الجمعة، 9 أغسطس 2024

رسالةٌ إلى مَحمُود درويش بقلم الشاعرة. سعيدة باش طبجي◇تونس

 ◇《رسالةٌ إلى مَحمُود درويش》◇

            《1》

《سأكُونُ يوْمًا ما أُرِيدْ 》


 دِرْوِیشَنا .."سَأكونُ یَوْمًا ما أُُرِِیدْ" :

 حُلْمٌ یُعَمِّدُنِي بِاؔلاءِ الوُعُودْ ◇

حُلْمٌ یُدَثِّرُ ثَلْجَ اؔمَالِي

 الّتي قَدْ لَفّهَا

 مِن بَرْدِ أوْصَالي جَلِیدْ ◇


طَیْفٌ یُحَدِّثُنِي بِأنِّي 

ذَاتَ فَجرٍ سَوْفَ أُبْعَثُ

 للمَواسِمِ مِنْ جَدِیدْ ◇

وَ بِأنَّنِي العَنْقَاءُ 

رَفَّتْ مِن رَمَادٍ 

تَرْتَدِي في عُرْسِها أحْلَی البُرُودْ ◇

هَبَّتْ رِیَاحُ الشَّوْقِ

 تَدْعُوها إلى قِمَمٍ 

مُضَمَّخَةٍ بأنْسَامٍ بَرُودْ ◇

ِوَ هَفَتْ حُبَیْبَاتُ الهَوَی 

جَذْلَی تُرَاوِدُها 

وَ قَد نَامَتْ عَلَی تِبْرِ النُّهُودْ ◇

وَ بِنَفْحِ أشْذَاءِ الرَّبيعِ تَخَضَّبَتْ

فَسَرَى الأَرِيجُ عَلَى مَسَامَاتِ القُدُودْ ◇


صَوْتٌ یَبُوحُ بِأنَّنِي تَمُّوزُ

 فَجَّرَ ذَاتَ فَجْرٍ قَیْدَ  أضْرِحَةِ اللُّحُودْ ◇

وَ بِأنَّ عَشْتَارًا أتَتْ

 تَطَأُ الثُّلُوجَ

 فَيَسْتَفِیضُ بِنَعْلِهَا نَسْغُ الوُرُودْ ◇

وَ بِأَنَّ قُبْلَتَهَا  

عَلَی ثَغْرِي سَرَتْ           

تَحْبُو شِغَافِي شَهْدَ إکْسِیرِ الخُلُودْ ◇

وبِأنَّنِي

 فِي رِحْلَتِي نَحوَ الذُّرَى

سِیزِیفُ قَد عَرَّی عَلَی صَلْدِ الزُّنُودْ ◇

وَ الصَّخْرَةُ الصَّمَاءُ 

إن خَرَّتْ فَلَا تَفْتَا 

تُرَاوِدُ فِي المدَی أُفْقَ الصُّعُودْ ◇

 

وَهمٌ یُرَاوِدُنِي 

وَ یَدْعُوني إلَی غَزْوِ الأقاصي والذُّرَى..

كَسْرِالحُدُودْ ◇

و یُشَاکِسُ النَّبْضَ الّذِي

 لَم یَبْقَ مِنْهُ سِوَی شَظایَا 

مِن تَبارِیحِ الشّرُودْ ◇

و یَبِیعُنِي أمَلًا بَوَارًا 

 تَاهَ فِي سُوقِ الکَسَادِ

 وفِي دَهَالِیزِ الهُجُودْ ◇


              《 2》

《جفّتْ يَنابيعُ الإرادةِ 》


دِرْوِیشَنا....

یَا لَیْتَني أَسْطِیعُ حَقّا ذَاتَ بَعْثٍ

 أنْ أکُونَ کَمَا أُرِيدْ◇

يَالَيْتَ أقْدِرُ 

أنْ أُرُمَّ وأنْ ألَمْلِمَ

مَا تَشَظَّى في أهَازِيجِ الجُدُودْ◇

جَفَّتْ یَنابِیعُ الإرَادةِ 

و الرُّؤى فِي مُقْلَتَيَّ وخَافِقِي

أضْحَتْ صَدِیدْ◇

وَ جَنَاحُ أحْلَامِي الّذِي 

رَامَ الأقَاصِي والذُّرَی 

قَد هِیضَ فِي أسْرِ الحَدِیدْ◇

وجَدَاٸِلُ الشَّيْبِ المُخَضَّبِ بِالأسَى

دَسَّتْ سُمُومَ السُّقْمِ 

فِي وَرْدِ الخُدُودْ◇

وعَرَاٸِسُ النَّبْضِ الفَقِیدِ تَرَمَّلَتْ

وغَدَتْ سَبَايَا 

فِي سَرَادِیبِ العَبِيدْ◇

وعَلَی رُفُوفِ خَزاٸِنِ النّسْيَانِ

 نَامَتْ...وَ الهَوَى فِي حُلْمِها 

دَامٍ طَرِیدْ ◇

وَحَمَامُ أوْطانِ المَواجِعِ و الجَوَى

جُزَّ الجَناحُ بِرِيشِهِ..

خَرَسَ النَّشيدْ◇

قَدْ أُجْهِضَ الحُلْمً الّذِي

حَمَلَتْهُ أحْشاءُ القَصِيدِ

فَلَا جَنينَ و لاوّلِيدْ◇

وَتَخَضَّبَ النَّبْضُ الجَريحُ  

بِقَيْحِ أحْمَالِ الدِّمَاءِ النّازِفَاتِ

مِنَ الوَريدْ◇

حَرْفِي ضَرِيرٌ 

والقَذَى فِي مُقْلَة الأحلَامِ زَاهٍ 

والمَدَامِعُ لا تَجُودْ◇

ونَوَارِسِي عَادَتْ عَلَى أعْقَابِها

لَم تَلْق فِي وَطَنِ الطَّوَى

غَيرَ الصُدُودْ◇

وَ تَحَدَّبَتْ مِرْأةُ أحْلامِ الهَوَى

لأرَى بِعُمقِ مَدَارِها 

عُمْرِي  الشَّرِيدْ◇


مَا عُدْتُ اؔمُلُ

أََن يَضُخَّ الحَرْفُ فِي الأوْطَانِ 

أكْسِيرَ الشَّهَامةِ والصُّمُودْ◇

مَا عُدْتُ أومِنُ 

أنّ بطْنَ الشِّعْرِ يَكْنِزُ 

مَا يَضُخُّ الدِّفْءَ فِي قَلْبِ الوُجُودْ◇

ما عُدْتُ أحْلُمُ 

أنْ تَمِيسَ سَنَابلٌ

لِتَزفَّ أبنَاءَ الطَّوَى أحْلَى الوُعُودْ ◇

ما عُدْتُ أطْمَعُ 

أنْ أهُزَّ بِجِذْعِ نَخْل الشِّعْرِ

 يَهْمِي بِالعَراجِينِ الوَلُودْ ...◇


              《 3》

    《لماذَا يكْتُبُ الشُّعراءُ؟》


دِرْوِيشَنا..

قُلْ لي لِمَاذَا يَكْتُبُ الشُّعَرَاءُ 

وَالأوطَانُ فِي قَبْوِ الجُمُودْ؟◇

قُلْ لي : وَ هَل تَتَناسَلُ الأشْعَارُ

والأرحَامُ مِلْءُ نَجِيعِهَا طِينٌ و دُودْ؟◇

وَ لِمَنْ سَتَصْدَحُ فِي صَقِيعِ الصَمْتِ 

أبوَاقُ القَوافِي

والمَسَامِعُ مِنْ جَليدْ؟◇

والكَونُ يَرْزَحُ

تَحتَ أحْمَالِ المَواجِعِ وَالجَوَى.. 

والذُّلُّ قَدْ صَفَعَ الخُدُودْ ◇

وحُرُوفُنا تَجْثُو ثَكَالَى

فَوْقَ أَرصِفَةِ التَّحَسُّرِ 

والتَّصَحُّرِ والرُّكُودْ◇

نَزَّ الصَّدَا بِقُرُوحِها  

فَتَزَمَّلَتْ بِمُسُوحِها 

وَ غَدَتْ كَأشْبَاحِ تَرُودْ ◇


دِرويشُ.. سَامِح أحرُفًا 

قَد حُنِّطَتْ وطَفَتْ جُفَاءً 

فَوقَ أمْواهِ الجُمُودْ ◇

واسْحَبْ مَقالَتَكَ الَّتِي

مَاعَادَ لَحْنُ رَنِيمِها 

يَسْرِي بِأوْتَارِ الوَرِيدْ ◇

مَا عَادَ نَسْغُ رَحِيقِها وَ رُضَابها

يَنْسَابُ شَهْدًا 

فِي مَسَامَاتِ الجُلُودْ ◇

وأسْدِلْ سُجُوفَ اليَأسِ

فَوقَ رُؤًى تَهاوَتْ 

فِي نِفَاياتِ التَّحَجُّر والجُحُودْ ◇

لَا القُدْسُ عَادَتْ 

لا القَصَائِدُ أثْمَرَتْ

لَا العُمْرُ يَكْفِي كَيْ تُوافِينا الوُعُودْ ◇


هَل يَا تُرَى مازَالَ فَوْقَ الأَرْضِ

مَا يَدْعُو إلى عِشْقِ الحَياةِ كمَا تُرِيدْ؟◇

حَتَّامَ نَتْلُو: "وانْتَظِرْهَا" 

وهْيَ لا تَأتِي...

وتُلقِي للنَّوَى وَعْدَ العُهُودْ؟◇

    

《سعيدة باش طبجي◇تونس》


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق