الأربعاء، 23 يونيو 2021

الشّاعرة سُليمى السّرايري ضيْفةُ نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين)..... بقلم الأديب عبد العزيز الحاجّي

 ..... مُبدعة مَوْهوبة

و مُجتهدة..
وٌ تَتَقبّل النّقد
بِصدرٍ رَحْبٍ :
الشّاعرة سُليمى السّرايري ضيْفةُ نادي الشّعر
( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين).....
استضاف نادي الشّعر بعد ظُهر يوم الجمعة المُنقضي 18 جوان 2021 الشّاعرة ( سُليْمى السّرايري) لِمُحاورتها حوْل مجموعتها الشّعريّة الثّالثة التي صدر ت في الآونة الاخيرة تحت عنوان ( حين اشتهانا الغرق). و قد حضر لتقديمها ،مشكورا، الشّاعر ( بوراوي بعرون)...
وَ لأنّ السّاحة الشّعريّة و الادب العربيّ عامّة قد فقدا علمًا بارزا من اعلام الشّعر الحديث و المُعاصر هو الشّاعر العراقيّ الكبير الذي كان مُقيما بلندن ( سعدي يوسف) فقد افتُتحت الامسية بالوقوف دقيقة صمت ترحْما على الفقيد ثمّ قُرئت على الحاضرين قصيدة ( الشّيو عيّ الاخير يدخل الجنّة) من كتابه الذي يحمل العنوان نفسه، كما تمّت الإشارة، بطريقة خاطفة، إلى منزلة السّاعر ( سعدي يوسف) في راهن السّعر العربيّ و إلى علاقته بتونس التي اقام فيها بعض السّنوات في تسعينيّات القرن الماضي و كتب فيها بعض قصائده الجميلة ابرزها ديوانه المعروف ( خذ وردة الثّلج، خذ القيروانيّة)...
إثر ذلك اُحيلت الكلمة إلى ( بوراوي) مُقدّم ضيفتنا فاختار كعادته ان ينطلق من عتبات النّصّ الذي بين يديه متخلّصا إلى قسم ثان هو البحث في ما سمّاه التْدلال، و ذلك بعد ان تسلّح بفهم وضعيّات النّص الاربع كما حدّدها ( امبرتو إيكو) ، ثمّ درس في قسم مُوالٍ خصائص التّجديد و التّجريب في ( حين اشتهانا الغرق) لتكون خاتمة عمله مع استنتاجات اشاد فيها بجهد ( السرايري) في نحت قصيدتها فنّا و دلالة فتوقّف عند لذّة النّصّ بمفهوم ( بارط)، كما لم يعدم صلة بين الومضة عند سليمى و بين شعر الهايكو الياباني.... وهي وغيرها جملة من النّقاط التي اثارت انتباه الحاضرين فتداولوا على الكلمة شاكرين ل ( بعرون) مداخلته المستفيضة و لضيفتهم ما تلته على اسماعهم من قصائد قصيرة و و مضات غلب عليْها جميعها التّكثيف. و كان اوّل المتكلّمين هنا هو الشّاعر ( عماد الزّغلامي) الذي بدا غير موافق على ربط هذه الصّلة بين الومضة في الشّعر العربيّ و الهايكو في الشّعر اليابانيّ ،إذ أنّ لكلّ منهما خصائصه التي يختلف بها عن الآخر بحسب خصوصيّة و اصالة كلّ لغة...
امّا الشّاعر ( منير الوسلاتي) فقز ركّز في تدخّله على انّ ضيْفتنا مو هوبة حقّا، و لكنّها ، حسب رايه، لم تتطوّر في مسعاها في عنوانها الثْالث هذا بالمقارنة مع ما انجزته إبداعيْا في عنوانيها السّابقيْن.... و قد كان لكلّ من النّاقد البشير الجلجلي و الشّعراء نجيب الملّيتي و فاطمة عبد القادر و احمد الحاجّي، و منية جلال نصيبهم من التّدخّل حيث اثنوا على محاضرة ( بعرون) كما نوّهوا بجهد صديقتهم ( السّرايري) في المواءمة خاصّة بين الشّعر و الفنّ التَشكيليّ ، و هذا ما اعطى لقصيدتها خصوصيّة واضحة بما انّ الإيقاع البصريّ ينتظم جميع نصوصها في ( حين اشتها نا الغرق) الذي وردت نصوصه في سجلّين عربيّ و فرنسيّ حيث قام بالتّرجمة الجزائريّ ( عمّار عموري). كما انّ هذا الإصدار جاء ممهورا بتقديميّن لكلّ من احمد الحاجّى. وفاضل النّايلي...
إنّ ( حين اشتهانا الغرق) ل ( سُليمى السّرايري) مجوعة شعريّة تُمثّل إضافة إلى رصيد السّاعرة. و لعلّ اهمّ ما طبعها هو هذه النّزعة الحسّيّة و هذه الكتابة بالجوارح التي تتحقّق بفضلها ملموسيّة الشّعر ، مثلما يقول الكبير ( سعدي يوسف) رحمه اللّه.
كما انّ ما يَلفتُ القارئ هنا هو نجاح الشّاعرة في الإدهاش عن طريق توسّلها بالمفارقة... و لئن كانت لغة ضيفتنا جزلة ، فإنّ ما اساء إلى طبعة مؤلّفها الجميلة هنا هو كثرة الاخطاء بجميع انواعها المطبعيّ و غير المطبعيّ رغم انّ أستاذين اثنيّن قدّماه حتّى انّه ليحزّ في نفس كلّ قارئ ان يجد لغة النّصّ الفرنسيّ اوضح واكثر سلامة من النّصّ الاوّل ( العربيّ).
.......... عبد العزيز الحاجّي.






























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق