الاثنين، 8 أبريل 2024

• السّقف المحفوظ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 • السّقف المحفوظ 

((وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) الأنبياء))

((معظم النّاس الذين يراقبون السّماء لا يفكّرون في الوظيفة الوقائيّة للغلاف الجوّيّ. ولا يرون ما يمكن أن يكون عليه العالم إذا لم يكن مثل هذا الهيكل موجودًا. وتظهر في الصورة فوهة عملاقة من أثار النيازك في أريزونا ، بالولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان الغلاف الجوّي لا وجود له ، فالملايين من النيازك ستسقط على الأرض التي سوف تصبح غير صالحة للسكن. وفي الواقع ، فإن حماية الغلاف الجوي للأرض تسمح للكائنات الحية بالبقاء بسلام. ومن المؤكد أن هذه  الحماية من الله ومعجزة معلنة في القرآن الكريم )).

 قد أثبتت البحوث العلمية التي أجريت في القرن الـ 20 صفة السّماء كسقف محفوظ  . فالغلاف الجوي المحيط بالأرض يشكل عنصرا أساسيا في الحفاظ على الحياة .وذلك بتدمير العديد من الشهب ، الكبيرة والصغيرة ، عندما تقترب من الأرض ، ليحول بينهم والسقوط وإلحاق الضرر بكثير من الكائنات الحية.

وبالإضافة إلى ذلك ، فالغلاف الجوي يرشّح الأشعة الضوئيّة التي تصل من الفضاء و التي  تضر الكائنات الحية. و من أبرز  سمات  هذا الغلاف الجوي ، هو أنه يسمح، فقط، بمرور الأشعة المفيدة و غير الضّارّة.و الضوء المرئي ، والأشعة فوق البنفسجية القريبة  و موجات الراديو. وفي حين أن هذا الإشعاع هو أساسي للحياة. إنّ الأشعة فوق البنفسجية التي  يسمح الغلاف الجوي بمرورها جزئيا فقط ، تعتبر هامة جدا بالنسبة لعملية التمثيل الضوئي للنباتات وبالنسبة لبقاء كل الكائنات الحية. أمّا الأشعة فوق البنفسجية  الواصلة من الشمس و الأكثر كثافة فهي مرشحة من قبل طبقة الأوزون للغلاف الجوي ، ولا يصل للأرض منها سوى جزء صغير  وأساسيّ لتكوين طيف الأشعة فوق البنفسجية.

وظيفة حماية الغلاف الجوي لا تتوقف هنا. لكنها زيادة على ذلك، تحمي الأرض من برد الفضاء القارس المجمِّد ، الذي تقارب حرارته 270  درجة  تحت الصّفر.

وبالإضافة إلى الغلاف الجوي ، فإنّ حزام "فان ألان" ، النّاتج عن طبقة من المجال المغنطيسي للأرض ، هو أيضا بمثابة درع ضد الإشعاعات الضارة التي تهدد كوكبنا. هذه الإشعاعات المنبعثة، باستمرار من الشمس والنجوم الأخرى ، قاتلة للكائنات الحية. ولو لا حزام" فان ألان" ، لدمرت الانفجارات الضخمة من الطاقة ، والتي تدعى" التوهجات الشمسية "،و التي تعرفها  الشمس ،  لدمّرت  كل حياة على الأرض.

يفسر الدكتور هيو روس أهمية  أحزمة "فان ألان" لبقائنا :

(("الأرض هي الكوكب الأكثر كثافة في المجموعة الشمسية. هذه الكتلة الكبيرة  من النيكل والحديد تحدث مجالا مغنطيسيا كبيرًا. هذا المجال المغنطيسي يكوّن الطبقة الحامية من أنواع  إشعاعات" فان الان". وهذا يحمي الأرض  من التفجير الإشعاعي. وبدون هذه الطبقة ، لن يكون هناك أي الحياة على الأرض.)) 

 ومن المقدر أن الطاقة المرسلة في انفجار واحدة من هذه الانفجارات تبلغ 100 مليار قنبلة ذرية ، مثل التي ألقيت على هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية. 58ساعة  بعد الانفجار ، لوحظ أن الإبر المغناطيسية البوصلات تقوم بتحركات غير عادية و على ارتفاع250 كيلومترا فوق الغلاف الجوي للأرض ،ارتفعت  درجة الحرارة فجأة إلى،500 2درجة.

باختصار ، هذا هو النظام الأمثل الذي يعمل فوق الأرض. وهو يغلّف عالمنا ويحميه من التهديدات الخارجية. 

منذ عدة قرون ، أخبرنا القرآن بأن الغلاف الجوي يعمل كدرع واق للعالم.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق