يمكن أن تكون ولم تكن بالفعل هي نفسها أبواب الفصيح، فالمدح والوصف والرثاء إلى غير ذلك أبواب مستقلة في الفصيح، إلا أنها تختلف في الملحون، إذ لا نجد الوصف مستقلا بل يدخل ضمن أبواب أخرى، وإذا وصف الشاعر الشعبي حصانا، أو برقا، وهي التي نالت الجزء الأكبر من شعر الوصف، فليس الوصف غرضا مستقلا، بل الغرض هو الموضوع نفسه، إذا نظرنا لها من زاوية تبويب قصائد الفصحى، أي إذا اتخذنا منظار تبويب الشعر الفصيح، فوصف الحصان وهو الكوت في الشعر الشعبي، سيتجاوزه الشاعرغالبا لوصف الفارس ومغامراته وصولاته، كما يمر لوصف تجهيز الحصان من سرج ولباد وصدرية وتكفال إلى آخره، ولا ننسى سبب السفرة بالحصان، إذ أنه يصبو للإلتحاق بقبيلة حبيبته، وكثيرا ما يصف الحبيبة بإطناب، وكي لا نطيل، فلنقل أن القصيد الشعبي عامة لا يكتفي بغرض واحد، بل يمر من غرض رئيسي لأغراض ثانوية لها التصاق بالغرض الأصلي، أما إذا وصف الشاعر الطبيغة، فعادة ما يصف المطر وما بعده من نتائج المطر، كالحرث والزرع والحصاد ليصل بنا لفصل الخريف حيث تقل حركة الفلاح وتكثر الأفراح والأعراس، وكل هذا نتاج المطر فسمي الغرض "سحاب" أو " برق" ، وللذكر لا الحصر نسرد أغلب الأبواب المعروفة والمتفق عليها، وهي الكوت في وصف الحصان، البرق أو السحاب في وصف المطر والطبيعة، ويندرج فيها غرض الضحضاح، النجع في وصف حياة النجعة أو القبيلة وترحالها ونمط حياتها، العكس وهي قصائد مليئة حكما ومواعظ وتحكي تقلّب الدهر ويندرج فيها محل الشاهد، الأخضر وهو الغزل ومعاناة العاشق واشواقه ومغامراته لوصال الحبيبة، المكفر وهو عبارة عن قصائد دينية وصوفية وتشويق لزيارة الكعبة، ثم الرباط أو الأحرش وهو عبارة عن فخر وألغاز يتبارى بها الشعراء، أما المدح والهجاء والرثاء، فهي أبواب مستقلة إلا أنها لا تكاد تُذكر نسبة للزخم الكبير في باقي الأغراض، ورغم غزارة ما نُظم في مدح الرئيس بورقيبه، فشخصيا لا نبوّبه في المدح لأنه شعر تملّق ذليل أولا، وثانيا لأن بنيته الفنّية والشعرية ضعيفة، وأخيرا باب الشعر الوطني، وهذا إنتاج غزير وصادق وأغلبه قيل وتونس تنزح تحت نير الإستعمار وجزء منه نُظم في فجر الإستقلال، وقبل ما أسميه ثقافيا وأدبيا بعصر الإنحلال.

وندخل الآن موضوعنا الأصلي لمداخلتنا، وهو شعر الوصف، ومن قال وصف قال أعطى صورة بالكلمات كافية للسامع بتصوّر الموصوف في مُخيّلته، ولذا وجبت الإحاطة بالموصوف بألفاظ دقيقة شافية كافية لتصوّر الموصوف عند السامع، كي يتبيّن كل خصوصيات الموصوف وميزاته، سواء كان الموصوف جمادا، كالطبيعة والجبل والبحر والصحراء، أو السيف أو آلة موسيقى إلخ، أو من الأنعام كالخيل والإبل والضباء وكلاب الصيد إلخ أو من البشر كالفاتنات من النساء والأبطال من الفرسان، فيُشترط في الوصف أن يكون دقيقا مُتكاملا شاملا، سامحا للسامع بتصوّر الموصوف في مخيّلته واضحا كما يُصوره رسّام بريشته، ومما نلاحظ في وصف النساء أن الأغلبية المطلقة لهذه القصائد لا تهتم بالناحية الخُلُقيّة، بل قلما عثرنا على بعض أوصاف متناثرة لا تكاد تُذكر، والوصف فنيا، أو على الأقل، في الوهلة الأولى، نقصد بالوصف وصف الجمال، وقلما قصدنا وصف القبح أو البؤس، مثلما أبدع الرصافي في وصف الأرملة المرضع، بل نتوق دائما لسماع وصف شيء جميل، ولذا اعتمدنا اليوم الإستناد على قصيد غزلي مادح، فهو "ملزومة خضراء" بلغة الشعر الشعبي،

قلنا أن القصيد من نوع الملزومة، والملزومة في عجالة، ولتقريب هذا الأدب نقول أنه في موازينه، ينقسم إلى قسمين أصليين، يتفرع كل منهما إلى عدّة أقسام، القسم الأول هو القسيم، ويشبه في بنيته القصيد العربي الفصيح، وتتكون كل أبياته من صدر وعجز تتحد فيه قافية الصدور في قافية والأعجاز في قافية ثانية، أما الملزومة فما شابه الأغنية التونسية أي ما كان لها مطلع أو عنوان، يعود إليه الشاعر بعد كل بيت أوغصن أو عرف أو جريده، وبعد هذا التعريف المُبسّط، نمر إلى القصيد التي سنحلله ونرى التصاقه بالعربية الفصحى، وسنقرأ القصيد مُجملا لنكوّن عنه فكرة ثم نمر لتحليله وهذا القصيد :

آه ريت خيال هنيّه وقت إن يظهر لاج 

مركب في غريق البحريّه يقطّع في لمواج

مركب في غريق المزخوم رخفوا له الريّاس يعوم 

أنت غثيثك حدّر مقسوم

بسوالف وأخلاج 

جبينك قمره بين نجوم صنّت تحت الداج

اجْبينك برق الخفّاق

يلعج في لمْزان وتاق الحواجب ماذا ترقاق

كويتيني بأغناج 

منقار البرني شرياق 

خدودك ورد أمراج

خدودك وردات الياس 

في جنان عليهم عسّاس شفايف لكّيّه تسلاس

أما المضحك عاج 

والريق عسل ال في كاس  وفي النغمه تفراج

في النغمه تفراج وتحلى الريق عسل شهد النحله والرقبه عرجون النخله

بالذهب الوهاج 

أما زنودك بالات الجّهله 

يوم فتنه وأهراج

زنودك بالات حراب واصباعك بسرات رطاب

 عل صدرك تفاح ال طاب

زوز توامه انتاج 

الجوف خاوي ضامر يشحاب وريت حزامك راج

ريت حزامك بان يرفّع 

حلقه نقش يهودي يطبع زقلولك ديّانه يسمّع

شاش ليه الفرّاج 

محدّر بحجاباته مرصّع يسوى عشره نعاج

يسوى عشره نعاج كمال 

وال يدفعهم فيه حلال اخواتك عرصات الجُهّال

في شامخ لبراج 

وعضاها يظهر شعّال 

بحموره وهّاج

بحموره وهّاج يخفّق

برق ال يلعج سيله يدفق خلخالك ديأنه ينقنق 

طبال الحرّاج 

مرقت بالبلغه تترشّق 

تمشي باستدراج

مرقت تترشق بالفامه 

فازت ع المحفل بضخامه 

اللي حاز هنيّه قُدّامه 

زاداته تُفراج 

اتقام سعده وتقدّوا أيامه 

وما عادش يحتاج

اللي حاز هنميّه يتهنّى 

في حياته تمتّع بالجنّه 

كي طلعت في كساوي ورنّه

حفلت بالديباج 

خيال هنيه وقت ال صنّى بابور الحُجّاج

خيال هنيّه وقت ظهر لي ليوتنه ع العسكر متعلي شرق حبك في القلب سكن لي

وما حبّش يتفاج 

نحس ريقي صابون مغُلي نتطعّم في احداج

نتطعم في الحنظل عاقد ناري في الكبده تتواقد سامورك في قلبي شادد

وصهدني بأوهاج 

ياهنيّه نا زولك فاقد 

ضاع عقلي لوّاج

ضاع معاه الغقل همل 

ولا حب يولي بالكل 

سمعنا في تاريخ قبل

عبله وغيده انتاج 

لا يجوشي لهنيه مثل 

ولا يجوها دوّاج

عبله وغيده متضادّين 

لا يضدّوا هنيّه في الزين زيدعلياء بنت سلاطين

لبّاسين التاج 

هنيّه فاتتهن بالزين 

وخلتهم ضجّاج

خلّتهم ضجّاج كماله 

علي الكيلو يرتب في أقواله بحره بالهيله يتكالى

بالموجه لهواج 

صلوا عل صاحب الرساله الأنور مولى التاج.

لقد استمعنا إلى القصيد، ونأخذه الآن بيتا بيتا ونفسره ونحلله لنتبيّن معاني الكلمات التي قد تبدو لأول وهلة هجينة أو غريبة لم تألفها الأذن وسنرى معا قربها أو بعدها من لغتنا العربية الفصحى، ففي مطلع القصيد كل الكلمات مألوفة مفهومة ماعدا كلمة لاج.

لاج من لجّ أي عاند وتمادى في العناد، فهو هنا عنيد، واستعمال خيال ليس بمعنى الظل ولا بمعنى الطيف، بل بمعنى القد والقوام، فإذا قدها وجسمها وبدنها لاج وعاند ومرّ من أمامه رغم ضغوط أهلها، الذين تعوّدوا حجب الفتاة، فهنيّه تعاند وتطهر للأنظار معاندة مُتحدّية صارخة مُطالبة بحرّيتها ثائرة على الأوضاع السائدة.

في البيت الأول نجد غريق المزخوم،وفيه المركب الذي أرخى له الرياس ليعوم، وفهمنا أن المزخوم هو البحر، ولنرى الكلمة في القاموس.

المزخوم أصلها من سخم وغالبا ما تُقلب السين زايا لسهولة النطق، والسخم نجدها بمعنى الغضب والسواد، وهما صفتان دلتا على موصوف ألا وهو البحر.

أما الكلمة الموالية فهي غثيث: غثّت الشاة أي عجفت وهزلت، ولدا، غثيث أي مهزول ضعيف، والمقصود هنا بهذه الأوصاف هو الشعرالناعم الجيّد الرقيق.

وكثيرا ما دلّ العرب بوصف على موصوف، فنقول جاء الشجاع، أو صادفت الكريم، بدون أن نقول رجلا شجاعا أو رجلا كريما، ونقول اشتريت مُحجّلا، أي حصانا محجّلا، ونتغنّى فنقول سباني غصن بان، أي سباني قد مثل غصن البان، وكل صفة من هذه الصفات دلت على موصوفها، ولهذا وصف الشاعر الشعر بالغثيث والكلمة معروفة عند البدو.

بسوالف وأخلاج : خلج: تحرّك واضطرب وتمايل، وكلها صفات للشعر الناعم عندما تهزه الريح

السالف: نحن نعرف معناها وهي فصيحة وأصلها سالفة بالتأنيث وجمعه سوالف وتعني جانب العنق عند معلق القرط وكذلك خصلة الشغر المرحلة على الخد

الداج: من دجى الليل والدجة هي شدة الظلمة والداج هنا هي اسم فاعل من دجى أما البيت الثاني هه لوصف الجبين ويشبهه ببرق خفق ولعج في المزن والكلمات كلها مألوفة إذ أن لعج معناه خلج وأخلج النار أوقدها

الأمزان ج مزن وهو السحاب وخاصة ذو الماء منه

تاق: إلى الشيء، ومنها ظهر على غفلة

أغناج: الغنج هو دخان الشحم ليسودّ الوشام، وهنا يريد سواد العينين، الغنج: الدلال وملاحة العينين

شرياق: صغة مبالغة، كثير الشرق، شرق الجرح بالدم أي امتلأ، وشرقت عينيه احمرت، شرق الولد: غصّ، فهو يصف الطير بأنه ممتلئ دما أي كثير الصيد

صدقني أخي القارئ أننا لم نتخيّل في بادئ الأمر أننا في تفسير البيت الموالي سنصل لنتيجة، لكنا اندهشنا، فكلمة لُكيّة حسبناها هراء، وكم كانت دهشتنا كبيرة حين وجدنا أن لكيّة هي صفة اللك، وهو صبغ أحمرتصبغ به الجلود ويستخرج من نبتة اللك، ويتخذون منه صمغا ( للمضغ) لإعطاء حمرة للشفاه

تسلاس: السلس 

أما المضحك فلا تحتاج لتفسير كالمبسم ونجلب الإنتباه لقوة الصورة في تشبيه الأسنان بالعاج وحلاوة الريق بالعسل المصفى والصوت بنغمة تُفرج الهم عن النفس،  ويمر الشاعر مؤكدا أوصافه وموصوفاته فلا ينسى الرقبة والزندين، فيشبه الرقبة بعرجون نخلة، وبسره أو تمره كالذهب الوقّاد، الوهّاج، أما الزندان فيشبههما ببالات حرب المصقولة لشدة لمعانهما، أما الوهاج فيعني المتّقد

بالات من الفرنسيّة:  Pelle  وهي مثل الرفش لكنه رفش يُستعمل في الحرب مثل السيف

اهراج: الفتنة والقتل، وليس المعنى المتداول أي الضجيج

في هذا البيت كل الألفاظ سهلة وسنفسر منها الرطب  فأرطاب ج رطب هو البسر قبل أن يصير تمرا،ونلاحظ التشإبه إذ أن البدو وخاصة أهل الجنوب يعرفون أكثر استعمال الشاعر كلمة الرطب لتناسب الشبه،

أما فعل راج فنطلقها في العامية على سكران يتمايل رأسه يروج، أما في الفصحى نقول راجت الريح أي اختلطت ولا يُدرى من أين تجيء

ضامر وشاحب نفس الشيء، بمعنى الشحوب والهزول

زقلولك، تغيرت السين زايا لسهولة النطق، الإسقالة والسقالة: ما يربطه المهندسون من اخشاب وحبال ليتوصلوا به للمحال المرتفعة

ديّانه دي أي دويه

شاش: من شوّش، الشواش أي الإختلاط  والإضطراب، فالمتفرج فيه يضطرب

مرصّع: كلمة فصيحة، أي نُظمت فيه الجواهر

شامخ لبراج: البناية العالية في المرتفع، ويذكرنا هذا ببناءات المعابد

ينقنق: مدد وترجيع، والضفدع ينقنق، وكم هو شبيه بخلخالها في مشيتها.

إخواني، من منا لم يسمع الدلاّل وهو يبيع شيئا ما، وينادي "حاراج" أوذلك الوسيط في المحطة وهو ينادي "بلاصه تونس حاراج"، وقد نستغرب حين نسمع هذه الكلمة ونخالها لا تمت للعربية بصلة، ولكنها عربية مائة بالمائة وتعني كما نصّ القاموس وقوف البضاعة عند ثمن لا مزيد عليه، والطبل يدق آذانا بآخر لحظات الرحيل، ولعلها مشتقة من الحرج

تترشّق: تمشي برشاقة، حسنة القد لطيفته

استدراج: تدرّج أي تقدم شيئا فشيئا

الفامة من الفرنسية  Fameux أي فخم، أو شهيرأو مشهور

أما في هذا البيت، اللي حاز هنيّه يتهنى، فنلاحظ الجناس والمبالغه

الديباج: الثوب الذي سداه ولحمته  ( الطعمه ) حرير

صنى من صان نفسه أي وقى نفسه من الشر، والمقصود وقف شامخا معتدا بنفسه

أما البيت التالي فنأخذ منه هذه الألفاظ: شرق: بريقه غصّ وشرق بقلبي أي شرق بالقلب  وغاص  وملأه

يتفاج: من فجأ انفرج، والفجّة والفجوة الفرجة بين جبلين، والمقصود تفاجى الشي وخاصة المطر أي أعطى انفراجا

أحداج: ج حدج وهو الحنظل الفج الصلب

أنتاج: نتاج (عبله وغيده) نتاج متعادلتان

الدواج: ج الداج والصحيح الداجون وداجة من دجّ ويطلق على الخدم والحمالين لأنهم يدجّون على الأرض أي يدُبون ويسعون

متضادين: ضدّه أي نده ومساويه

ضُجّاج: ضاجّون، وضجّ : صاح وجلب لفزعه من شيء أخافه وهنا ضجت النسوة وتقلقت غيرة وحسدا

يتكالى: يتماشى ببطء وتعب، كلّ، كلاّ وكلولا، تعب

لهواج: لهوج الشيء خلّطه، لم يُحكمه ولم يُبرمه، لهوج اللحم: لم يُتم طبخه، فهوملهوج

أما الآن فنمر إلى مقارنة بعض التشابيه الوصفيّة بعدما فسّرنا الفاض القصيد المدحي، وسنتبيّنُ تطابقا تامّا في هذه الأمثلة ولن نتعمّق في ذلك، إذ أنه مجال فسيح جدا، وقد ينظر في ذلك من هو أقدر منا وأوسع دراية بالشعر الشعبي والفصيح،  ولنقارن إذا هذه الصور التي أخذناها من الشعر الشعبي ومن الفصيح مع اننا لا ندعي ان هذا يذوب في ذاك ولا يمكن لأحد الأدبين أن يحتوي الآخر ولا نومن بالتطابق الكامل بل العكس هو الصحيح، أي أن الإختلاف أو أوجه الإختلاف أكثر من أوجه التطابق، ويمكن للباحث في الآداب العالمية أن يعثر على تطابق في القوالب أو المفاهيم الوصفيّة أو الجمالية أو التشبيهية مع ما عبّر عنه أدباؤنا في العربية، يجدون تطابقا في الروسية أو الإسبانية أو الإنقليزية أو الصينيّة مثلا ويجدون أنماطا متشابهة، ومن هذا الباب وهذا المفهوم نجد تطابقا لا يُستهان به بين الأدب الشعبي والفصيح العربي، إذ أنه نابع من قريحة أناس يعيشون نفس الحضارة وفي نفس الأسلوب تجمعهم العقائد والديانة والتاريخ، فيكون التصور الأدبي متأثرا كل التأثر بهذا التشابه الحياتي، فأناس يعيشون حياتهم بنفس الأسلوب تقريبا، سيكون لهم حتما نفس المفاهيم تقريبا ويبقى الفرق محدودا في ما ورثه المثقف من الدواوين المخطوطة وما ورثه الأمي الشعبي بالرواية، وكما ترون إن الموضوع يطول شرحه والتفاصيل متشعبة، لكننا أردنا بصيصا يكون مدخلا لمقاربة هذه المقتطفات التي سنوردها:

يقول المرحوم علي الكيلو في وصف جوف المرأة:

جوفك خاوي شاحب سابح عابر ف أول قراح، فشبّهه بجوف حصان فقال شاحب، أي هزيل، سابح أي حصان سريع، فقال عابر،، وفي أول قراح وأول شدته وقرح الحصان أي شق نابه  وطلع،

ويقول عنترة في المعلقة: إذ لا أزال على رحالة سابح نهد تعاوره الكماة مكلم

وفي قصيد يصف فيها علي الكيلو ويلات الحرب، يقول:

القنابل تهبط م الجو غرغاز مقطع مليان

شبّه الشاعر كما نرى القنبلة في سقوطها الحر ( chute libre ) بدلو ملآن تقطع حبله فرجع إلى أسفل البئر، والبدو يعرفون بدقة خطورة عملية نزول الدلو فارغا وهو مشدود بالحبل، ففي نزوله يأخذ معه أي شيء يعترضه إذا لم نفرمله من حين لآخر، فما بالك بهبوط دلو ملآن وبدون حبل، ونفس هذه الصورة نجدها كذلك عند عنترة: يدعون عنتره والرماح كأنها  أشطان (حبال) بئر في لبان ( صدر) الأدهم

وكما بيّنّا نرى دائما دلالة الوصف على الموصوف

نرى نفس تسمية الإبل بصفة اعوجاج الساقين لدى شاعرنا إذ يقول عن الحصان شارب حليب عوجة الساق (أي الناقة) مكروم لاهوش مشتاق، وعند طرفة ابن العبد: 

يوم تبدي البيض (النساء الحرائر) عن أسوقها وتلف الخيل أعواج النعم

وفي وصف جميل الشعر وبريق الأسنان وطيب رائحة الفم، رأينا في القصيد الذي فسرناه: شفايف لكّيه تسلاس  أما المضحك عاج والريق عسل ال في كاس وفي النغمه تفراج

وفي قسيم آخر يقول شاعرنا المرحوم علي الكيلو: 

خدودها يافارس  الورد كيف فتّح  والشفه يافارس سلتات في ايد اجواد

انيابها يا فارس تبرور والا انضح  وريقها يافارس هو والعسل اضداد

وفي قصيد آخر يقول واصفا المضحك: فضه مرحيه وشفايف حمراء لكّيه نفسك عطريه ريقك للمجروح ضميده الرقبه علجيّه ينجيها من عين حسيده

ومن هذا الكثير

ويقول عنتره في وصف الثغر: 

إذ تستبيك بذي غروب (خدود) واضح عذب مقبله لذيذ المطعم

وكان فارة تاجر بقسيمة سبقت إليك عوارضها من الفم

او روضة انفا تضمن نبتها  غيثَ قليل الدمن ليس بمعلم

ويقول علي الكيلو دائما في الكوت:

وقف الولد نادى على شوشانـه بالصّوت نادى لغط يا مسعــود

حين ان سمع بالحرس جاب حصانه قوي  قادر صهيله دريز رعـود

والبحتري يقول مشبها صهيل الفرس: وكأن صهلته إذا استعلى بها   رعد يقعقع في ازدحام غمامه

في هذه الأبيات خاصة، رأينا أن الأوصاف هي نفسها، والمقاييس تطابقت تماما


إخواني الكرام لا نريد أن نطيل وهذا مجال بحث فسيح ولو أردنا انتقاء الدواوين، لعثرنا كما بيّنا على تشابيه وأوصاف تكاد تكون هي نفسها، إلا أننا لم نبتغِ أكثر من أمثلة لذلك، وأملنا من هذا المجهود المتواضع لم يكن لا حبّا في الشعر، ولا وضع مبادئ أو مذاهب جديدة، ومن نحن حتى نقوم بذلك، وإنما أردنا أن نكون قدّمنا محاولة متواضعة نرد بها شيئا من الإعتبار لهذا الأدب الأصيل ونعيد له شيئا من مكانته وننفض عنه بعض الغبار لتظهر الحقيقة، علها تحدّ من اتهامات بعض من لا يعترف بمصداقية هذا الأدب وشرعيته، وعلنا نوفقُ في جلب بعض الأنصار الجدد أو نشجع من لا يزالون مترددين لياخذوا مواقفهم إلى جانب هذا الأدب بدون أن يخشوا على أنفسهم التهم الزائفة، فيشجعوا ويدحضوا معي تلك التهم الواهية، ويردوا.   لهذا الأدب مكانته.

         الشريف العوني



قصّة قصيرة جدّا لا جديد بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 قصّة قصيرة جدّا

لا جديد

بكى من أجل الفقراء في وطنه وخارجه.. ساهم في عدّة امدادات تضامنيّة.. ترشّف قهوته ودخّن على أنغام الأخبار المؤلمة.. موسيقاه حزينة.. قراءاته تتمحور جلّها حول قيم إنسانيّة ووطنيّة.. استقام ما استطاع إليه سبيلا.. كتب شعرا ونثرا مناديا بحبّ الوطن والاصطفاف إلى مشاغله ومشاغل المظطهدين فيه وخارج حدوده.. مات كمدا ..

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

روعة اللّقاء بقلم الشاعر رشيد بن حميدةـ تونس

 روعة اللّقاء

*****************

ها أنا ذا 

تحيط بي عتمة اللّيل الدّاجي

وروحي مشرئبّة

للألأة الضّياء


ها أنا ذا

يغرق جسدي في لجّة السّكون

ونبضي متوثّب

 لصخب البهاء


تتراقص الحروف

بين أهدابي كما الفراش بين الزّهور

وتراودني المعاني

وهمس النٌّداء


ويغازلني القصيد

مترعا في غنج أزرار حسنه

فننتشي بعد جفاء

بروعة اللّقاء...

*****************

رشيد بن حميدةـ تونس 

في16-1ـ2025



اسمك بقلم الأديبة رمزية مياس،كركوك، العراق

 اسمك

نقشت اسمك الجميل 

في لوحة عمري

وعلقته في اشرف موضع

على جدارقلبي

فكيف محوت من ذاكرتك اسمي

وعلقته في قائمة النسيان

كنت اقرب الناس تسكن الجنان

تمرح وتسرح في باحة الوجدان

فلماذا سرقت كنوز المسرات

ورميتني في غياهب الاحزان

مع تحيات وتقدير 

رمزية مياس،كركوك، العراق

ملحمة القلب" بقلم الشاعر محمد ختان

 "ملحمة القلب"

تجود بخواطري حرارة التمني

تنطفئ وتشتعل كمنارة نبضي

تهيج كأمواج بحار شوقي

تحمل بين طياتها أسماك نبراتي

تعزف ألحان حوريتي

تنشد مواويل إطراب مهجتي

تنعش أصوات نوارس سمائي

تغذي موارد أساطيل كلماتي

تبحر أصداء لوعة سفني

تحمل شحنات غناء قلبي برياح أشرعتي

تسير وفق معايير ووجهة أفقي

تحدد ملامح بر شواطئ افتقادي

تجري مجرى الدم بأوعيتي

تستقر بمعصم ذرات فؤادي

تواصل الزحف وتعلن انتمائيا

ترسو بشغف وتركن بذاتي

تسمو وتسمو و تزخر مشاعري

تنسم عطرا أبديا يفوح نبعي

تجول وتجول لينبعث استقراري

تولد طاقات وشحنات شظايا استمراري

تغزو وتحتكر مواقف معاييري

تستظل تحت وطئت تواجدي

ترفرف خفاقة نحو مستقبلي

تواكب وتبني معالم حياتي

ترجو العيش الرغيد والمنى الوحيد استبقائي

تمت بقلم محمد ختان





غنيمة فائز بقلم الشاعر رمضان بن لطيف

 غنيمة فائز

________________

بصبري أمضي ولست بعاجز

                  ونوري يشع برغم الحواجز


ولست الهضيم بحقد النواجذ

                 ولست المنقوص بقول التنابز


ولست الشحيح  أشاح بوجه

                     أذل الفقير  بقرب  المخابز


ولست العبوس بعين اليتامى

                   ولست   القوي   حتى  أبارز


ولست الأناني مديح لذاتي

                        أسير باكيا  وراء الجنائز


أخاف ذنوبي وهلكة نفسي

                     ودار  الآخرة  غنيمة  فائز


بصبري أمضي ولست بعاجز

                    وطريق الظلم فليس بجائز


وليس لي  بغير  ربي

                       حماة   أجد   وهم  ركائز


وليس لي  بغير  صبري

                         إيمان  ربي  عليه حائز


       رمضان بن لطيف

          الجزائر

الخميس، 16 يناير 2025

المكتبة العمومية بحاجب العيون الاستعداد للمشاركة في البطولة الوطنية للمطالعة بقلم الكاتب محمد علي حسين العباسي

 المكتبة العمومية بحاجب العيون

الاستعداد للمشاركة في البطولة الوطنية للمطالعة

تتواصل هذه الأيام استعدادات إدارة المكتبة العمومية بحاجب العيون بادارة الاستاذة هندة طيبي للمشاركة في الدورة الرابعة البطولة الوطنية للمطالعة من 25 ديسمبر الى25 اكتوبر هذا ولقد كانت الإنطلاقة باستقبال التلاميذ والقيام بورشات للمطالعة وكيفية للمشاركة في المسابقة الوطنية للمطالعة الى جانب القيام بزيارات للمؤسسات التربوية بارياف حاجب العيون للتعريف بالبطولة الوطنية للمطالعة وكيفية المشاركة في المسابقة...هذا ولقد شهدت المسابقة مشاركة المربية الجميلة الفة المباركي وبناتها الثلاثة في مختلف المسابقات .كما ستشهد المسابقة مشاركة المربية الشابة فرح كشريدة رئيسة الغرفة الفتية الاقتصادية العالمية بحاجب العيون وبالمناسبة تم إبرام شراكة وتوأمة بين المكتبة العمومية بحاجب العيون والغرفة الفتية الاقتصادية العالمية بحاجب العيون.هذا ومن المنتظر ان تشهد مسابقة البطولة الوطنية للمطالعة مشاركة كبيرة للأطفال والكبار والكهول من عشاق الكتاب والمطالعة .

محمد علي حسين العباسي 

المربية وبناتها الثلاثة

إبرام الشراكة






مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {237}مُعَلَّقَةٌ بَيْنَ أَحْضَانِكِ حَبِيبَتِي بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {237}مُعَلَّقَةٌ بَيْنَ أَحْضَانِكِ حَبِيبَتِي

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الراقية الشاعرة المصرية القديرة / أحلام شحاتة أبو يونس وصَدِيقَتِي الراقية الشاعرة المصرية القديرة  رضا محمد احمد وصَدِيقَتِي الراقية الشاعرة المصرية القديرة / زينب الرفاعي عطوة تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .

1- رَفْرَفَ الْقَلْبُ بِجَنْبِي وَاتَّصَلْ = نَبِّئِينِي يَا حَيَاتِي مَا الْعَمَلْ ؟!!!

2- أَلَنَا فِي الْحُبِّ رُوحِي قِسْمَةٌ ؟!!! = قَالَتِ : " الْحُبُّ بِأَحْلَامِي وَصَلْ "

3- يَا ضِيَاءَ الْعَيْنِ لِلْعَاشِقِ يَا = خَفْقَةَ الْقَلْبِ وَكُلٌّ قَدْ حَصَلْ

4- أَنَا مُشْتَاقٌ شَغُوفٌ يَا أَنَا = عَنْ هَوَاكِ الْحُلْوِ قَلْبِي مَا انْفَصَلْ

5- نَظْرَةُ الْعَيْنَيْنِ تُحْيِي لِي الْهَوَى = وَأَنَا صَبٌّ تَعَوَّدْتُ الْكَسَلْ

6- وَأَنَا أَنْهَلُ مِنْ شَهْدِ الْهَوَى = وَدُمُوعُ الْفَرْحِ تَسْقِينِي الْعَسَلْ

7- تُوقِظُ الْعَاشِقَ مِنْ أَنَّاتِهِ = تُوقِدُ الْحُبَّ بِإِشْعَارِ الْمُقَلْ

8- أَنَا وَحْدِي سَاكِنٌ فِي عَالَمِي = عَالَمِ الْحُبِّ وَمَا نَجْمِي أَفَلْ

9- وَخَيَالِي مِلْءُ آفَاقِ الدَّنَا = وَبِأَمْرِ الْحُبِّ خَيْرِي الْمُحْتَمَلْ

10- طَائِرٌ حَلَّقَ فِي جَوِّ السَّمَا = يَحْضُنُ الْأَجْوَاءَ وَالْحُبُّ نَزَلْ

11- مُرْسَلٌ يَهْدِي لِحُبٍّ طَاهِرٍ = عَشِقَ الْخَيْرَ الَّذِي قَدْ يُكْتَمَلْ

12- حَلَّقَ الطَّيْرُ يُحَيِّي طَلْعَتِي = عَانَقَ الْأَوْطَانَ لَهْفَى لِلْقُبَلْ

13- عَبْرَ أَقْطَارٍ وَأَزْمَانٍ خَلَتْ = وَهُنَاكَ الْعِشْقُ بِالْحُبِّ احْتَفَلْ

14- جَبَرَ الْحُبُّ حَنَايَايَ الَّتِي = تَعْشَقُ الْحُبَّ بِأَشْوَاقِ الْجُمَلْ

15- وَبِشَوْقِ الْحُبِّ قَدْ صَافَحَنِي = مَرْحَبًا أَهْلاً حَبِيبِي يَا جَمَلْ

16- أَوَ حَقًّا أَنْتِ تَهْوَيْنَ الضُّحَى = وَتُنِيرِينَ حَيَاتِي كَالشُّعَلْ ؟!!!

17- أَنْتِ بِالْحُبِّ مَلَاكٌ طَاهِرٌ = أَنْتِ لَحْنٌ مِنْ تَرَانِيمِ الْأُوَلْ

18- أَنْتِ ضَمَّدْتِ جُرُوحِي غَادَتِي = بَيْنَ أَحْضَانِكِ وَالْجُرْحُ انْدَمَلْ

19- وَسَكَنْتِ الْيَوْمَ فِي الْقَلْبِ الَّذِي = تَيَّمَ الْوَرْدَةَ عِشْقًا لَمْ يَزَلْ

20- أَنْتِ حُبِّي وَحَنَانِي فَرْحَتِي = تُبْعِدِينَ الْحُزْنَ عَنِّي وَالْخَبَلْ

21- عَطْفُكَ الرَّاقِي وُرُودٌ دَنْدَنَتْ = لِنَعِيمِ الْعِشْقِ وَالْحُبُّ امْتَثَلْ

22- بِحَنَانِ عَبْقَرِيٍّ خَالِدٍ = يَبْعَثُ الْأَشْوَاقَ فِي قَلْبِ الْجَبَلْ

23- لَكَ حُبِّي وَحَنَانِي يَا أَنَا = تَتَغَنِّينَ بِأَنْغَامِ الْبَطَلْ

24- شَارِكِينِي بِغَرَامٍ آسِرٍ = وَاحْضُنِي الْآهَاتِ فَالشَّوْقُ اعْتَمَلْ

25- أَنَا أَهْوَاكِ وَحَالِي نَاطِقٌ = لِهَوَاكِ الْحُلْوِ إِحْسَاسِي انْتَقَلْ

26- أَنْظُرُ الْآنَ بِفِكْرٍ نَاضِجٍ = لَكِ يَا حُبِّي يُغَطِّينِي الْخَجَلْ

27- وَبِعَيْنَيْكِ لَظَىً يِجْتَاحُنِي = يُوقِدُ الْعِشْقَ وَمِنْ فَوْقِي ظُلَلْ

28- شَفَتَاكِ الْعِشْقُ فِي تَسْبِيحِهَا = جَنَّنَ الْقَلْبَ بِإِحْسَاسٍ جَلَلْ

29- حَالُكِ الشَّفَّافُ يَحْكِي حَالَنَا = فِي ذُرَى الْعِشْقِ يُنَادِينَا الْأَجَلْ

30- وَالْتَقَيْنَا يَا حَيَاتِي فَتْرَةً = لَمْ يُصِبْنَا وَقْتَهَا دَاءُ الْمَلَلْ

31- أَنَا أَهْوَاكِ وَقَلْبِي شَاهِدٌٌٌٌٌٌٌٌ = وَاسْأَلِي الْقَلْبَ بِأَصْنَافِ الْحِيَلْ

32- وَاتْرُكِي ثَغْرِي بِخَدَّيْكِ انْتَشَى = يَقْطِفُ الْوَرْدَاتِ فِي بَحْرِ الرَّمَلْ

33- آهِ مِنْ أَحْلَى شِفَاهٍ ذُقْتُهَا = رِيقُهَا الشَّهْدُ وَمَا أَبْغِي الْبَدَلْ !!!

34- أَيْقَظَانِي فِي جِنَانٍ جُهِّزَتْ = لِهَوَانَا وَهَوَانَا مَا غَفَلْ

35- فَإِذَا بِي سَابِحٌ فِي بَحْرِهَا = أَرْشُفُ الْقُبْلَةَ مِنْهَا كَالْعَسَلْ

36- عَسَلٌ يُهْدِي إِلَيْنَا فَرْحَنَا = وَ الْمُنَى يَلْبَسُ أَصْنَافَ الْحُلَلْ

37- يَا رِضَا الْعُمْرِ وَعُمْرِي لَحْظَةٌ = تَقْرَأُ الْأَحْدَاثَ فِي بُرْجِ الْحَمَلْ

38- حَالُكِ الْمِعْطَاءُ بُرْجٌ نَاجِحٌ = ذَلَّلَ الصَّعْبَ وَأَهْدَانِي الْمَثَلْ

39- خَبِّرِينِي يَا رِضَا مَا حَالُنَا = فِي جِنَانِ الْعِشْقِ وَالْحُبُّ حَصَلْ

40- هَائِمٌ قَلْبِي وَفِي الْعِشْقِ ارْتَجَلْ = لِهَوَاكِ الْحُلْوِ وَحْيًا قَدْ نَزَلْ

41- وَيَرَاكِ الْقَلْبُ طَيْفًا زَائِرًا = يُخْرِجُ اللَّحْنَ وَلِيدًا قَدْ أَهَلْ

42- شُفْتُ فِي عَيْنَيْكِ نَهْرًا خَالِدًا = قَدْ سَقَى الْقَلْبَ بِأَكْوَابِ الْعَسَلْ

43- وَرَوَى الْعُمْرَ حَنَانًا دَافِئًا = يُوقِظُ النَّعْسَانَ غَيْثًا قَدْ هَطَلْ

44- يَرْتَوِي قَلْبِي بِآهَاتِ الْهَوَى = هَائِمًا فِيكِ بِأَبْيَاتِ الْغَزَلْ

45- قَدْ رَأَى فِيكِ ضِيَاءً شَارِدًا = تَيَّمَ الْقَلْبَ وَإِحْسَاسِي نَقَلْ

46- أَنَا فِي لُقْيَاكِ طَيْرٌ حَالِمٌ = أَلْثُمُ الْأَشْوَاقَ عِشْقًا قَدْ قَتَلْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المعلقة من بحر الوافر التام

أول الوافر

العروض تام مقطوف

والضرب تام مقطوف

ووزنه :

مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ = مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ

الوافر التام :

هو الذي وُجدت تفعيلاته الستة في البيت مثل :

وَآهٍ مِنْ هَوَاكِ عَلَى حَنِينِي = أُدَنْدِنُهُ عَلَى النَّايِ الْحَزِينِ

وَأَعْزِفُهُ فُيُوضًا مِنْ شُجُونِي = تُدَاوِي الْجُرْحَ يَنْزِفُ مِنْ سِنِينِ

سَتَصْعَدُ قِمَّةَ الْأَحْزَانِ رُوحِي = هَوَتْهَا بَيْنَ حَبَّاتِ الْعُيُونِ

جَوَادِي أَمْتَطِيهِ بِكُلِّ فَخْرٍ = وَمَوَّالِي الْحَزِينُ دَعَا أَنِينِي

وَشَوْقِي يَغْلِبُ الْأَحْزَانَ عُمْرِي = لَعَلِّي أَسْتَرِيحُ مَعَ الْجُفُونِ

وَفَرْحَتُنَا تُجَاوِبُ مَنْ يَعِيهَا = بِنُصْرَتِكِ الْجَمِيلَةِ بَعْدَ حِينِ

أَ غَزَّةُ طَالَ صَبْرُكِ مُشْرَئِبًا = لِنَصْرِ اللَّهِ وَالْفَتْحِ الْمُبِينِ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



ساعة عصاري بقلم / صالح منصور

 ساعة عصاري 

بقلم / صالح منصور

ساعه عصاري والدنيا خنقاني

نزلت الشارع وانا

ولا على بالي

رني موبايلي 

لقيت اخويا وصاحبي

اللي الزمان نساه ونساني

بعد السلام والشوق سالني

انت فين ده الدنيا واخداني

قلت له نزلت الشارع 

ودموعي سبقاني

قلت له صوتك قلقني

قال لي وانت دموعك سبقاني

قلت له نفسي اشوفك 

وترجع ايامنا من ثاني

قال لي خلاص نتقابل

في الحي اللي رباك ورباني

وتقابلنا هناك 

في البيت الاولاني

وشريط الذكريات بكاه وبكاني 

وطلعنا فوق السطوح

وضحكنا من تاني

فكرني بحبي الاول

وفكرته بالثاني

وسنين كثير قوي

والله وحشاني

وافتكرنا ايام  الصبا

وغيه الحمام وقهوه

الشيخ امام والحجه فتحيه

ياما كلنا من ايديها احلى طعميه

وشله الحبايب اللي

 مات واللي غايب

وفتح شباك الهواء

وظهرت ياسمينه

اجمل بنات الحته

وشهر زاد ليالينا

الزمن بان عليها

كبرت وشعرها شاب

والبسمه غابت عن عينيها

والحزن دبل شبابها

بصيت علينا وضحكت

ضحكه كلها شوق

قالت بصوت مخنوق

رجعتو زي زمان

بس الزمان ما رجعش

رجعتو ثاني عيال

نزلت دموع العين 

لما الشريط عدى

عدت ساعات الذكرى 

وفقنا على بكره

لا ينفع نفضل هنا 

ولا هنا بقى بكره

هات ايديك في ايديا

ونفترق ثاني

يمكن ساعات الذكرى

تمحي من الذاكره

اشجانك واشجاني

وتفك قيد الهموم

سجانك وسجاني

ونرجع مره كمان 

لشارعنا من ثاني

           صالح منصور



همساتُ قلبي للغرامِ ضريرةٌ بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي

 همساتُ قلبي للغرامِ ضريرةٌ

منْ كلِّ حزنٍ بالفؤادِ يقيمُ

كيفَ الودادُ يطوفُ قلبًا دامعَا

والجرحً نارٌ والطلوعُ حميمُ

لا نفعَ منْ شطِ النسيمِ وبسمةٍ

والهمُّ في  صدرِ الورى مسمومُ 

فالحبُّ يحلو في صفاءِ معيشةٍ

إنَّ السكونَ إلى الحياةِ عظيمُ

فالقلبُ يهمسُ للجمالِ وحسنهِ 

في راحةٍ فيها الغرامُ نعيمُ

والعينُ تسبحُ في محاسنِ عشقها

والسهدُ في ليلِ الغرامِ صميمُ

والفكرُ منْ كثرِ الهمومِ مصدّةٌ 

عنْ كلِّ عذبٍ والهمومُ تحومُ


بقلم كمال الدين حسين القاضي

فاتنة على كتفي بقلم الشاعر عادل العبيدي

 فاتنة على كتفي

————————-

فاتنةٌ سمراءُ ترقصُ

على كتفي

ومن البياضِ يبدأ النهار

بين قاتلٍ وقتيلٍ أرتحلُ

شاهداً كنتُ أم شهيداً

أُسائلُكم

خرجتُ من المهدِ إلى اللحدِ

ومن السيفِ إلى الصيف

وصوتي يتفجرُ كالصخرِ

يلتهبُ كالرخامِ المذاب

أنثى مقدسةٌ

من صمتِها يُولدُ الصباح

ومن عينيها ينتهي العمر

راقصتي…

يا أيُّها المستحيلُ المحاصر

بين السيفِ والعويلِ

الكلُّ يتفرجون

وخيولي تُمطرُ على شجرِ الذكريات

ولا أحد يعتبر

بغدادُ

فجّري أنهاركِ بركاناً

وافتحي جُرحي ليوقظَ النيام

إنها ساعةُ الصفرِ

قداستُكِ تدافعُ عن السرِّ والصخر

وتتفجرُ على سطحِ السراجِ

لن أغادرَ حجارتَكِ

لن أغادرَ سماءَك

سأرقصُ معكِ على أكتافِ المئاتِ

بثوبِكِ الأبيضِ الطويلِ

يمسحُ غبارَ الحزنِ عن الأبدانِ

وأمشي وراءَ دمي

نحو مشنقتي

هذه مهنتي يا بغدادُ…

لتبقى مسارحُ الرقصِ مفتوحةً

حتى يعلنَ الصباحُ 

عن ميلاد

———————————-

بقلم عادل العبيدي



قصيدة : خريف القلب بقلم الشاعر منير صخيري تونس

 ...........       خريف القلب


فى جوف شريان القلب خوف

تجويف وارتعاش وتداعيات

تزامنت بكل اللغات والظروف

مالت وانحنت بلا تكليف ولا نزاعات

رحلة صراعات صراع قلب أجوف

يحمل ذاكرة مليئة بالشجن والآهات

أبكاه قدر وروعة أسرار خفية

بركان حمم عواصف زيف عواطف 

جرفت كل مشاعره من تحت ركام رماد

منسية كانت تلك الأحاسيس الوردية

خريف القلب عصفت به من كل اتجاه

تلوت عصفت زمجرت وذرته الرياح

خريف القلب أدمى سجين وهمه

هانت عليه بقايا تلك الصور الجميلة

كانت كشمعة وضاءة فى سرداب

أو عتمة ليل مرارة غربة وأشد برودة

أيها العندليب الباكي الحزين

ماذا بعد تغاريد زمنك العنيد ؟؟


 

          قصيدة : خريف القلب 

       الشاعر منير صخيري تونس 

     الإثنين 13 جانفي/يناير 2025



باقة بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 حياة؛

تلبّي النداء

أشاوس مقاومة!


                                                                       ☆☆☆

أصبّ؛

يصبّ الرحمة صبّا

فرحة غزاويين!


                                                                     ☆☆☆


467طعنة؛

أخيرا يلتئم الجرح

نصر غزاويّ!


                                                                    ☆☆☆


من آتون الجمر؛

تليق بها القُبلُ

أيادي مرابطين!


                                                                   ☆☆☆


من تحت الأرض؛

تنبعث

تكبيرات النصر!

ذ.داود بوحوش تونس

صوت…. الوجع بقلم…د..ساهر الاعظمي

 صوت…. الوجع ……د..ساهر الاعظمي 

كانت عيونه مبللة

بالجشع

تنتظر سماع صوت 

الوجع

وتلك قهوتكالمهترئة والتي

تعانق جوانب فنجانك

المثلوم كفئ ضحكك

علي افكاري

فان مسرحك الخشبي

لا يضحك الجمهور

لان افكارك

مسلوبة الرؤئ

تسبح الدموع خرزات

لتسابيح الدعوات

وتلعق البخور

نذور لدعوات السحور

يكفيك استهئزاء

باحساسي فقد

رسمت صورتك

بانفاسي ولم يعد

لديه الوقت سوف تتبخر

الصور وترحل لمدن السماء

ترافق نجمات المساء

فليس لديه كل هذة الاوقات

كي احبك

.د..ساهر الاعظمي



بهاء الحسن سلطان بقلم الشاعر عصام أحمد الصامت

 💖بهاء الحسن سلطان💖

حقيقةً يا بهاء الحسن لا يوفي البيان،  

فأنت الجمال في كل زمان ومكان.  

تبقى نجماً يزن في سماء الحب ثقيلاً،  

وعلى قلوبنا تمتلك السلطان.  

في روعتك تتجلى معاني الجمال،  

تنير دروبنا بأنوار الأمان.  

إنَّ الجمال فيك لا يفنى أبدًا،  

فأنت ملاذ الروح وأنت الحضن.  

بهاء حُسنكِ يأسر القلوب والألباب،  

فكلما تنفسنا كُنّا في ريحك نسرح.  

أيُلام الروح التي تعيش بلا فراقك؟  

أنت سر الوجود ومنارة الحياة.  

فلتبقَ يا حسنَ في القلوب نورًا،  

فأنت الجمال الحقيقي ومنبع الهنا.

في عالم الجمال والروعة، تبقى أنت

بهاءَ لا يُضَاهى وجاذبيّةٌ لا تُقال.  

عيني تنطق بحُسنكِ وترتسم الأماني،  

قلبي يرتجف بحبكِ والشوق يُعاني.  

أحبكِ وأعشقكِ يا سيدة الجمال،  

فأنت القمر الذي ينير ليالي الظلام.  

عندما تبتسمين، تتحلّقُ الورود،  

والتوهج في عينيكِ يضيء بلادَ الضُحَى.  

في وجودك الرائع يتجسد الإبداع،  

وينبض الحبُ في قلبي ويُغمرني شوقًا.  

أنتِ الجمال الأخاذ، والروح الساحرة،  

في جمالك لغةُ العشق تترجمُ رقة.  

فهل من حيثٍ يُنالُ التعبيرُ عن حُسنِكِ؟  

ألا يُكفي مدحكِ العقل والفكر؟  

سأبقى حبيسَ محبتكِ للأبد،  

فأنتِ الجاذبية والسر الخفي

بقلمي عصام أحمد الصامت



هوَى القَلب.. بقلم الشاعر عماد الخذرى

 هوَى القَلب..


يا مَنْ هَوَاهُ يُؤَرِّقُنِي 

سَكَنَ قَلْبِي وَ أَسْكَنَهُ 


لَمَا رَآنى وَ رَأَيْتُهُ 

خِلْتْ مِنْ قَبْلُ أَعْرِفُهُ 


إِنْ كَانَ بُعْدُهُ يُعَذِّبُنِي 

فَهَجْرُهُ لِي مُعَذِّبَهُ 


أَطَارَ النَّوْمَ عَنْ جَفْنِي 

حُبِّي لَهُ وَ هوَ كَاتِمُهُ 


مَتَى يُذِيْعُ لِي سِرًّا 

لَطَالمَا بِتُّ أَرْقَبُهُ 


عَيْنَاهُ عَنِّي شَارِدَةٌ 

وَ طَرْفُهُ بَاتَ يَفْضَحُهُ 


وَ إِنْ بَدَا لِي مِنْهُ نَأْيٌ 

أَبَى الْقَلْبُ أَنْ يُصَدِّقَهُ 


لَعَمْرِي إِنَّهُ مِثْلِي فِي 

الْحُبِّ أَصَابَهُ التِّيَهُ 


النَّفْسُ تَصْبُو لِحُبِّهِ 

وَ الْعَقْلُ يَوَدُّ أَنْ يَكتُمَهُ 


بقلمي عماد الخذرى 

تونس في 15/01/2025



نعشق من بعيد. بقلم الشاعر ..غانم ع الخوري..

 .       نعشق من بعيد


بكتبلك من بعيد

بعشقك على الأكيد

أشتاق لك والإيد بالإيد

 لا تخافي من لحظة خصام

 بعدها الصلح ولذة الغرام

  وعيش الصفا والوئام

     تمضي  فينا الأيام

نطفي شمعات سنين راحوا

وأخذوا  أفراح و ذكريات

نضوي شمعة سنة جديدة ونتمنى

  بالخير تقيد والعمر يزيد

 لتمر الأعوام مثل الأحلام

  ويكبروا شمعات البيت

  يكملوا شجرة عيلتنا   

  والشجرة تفرع أغصان

   براعم وزهور 

  وتطرح عناقيد


..غانم ع الخوري..



سوء حظي بقلم الكاتب يوسف بلعابي تونس

 سوء حظي 


ما أحلاها ما أبهاها

ما أجملها ما أصفاها

 ما أنقاها ما أطهرها

الصراحة والفصاحة

لماذا لم تكن صريحا معي

ليرتاح بالي

وأبحث عن ملجأ آخر

أجد فيه أماني واستقراري

يصون عرضي

ويحافظ عن شرفي

ولا يبدلني لا بالغالي ولا بالبخيس

لماذا نافقتني وخاوزتني

لماذا ظلمتني وخذلتني

كلمة لا تفض المشاكل

وكلمة نعم تقضي الحوائج

لماذا ضيعت مني عمرا

راح سرابا

كنت أحسبه عامرا مليئا بالأفراح

أنا المعتوه بصدق

أنا الأبله والمختل

لم أثبت قدمي من البداية

ولم أدقق في كل حكاية

يا خيبتي وسوء حظي

جمعني مع الخائنين الأرذال

بين الغدارين اللئام

نيتي وصدقي وإخلاصي

وصفاء ونقاء قلبي

تخلصني ممن خان وغدر

ونيتي تفتح لي ألف باب


بقلمي يوسف بلعابي تونس



لا تتحايلْ بقلم الشاعرة زهيدة أبشر سعيد مهدي

 لا تتحايلْ


لا تتحايلْ على الزَّمنِ المزاحمِ


ببعضٍ من هُنيهاتِ هناءٍ


اصمُتْ علَّني أجدُ


في بيادرِ الصِّدقِ رجاءً


تموتُ الأماني ...


في مراسي المُستحيلِ


و يظلُّ حبُّكَ رجاءً


أحاولُ أنْ أُطفئَ نيرانَ

شوقي

فيزدادُ شوقي نماءً


و ما نسيتُكَ ... 


و ما أنزلتَ لي نجومَ آمالي من السَّماءِ


و مهما تحايلتَ لأستفيقَ


فإنِّي أجدُ الذِّكرياتِ


تنهمرُ كالماءِ


و أهربُ منكَ في بُحورِ السِّنينَ


و لكنْ أجدُكَ في جرَّةٍ قبراءَ


و يطولُ ليلي بتناهيدٍ


و تهربُ النُّجومُ مُخلِّفةً


لياليَ سوداءَ


و أنتَ القابعُ في نصلِ الكونِ


 ألا تستكينُ من خرقِ الوعودِ ؟


ليالينا رهقٌ


و أبوابُكَ مُفعمةٌ بالصُّدودِ


اِرحلْ من قلبي و لا تلتفتْ


فقد وضعتُ السُّدودَ


و ماذا أجني منكَ


و أنتَ ضنينُ المشاعرِ ؟!


و أنتَ تريدُ الرَّحيلَ


و أنا أحبُّ الخُلودَ


و أضحكُ على نفسي حينَ تهواكَ


و أنتَ تهوى عبرَ الحُدودِ


ألملمُ أطرافَ عشقي


و أغلقُ نوافذ قلبي


و أعلنُ عليكَ البُرودَ

======================

✍️ زهيدة أبشر سعيد مهدي 

السُّودانُ - الخُرطومُ .

*** بَينِي وبَينَكَ عِطر*** بقلم الكاتبة عائشة لنور

 *** بَينِي وبَينَكَ عِطر***

بِلاَ مَأوى حَنُون...

والقَلبُ تَملؤهُ الشُجون...

من نَفحَاتِ الورد عَطرّتُ بَهوَ سماكَ...

وحَملتُ لَهفتِي عِند لُقْياك...

مَلأتُ كلّ الفُصول مَواسم عِشق...

مَرجٌ فسيحٌ...وبَساتين نَفحُها عَنبر...

حُلمٌ وفَيضٌ من جَمال يَسحرْ...

في رِياضِ الخُلود دَفنتُ أَحلى العُهود...

فَبينِي وبَينكَ عِطرٌ...

مَأ عادتْ من نَسائمه جَدوَى...

فالزُهور المَقطُوفة تَجهلُ أنَها مَيتَة...


                          بقلمي  عائشة لنور



صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 صلاة النبي

صلى الله عليه وسلم

=============

صلاة النبي ضياء العيون

و روح لروحي ونبض لقلب

صلاة النبي شفاء العليل

وشوق الفؤاد وخالص حب

صلاة النبي حلاوة فمي

 وريا لظامي ووصلا لصب

صلاة النبي غنى للفقير

صلاة النبي و رفعا لقدر

صلاة النبي صفاء لنفس

ويسر قريب ودحض لعسر

صلاة النبي أمان لخوف

وستر لعيب وجبر لكسر

صلاة النبي رضا للرسول

ورب الأنام به قد أمر

فقولوا جميعا عليه الصلاة

وسلم رب الورى والبشر

وكل ملائكة ربي تصلي

وكل العوالم تشدو تقر

بأن الصلاة تريح النفوس

وترفع فوق السحابة قدر


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

حِسْبَةُ الْكُسُورِ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 حِسْبَةُ الْكُسُورِ : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

اَلْمُقَدِّمَةُ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1- يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْوَكِيلِ ... مُحَمَّدٌ جُعَيْجَعُ الْمَسِيلِي 

2- اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَعَلَى أَحْمَدَا ... مُصَلِّيًا وَالآلِ مَا ضَوْءٌ بَدَا 

 3- هِيَ الرِّيَاضِيَاتُ مُتْعَةٌ لَنَا ... بَيْنَ الْعُلُومِ الْمِصْبَاحُ وَالسَّنَا 

4- لِعَارِفٍ مِنْ عِطْرِهَا تَضَوَّعَ ... وَجَاهِلٍ مِنْ مُرِّهَا تَجَرَّعَ 

5- مَنْظُومَةٌ بَيْنَ الْكُسُورِ نَاشِئَهْ ... لِمَدْرَسَةِ الْأَشْبَالِ النَّاشِئَهْ 

6- سَمَّيْتُهَا بِــ"حِسْبَةِ الْكُسُورِ ... لِمَنْ غَوَاهُ قَطْفُ الزُّهُورِ 

7- أَرْجُو بِهِ نَفْعًا لِكُلِّ طَالِبِ ... أَجْرًا ثَوَابًا وَالْقَبُولُ صَائِبي  

 .  .  .  .  .  .  .  .  .  . 

اَلْعَمَلِيَّاتُ الْحِسَابِيَّةُ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ضَرْبُ كَسْرٍ فِي كَسْرٍ آخَرَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

8- بِضَرْبِ كَسْرٍ فِي كَسْرٍ ثَانِ ... يَنْتُجُ عَنْهُ كَسْرٌ فِي الآنِ 

9- بَسْطُهُ: بَسْطُ الْأَوَّلِ فِي الثَّانِي ... مَقَامُهُ: بِأَوَّلٍ فِي الثَّانِي 

10- مِثَالُهَا: ثَلَاثَةٌ مِنْ سَبْعَةٍ ... يُضْرَبُ فِي أَرْبَعَةٍ مِنْ تِسْعَةٍ 

11- وَالنَّاتِجُ: كَسْرٌ بِبَسْطٍ وَمَقَامْ ... فَاحْسُبْهُمَا بِالضَّرْبِ حَالًا يَا هُمَامْ 

12- ثَلَاثةٌ فِي أَرْبَعَةٍ بَسْطُهُ ... وَسَبْعَةٌ فِي تِسْعَةٍ مَقَامُهُ 

13- فَبَسْطُهُ: اِثْنَا عَشَرَ بِالتَّمَامْ ... ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونَ فِي الْمَقَامْ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

قِسْمَةُ كَسْرٍ عَلَى كَسْرٍ آخَرَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

14- وَقِسْمَةُ كَسْرٍ عَلَى كَسْرٍ أَتَى ... كَسْرٌ بِبَسْطٍ وَمَقَامٍ يَا فَتَى 

15- مَقَامُهُ يَجِيْ بِلَا تَفَانِي ... بَسْطُ الْأَوَّلْ فِي مَقَامِ الثَّانِي 

16- بَسْطُ الْكَسْرِ النَّاتِجِ فَوْرًا يَلِي ... بَسْطُ الثَّانِي فِي مَقَامِ الْأَوَّلِ 

17- مِثَالُهَا: أَرْبَعَةٌ مِنْ تِسْعَةٍ ... يَقْسِمُهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ سَبْعَةٍ 

18- وَنَاتِجُ الْقِسْمَةِ بَسْطٌ وَمَقَامْ ... فَاحْسُبْهُمَا ضَرْبًا لِتَقْسِمَ يَا هُمَامْ 

19- فَبَسْطُهُ: ثَلَاثَةٌ فِي تِسْعَةٍ ... مَقَامُهُ: أَرْبَعَةٌ فِي سَبْعَةٍ 

20- بَسْطُهُ هُوَ: سَبْعٌ وَعِشْرُونْ ... مَقَامُهُ: ثَمَانٌ وَعِشْرُونْ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

جَمْعُ كَسْرٍ مَعَ كَسْرٍ آخَرَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

21- وَجَمْعُ كَسْرٍ مَعَ كَسْرٍ يَا فَتَى ... كَسْرٌ بِبَسْطٍ وَمَقَامٍ قَدْ أَتَى 

22- وَبَسْطُهُ: ضَرْبٌ وَالْجَمْعُ يَلِي ... بَسْطُ الثَّانِي فِي مَقَامِ الْأَوَّلِ 

23- بَسْطُ الْأَوَّلْ فِي مَقَامِ الثَّانِي ... وَتُجْمَعُ كَبَسْطٍ النَّتِيجَتَانِ 

24- مَقَامُهُ: ضَرْبُ المَقَامَيْنِ فَقَطْ ... بِالْأَوَّلِ فِي الثَّانِ مَقَامٌ ضُبِطْ 

25- مِثَالُهُ: أَرْبَعَةٌ مِنْ تِسْعَةٍ ... يُجْمَعُ مَعْ ثَلَاثَةٍ مِنْ سَبْعَةٍ 

26- وَبَسْطُهُ: أَرْبَعَةٌ فِي سَبْعَةٍ ... يُجْمَعُ مَعْ ثَلَاثَةٍ فِي تِسْعَةٍ 

27- فَبَسْطُهُ: ثَمَانٌ وَعِشْرُونْ ... يُزَادُ لَهُ سَبْعٌ وَعِشْرُونْ 

28- وَالنَّاتِجُ: خَمْسٌ وَخَمْسُونَ أَتَى ... بَسْطُهُ فَاحْسُبِ الْمَقَامَ يَا فَتَى 

29- وَتِسْعَةٌ فِي سَبْعَةٍ هُوَ الْمَقَامْ ... ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونَ يَا هُمَامْ 

30- بَسْطُهُ هُوَ: خَمْسَةٌ وَخَمْسُونْ ... مَقَامُهُ: ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونْ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

طَرْحُ كَسْرٍ مِنْ كَسْرٍ آخَرَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

31- وَطَرْحُ كَسْرٍ مِنْ كَسْرٍ قَدْ أَتَى ... كَسْرٌ بِبَسْطٍ وَمَقَامٍ يَا فَتَى 

32- وَبَسْطُهُ ضَرْبٌ وَالطَّرْحُ يَلِي ... بَسْطُ الثَّانِي فِي مَقَامِ الْأَوَّلِ 

33- وَبَسْطُ الْأَوَّلْ فِي مَقَامِ الثَّانِي ... وَتُطْرَحُ كَبَسْطٍ النَّتِيجَتَانِ 

34- مَقَامُهُ: ضَرْبُ الْمَقَامَيْنِ فَقَطْ ... بِالْأَوَّلِ فِي الثَّانِ مَقَامٌ ضُبِطْ 

35- مِثَالُهُ: ثَلَاثَةٌ مِنْ سَبْعَةٍ ... يُطْرَحُ مِنْ أَرْبَعِ عَلَى تِسْعَةٍ 

36- وَبَسْطُهُ: ثَلَاثَةٌ فِي تِسْعَةٍ ... يُطْرَحُ مِنْ أَرْبَعَةٍ فِي سَبْعَةٍ 

  37- فَبَسْطُهُ: سَبْعٌ وَعِشْرُونْ ... يُنْقَصُ مِنْ ثَمَانٍ وَعِشْرِينْ 

38- وَنَاتِجُ طَرْحِهِ: وَاحِدٌ أَتَى ... بَسْطُهُ فَاحْسُبِ الْمَقَامَ يَا فَتَى 

39- وَتِسْعَةٌ فِي سَبْعَةٍ هُوَ: الْمَقَامْ ... ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونَ يَا هُمَامْ 

40- وَالكَسْرُ بَسْطُهُ: وَاحِدًا يَكُونْ ... مَقَامُهُ: ثَلَاثَةٌ وَسِتُّونْ 

.  .  .  .  .  .  .  .  .  . 

اَلْخَاتِمَةُ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

41- وَتَمَّتِ الْمَنْظُومَةُ يُسْرَ الْبِنَا ... وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَشُكْرِي وَالثَّنَا 

42- أَبْيَاتُهَا بَسِيطَةٌ لِمَنْ دَنَا ... تَارِيخُهَا بُشْرَى مُطَبِّقٍ جَنَى 

43- ثُمَّ صَلَاتِي وَسَلَامِي أَحْمَدَا ... رَسُولُ رَبِّي وَالنَّبِيْ طُولَ الْمَدَى 

44- وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ ... وَقَارِئٍ مُطَبِّقٍ وَسَامِعِ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر ـ  14 جانفي 2025م



حالة فريدة...! بقلم الكاتب الكحشة عبدالرحمان

 حالة فريدة...!


بين فكر وتيه مدفوع

أنمق حروفي

أراود جملي عن كبريائها 

لعلها تغوص في بحر  الأنا 

لترسم تلك الصورة المبتورة

أو تصلح المرآة المكسورة 

فتعلن المشهد  غير آبهة بالممنوع

أردت ...لا شيء تحقق

أخذت مراود الكحل الخشبية

لأزين مدامع حروفي

لعلها تنبت جملا مفيدة

انزوت في ركن قاص

لا أسمع لها إلا همسات

طلبتها ...تحايلت عليها

رفضت...غابت الكلمات... ولا كلمة واحدة

قصدت قلمي...رفيق  جملي

رفض ان يكون عبد أناملي

وصاح...أريد  حريتي

أريد رسم كل المعاني

القبيحة...والجميلة ...لا أبالي

وأن أرفع الحضر عن كل الأسرار

فأنشر كل الأخبار

خفت أن يروم الهجاء

فيصير غرابا ينعق في السماء 

وضعت قلمي جانبا

فهو يعلم خبايا عالمي

ودفين أسراري 

وسألت أحرفي...ما الأمر؟

أجابت والدمع يسيل 

وسال الكحل مع الدمع

الزهرة لا تزهر إلا في وقتها

وغاب ضرف المكان وغاب ضرف الزمان

ما عاد المكان مألوفا 

والوقت يمر حزينا

أمواج البحر بعيدة تلاطم نفسها

والصخور وحيدة...تنتظر الأمواج الكبيرة

والطيور في السماء تاءهة

تفتقد الحديقة الجميلة 

ترفض ترديد ترانيم الصباح

والناس بلباس جميل ،حزينة

سابحة في بحور أشجانها 

فهل ينفع الكلام؟

أدركت أني شارد 

فاقد بوصلة الإتجاه الصحيح

لملمت دفاتري...وتركت قلمي العاصي

وعدت أدراج أفكاري

أترقب بزوغ الصباح.


الكحشة عبدالرحمان


وجه الشبه أنت*** بقلم الكاتب محمد الحسيني

 وجه الشبه أنت***

.....................................


وجه الشبه بين إبتسامتك وبين التي ...


مجنونة إحساس ما بين لون ورائحة


وجه الشبه حديثك  وبين التي ...


ترسل سفر السهم من متكأ المسافة


وجه الشبه ما بين 


رنيم الخطوة  و مدن النظرة ...


إبتلاعي لمحيط كامل في داخل رشفة


و أنك ...


لغز النهر وسحر الضفة الأخرى


وهمس يزحف عطر الزوايا


وهمزة_نون_ثاء_عرشها_كرسي : 

"حلل جنون تشرق في لقاء"


غمزة حرفي وكحل روح القصيدة


( محمد الحسيني)



لست أنسى بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 لست أنسى


لست أنسى غزة و أهلها

و شهداءها و مقاوميها

و أعمال أعدائهم و مدمريها 

و أعذارهم الواهية لتفجير مبانيها

و أطفالها  المهجرين خارج أراضيها

و النازحين بأوامر ظالميها


لست أنسى من صادر حقوقنا 

و عذب أطفالنا الرضع

و قصف مرضانا

و منع إسعاف  مصابينا

بطلقاتهم النارية

و شوقنا إلى أحبتنا

 و أملاكنا و أحيائنا 

و ذكريات طفولتنا

و أحبتنا و محبينا...

لذلك أراهن على أشواقنا

لمجد ماضينا

و أمجاد تاريخنا 


لست أنسى الديموقراطيين

في هذا الزمان  اللعين 

على صهوات دبابات المحتلين

و أنصار الحقوق الغاصبين

لحقوق المستضعفين 

وبالله عون المظلومين 

آمين يارب العالمين   


رفيقة بن زينب   ***   تونس الخضراء


غزة ياغزتنا بقلم الشاعر خالد العيسى صوافطة فلسطين

 غزة ياغزتنا 

يامنبع عزتنا 

غزة عنوان المجد والصمود 

كل العدا ماهزتنا 


غزة يابلد النخوة والعزة 

مهما حاول العادي هزك ألف هزة

غزة تتحدى الأهوال 

غزة بنت للعرب إلك في قلوبنا كل المعزة 


كل التحية للغزاويين 

من رجال نساء شهدا جرحى مجتمعين 

فيهم تفتخر فلسطين 

يارب احفظ غزة ليوم الدين 

بقلمي 

خالد العيسى صوافطة فلسطين



الظلم والقهر والقمع«(5)» بقلم : د/علوي القاضي.

 «(5)» الظلم والقهر والقمع«(5)»

بقلمي : د/علوي القاضي.

 ... وصلا بما سبق فقد لمسنا في الأجزاء السابقة إهتمام الدراما والأدب والأدباء والكتاب والفلاسفة والمفكرين بقضية معاناة الشعوب من الظلم والقهر والقمع 

... ولم ينسى (الأدب الروسى) تلك القضايا الإجتماعية فقد تناولها بكل دقة وشفافية ، فما أبشع أن تكون ضعيفاً ، في هذه الدنيا  

... الأديب والفيلسوف الروسي (أنطون تشيخوف) أهدى الأدب العالمي قصة (المغفلة) التي تعد واحدة من أروع القصص القصيرة  

... ذلك الكاتب الذي أبدع في تصوير أعماق النفس البشرية ، يروي قصة (يوليا فاسيليفنا) ، مربية الأطفال البسيطة والخجولة ، التي تتعرض لإستغلال عاطفي ومادي من قبل سيدها الرأسمالي

... والقصة مليئة بالعبر والدروس حول ضعف الإنسان عندما يفتقر إلى الجرأة لرد الظلم والدفاع عن حقوقه ، وحول قسوة العالم الذي لايرحم من لايملك القوة لرد هذا الظلم والدفاع عن نفسه

... تنتهي القصة برسالة إنسانية مؤثرة تلخص تأملات الكاتب في الطبيعة البشرية والمجتمع

... القصة ليست مجرد حكاية عن شخصية (يوليا فاسيليفنا) ، بل هي دعوة للتأمل في ضعف الإنسان أمام الظلم والقهر والقمع ، وأهمية إمتلاك الشجاعة لمواجهة كل هذه التحديات

... تعد هذه القصة من أروع القصص القصيرة في تاريخ الأدب العالمي ، يقول الكاتب على لسان بطل القصة :

★★ منذ أيام دعوتُ إلى غرفة مكتبي مربّية أولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع لها حسابها ، وقلت لها : إجلسي يا (يوليا) ، هيّا نتحاسب ، أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود ، ولكنك خجولة إلى درجة أنك لن تطلبينها بنفسك ، حسناً ، لقد إتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلاً) في الشهر

*** قالت : أربعين

★★ قلت : كلا ، ثلاثين ، هذا مسجل عندي ، كنت دائما أدفع للمربيات (ثلاثين روبلاً)

*** قالت : حسناً

★★ قلت : لقد عملت لدينا شهرين

*** قالت : شهرين وخمسة أيام

★★ قلت : شهرين بالضبط ، هذا مسجل عندي ، إذن تستحقين (ستين روبلاً) ، نخصم منها تسعة أيام آحاد ، فأنت لم تعلّمي إبني (كوليا) في أيام الآحاد ، بل كنت تتنزهين معهم فقط ، ثم ثلاثة أيام أعياد 

.(تضرج وجه يوليا فاسيليفنا وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة).

★★ واصلتُ ، قلت : نخصم ثلاثة أعياد إذن المجموع (إثنا عشر روبلاً) ، وكان إبني (كوليا) مريضاً أربعة أيام ولم يكن يدرس ، كنت تدرّسين لـ (فاريا) فقط ، وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء ، إذن إثناعشر زائد سبعة ، تسعة عشر ، نخصم ، الباقي ، (واحد وأربعون روبلاً) ، مضبوط ؟

.(إحمرّت عين يوليا فاسيليفنا اليسرى ، وامتلأت بالدمع ، وارتعش ذقنها ، وسعلت بعصبية وتمخطت ، ولكن لم تنبس بكلمة).

★★ قلت : قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً ، نخصم (روبلين) ، الفنجان أغلى من ذلك فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله ! ، عليه العوض ، وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجرة ومزق سترته ، نخصم عشرة ، وبسبب تقصيرك أيضا سرقتْ الخادمة من (فاريا) حذاء ، ومن واجبكِ أن ترعي كل شيء فأنتِ تتقاضين مرتباً ، وهكذا نخصم أيضا خمسة ، وفي 10 يناير أخذتِ مني (عشرة روبلات)

*** همست (يوليا فاسيليفنا) : لم آخذ

★★ قلت : ولكن ذلك مسجل عندي

*** قالت : حسناً ، ليكن

★★ واصلتُ ، وقلت : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين ، الباقي أربعة عشر

.(إمتلأت عيناها الإثنتان بالدموع ، وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل ، ياللفتاة المسكينة).

*** قالت بصوت متهدج : أخذتُ مرةً واحدةً ، أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات) ، لم آخذ غيرها

★★ قلت : حقا ؟ ، أنظري وأنا لم أسجل ذلك ! ، نخصم من الأربعة عشر ثلاثة ، الباقي أحد عشر ، هاهي نقودك ياعزيزتي ! ثلاثة ؛ ثلاثة ؛ ثلاثة ؛ واحد ؛ واحد ؛ تفضلي 

.. ومددت لها (أحد عشر روبلاً) فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة ، وهمست : شكراً

.(إنتفضتُ واقفاً وأخذتُ أروح وأجيء في الغرفة وإستولى عليّ الغضب).

★★ سألتها : شكراً على ماذا ؟!

*** قالت : على النقود

★★ قلت : يا للشيطان ولكني نهبتك ، وسلبتك ! ، لقد سرقت منك ! ، فعلام تقولين شكراً ؟!

*** قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً

★★ قلت : كيف لم يعطوكِ ؟! أليس هذا غريبا ؟! لقد مزحتُ معك ، لقنتك درساً قاسياً ، سأعطيك نقودك  (الثمانين روبلاً) كلها ، هاهي في المظروف جهزتها لكِ ! ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لاتحتجّين ؟! ،  لماذا تسكتين ؟! هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب ؟! هل يمكن أن تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة ؟!

.(إبتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها : يمكن).

★★ سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها ، بدهشتها البالغة ، (الثمانين روبلاً) كلها ، فشكرتني بخجل وخرجت

★★ تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ : ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا وتقبل الظلم والقهر والقمع دون أن تدافع عن حريتك وحقك ونفسك

... ولنا في رواية (البؤساء) وفيلم (فبراير الأسود) دروسا نستفيد منها فى الجزء السادس والأخير إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة

... تحياتي ...



بين الحلم ... والواقع بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش سوريا

 بين الحلم ... والواقع

تراودنا الأحلام منذ تكويننا الأول في الأرحام ، وقد أثبته العلم ، فالجنين يحلم في بطنه أمه ، ولكن يبقى السؤال بماذا يحلم الجنين؟!..هذا السؤال جوابه في عالم الغيب ربما الأيام المقبلة ستجيب عنه . . .

لكننا بالتأكيد نعرف بماذا يحلم الإنسان ، منذ أن بدأ يخطو خطواته الأولى في مشوار الحياة ، وإمتلك أدوات التعبير من لغة وغيرها من وسائل التعبير المختلفة بدأت تتضح معالم أحلامه .

ربما الدافع الأول للأحلام تغيير الواقع الذي يعيش به ، أو إضفاء لوناً عليه يزيده بهجة ورونقاً ، ويخفف من قسوته وسواده ، أو لخلق عالماً أكثر جمالاً وعدلاً ومساواة . . .

تبدو المسافة بين الحلم والواقع متغيرة ،

قد تقترب كثيراً في المجتمعات المتحضرة والراقية التي تعتبر تربة خصبة للأحلام حتى تتعانق معها ، وتتسع المسافة في مجتمعات أخرى لتبدو بعيدة جداً لا إلتقاء بينهما . وهذه العلاقة متغيرة ليست ثابتة

تختلف من زمان لزمان في المكان الأول ، ومن مكان لمكان أخر .

لكن محاولة الإنسان لإلتقاط الحلم لا تتوقف ، الشعوب الحية هي من تحلم فقط ، أما الشعوب الميتة فهي التي دفنت أحلامها باكراً ونامت في كهوف الماضي تسكر بأمجادها الماضية ، وحاضرها ينزف ألماً وعجزاً وذلاً .

المهم أن لا تتوقف دورة أحلامنا ، حتى 

وإن أخفقنا في بلوغها وتحقيقها ، نفشل مرات عديدة بذلك فتتعثر أحلامنا وتترنَّح وتهوى على أرض الواقع ، فنفترش خيباتنا ، ونلتحف بغطاء الأمل لبعض الوقت لنتعافى من هول السقوط ، لكن لا نلبث أن ننهض من جديد وتنهض معنا رافعين راية التحدي ، فيكون النجاح حليفنا معاً متى إمتلكنا إرادة التحدي والتغيير ، لنخلق عالم أحلامنا فيزهو واقعنا ولنعيش في محبة وسلام وأمن .

تتغير أحلامنا وتتبدل حسب مراحل نمونا ونضجنا في تجارب الحياة المتلاحقة وتطور وعينا ، فنحلم بالتحليق عالياً في فضاء رحب لا قيود ولا موانع أوعقبات فيه ، فنحلم بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة ومستقبل زاهر وعيش كريم والحب والسلام وعالم لا حروب تذبح إنسانيته كل يوم أمام أعيننا ونحن لا نحرك ساكناً . . .

لكن تبقى أعظم أحلامنا ، أن نخلق أوطاناً تليق بنا وبحجم أحلامنا ، أوطان تتمتع بالدفء وتفيض إنسانية تنعم بالحرية والكرامة والمستقبل المشرق وننعم بربوعها جميعاً بالمساواة والعدالة وبسيادة القانون ، أوطان تؤمن بالمواطنة لجميع أفرادها فتشعرنا بالسعادة والأمان فنفخر ونعتز بها وتفخر بنا ، لا مكان بها للظلم والتعصب والإقصاء ومنفتحة على ثقافات العالم . . .

وأجمل سماتها العيش المشترك ، وقبول الآخر المختلف فتتفتح في أفيائها ورود العلم والثقافة والفن والجمال وتشع أنوارهم   فتدحر جيوش الظلام من ربوعها فينتشر عطر حضارتنا بالعالم أجمع ويسهمون بمسيرة الحضارة الإنسانية الشاملة .

        . . . . . . . . . . . 

بقلمي فاطمة حرفوش سوريا



في انْتظَارِ القَصِيدَة... بقلم الأديبة سنية مدوري/ تونس

 في انْتظَارِ القَصِيدَة...


بَيَاضٌ بَيَاضْ...

جَنَائِزُ خَلْفَ الجَنَائِزِ 

تَزْحَفُ فوقَ رُخَامِ الحَقِيقَةِ، 

لا يَدَ تَحْضُنُ رِيشَ الْمُنَى، 

لا سِمَات لِتِلْكَ الوُجُوهِ الْمُطِلَّةِ ِمنْ بِئْرِ وَحْشَتِنَا، لا مِيَاهَ لِنَحْيا بِهَا،

ثُمَّ نُشْرِعَ صَوْبَ التُّخُومِ مَرَاكِبَنَا، 

لا مَلاذَ لَنَا لا نَصِيرْ...

*  *  *  

... وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

رَغْمَ هُرُوبِ الْمَجَازِ، وَفَقْرِ المِزَاجِ

إلى الاِسْتِعَارَةِ تُلبِسُ كلَّ الحُرُوفِ

جَنَاحَيْنِ من قَلَقٍ وحَرِيرْ...

*  *  *

وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

لاَ شَيْءَ أَنْبَلُ مِنْ صَمْتِ أَيْقُونَةٍ 

في كَنَائِسِ وَحْدَتِهَا، وهْيَ تَغْرَقُ في طُهْرِهَا،

كَرَغْوَةِ حُلْمٍ حَبِيسٍ يُجاهِدُ في أَنْ يَطِيرْ...

*  *  *  

وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

كُنَّا نُبَاغِتُ لَيْلَ الشَّرَانِقِ

بِالأُغْنِيَاتِ البَسِيطَةِ، نَصْحُو

عَلَى شَهْقَةِ النَّايِ يَنْسَلُّ 

مِنْ قَصَبِ اليَمِّ، مِثْلَ الأَجِنَّةِ

مِنْ رَحِمِ الأُمَّهَاتِ،

بُعَيْدَ مَخَاضٍ عَسِيرْ...

*  *  *  

وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

رِيحٌ تُجَهِّزُ أَحْصِنَةً للرَّحِيلِ، 

تُدَاعِبُ رَمْلَ الصَّحَارَى، 

وتُحْبِلُ كُلَّ النَّخِيلِ العَقِيمِ،

بِمُزْنٍ مَطِيرْ...

*  *  *  

وتَأْتِي القَصِيدَةُ،

أُمٌّ تعِدُّ حَقَائِبَ زَوْجٍ مُسَافِرْ،

وتُقنِعُ بُلبُلَ رَغْبَتِهَا بِلِقَاءٍ حَمِيمٍ

عَلَى رِيشِ طَائِرْ...

وتَعْرِفُ، في عُمْقِ

أَحْشَائِهَا، كَمْ تُقَامِرْ...

تُصَدِّقُ قَلْبًا كَسِيرْ...

*  *  *  

وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

لا وَقْتَ كَيْ نَحْتَسِي الشَّايَ

فَوْقَ الأَرِيكَةِ، نَسْمَعَ بَعْضَ

الأَغَانِي القَدِيمَةِ، نَحْتَرِفَ الحَكْيَ

مِثْلَ جَمِيعِ النِّسَاءِ وَنُطْنِبَ فِي الوَصْفِ...

لاَ وَقْتَ حَتَّى نَرَى

مَا نَرَى...

أَنْ نَرَى مَثَلاً: فَوْقَ قُطْنِ الغُيُومِ،

هُنَاكَ، أَكَالِيلَ وَرْدٍ، وبَعْضَ الْفَوَاكِهِ

تُنْسِيكَ طَعْمًا مَرِيرْ...

*  *  *  

وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

كَمْ مِنْ عَرَائِسِ حَلْوَى

سَنَصْنَعُهَا لِلْمَلائِكَةِ الطَيِّبِينَ،

وَكَمْ مِنْ طَوَاحِينَ للرِّيحِ

نَرْكَبُهَا ذَاهِلِينَ، وَكَمْ 

مِنْ صَبَاحٍ يُضَمِّدُ جُرْحًا أَلِيمَا،

وَيَحْقُنُنَا أَمَلاً ضِدَّ هَذَا السَّوَادِ الخَطِيرْ..؟

*  *  *  

وتَأْتِي القَصِيدَةُ،

تَنْثُرُ لَوْزًا، وتَنْزِفُ عِطْرًا،

وَتَقْطُرُ صَبْرًا، كَدَمْعِ الشُّمُوعِ

تَيَبَّسَ فِي الْقَاعِ،

كَيْ يُهْدِيَ النَّاسَ أَقْبَاسَ نُورْ...

*  *  *  

وَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

مِثْلَ الفَرَاشَاتِ مُفْعَمَةً بالرَّبِيعِ،

مُحَمَّلَةً بالحِكَايَاتِ والوَرْدِ،

أَجْمَلَ مِنْ نَجْمَةٍ فِي أَعَالِي السَّمَاءِ، 

وأَبْيَضَ مِنْ أُمْنِيَاتِ وَلِيدٍ صَغِيرْ...

*  *  *  

أَ تَأْتِي القَصِيدَةُ حَقًّا،

وَهَذي القُلُوبُ جَفَاهَا الدُّعَاءُ،

وتِلْكَ العُيُونُ هَوَاهَا البُكَاءُ،

وَبَعْضُ المَسافاتِ أَضْيَقُ مِنْ عَيْنِ طَيْرٍ

وَأَحْزَنُ مِنْ شَاهِدَاتِ الْقُبُورْ..؟

*  *  *  

سَتَأْتِي القَصِيدَةُ،

ذَاتَ فَرَاغٍ يُمازِجُهُ البَوْحُ والأُمْنِيَاتُ،

سَتَأْتِي كَنَهْرٍ تُهَمْهِمُ فِي صَمْتِهِ الرَّغَبَاتُ،

سَتَأْتِي يُجَلِّلُهَا الاخْضِرَارُ الْقَشِيبُ 

وَتَفْضَحُهَا الكَلِمَاتُ...

وَحَتْمًا سَنَنْسَى عَذَابَاتِ عُمْرٍ

ظَنَنَّا أُفُولَ الْقَصِيدَةِ فِيهِ، 

وَأَنَّ ابْتُلِينَا بِأَشْقَى مَصِيرْ...


سَنَنْسَى،

لِنَنْسُجَ ثَوْبَ القَصِيدَةِ

خَيْطًا، فَخَيْطَا،

لِهَذَا الصَّبَاحِ الأَمِيرْ...


سنية مدوري/ تونس



مين له حق ومين غلطان - بقلم محمد البلاط

 -                     مين له حق ومين غلطان

حاجة تضحك وحاجة تبكى              وحاجه تحزن لو بيها تشكى

شعب حضارته سبقاه فى سيرته       وصل الأمر يتوه من حيرته

مين له حق ومين علطان                صبح الحزن فى كل مكان

وبيتمنى يشوف الضحكه                لو هيجيبها من الدكان

بيراضى دول وبيراضى دول          عشمه فى لقمة يكلها حلال

لو هيعيش على طبق الفول             او راح يقضى العمر جعان

راضى بمكة تبقى فى شبرا            وراضى بشبرا تروح نجران

بس يلاقى اللقمه يأكلها                  لو غمسها بالصبار

واستغلال الناس لطيبته                 حكمة عليه يكون حمار

حاجة تضحك وحاجة تبكى             وحاجة تحزن لو بيها تشكى

شعب حضارته سبقاه فى سيرته       وصل الامر يتوه من حيرته

-                        مين له حق ومين غلطان

-                            بقلم محمد البلاط



بلاو إنسانية *** بقلم الشاعر علي مباركي

 بلاو إنسانية *** بقلم علي مباركي 


صبرت على البلاء والبلاء

             لم يرق له الصبر على الأذية

داهم الصرح العتيد منتشيا 

              صاغر القلب والنفس الأبية

عانق الشيطان كأنما كان وليا 

        وامتطى الجع في ضم القضية 

فارق بالبين طوق الأماني 

          جاهر البعد وحل درب المنية 

تائه للحب يبني سدودا عليا 

              تربة جرفتها أمطار رعدية 

ما ذرت فيها حصاة وأبقت 

               في ثناياها جوهرة عينية 

إنتظار ساند الصبر مليا 

                 واحتمى بالبلايا والرزية 

رام اشواق القلوب جفا 

             حاذه البعد بالأزمات القلبية 

وانبرى بالفراسة شاديا 

                 خلف قضبان قلب عاجية 

جاثيا فوق اجداث منسية 

              والبلاوي من طبع الإنسانية 


علي مباركي 

تونس 

في 16 جانفي


صمت السطور بقلم الكاتبة صفاء عيساوي

 صمت السطور


كم أتمنى ان أقتل

 تلك المرأء التي

 تحبك بصدق كم أتمنى 

ان أنساك بين غسق 

القمر ولا أري طيفك 

على طاولة لقاء العابرين 

 ممزقة انا بصمتك

 وكم  أتمنى أن  

أفقد ذاكرتي  ولا

 أتذكر إسمك 

المنقوش على جدران

 نافدتي بورود وأزهار 

كم اتمنى ان أغادر 

حدود وطنك بلا

 مقدمات وأعود 

كما كنت المرأة التي

 لا تعلم عن الشمس

 والقمر كيف تكتب 

السطور للعشاق 

كم أتمنى ان تعصف

 كالمطر وتدفن

أثر الدموع على جفني..


صفاء عيساوي



কবিতা:ভালোবাসতে‌ হবে, কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী

 কবিতা:ভালোবাসতে‌ হবে,

কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী,♥️

কোচবিহার,ভারত

তারিখ:15.1.2025

__________________

মানুষের প্রতি স্নেহ মায়া মমতা ভরা মনে অনুভূতির প্রকাশ করে মনের আনন্দে,

পশুর প্রতিও মায়া ও যত্ন রেখে,পাখিদের ভালোবেসে তাদের গান শুনতে হবে।

মাটি খাঁটি,আছে ধৈর্য্য সয়ে নেওয়ার অনুভূতি,

সেও চায় ভালোবাসা ও যত্ন,মৃত্তিকা দূষণ রোধে করে,

তাকে বোলো মাটি তোমায় ভালোবাসি।

নদীর প্রাণ আছে আপন গতিবেগ আছে,সেও তার ইচ্ছের মালিক,

সে অনেক কিছু দেয়,নদী দূষণ আটকে,

পূজা ও আদর জানিও নদীকে।

সমুদ্র ব্যস্ত,তার ঢেউ ও গর্জন মানুষকে করে আকৃষ্ট,

তাকেও ভালোবেসো।

প্রকৃতিকে পাওয়ার রসদ পাহাড়,

তাকে বুঝিও তার প্রতিও আছে ভালোবাসা ও কদর।

                            ________________



ذاكرة العبور ... بقلم الدكتور عبدالرزاق بالوصيف

 ذاكرة العبور ...

لما حملني الصباح الصبوح...إلى ذاكرة الجلاء 

لأرسم على بسمات اليافعة قصائد.الغد ..

لما تركت الجوال المقيت .. واحتضنت كتبا 

هي بساط خلودي لاكون بلسما للصابرين....


توسطت ريان و ريمه ...حروف الغد 

قطفتها من أشجار الربيع الجميل ...

كثمار جنان الخلد..يرسمانني ..لما 

انشد الحياة والوجدان ....


هما قلمي المزمجر ...لا يصمت ولا يتيه 

لانه من آيات البحور والصبر الجميل 

لما ينتشر الظلام الدامس والسراب المقيت 

في عقول المهرولين نحو الازقة المظلمة 

تاركين انوار الشموس وسنفونية الوجدان 

تناديهم ....عودوا ولا ترحلوا ....وأكتبوا

على شفاه كل سفينة....وببنط غليظ ...

" نحن انسانية الإنسان..نكون حتما 

البيت السعيد المكتنز معاني وعبر ...


الدكتور عبدالرزاق بالوصيف



في الذكرى الرابعة عشرة لثورة الكرامة:17 ديسمبر 2010 /14جانفي 2011 بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في الذكرى الرابعة عشرة لثورة الكرامة:17 ديسمبر 2010 /14جانفي 2011


هي ذي تونس : زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات..أقاصيص وملاحم..


تصدير

"يا تونس الخضراء..جئتك عاشقا

وعلى جبيني وردة وكتــــــــــاب

إني الدمشقي الذي احترف الهوى

فأخضوضرت بغنائه الأعشاب.."

(الشاعر السوري الراحل نزار قباني)


تقتادك الثورة التونسية من يد روحك،وتمضي بك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض. فأنت إزاء هذا الفعل الإنساني الجبّار،حائر على غير مستوى،ثمة دم أريق ولم تكن تملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.وحتى حين يمور الدّم في جسدك باحثا عن مخرج،فإنّك حينئذ ثائر لا شاعر.وليس معنى هذا أنّ الثورية تنافي الثقافة،أو أنّ الثقافة متعالية على الميدان،ولكن لابد من تفادي خلط الأوراق،فلا يمكن للمارسة أن تتحوّل إلى حكم قيمة أدبي،مع أنّ الحبرَ عرضة لإختبار دائم-لقد خلصنا من ترف الكتابة للكتابة وهي ذي الثورة،بوهجها وضرائبها البشرية،تعيد إنتاج السؤال التقليدي عن جدوى الكتابة،وإذا كان السؤال قاسيا أو عصيا على الجواب،فلنبحث عن صيغة ثانية :

هل من عزاء في الكتابة؟

ويرسلك هذا السؤال إلى مستوى آخر من المشكلة،يتصل هذه المرّة بكينونة المثقف المتورّط بوجوده في زمن ملتهب:

هل قدرك أن تلبس هذا اللبوس الماسوشي،مقرّعا حيّزك الفيزيائي المحدود،بدعوى عدم صعوده إلى لحظة الإشتباك؟»…

وحين يدخل المثقف العضوي-مع الإعتذار من غرامسي-على الخط،فإنّك في مستوى ثالث من الحيرة: كيف أمارس كمثقف وكيف أكتب كثائر؟

وفي كلتا الحالتين: ألست (بضم التاء) مثقلا بأسئلتي الوجودية،أنا المفرد في فضاء محذوف؟

فكيف أتحوّل إلى خليط فعّال في نسيج الجماعة؟

ولك أن تعتبر،في طفرة يأس أو ضجر،أنّ ماسبق ليس إلا دلعا لغويّا،وأنّ عليك أن تعود إلى سؤال الأسئلة عن دورك،مثقفا في هذه الملحمة.وساعتها لا مناص من مستوى جديد يدعم حيرتك الأولى،هو أنّ الثورة هي نشيد الجماعة ومرآتها،وليس الفرد إلى نبرة في إيقاعها الجمعي المتكاثر. بهذا لن تكون ذاتك إلا بالحد الذي تسمح به الثورة،فهي تهدّد الثقافة بالتنميط.

وحين تنأى عن الإمتثال للثقافة السائدة،فمعنى ذلك أنّك اخترت الغربة-أمغترب ومثقف ثوري في آن؟

كيف تلتئم المعادلة؟

حين هبّت عاصفة السابع عشر من شهر ديسمبر 2010 لتخترق سجوف الصمت،وتنير درب الحرية أمام شعب ظل يرسف في الأغلال عبر عقدين ونيف من الظلم والظلام،في تلك اللحظات الخالدة تملّكني إحساس باللاجدوى.

ماذا يمكن للمرء أن يفعل؟.

كيف يمكن أن يكون عمليا وهو لا يتقن غير الكلمات؟ !.

حتى الكتابة عن حدث جلل بحجم الثورة التونسية لا ترقى إلى منصة النضال.

كنت أدوّن جميع ما أرى،-مكتفيا-بالتفرّج على الدّم التونسي مراقا وعلى الجنائز تسير خببا في اتجاه المدافن..

هو ذا الموت فرجويا متوحّشا قاسيا فظّا بدائيا ساديّا همجيّا عاتيا ضاريا فاجعا.

هو ذا القتل على مرأى من الدنيا وحفاة الضمير.

الأرض التونسية لم تصَب بقشعريرة ولا بإندهاش.إنّها تأكل بنيها.

جميع التفاصيل التي اجتذبتني إليها دوّنتها.

معي الآن من التفاصيل ما يكفي لتأليف كتاب.

كيف يرتقي المرء إلى مستوى ما رأى،كيف يكتبه محاطا بهالته الأسطورية دون أن يقع في نقل الوقائع أو وصفه وصفا إخباريا مسطّحا يفقره ويلغي كثافته؟

كيف يكتب جانبه السحري الأسطوريّ المروّع..؟

الحياة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات،لا سيّما إذا كان الفعل أسطوريا رسوليا على النحو الذي رأيت..

ولكن..

لا يجب أن تنتهي الحياة إكراما لشبابنا الذين تسابقوا إلى الموت إعلاء للحياة وتمجيدا للحياة.

أنا على يقين من أنّ الإستبداد سيظلّ يدحرج -غلاته وصانعيه- بإتجاه الهاوية حيث لا شيء غير الموت وصرير الأسنان.

يا تونس الصابرة نحتاج قليلا من صبرك الرباني فالرّوح محض عذاب.

قصر قرطاج ينوح في السرّ على «أمجاد» من سكنوه.

وطائرة الرئيس الراحل تحلّق في الأقاصي في اتجاه المنفى البعيد.والحرية تتمطى في اتجاهنا عبر الدموع.

ولنا أن نفرح.لنا أن نهلّل.وطوبى لأمهات الشهداء لأنهن عند الله يتعزين.

غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة.

مدهش أمر هذا الشعب التونسي الذي ارتقى بقراره إلى منصة الإستشهاد.ومدهش أيضا أمر هذا الشعب الذي اتخذ قرارات مصيرية يهون دونها الموت.

وإذن؟

هي ذي تونس إذا.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.الأرض والسماء يغدوان واحدا.

على سبيل الخاتمة:

لا تزال كلمة الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما بُعيد لقائه بالرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي في شهر ماي من سنة 2015 تلامس عين الحقيقة إذ "أنجزت تونس أمورا خارقة خلال السنوات الخمس الماضية..ولكن تلك السنوات لم تكن قطّ باليسيرة.إذ يشعر الشباب بالإحباط لأنّ التغيّر الجوهري المنشود لم يحدث بسرعة أكبر،كما يواجه معظم التونسيّين إدراكهم أنّ الديمقراطية سباق ماراثون وليست بسباق عدْو عاديّ.

ولكنّهم رغم ذلك يحافظون على التزامهم الثابت بالنجاح حتّى وهم يواجهون خيبة الأمل والحقيقة القاسية،حقيقة ما يتطلّبه دفع عجلة الديمقراطية من عمل و جهد.

وتستند علاقتنا مع تونس على ركائز ثلاث إن هوت إحداها أحدق الخطر بالبنيان كلّه: ترسيخ الديمقراطية الفتيّة وتعزيز الأمن الذي اُمتُحِن بشدّة،وتحفيز النموّ الاقتصادي المستدام الشامل للجميع.

ويقع على عاتق الولايات المتّحدة وأصدقاء تونس الآخرين مسؤولية المساعدة كي يبقى هذا الأساس صلبا قدر الامكان والدعم لهذا الالتزام كي يؤدّي إلى النجاح والتأكّد من أن تحظى تونس بكل الفرص لتحقيق حلمها في الديمقراطية."

هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء : أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..

ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.

سلام هي تونس،فلا بهجة لأبنائها خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السفر


محمد المحسن



سَارِقُو المَاءِ.... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 سَارِقُو المَاءِ....

(من أَكثر القصائد أثَرًا في نفسي أثناء إعارة في بلد عربي: قطعوا عنّا الماء فاضطررنا لسرقته)

سَـرَيْـنَا بِلَـيْـلٍ شَـدِيـدِ الـدُّجَـى

وَمِنْ حِذْرِنَا قَدْ لَبِسْنَا الـظُّـلَـمْ

ومِـنَّـا، ثَـلَاثَـتُـنَا، مَـنْ يُــشَــكُّ

بِــسِــلٍّ، فَــيَـكْـتُــمُ شَـرَّ الأَلَــــمْ

ومِـنَّـا ، لَـمَــنْ يَـتَـعَـــثَّـرُ حَـتَّـى

تَـزِلَّ بِـهِ فِي الـصُّـخُورِ الـقَــــدَمْ

فَـيَـصْـبِـرُ مُـحْـتَـمِــلًا مِــنْ أَذَاهُ

تَــــمَــزُّقَ جِــــلْــدٍ وبَــــعْـــقَــــةَ دَمْ

نُـصِيـخُ بِسَمْعٍ لَــدَى كُلِّ وَهْـمٍ

ونَــكْـشِـفُ كُـلَّ خَـيَــــالِ أَلَــمّْ

وَمَــا كَـانَ شَــــيْـــئًـا، ولَـكِــنَّـهُ

مِنَ الخَوْفِ قَدْ يَتَرَاءَى العَدَمْ

وَصَـلْـنَا... وأَنْـفَـاسُنَـا قَـدْ عَلَتْ

كَـمِـثْلِ فَحِيـحِ "البُوَاءِ" الـمُلِـمّْ

وتَـقْـرَعُ مِـنَّا القُـلُـوبُ الـصُّـدُورَ

وَنَحْنُ"الضُّـيُوفُ"ونَحْنُ "الأَهَــمّْ ".

وبَـعْــدَ أَنِ انْـزَاحَ عَــنَّــا الـعَــنَـاءُ

وَشَـجَّـعَـنَا فِي الـخَـلَا صَـمْتُـهُـمْ

مَـلَأْنَـا الـدَّمَــاجِـنَ مَـاءً زُلَالًا

وَلَـــمْ يَــرَنَـــا أَحَــدٌ مِـــنْ تَـــلَـــمْ.

سَرَقْنَا، وَنَـحْنُ ضُيُوفُ البِلَادِ

مِنَ المَاءِ مَا مَـنَـعُـوا: أَيْ نَـعَـمْ.

خَـلِيلَيَّ، قُولَا: أَيُـسْكَـنُ وَادٍ

وَلَـيْـسَ بِـهِ غَـيْـرُ حَـرٍّ وهَــمّْ؟

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



دعـــــيني بقلم الأديب شعبان البنا

 .              دعـــــيني

حملـــتك بين طــــوايا الضـــلوع

وصنـــــتك بين ســــواد العــيون


وأمضـــيت فيـك صبــاي الجـميل

تجوبـــين فى القلب ملء السـنين


وما كنــــت أحســـب   هذا الهوى

بـــي  الأن يقـــــتلنى والحـــــنين


عفـــــت فــــى فـــــؤادك  أثـــاره

وخلــــفني تحـــت وقع الشــجون


دعـــــينى على عتــــبات الرحــيل

وحيــــدا  أمـــارس هذا الــسكون


أســـــائل نفـــسى أحـبا يـــــرجى

لمـن  اصـــله  محض مـاء وطيـن


رأيـــتك ذات صبـ ـاح جمــــــــيل

 أمامى بثــوب الهوى تخـــــطرين


يلــــــون وجــــهك   قطر  النـــدى

وتعــــرب بالنـــم  سود   العــــيون


فأستــــاف منـــها رحـــيق الحياة

وأصغى لهـــمس الكلام    الحنون


ويســـرى لهيب الهــوى فى يــدي

ويشـــعل نـــار   هواك   الــــدفين


وألمــــح منـــــك عـــيون الغــزال

تفـــــتح بـــاب الهـــوى للـسـجين


دعيـــنى  أجوس الطريق  وحيدا

ولا تســـألى احـــد  مـــن أكــــون


دعيـــــنى  للـــيل  الهموم  وحيدا

يشق الأســـى مهــجتى والجـنون


وحســـبى من الشـــوق تبـريــحه

يجــــيش به خـــاطرى كل حــين


لك العــــطر يـــا زهــرة اليـاسمين

ولى قــــلب أقــــسم ألا يـــــخون


     أحبــك  مادام  بالوجـــه عيـن

     ترى الجمر فى قبضة العاشقين

       .............................

شعبان البنا

مصر.


الشوقُ يأكلُ أضلُعي بقلم الأديبة غزلان البوادي حمدي

 الشوقُ يأكلُ أضلُعي

والبردُ، ويلَ البردِ، يسكنُ مضجعي

فهتفتُ: يا طيفَ حبيبي مفزِعي

ودعاها نارَ العشقِ تأكلُ أذرُعي


واحمِلْ أيا ريحَ الوَدادِ رسائلي

واطرُقْ بابَ الهوى في موضعي

علَّهُ ينسى الجفاءَ وتنجلي

سحبُ البُعادِ فتستفيقُ بمسمعي


أيا شمسَ الصباحِ، بلِّغيهِ حبيبي

أنَّ هوى المشتاقةِ ما زالَ بأضلُعي


يا طائرَ الأحلامِ، خذني لعطفهِ

ودَعْ العيونَ تنتحبُ من موجَعي

علَّ اللقاءَ يُعيدُ نبضَ حياتِنا

فتراها أشواقي سخيةَ أدمُعي


الأديبة غزلان البوادي حمدي



بيت و خيمة بقلم الأديب صالح إبراهيم الصرفندي

 بيت و خيمة 


في الطريق ما

بين بيتي 

و خيمتي

تمر المسافات

و نطوي الخوف

مسارات


طرق رملية 

منهكة

و خيام مترامية

و أكواخ 

بالية

وبائعي الهم 

والألم

على جانبي

الطريق


نطالع السماء

أفتح حقيبة

صدري

أدس يدي

في جيوب

ذكرياتي

و أسأل كل 

مساء

هل الصباح

آت


نستفيق على

رائحة خبز

التنور

و بائع المنظفات

و الكلور 


نتوضأ بالصبر

و ننتظر 

دعاء الفجر

أوجعتنا أزيز

الطائرات 

و أصوات 

المتفجرات


ننتظر الشمس

و أحلامها

لتنفض عنا

غبار الخوف

و شكوكها

لتحكي لنا

قصة العودة

إلى بيوتنا 

لنقضي ما تبقى

من حياتنا

في سلام قبل

صدى

أوجاعنا


الأديب صالح إبراهيم الصرفندي



حروف ومعاني بقلم الشاعر محمد الحزامي

 حروف ومعاني

أحمّل الحروف مشاعر حنيني

وإحساس ما يراود  كنيني

وذاك الهفيف الذي  خالج الوتر

وأشواق العيون المتطلّعة مع  البصر

لأترجم  المعاني من خلال المفردات

وترانيم القلب وما يعانق  الأمنيات

كرؤية طيف خيالك

وما يرافق سحر  كمالك

مع ما  يراود أحلامي في السهر

من أمواج ودّ  وتنوّع خبر

فيا من تدثرت برقّة الزّهور

وارتديت عطورها والبخور

ترفقي بحال من إستسلم إليك

وفي تلابيبك  تعلق حواليك

معبرا عن  عواطفه وشعوره

وهبّات نسيم إحساسه وينوده

متطلعا لنظرة حنان

وجواب منعش للروح والكيان

محمد الحزامي

"أورثني أبي"/ بقلم الكاتبة مجيدة محمدي

 "أورثني أبي"/ مجيدة محمدي  


أورثني أبي، ساعة حائط لا تعرف الوقت،

عقاربها تدور للخلف أحيانًا،

لتعيد لي لحظات لم أطلب استعادتها،

وأحيانًا تتوقف تمامًا،

لأسمع صمتًا يُشبه النسيان.


أورثني كومة أحلام مستعملة،

بعضها مُمزق الأطراف،

وبعضها يحمل رائحة مطر لم يهطل بعد،

وقال لي: "هذه لك، جربي أن تحلميها."


أورثني بابًا قديمًا،

قال إنه كان يُفتح على حرية،

لكنني وجدته مغلقًا بمفتاح فقد في عاصفة ،

فصرت أطرقه دون أن أسمع صدى.


أورثني ضحكة غير مكتملة،

كأنها تُركت في منتصفها،

وعينين أرى بهما الأحزان،

لكنهما لا تبصرا سوى نهايات مؤجلة.


أورثني وصية مكتوبة على ورق الشجر،

قال لي: "إقرئيها إذا ضعت"،

لكن الرياح كانت أسرع مني،

فلم أقرأ إلا كلمة واحدة: إنتظري .


أورثني أرجوحة،

تأرجحني بين حافة اليقين

وهاوية الشك،

قال إنها كانت تضحكه،

لكنني شعرت بالدوار.


أورثني حبلاً من الضوء،

قاسٍ كالصبر،

لين كالكذب،

وقال: "اصنعي به طريقك."


أورثني أبي ميراثًا من الرماد،

جمعه من حرائق لم أشعلها،

وطلب مني أن أبحث بينه عن شرارة جديدة،

لكنني وجدتني أنثره على الريح،

لأُبقي على شيء من الذكرى.


أورثني أبي كل شيء...

وأخذ معه كل ما لم أستطع فهمه،

ترك لي ظله،

ليذكرني أنني امتداد لحكاية لم تكتمل....



الأربعاء، 15 يناير 2025

بودكاست عن وجه الغربة | بقلم الشاعر حسين السياب

 بودكاست عن وجه الغربة |  حسين السياب 


خلفَ نافذةِ العمر 

أفتحُ باباً للعناقِ

أهزمُ التأريخَ، وأبحثُ عنكِ في كومةِ رهاناتٍ خاسرة..

حينَ زحفَ الربيعُ

 تمايلتْ أغصاني 

أحملُ الوردَ والنسرينَ، بمنتهى اللذةِ التي تربكُ الليلَ..

وضعتُ يدي في النهرِ

أحاولُ شرحَ سكوتي

وذاك السلسالُ الذي يقاسمني القُبل وهو يتدلّي فوقَ صدركِ، يضيءُ عتمةَ روحي...

يغريني ضياعُكِ فيّ، 

كأنّني آخرُ المدن المنحوتة على شهادة ميلادكِ..

على أطرافِ أصابعهِ يقفُ الصبحُ

يستفزُ أنوثتكِ التي تأتي بالشمس لصغارها...

أيُّها الرائي:

من أينَ تأتي بالدهشةِ وكلُّ الحكايات انطفأت تحتَ رمادِ الغربةِ؟

-لا غرضَ لي مع الشعرِ، سوى الاحتراق على جسدِ القصيدة التي تنمو بين يديكِ

كذنبٍ يتعالى ليغدو خطيئةً في ساحةٍ مليئةٍ بالشياطين..



غرة ساطعة على جبهة الشموخ بقلم الأديبة نفيسة التريكي

 غرة ساطعة على جبهة الشموخ 


يا غزة قومي

ما مات الأحرار

يا غزوة الشعب الجبار

لقّنت الدنيا دروسا

اقوى من كل اعصار 

واسكت اللهب باللهب

خذلك الجناة االمنافقون  الخوانون

 في الوقت الصعب الكرار

فساندتك  طيور النار

جند كانوا 

من حيث 

نحتسب ولا نحتسب

رغم الطغاة الأشرار

يا غزتي قومي

جاء أوان الإزهار 


نفيسة التريكي

سوسة التونسية

16@1@2025