الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

مقهى الكنزين الإثنين (*) .( أو.. رصيف يروي حديث المارين القدامى) ♡ شعر: جلال باباي( تونس )

 ♡ مقهى الكنزين الإثنين (*)

.( أو.. رصيف يروي حديث المارين القدامى)


       ♡  شعر: جلال باباي( تونس )


¤ الإهداء:  إلى الشاعر السوري صالح دياب ...افترقنا ولم نختلف. 


عند مفترق رصيف

مزدحم باقدام مشاته 

تطالني بين شوطي 

أمطار خفيفة

عطر قهوة ساخنة 

يتسلٌل فوق مقاعد

ممتلئة بالأحاديث المتبقية

من مساء ثنائيٌ

لا يعترف إلا بالقصائد

أو فاتحة رواية 

ينحتها المقيمون

 خلف جدار  كنيسة القديس "جارمان"

يغترفون من حبر دواتهم 

ملحمة البطلة الجميلة

وصهيل فارسها المنتظر

تلك شوارع باريس ضاجة بالحكايا 

تتقاذفها منبهات الإسفلت تارة

ثم نقرات من لذيذ الجاز 

ينبجس من قبو مطعم

أهملته أعين المارٌة

صرت أحتاج مقعدا 

حتى أسترجع موعد عشقي القديم

قد تأخرت هذا الصيف

حبيبتي فاتها ميترو الأنفاق

صرت لوحدي في هذا الليل

يتيمة يسراي لم يطئها عنب الدالية

نامت أناملي تكتب خلودها 

الأحادي..سوف أشفى عليلا

على مشارف جسر "بوردو" العتيق

ثم أقترب مع الشعراء

إلى نهر "لوديف" القديم

لنمرٌغ أطراف هَوَسِنا بماء الأبجدية

نزرع في الأفئدة حُبا 

فتينع على التلال العارية

 حَبٌآت قمح ، كلام العشاق

وتخلد الأمكنة بالأسماء

تتباهى بقصائد اللاجئين 

وأحاديث عابرة ألفتها 

مقاهي باريس في موسم الخريف

سأعود من جديد

إلى طاولة الرصيف

أباهي ندمانها بهزائمي الأخيرة

سوف أعيد خطاي  ذات يوليو

إلى قرية الجبل النائمة 

 هي "لوديف" تتجمٌل كل صيف

توقظني،  ثم توزٌعني صوتا عاليا 

إلى ساقية نهر  " ليرغ"(☆)

أنشد السلام للمعذبين في الأرض 

أقتسم رغيف خبز مع المشرٌدين

وأحتمي بشجرة القيقب 🍁 

من رذاذ صباحيٌ عابر 

كم بدَا لي بعيدا

و ساحرا جنوب فرنسا !!!

أترصٌده على مقربة من منفاي

كم اشتقت لخُطاي الساخنة

تشق عباب المساء العاشر 

 عند دكاكين العطور. !!

طوبى للمدينة " مونبيلييه"

تصدح بِموٌال الغروب

تكتبني في الأماكن العامة

أغنية لليتامى 

ارثي رحيلها ،

و أسدل ستار الملحمة...

... نام الشعراء ..،

بقيت أحلامهم متيقظة .■


              يوليو ٢٠٢٤

--------------------(☆): lergues نهر يشق قرية لوديف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق