الأحد، 14 يوليو 2024

قراءة-عجولة-في قصيدة الشاعر التونسي القدير جلال باباي " أنا مريض..أنا كئيب " بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يمرض الشاعر..تتوجّع القصيدة


" الشعر..ليس ترفا "


قراءة-عجولة-في قصيدة الشاعر التونسي القدير جلال باباي " أنا مريض..أنا كئيب " 


تصدير : سأل عبده وازن محمود درويش : أليست الفنون قادرة على هزم الموت كما قلتَ في قصيدتك “جدارية”؟

أجابه : هذا وهم نتخيله كي نبرر وجودنا على الأرض، لكنه وهم جميل”.

 -التجربة الرهيبة مع المرض،تركت أعمق الأثر في وعي جلال باباي الإنسان،واللاوعي الإبداعي لجلال باباي الشاعر. 


(تقديم محمد المحسن)


ظاهرة الحزن في الشعر العربي المعاصر،مالبثت تزداد إنتشارا أفقيا ورأسيا،أفقيا منذ نازك الملائكة وحتى اليوم وفي جميع أجيال الشعراء،شبابا وكهولا،ورأسيا في تنوع تناولها من حيث الصورة الفنية والتجربة الشعورية وزاوية التناول .

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع :

هل يعود ذلك إلى واقعنا العربي الذي يزداد سوءا،ظلما”و ظلاما،ومواجع تنخر جسد المبدعين..ولا معين..؟!

وهنا أضيف : ظاهرة الحزن في الشعر الحديث ليست ظاهرة عبثية،وإنما لها دوافعها وطرق تجلياتها التي تميز شاعر عن غيره،بل ولها أسبابها ومبرراتها الذاتية والموضوعية التي تكمن وراء غلبة طابع الحزن والتشاؤم على العوالم النفسية لكثير من شعراء الشعر الحديث،وهو ما يؤكد بوضوح ذيوع ظاهرة الحزن في معظم النتاج الشعري.

من هؤلاء الشعراء البارزين الشاعر التونسي القدير جلال باباي الذي يعد صوتا شعريا قويا بين شعراء تونس الكبار،لأنه حين يكتب الشعر تتجلى في أعماله العديد من الظواهر الشعرية وقضايا الحداثة،فضلا عن لغته القوية وألفاظه العذبة،بل إن ابداعاته الشعرية مفعمة بتجليات الحداثة التي تدعو إلى التأمل والدراسة .

ما أيد أن أقول تصريحا وليس تلميحا..؟

كما تتنقّل راقصات الباليه بخفّة ولطف على أنغام «كسّارة البندق»،للمؤلّف الموسيقي الرّوسي «تشيكوفسكي»،كذلك يتنقّل الشّاعر التونسي القدير جلال باباي برقّة وعذوبة في قصيدته«أنا مريض..أنا كئيب»،على أنغام موسيقاها الشّعريّة الكامنة في عمقها الإنسانيّ..

أبيات شعريّة منسوجة بالحزن والاشتياق والحنين والألم والغضب و الوجَع،تعكس لنا مكنونات شخصيّة الشّاعر وهو يواجه معاناته بصبر الأنبياء،وتدخلنا إلى عالمه بسلاسة،فيطيب لنا أن نقرأ السّطور وما بينها.

الشاعر جلال باباي يطارد الحزن في قصيدته"أنا مريض..أنا كئيب" حتى يشكل إطارا كليا يحتويه لا يغادره إلا قليلا..فيغدو أسلوبا لشاعريته يؤطرها نسقا مبثوثاً في المشاعر والتصوير والتدفق..وهذا النسق يمنح  قصيدته وجهها ووجهتها وحيويتها.

فأي بحر يغسل عن الشاعر القدير جلال باباي الآلام..

وأي يَم سيقذف به إلي زمن جميل لن يمنح فرصة واحدة للمواجع..؟

ويظل..سؤالي حافيا،عاريا،ينخر شفيف الرّوح


أنا مريض....أنا كئيب

الإهداء..إلى " لارا فابيان"*صوت ملائكي يقتحم صمت الليل.


لم ادخن ..

لم اتجرٌع نبيذا  مذ غادرت التاريخ

لم يعد يروق لي شيء  لما أعلنت الرحيل

بات فراشي رصيفا لمحطة القطارات

حين تركتني لوحدتي بتٌ مفردا  أنا جدٌ كئيب..

أنا مريض  لمٌا اطبقت أمٌي بوٌابة صدرها البلٌورية

تركتني فريسة لليل والنسيان

عامين مرٌوا وجسدي مازال متكلٌسا

أهملني الرفاق وحلٌ باليسار الشقاق

كانت حبيبتي جلمود صخر ..

قلب متيبٌس  همت بنبيذي وسجائري ورقائق المواعيد

علقت قدماي بآخر السفن

ولم أكن أفقه وجهتي

أنا مريض..أنا كئيب..

أنا جدٌ مريض..

أتطاير بأحلام اليقظة

جمرا في أحراش البادية

أنا مريض..أنا كئيب

أفقت من إغماءة حولين  أفتٌش لي عن حبيب

فداهمني بالحلول  شرخ  ذاكرتي  المفقود أن أكون...

أو ..أغيب!!!


جلال باباي

إن المتأمل لقصيدة ”أنا مريض..أنا كئيب”،يجدها قصيدة حداثية من ناحية الشكل (بنائها الهندسي)،فقد خالفت القصيدة نظام القصيدة العمودية والتي تعتمد على نظام الشطرين متكونة من (صدر/عجز) والتي قال عنها باشلار قصيدة العبقرية الرتيبة،فجاءت على شاكلة الأسطر منتمية إلى أحد أهم أنواع الشعر والمتمثل في “الشعر الحر”، متكونة من [21] سطر،يحكمه نظام عروضي خاص بالشعر الحر،فنجد أن هذه الأسطر تارة تطول وتارة تقصر،وذلك راجع للحالة الشعورية المتدفقة للشاعر،فكلما ضاق صدره إنفرج مجال القول..

إن "شعرية المرض" قديمة منذ تحدث المتنبي عن "الحمى" التي يصفها بقوله: "وزائرتي كأن بها حياء/ فليس تزور إلا في الظلام". 

وفي العصر الحديث يُعد تصوير السيَّاب لابتلاءاته أشهر من أن يشار إليه : "لك الحمد مهما استطال البلاء/ ومهما استبدَّ الألم/ لك الحمد إن الرزايا عطاء/ وإن المصيبات بعض الكرم". ثم تأتي تجربة حلمي سالم وقبلها تجربة أسامة الدناصوري،ثم تجربة محمود قرني في ديوانه الأحدث "مسامرات في الحياة الثانية"،على سبيل المثال.

 لكن ما يميز الشاعر التونسي القدير جلال باباي هو أنه جعل من الجسد المعتل مدخلاً للحديث عن حياته عامة مبرزا في بعض قصائده معاناة الشاعر حين تحتدم المواجع في نفسه..

أما بخصوص هذه القصيدة"أنا مريض..أنا كئيب"فقد صاغها الشاعر ببراعة فائقة،ولم تخضع بالتالي للانثيال العاطفي بل قامت على درجة واضحة من البناء والإحكام.

صبرا جميلا يا شاعرنا الفذ..ولك مني باقة من التحايا تعبق بعطر الإبداع..



أغوتني ملوحة اللّيل بقلم الكاتبة هاجر بن محمد عوري

 لا أدري كيف حدث ذلك بالضّبط

أغوتني ملوحة اللّيل

وأنا منذ أن زخف الشٍتاء لم استمرئ زبد البحر

  و لا حلاوة القصائد

لا أدري كيف حدث ذلك

منذ متى تفتشون عني؟

منذ غيّرت جلدي وراودت النجم عن نفسه؟

منذ قذفت بالحقيقة في أجاج الكلام 

وشويت لحم الغزالة في تنور امي؟ 

أمّي ماتت و ملوحة الدّمع في كفّي

كملوحة اللّيل تلمع في ذاكرتي 

منذ متى تفتشون عني؟ 

مذ رقصت في قاع برك الماء الأبله 

يبدّد نشوتي ويتطاير في وجهي 

كصرخة مجنون أعياه صواب العقلاء

أصبحت أحفظ القاعدة جيدا 

ألا ابتئس لارتجاف المركب في هوس البحر 

وألا اترك ظلاّ وحيدا تنهال عليه الصفات 

وأن أخون قناعة الصّبر يجتاحه السّكون

انا الآن هنا قد سرقت ملوحة الليل

فأقبلوا مدجّجين بالواقع

بكل خيباتكم

 ولتنزلق من عيونكم نهاية ما


هاجر بن محمد عوري



السبت، 13 يوليو 2024

وحدها..إمرأة تدرك سرَّ حزني بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وحدها..إمرأة تدرك سرَّ حزني


الإهداء : إلى إمرأة..كساها حنيني جنونا..إلى إمرأة أضمّ كلَّ من أحببتهم فيها..


من يؤثّث عواصمَ غربتي

ويعيد الهديلَ 

                 إلى شرفة في القلب ضيّعت

                                            عطرَها..؟

من تراه يسكب الضّوء 

على جثتي

أو يردّ ما خرّب الدّهرُ

                        فيَّ؟

وحيد أنا..كما يوسف في الجبّ

           أرنو إلى حبل وجْد تدلّى 

           إليَّ

وأستجدي الطّيْرَ..وهو يطير

عساه يحوم فوق

                      يديَّ

لا إخوة لي..

      ولا شيء لديَّ

غير أنّي عظيم

كأنّي الأعظم الآن في العشق

أرى أن أكفَّ عن الحزن..

          أو أرحلَ في إتجاه البعيد

هيَ الحبيبة وحدها تعرف معنى

                       إختمار القصيد

وسرَّ إعتمال النشيد..

                    في غيمة للمساء

وحدها إمرأة..تشعل اللّيلَ

                        فـيَّ

وتعرف..معنى البكاء

فتبكي قليلا..علـــيَّ

كأن يرأف اللّه من أجلنا

فتصحو الرّوح 

           من غفوة الحلم

ونحتفي بالدفء

          في عزّ..الشتـاء


                                                                                                                                            محمد المحسن



امْرَأَةٌ منْ دَمارْ… بقلم الأديبة سنيا مدوري /تونس

 امْرَأَةٌ منْ دَمارْ…


أنا امرأةٌ من دَمارْ..

وَبي حُزْنُ يوسُفَ، غُصّةُ يعقوبَ،

سِرُّ النُبُوَّةِ في دَمْعَةِ الذِّئْبِ

بِي رَغْبَةٌ لا تُثارْ...


أنا امرأةٌ من خساراتِ

هذي العُصورِ

وَمِنْ أغنياتٍ تشظّتْ 

على شفةِ الحُلْمِ حين روَتْ شهرزادُ 

رؤى شهْريارْ...


أنا لمْ أعدْ يا أبي 

طفلةً منْ حنينْ..

أنا لم أعُدْ أكتفي ـ بعد هذي السّنينْ ـ

بحلواكَ كيّ أستريحَ..أتذْكُرُ

كم كنتُ أهوى روائحَ كفّيْكَ يعبقُ

منها عبيرُ السّجارْ..؟


أبِي يا أبِي

تهْربُ الذّكْرَياتُ 

وصوْتُ الرّصاصِ يُعَرْبدُ في كُلِّ

قَلْبٍ وفي كُلّ دارْ…


سنيا مدوري /تونس



مع الأيام بقلم الشاعر الشاعر السيد أنور إبراهيم

 (مع الأيام )

وبحاول أخبى دموعى 

ما هى نايمة الأهة بضلوعى 

ومرار الكاس كان مكتوب 

وأعز الناس لسة يادوب 

وقدرنا بيطفى شموعى


بدأ الشعر يروح ويطيح 

يسقط أصل الأب جريح 

بعد ماكان فى الهوى بيطير 

فرحان هوا راكب مراجيح 


وقبل مايرحل معنى الغنوة 

غابت حتى الضحكة الحلوة 

وأصبح بيتنا كلة ظلام 

بعد ماكان مليان مصابيح 


روحت أقابل الدكتور 

قولت يا دكتور أطلب قول 

قالى يادوب أيام معدودة 

أوعى تسببها فى لحظة وحيدة 

خليها دايما تبقى سعيدة 

خلى البسمة تسابق الريح 


أزرع ليها الأمل الباقى 

وخلى عشانها القلب فدائى 

وأبنى كمان فى الذكرى بيوت 

وبلاش تبكى لما تلاقى 

غاب م الوردة نبض الصوت 


سيبها تروح ...سيبها تنام 

فى دنيا جديدة بدون الاام 

وحاول تكسر كاس المر 

علشان بس تعيش ويمر 

بيك العمر مع الأيام....


(مع الأيام )

بقلم الشاعر 

الشاعر السيد أنور إبراهيم



لا قوة في هذا الكون الفسيح..تشبه قوة إمرأة فلسطينية تعشق وطنها حد النخاع.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أكتب إليكم..والدموع تنحدر على خدي النحاسي


لا قوة في هذا الكون الفسيح..تشبه قوة إمرأة فلسطينية تعشق وطنها حد النخاع..


*هذه أيقونة من آلاف الأيقونات الفلسطينيات اللواتي لم تسمعوا بهن قبل ذلك..لم تصورها شاشات التلفاز ولا تسابقت وكالات الأنباء لعمل سبق صحفي معها،فكم أيقونة صفعت جنديا هنا ومرغت وجه آخر هناك..!


-ما أظن أرضا رويت بالدم والشمس كأرض بلادي/وما أظن حزنا كحزن الناس فيها/ولكنها بلادي/لا أبكي من القلب/ولا أضحك من القلب/ولا أموت من القلب إلا فيها..( مظفر النواب)


"كنت فتى في الـ17 من عمري يوم اعتقلوني أول مرة..أخذت خوذة جندي محتل وهربت، هكذا مماحكة،اعتقلوني عشرين يوما وبعدها أخرجوني..يومها قلت لأمي: عندما دخلت السجن شعرت بنفسي مثل "الدجاجة الممعوطة" ليس لي مكان بين الأسود.

فهمتني أمي وقالت لي "أنت مش مطوّل..رح ترجع للسجن قريب".

"وفعلا رجعت بعدها للسجن..ليس وحدي بل مع إخوتي الثلاثة،لم تعرف أمي تهمتنا إلا من التلفاز وتوزعنا على أربعة معتقلات، ولحقنا أبي في معتقل خامس.

هذا هو الوجه الحقيقي للمرأة الفلسطينية التي توقن بأن وجه العدو واحد لا يتغير مهما تفاوضوا وتعايشوا ونسقوا أمنيا

"وعندما حكموا علينا بالمؤبد زغردت وملأت القاعة بالتكبير، وعندما سألها الضابط الصهيوني: لماذا تزغردين وقد حكم على أولادك بالمؤبد؟ قالت "ابني حرق قلوب اللي سرقوا أرضه.. ابني ما ترك الزناد وخاف".

قال لها القاضي: لا يحق لأم مثلك أن يكون لها أبناء يكفنونها عند الموت،لقد أنجبت أربعة إرهابيين،ودولة إسرائيل ستحرمك منهم لآخر لحظة في حياتك.

تجاهلت ما قاله الضابط ووجهت كلامها لنا: "ولا يهمك يمّا..السجن للرجال..إوعك تكون ندمان..هذه الأرض بدها رجال زيك يا حبيبي".

هذه أيقونة من آلاف الأيقونات الفلسطينيات اللواتي لم نسمع بهن قبل ذلك،لم تصورها شاشات التلفاز ولا تسابقت وكالات الأنباء لعمل سبق صحفي معها،فكم أيقونة صفعت جنديا هنا ومرغت وجه آخر هناك..؟!

عندما تذبل الورود تبقى البذور في الأكمام تبشر بميلاد جديد للزهور،وزغرودة الأم الفلسطينية تضيء بها الطريق لأم أخرى تقف على قائمة الانتظار..

هذا هو الوجه الحقيقي للمرأة الفلسطينية التي توقن بأن وجه العدو واحد لا يتغير مهما تفاوضوا وتعايشوا ونسقوا أمنيا،هذه المرأة تؤمن بأن جمال المعركة في فلسطين يكمن بأن وجه العدو واضح وصريح فلا تردد ولا تراجع ولا انحناء،فالمعركة في فلسطين معركة بين الحق المتجذر والباطل الهش.

كل فلسطينية هي هاجر،وستلد في واد غير ذي زرع وستتفجر زمزم تحت أقدام وليدها..

كل فلسطينية كزهر فلسطين،كبحرها الهادر،كأسوار عكا منيعة.

كل فلسطينية تغزل بأنامل من نور ويقين ثوب العودة..وتحيي نبض الثورة..فقد تذبل الأوطان ولا يبعثها من مرقدها سوى امرأة تحترف المقاومة كما تحترف الأمومة.

ربته كل شبر بنذر،ثم ها هي يوم استشهاده تزغرد وكأنه عريس في ليلة عرسه وكأنها ما ربت ولا نذرت..أم أنها نذرته لهذا اليوم.

هذه الزغرودة تحمل جدلية المشاعر عند المرأة الفلسطينية،فبماذا نفسر هذه الجرأة والعنفوان..!؟

 كيف استطاعت أن تكسر قيد الأمومة،والأمومة قيد من نور ونار؟!

كيف انعتقت من وجعها وعجزها ودموعها..!؟

أعتقد أن هذه الزغرودة ضماد للجرح وشمعة تضيء قلبها الذي أعتم، فعندما تذبل الورود تبقى البذور في الأكمام تبشر بميلاد جديد للزهور..وزغرودة الأم الفلسطينية تضيء بها الطريق لأم أخرى تقف على قائمة الانتظار.

زغرودة واحدة.صفعة واحدة..ركلة..كفيلة بأن تجعل المنفلتين من العقال لا ينامون الليل..زغرودة يقابلها هلع محتل..

هذه الزغرودة ميلاد لفجر قادم،زولأنها ممتلئة بالوطن،ولأنها تخاف أن تنحني وينكسر،ولأنها تدرك أن الحياة قنطرة للعبور وأن الدم هو المعبر للتحرير والعودة زغردت حتى لا تنكسر وينكسر الوطن.

هذه الزغرودة تحمل أسرارا وذكريات وأحلاما وحكايات وتفاصيل..تحمل عيونا لطالما وقفت على الشباك تودع الصغير ذاهبا للروضة وتستقبله عائدا من الجامعة وترسم في مخيلتها أحداث عرسه وشكل عروسه وتزغرد ثم تصحو لتكمل المشهد هنا في يوم استشهاده أو أسره.

تقف بصلابة وتحمل نعشه وتوشوش في أذنه "عريس يمّا وما أحلى طلتك..الله يسهل عليك يا حبيبي".

هذه الزغرودة الصفعة جمرة نار تلتف حول أعناق محترفي القتل لتؤكد لهم أننا شعب عصي على الحزن والتآكل،قوتنا تكمن في المرأة التي ترسم الخريطة بأنامل من نور.

زغرودة واحدة..صفعة واحدة..ركلة.. كفيلة بأن تجعل الأفاقين لا ينامون الليل..زغرودة يقابلها هلع محتل..

وصفعة يقابلها ضوء أحمر يشعل في دوائر صنع القرار الإسرائيلي أن الأسوأ قادم.

زغرودة هنا وجذب شعر هنا وتمريغ وجه الجنود بالتراب يقابله أرق وعيون لا تنام في المستوطنات.

هذه الزغرودة تلخص الحكاية،فكل فلسطينية هي أيقونة سمعنا بها أم لم نسمع.

كل صفعة هي حكاية الكف الصلبة التي لا تلين وتستند إلى كتف يحرسها ويدعمها.

كل فلسطينية يقف خلفها رجل يسند روحها ويشكل عنفوانها..

لا معركة يمكننا أن نكسبها ما دامت المرأة تشعر بالخيبة والخضوع،ولا حرية يمكننا أن نرنو لها ما لم يرع الرجل خطوط النور في يديها..

لن تزغرد المرأة،لن تصفع،لن تقف في وجه جندي مدجج بالكراهية والفولاذ،بكل بسالة وشجاعة لولا رجل يهبها كتفه ويظلل روحها بالأمان.

النصر ليس رجلا،النصر امرأة تروي الحكاية وترسم خريطة الوطن في الوجدان،فتنبض الخريطة في قلوب الصغار. 

لن تترك المرأة الخطوط الخلفية وتتقدم الصفوف لتصبح في المقدمة إلا إذا شد أزرها رجل يعرف أن تحرير الأوطان بتحرير حرائره من الانكسار والخذلان،وأن قوة الوطن بقوة حرائره،وأن انكسار المرأة هو انكسار للوطن.

لا معركة يمكننا أن نكسبها ما دامت المرأة تشعر بالخيبة والخضوع،ولا حرية يمكننا أن نرنو لها ما لم يرع الرجل خطوط النور في يديها،فالمرأة الفلسطينية زارعة الورد..ناثرة العطر لا يمكنها أن تتحول لمنجل حاد يقطف المحتل لولا الرجل الفلسطيني الذي يقف خلفها..يقدمها ولا يخشى من قوتها ولا يكسر من عزيمتها،فلا قوة تشبه قوة امرأة عشقت وطنها.

هي ذي فلسطين اليوم مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء: أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.

ولتحيا الحياة.

سلام..هي فلسطين..فلا بهجة لأبنائها خارج فضائها..

وهي مقامنا أنّى حللنا...وهي السفر.


محمد المحسن



الجمعة، 12 يوليو 2024

عيد ميلادي...! بقلم الكاتبة ناهد غزالي

 عيد ميلادي...!


حساسة أنا إلى أبعد من الخيال،

أصغي لدمعة البالون وهو ينهزم 

أمام وخزة شوكة!

أعطي النجوم رشفة

من فنجان السهر

فتعاند الظلام حتى الوسن!


أنا لا أتخلى عن ملابسي

لأنني سأقصها لاحقا 

و أعيد خياطتها على مقاس دميتي!


أشجار حديقتي،

شاهدة على قصص حبي 

الفاشلة،

تارة أخط على جذع إحداهنّ

حرف أسمر شرقيّ،

وتارة ألعن الحبّ

فتسقط ورقة 

كما لو أنها تؤيدني!


في قريتي،

يلمنني النسوة لأنني أحب الحياة

أما هنّ فقد بعن أقراط العشق

باكرا

ولم تعد تغريهنّ سفينة المغامرات!


هذه أنا،

أخط بطبشور الشغف أمنياتي

و أواصل الركض

في مروج الحبّ!


أحبّ زغاريد الريح 

وهي تحمل أطباق مرطبات ميلادي 

إلى شاطئ الجنون،

ثم تهدأ لتغري

موج العشق أن يغمرني!


هيا أيها المحار!

أشعل شموع الكعكة،

واهتفي يا نوارس الحبّ

كل عام و أنت وكما كل

سنة

طفلة الحياة

معشوقة الجنون!


ناهد غزالي



عتبٌ بقلم الكاتبة خديجة شما

 عتبٌ:

بَعُدتَ عني قلبي 

لمَ لمَ ؟؟ دوما هكذا تضعني في نقطة خلاف معك !!!

تُدِخُلُني في متاهات الإرباك والذهول 

تأخذني من نفسي إليك 

للشرود للتوهان 

تيه العقل والشرود 

تسافر معي في جراحي 

على موج الحنين 

تسابق ريح الشوق 

الانين 

جرحت عيوني 

قلّمتَ أهداب الآهات 

جدّلتَ ضفائر  صوتي 

في صدري زادت لهيب 

غربتي 

لمَ  لمَ ؟؟ 

يا قلب !!!

زدت وجع الأيام 

أكان وهماً ؛  شبحاً 

أم ناراً تحرق 

ما كان 

لا تقل إنه الحب 

لا لا ليس الحب هكذا 

لهذا تركتني !!

فتحت ذراعيك له 

تريده بدلاً  عني !!

رحلت عني !!

وهو تراه بعيدا 

أم يفتح ذراعيه  

لكَ !!

لمَ  لمَ يا قلب !!؟؟


بقلمي / kh/ sh

خديجة شما 



কবিতা: মতিঝিলের মাঝি,কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী,


 


কবিতা: মতিঝিলের মাঝি,
কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী, 
♥️

কোচবিহার,ভারত
তারিখ:12.07.2024
______________________
মাঝির আছে নৌকা,
নৌকার আছে মাঝি!
দুইয়ে মিলেই স্বপ্ন অনেক অর্থকরীর।
যমুনার জলে জল বাড়ে,
আশা বাড়ে মাঝির!
একটু বেশি লোক এলেই
ভাড়ার দামটা বাড়বে মন মতো করে।

স্বপ্ন দেখতে ভয় পায় ঐ নৌকার মাঝি,
হাজার স্বপ্ন মুছে যাওয়ার গল্পে ভরা তার ঝুলি,
নতুন স্বপ্ন আর খুঁজে পায় না সে।

মাঝি গেল মাছ ধরতে কক্স বাজারের সমুদ্রে,
জোয়ারে তার জাল নিয়ে গেলো,
একটুর জন্য প্রাণ বেঁচে গেলো।

এইভাবেই দিন যায়,
পার করে রাত,
স্বপ্ন এসেও বিদায় নেয়,
বাস্তব তার জল-নৌকা-সমুদ্রের মাছ।

سيدة سطرك ــــــــ لينا ناصر


 ♬سيدة سطرك ♬


امرأة ترتديك دثاراً،،
فوق تفاصيلها الشاردة..
وتتخذ من انفاسك ناراً،،
في الامسيات الباردة..

تستظل بجبينك،،
في وضح النهار…
وفي الليل،،
تحتل صدرك..
كالغيث تنسكب،
فوق ملامحك
بهيبة ووقار....

امرأة تتنصل من زمن
قضى نحبه ،،
قبل لقاء عينيك..
تحقد على كل بشر،،
او حتى نسمة ،،
او حجر،،
أو كل مايستطيع ببساطة
الوصول اليك..

امرأة تتبرأ من كل فجر
يستيقظ دون اشراقة وجهك..
لا تعترف بوجود ليل
عاجز عن منحها صوتك.. .

انثى تشتاقك ببعدك..
وتشتاقك بقربك..
تشتاقك حتى
وان كانت بين يديك..

انثى تعشقك
بغضبك وسكونك
بقسوتك وحنانك
وكأن كافة احلامها
طبعت بالفطرة فيك..

امرأة كتلك
اخبرني بربك
هل كثير عليها ان تصبح
سيدة سطرك
ومالكة قلبك
وملكة قوافيك؟

لينا ناصر 

خدعوعك ــــــ المنصوري عبد اللطيف


 *****خدعوعك***


خدعوك
حين عبأوك
شعارات
ونعتوك بالمناضل
فخلت نفسك
طاووسا
تعددت ألوانه
تباينت خطواته
نرجسي
اناني
معحب بذاته
خدعوك
فقالوا فاتنة
زركشوك بأصباغ
مختلفة
أفقدتك هويتك
جردتك من قيمك
صرت بضاعة
مستباحة
لمن هب. دب
شرقيا
غربيا
او من هواة
الرقيق الابيض
خدوك
فقالوا عالم
علامة
على المنبر وضعوك
للكذب على
العامة
تبيح الحرام
تمنع الحلال
تفتي وفق ارادتهم
تخدم اجندتهم
خدعوك
فقالوا حقوقي
حين أوهموك
بصلابة مواقفك
سلامة رأيك
فصاحة لسانك
فصرت بوقا
يعطل انتفاضة
المقهور ين
لسانا يخدم مصالح
الحاكمين
المنصوري عبد اللطيف
ابن جرير جرير 12/7/2024
المغرب

دمعُ القوافي ـــــــ فاطمة حرفوش


 دمعُ القوافي .

إلى متى تنزفُ القصيدةُ ألما
وتفيضُ عيونُ الشعرِ حزنا
فينسكبَ دمعُ القوافي نهرا
عسى أن يُورِقَ حلمٌ
أو يُرتَقَ جرحٌ فتُشعِلَ
شموعٌ أطفأتها رياحُ اليأسِ قسرا
ذَبُلت حروفُ الكلامِ قهراً
وغَرِقَت في بحورِ الشعرِ أخرى
بُحت صوتُ القصيدةِ
وغارَ صداه في دجى ليالٍ
فلم يُر له أثرٌ أو يُعرفْ له دربا
ممزقٌ أنا .. ياأنا بين
الأرضِ والسماءِ مذ
عرفتُ سرَ الحبٍ
ووطئت أقداميَّ الأرضَ
لاهدأت روحي ولانالت سلاماً
وكفى بالحلم لها شرعا
شراعي تسوقه ريحُ الأماني
فيبحرُ شوطاً ويتوه مركبي
في خضمِ بحرِ الحياةِ شوطا
فلا يعرفُ له وجهةً ولا
يرى له برا
غريبٌ أنا .. ياأنا
لا أدري من أين جئتُ
ولا إلى أين أمضي
في رحلةِ الحياةِ
هل أتجه شرقاً أو أروم غربا؟!.
طريقي شاقٌ وأوراقُ
حياتي معدودةٌ لا أعلمُ
إن عشتُ يوماً أو بلغتُ دهرا
فلا نلتُ زهرةَ الخلودِ
ولا بعدتُ عن الموتِ شبرا
* * * * * * *
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا

وصيته ... رواية / رضا الحسيني


 وصيته ... رواية / رضا الحسيني ( 21 )

( الكابوس )
هذه الليلة لم تكن لتمر بنجلاء بشكل عادي وسهل ، وكأن الأربعين ليلة كانت مملوءة بالصبر الذي نفذ ، أو كأن جلسة الوصية فتحت عليها كل أبواب الفكر والذكريات ، فهي كانت كجسد هش داخل لفافات القماش التي تشبه الكفن ، حين تلمسه لاتجد بداخله شيئا متماسكا ، وهي كانت كذلك ، كلهم عادوا لبيوتهم لايشعلهم شيئا غير وصية زهران ، وعادوا لايفكرون إلا في كيف يلتفون من خلف الوصية لينقضوا عليها ويجردوها من كل شيء ، مايطمئتها أن زهران عمل حساب هذه الالتفافة فكتب لها كل شيء ، المال والبيت ، وقدعاهدته ألا تتصرف بشيء في حياتها من بعدها إلا بما يجعلها فقط تعيش باستقرار كما يعيش إخوته ، فهي لم تقتنع مثل زهران بفكرة أن تنهار حياة من يبقى منهما بعد وفاة الآخر
لم تخرج من كل هذا إبل على دقات جرس الهاتف ، أسرعت نحوه :
_ أهلا ياخالي ، إزيك ياحبيبي عامل إيه وإزي أبلة عفت والولاد
_ ليه ماقولتيش كنت أروح معاكم يانجلاء ، هو أنت مفيش ليكي أهل ولا إيه ؟
_ ياخالي ربنا يخليك لينا ، والبركة في أبو ماجد قام بالواجب ، أنا محبنش أتعبك وأنت صحتك مش زي الأول
_ بعد كده أي حاجة تقوليلي عليها
_ حاضر ياخالي ، وعموما اطمن أنا تمام وزهران كان عامل حساب كل حاجة
_ أه ماهو أنا عرفت من عبد الوهاب لما جاني من شوية ، وزهران يانجلاء لاعمره تعبك ولايمكن بعد موته هيتعبك
_ فعلا ياخالي وحقك عليا متزعلش
كان اتصال فاضل رسالة أمان لنجلاء ربما كانت تحتاجها ، فتذكرت كيف كان لخالها فاضل وأميرة أخت زهران الفضل بعد الله في زواجها ، فزهران وهو يتابع شقة أخته المسافرة للسعودية بزوجها وأولاها كان يتابع أيضا كل شيء تفعله نجلاء دون أن تشعر وهي ماتزال طالبة بدبلوم التجارة ، في هذا الوقت لم تكن محجبة ، شعرها ناعم وينساب لحدود منتصف ظهرها ، جميلة الطلة والضحكة تهتم بمظهرها ويتحاكى الكل بأخلاقها ، كانت فقط تحب الدراسة لأنها تخرج فتستقل المترو وتُلاقي زميلاتها ، وعندما عادت أخت زهران كانت نجلاء قد حصلت على شهادة الدبلوم وبدأت تعمل في حضانة بنفس المنطقة ، شقة أميرة كانت بنفس العقار مع خالها فكري ومقابل شقة خالها فاضل وكذلك مقابل بيت نجلاء ، لم تكن نجلاء تلاحظ متابعة زهران لها إلا عندما دق باب فكري ، يومها كانت أميرة تستأذن للمجيء بأسرتها وأخيها زهران لطلب يد نجلاء ، وكانت الجلسة الأولى بشقة خالها فكري مع زهران وأسرته بحضور والدها وأمها وخالها فاضل ، يومها كانت كل الظروف مهيأة لإتمام الزواج ،وانطلقت بداخلها فرحة كبرى وشعرت أنه الرجل الأنسب لحياتها وعمرها فلم تُخفي قبولها ، وهاهي اليوم تتواجد في الجلسة الثانية بعد وفاته بأربعين يوم لتعرف بما أوصى زهران ، كان الفارق الزمني بين الجلستين قرابة الأربعين عام
وضعت رأسها مع عمرها الماضي كله على وسادتها ، كانت تشعر بأن زهران سيأتيها ، كان دائما يأتيها ، يوقظها لتناول علاجها ، يُعد لها زجاجة الماء المعدنية ، لم تشرب ماءا غيره في آخر عشرين عام ، وفي الصباح تستيقظ لتجده قد أحضر لها الفول من المطعم الذي تحبه مع أجمل خبز بالحي كله
_ نمتي يانجلاء ؟
_ مين بيكلمني ؟! مين
_ مين يعني يانجلاء بيهتم بيكي غيري
_ زهران ؟! كنت حاسة إنك فعلا هتيجي الليلة تطمن عليَّ ، أربعين يوم دلوقتي يازهران لا سمعت صوتك ولاشفتك ، طول جوازنا ماغبتش عني أبدا مدة كبيرة كده
_ بس أنا كنت طول العمر معاكي يانجلاء ، وكنا كتير بنختلف وبنزعل ونتخاصم
_ فعلا يازهران عندك حق ، ضيعنا كتير من عمرنا في الزعل والخصام ، هو انت لسه زعلان مني ؟ عشان كده غبت عني الأربعين يوم دول ؟ خلاص مش هزعلك تاني ، بس ماتغبش عني تاني ، زهران .... زهران ... لحقت تمشي بسرعة كده ، زهران .. زهران ...زهران
_ إيه مالك يانجلاء ، خير حصل إيه ؟، ليه بتنادي عليَّ كده ؟!
_ زهران ؟! إنت هنا معايا بجد ؟! يعني مفيش حاجة حصلت خالص ؟! يعني كل ده كان كابوس بس ؟!
_ أنا مش فاهم حاجة يانجلاء ، هو إيه اللي حصل وكابوس إيه ؟!أنتِ كويسة ؟
_ لأ خلاص مافيش حاجة ، خلاص أنا بقيت دلوقتي كويسة خالص ، كويسة أوي أكتر من أي وقت فات
... غدا نعود لوصيته بفصل جديد هام جدا

عبرة على بغداد ـــــــ محمد رشاد محمود


 (عبرة على بغداد) - (محمد رشاد محمود)

في العاشر من إبريل عام 2003 سكبتُ أبياتًا تحت عنوان “عبرةٌ على بغداد” وكان الجُرحُ لا يزالُ يَفهَقُ ، وتَمَثّل البلاء الذي حاقَ بالعرب بعد تاريخ ذلك الغَزو يَدُبُّ دبيبَه في القريحة ، وهو ما أثبَتَت الأيامُ سَدادَ دواعيِه ؛ فشأن العرب قبلَ سقوطِها شَيءٌ وشأنهم بعده شيءٌ آخَر ، ولا يزالون منذ ذلك الحين في سفول – وكانَ من تلك الأبيات التي أذيعَ بعضها في إذاعَة (صوت العرَب) :
وَهَّـــــــاجَـةٌ أنتِ لا قَيـــــدٌ ولا صَفَـــــدُ
بَــغـــدادُ يــــــا جَذوَةً ما فَلَّـهــــا كَـبَـــدُ
يـــا وردَةً في رِحـابِ الـخصبِ نـافِحَـــةً
أنفاسُــهـــــا الشِّــعرُ والأنـغـامُ والغَيَــــدُ
أبكـيــكِ أبكيـــكِ وَجـدًا لَــو زَخَرْتُ لـــهُ
دَوَّارَةَ الــقَطــــرِ لا يُــرجَى بـــــهِ خمَـــدُ
كَــــــم دَمَّــروكِ فمـا أبـقَـوا علَـى رَبَــضٍ
لَـــم يَـسْـــتَــعِرْ وذِمَـــارٍ راحَ يُفـتَـــــقَـدُ
إنْ أورَدوكِ سِــيــــاقَ الـحَتــــفِ رُبَّتَــمـا
أشــفَيْتِ لِلخُـلــدِ فانجـابوا وما خَـلَـدوا
قَـــــدْ يُمْــرِعُ الــمَـحْـلُ إلا أنَّــهُ زَبَـــــــدٌ
أو يُــقْـفِــــرُ الـــمَــرجُ إلا أنَّــــــهُ نَـضَــدُ
ولِـلـــتَّتــــارِ عَـثَـــــارٌ إنْ ضــراكِ قَـضًـى
عِنــْــدَ الـكَـريهَـــــةِ مَرصــودٌ وَمُقتَــصَدُ
لَــمْ يَألُ دِجْلَــةُ موصولَ الـجَنَى غَـــرِدًا
في راحَتَيْــكِ سَـكـوبًــــــا فَيضُهُ مَـــدَدُ
هَـل كَـدَّروهُ قَضَوْا يَـا طالَــمـــا ارتَقَبَـتْ
فُلــــــكَ الأمـيـــنِ رَخَــــاةٌ فَــــوقَهُ وَدَدُ
وادَّارَكَ الـحِكــــمَةَ الـمأمـونُ فانْبَــعثَـتْ
مَـرجُوَّةَ الــرَّوْحِ مأمـونٌ بِهـــــا الـنَّـــفَـدُ
واسْـتَرفَدَتْ مِنْ قَصِيِّ الكَـــوْنِ مـاطِرَةً
طَوعَ الـرَّشـيــدِ رَبَابٌ ساقَهـا الــرَّشَـــدُ
أخزاكِ راعوكِ بالــهَـــيــْجاءِ وانْتَـصَبَـتْ
في مَطلَـــعِ الــغَـيِّ أغرابٌ لَــهُ رَعَـــدوا
جُـــلُّ القَريبيــنَ أنكَــأسٌ مَتَى سُئِــلـوا
بَـــذلَ الــعوانِ وبَعضُ الأبعَـــدينَ يَـــدُ
الــــرَّاتِعـونَ هُـــــمُُ في كُـــلِّ مُخزِيَـــةٍ
والنَّـاكِـصونَ إذا مــا لَـــــوَّحَ الـجَــلَـــدُ
خَلَّـــــوكِ لِـلضَّيـْـمِ واسـتَعْدَوا طَواعِيَةً
مِنَ الـشَّــقـاءِ صَغَــــــارًا آدَهُ الـبَــــــدَدُ
والَّلَـــهُ دَبَّــــرَ أقـْــدارَ الشُّــعوبِ فَـمِـنْ
طَـــــافٍ يَغُـــورُ ومَـغمـورٌ لَــهُ نَهَــــــدُ
ومَــــا يَفُــلُّ سَـــراةَ المَجْــــدِ شِـرذِمَةٌ
مِـنْ مُثْلَــةِ الأرضِ مـنـْبـوذٌ ومُضطَهَــدُ
ولِــلـبَـــــلاءِ رِجَــــــــالٌ إنَّ داجِيَــــــةً
مِنَ البَــــــــلاءِ حَســورٌ أينَمــا صَمَدوا
ومَنـْــــزعُ الـحَـقِّ مَرهُــــونٌ بِطُلـبَـــتِهِ
لا يُــدرَكُ الــحقُّ ما لَم يَنصَبِ الجَسَـدُ
وأنْتِ أنتِ على الضَّرَّاءِ يــــا شَـــمَمًـــا
أفنَى البُــــغاةَ على أعتــــابِـهِ الصَّيَــدُ
يــــا قُـدوَةَ الرَّكـْـبِ لِلعَليَـــــأءِ يا أمَدًا
أعيَـــــا المُغِــذِّينَ لُقيَــــاهُ وما قَصَدوا
تَمضِي السُّـنـونَ وأمجـادُ الــوَرَى دُبُـرٌ
نَحـوَ الأُفولِ وأنتِ الــعَـزمُ والـــصَّعَـدُ
مِلءُ الفُـــــؤادِ وإنْ هَـدَّتْــكِ جائِــــحَةٌ
مِنَ الـلَّهــيــبِ تحامَى سُعْـــرَها الـوَقَدُ
(محمد رشاد محمود)