على ناصية الحياة الشحيحة
يا أنا الذي مات ,
منذ الولادة الأولى .
يا أنا الذي ما زال ميتا ,
يا أنا الحي
في مماتي .
تمهل قليلا .
و أشر على العابرين
في قلبك ,
أن اسبحوا
في دمي المستباح .
يا أنا المتعدد في التكوين .
ها شعوب ملقاة,
على ناصية الحياة الشحيحة ,
و الموت الكثيف .
يا أنا
ما بي أنا ؟
مر المسافرون إلى
قبورهم .
و ماتت العنقاء ,
للمرة الأخيرة .
و فار التنور.
و جاء كل السفلة ,
مطالبين بحقهم ,
في دمي .
يا أنا ,
خذ نفسا ,
و لو متقطعا .
و اشرب جرعة أخرى ,
من حزنك الكبير .
و ابحث عن
حياة أو موت ,
الأمر سيان ,
يليق بخبلك .
ما خيروك بما تشتهي ,
ها هنا .
فمت واقفا .
و سدد آخر طلقات الحروف
على عين شمس القلب .
و على من باعوا ضوء السماء .
و مزقوا الرايات و النشيد .
من سرقوا
أحلام الصبايا و الوليد .
يا أنا ,
أنت الشاهد و الشهيد .
خذ ما تبقى ,
من أشلائك .
و اطعمها
لكل سباع الوقت .
و ضباع المكان
يا أنا .
ارحل عني قليلا.
و عنك أيضا .
ما عاد لي مرفأ
ترسو به الأحلام و النوارس .
يا أنا .
حلق عاليا .
و لا تنسى
كل هذه الجراح .
هي لك وحدك .
خذها .
هي هبة سخية .
تمدد
في الشارع
المجاور للحياة .
حتى تراك
جوارح الإنس و الجن .
وتذوق
ما تبقى فيك ,
من دم ثائر .
أو فاسد .
هي نهاية أخرى .
هي بداية الرحيل الكبير .
يا أنا .
عذرا ,
خانتك الذكريات .
و الأحلام .
و الصور .
يا أنا .
تمهل .
أو تعجل .
لا فرق في الأمر .
انظر أمامك .
فما خلفك ,
إلا حياة بائدة .
لم تعد تصلح لها .
يا انا .
خذ نفسا آخر .
و حلق عاليا
في العدم ..................
إدريس سراج
فاس / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق