الخميس، 17 يونيو 2021

الحاكم العاري /قصة لــ تركية لوصيف / الجزائر /جريدة الوجدان الثقافية


 الحاكم العاري /قصة قصيرة

يدعو العبد لتفقد مداخل ومخارج القلعة عسى يرمق زائرا ولكنه أتاه مهرولا بجلباب العبيد ويكثر من الصياح
مولاى ،الراعى لا يزال يغط بنوم عميق،وثغاء الغنم لا يكاد يتوقف..
يضع الحاكم التاج جانبا،لا سفير ولا وزير ،لا أحد يبارك ملكى وحكمى ،اذهب عسى تقع أسيرا فيطلب منى فدية لا أدفعها عنك،يغادر العبد متأففا ويعود فجرا وهو يصيح، فيستفيق الحاكم ويضع تاجه وينتظر الزائر..دقائق تمر فينادى العبد ،لقد عدت يا مولاى والمكان آمن،إذن سأستحم فى مياه الخلجان...
.يمتطى الحاكم فرسه ويمتع ناظريه بجمال الجزيرة ويسبح بمياه الخليج الزرقاء الصافية تظهر الحياة بداخلها أسماك وسلاحف ،تمنى لو كانت الحياة بالجزيرة بهذا الوضوح...
يعود العبد مذعورا،مولاى لقد سرقت ملابسكم..
وكيف تعودون للبلاط.؟!!
أعود عاريا ,أليس المكان آمنا!!
أو أنتظر ظهور السارق الذى لن يظهر أبدا.
وعم الظلام ودخل البلاط ولم يستتر بجلباب العبد
صرت لا أشك، بل على يقين أننى محاط بالخونة والحرب على وشك..
وقفا عند رأس الراعى وطلب من العبد الصياح فذعر الراعى
من أنتما ؟
أنا الحاكم وأحكم القلعة عاريا ،لك من النعاج مئة وعشرة كباش وأين الخراف؟؟
الكباش يا مولاى فقدت فحولتها لكثرة النعاج والنعاج تتمنع عن الإنجاب
أريد مئة من الخراف وإلا فصلت رأسك عن جسدك.
كان الحاكم يجول ويصول عارياولا بجرؤ أحد على النظر فيه،كان يردد فى نفسه ماهذه الرعية التى ترضى بحاكم مجرد من ملابسه ولا تثور.....
نادى العبد فلم يحضر، خرج ونظر ،لا حرس ولا راية يستدل بها الآخرون على وجود قلعة يحكمها حاكم.
المارون كثر واقتفى الأثر وهو يلف جسمه بلفافة واقترب من وشوشة لم يتبينها ولم يفهم لغتها ..
لقد حل وفد زائر بوقت متأخر ومن هندامهم ولغتهم فهم الحاكم أنهم من بلاد العجم..اقترب منهم مهللا ناشدا من الشعر مانظم فطاحلته،ثم لمح فردا بينهم بلباس يعرفه،استدار فأداره قبالته وسأله ولكن هذا هندامى الذى سرق منى..وإذا بالصوت الذى يعرفه أيضا ولكن دون صياح هذه المرة
قيدوا هذا المجنون وارموا به خارجا، وغيرت الراية ودججت القلعة بالحرس العجم وانتشر الخبر أن القلعة وقعت وحاكمها جن وينظم الشعر
بلادى فؤادى انفطر لا أهل لاحبيب لاحجر
ماعاد يعرفنى أهلى ومن حضر
لعبد ثقته فخان وانتحر
تركية لوصيف / الجزائر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق