الى قاطع الرحم
يا قاطعا لحبال وصل
أمر به الله في الذكر
وحابسا لكلام ود
أوصى به نبينا عليه السلام
في السلم والحرب
كل الأقارب والصحب
وأوصانا به أيضا عن بعد
يا نافرا للأخ أو الأخت
لأتفه الأعذار الأقبح من الذنب
و أحيانا دون سبب أو عذر
ومانعا للحق والعدل
و لو بالحيلة والغصب
حبا في الظلم والغلب
يا ناسفا لراحة العيال
والأقرباء في الأعياد والاحتفال
ومعطلا لاداب الحوار
الفاتح للقلوب بلا أقفال
ولا سيما قلوب الأطفال
أستحلفك بحق أصدق ما قيل
في القرآن الكريم من آيات بينات
بالاصلاح قبل فوات الأوان
لما صدر منك بالحكمة والاتزان
و مراجعة الأمور و تضميد الجروح
وعدم نفخ الرماد و لمس القروح
و السماح دوما بالصلح و البوح
للمخطئ المذنب أو المجروح
رغبة في صفاء وتصفية الروح
وأحذرك من اختلاق الشتائم و السباب
لأفكار مسبقة وشك بلا إسناد
وان جرح يوما الفؤاد
بسهام كلام أحد العباد
فان أرقى أنواع الوصل
ما كان لوجه الله من الخل
لا للمكافأة والفخر
لصلة الرحم مراتب وأعلى المرتبات
لها في الجنة أرقى الدرجات
هي صلة الوالدين والوالدات
تليها صلة الاخوة والأخوات
والأقرب فالأقرب من ذوي القرابات
صل أيها المسلم ما أمرت بوصله
تفز بالدارين وتضمن صلة الله
واذكر جزاء زكريا عليه السلام
بالولد الصالح والرزق وحسن الختام
لصلته لمريم العذراء مدة أعوام
واذكر وصية نبينا عليه صلاتنا
بصلة أهل مصر قاطبة
لأن لهم في ذمته رحما
تتصل بأم المؤمنين ماريا القبطية
التي تسلمها كهدية
وبصلتك لما أمرت بوصله
تستمتع بطول العمر
وازدياد البركة في الرزق
فلا تكن في وصلك منافقا أو مقنعا
للتظاهر والتطاول على الخلق
وان أوذيت فلا تعجل بقطع الحبل
واسأل نفسك قبل النوم
هل كان وصلك لله أو لمصلحة
في النفس الأمارة بالسوء
ولا ترحل أبدا بقطع حبال الوصل
وان تعذر التوصل إلى الحل
أيها المؤمن البار
لا تتأرجح مع الأيام
كالامعة يميل حيث تميل النعماء
اذا أحسن الناس أحسن
وان أساؤوا أساء
أو عامل بالخذلان الأرحام
وان كانوا أجلاء الجلال التام
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه على الدوام
والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه آمين يا علام
رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق