الأحد، 9 فبراير 2025

الغَيُورُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الغَيُورُ... (من وحي المبالغة المشطّة في الغيرة)

قَالُوا: عَظِـيـمٌ ذَاكَ دَوْمًـا يَـحْلِـفُ

بِطَلَاقِ زَوْجِهِ، والهَوَى لَا يَعْـرِفُ

أَمَّا الـصِّغَـارُ، فَعِنْدَمَا يَـبْدُو تَـرَى

هَذَا يَـفِرُّ وذَاكَ، خَوْفًا، يَـرْجُـفُ

وَالبِنْتُ، فِي لَـمْحٍ، تَـرَاهَا تَـخْتَفِي

خَلْفَ الّذِي تَلْقَى، وَدَمْعًـا تَذْرِفُ.

الـحُكْـمُ حُكْـمُهُ، إِنْ أَشَارَ مُنَـفَّذٌ

مَا يـَبْـتَـغِي، وَهْوَ الهُمَامُ الأَشْرَفُ.

فَـتْـحُ الـنَّوَافِذِ فِي الـنَّـهَارِ مُـحَرَّمٌ

أَمَّا الخُرُوجُ، فَذَاكَ عَيْبٌ مُسْرِفُ.

ذَكَـرُ الذُّبَــابِ بِـقُـرْبِـهِــمْ لَا يَشْتَـهِي

أَنْ يَـدْخُـلَ الأَبْـوَابَ، إِنَّا نَـعْـرِفُ.

قُـلْتُ: الـمَعِيشَة مَعْ أَخِيـنَا نِقْمَةٌ

الـحَـقُّ، والرَّحْـمَانِ، أَمْرٌ مُقْـرِفُ.

هَلْ تَعْلَمُونَ بِأَنَّ مَنْ يَرْجُو احْتِرَا

مًا بِالفَضَاضَةِ، فِي اعْتِقَادِي أَجْوَفُ؟

طِـيبُ الـمَـعِـيـشَةِ بِالـمَــحَـبَّةِ والـوَفَـا

أَمَّا التَّـجَـبُّـرُ فَـهْــوَ خُـلْـقٌ مُـجْـحِـفُ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



مقهى الصباح بقلم الكاتبة صفاء قرقوط

 مقهى الصباح  

********

دعنا نتشارك فنجان  

القهوة  

في مقهى الصباح  ..  

دع عيوننا تتهامس  

وكأنه أول لقاء  ..  

دعني أتعرف عليك  

من جديد  

وكأننا غرباء  ...  

صفاء قرقوط



عدت غريبًا بقلم الأديب صالح إبراهيم الصرفندي

 عدت غريبًا 

بعد طول بعد

 و فراق

عدت لوطن ضمني 

كغريقٍ 

كسجين فر من قسوة 

الأقدار


عدت و تعجبت 

من جمع كل المتناقضات

هذا يهذي 

من مرارة الفقر 

وأخر يتسول الخبز 

على قارعة

 الطرقات

ويتمنى الكفن قبل 

الممات


و شاب تخرج بعباءة

 الرهبان

ليتني لم أعد

في زمن التيه

من ألوم 

إذا كانت جذور شبابنا

تتمنى الترحال

 هناك

حيث المال والمغريات

ما أقسى العيش بين 

التناقضات


أتصفح الوجوه في الشوارع

بين شارد و هائم

ما كان بالأمس محرمًا 

أصبح محللًا 

يا لسخرية الزمن


على طاولة القمار

أرى الأحياء في المقابر 

يتهامسون


هل حان وقت 

الإحتضار

ما أصعب الصمت

وما أقساه 

من ألجم الحناجر 

وأصم الأذان ؟


إبحث عن من يشبهني

لم أجده

قالوا :

هناك من عبر عاريًا 

البحار

وهناك من حرق نفسه

في زحمة 

الطرقات


أعتذر عن كل حماقاتي

وأحلامي

كم كنت ساذجا 

عنما ألقيت بقلمي

 و محبرتي

لم الصمت يا كوفيتي

من ألوم

 و من أقاضي 


بقلمي

الأديب صالح إبراهيم الصرفندي



خطيئة ثامنة بقلم الشاعرة دنياس عليلة / تونس

 خطيئة ثامنة


 من أطفأ النجمات

 قبل أن نصنع كعكة الصباح

لصغار الأمنيات ؟

من تنبأ بإعدام المصابيح

بعد فوات الشعر ؟

هكذا نصنع نهاية لليل 

باحتفال مع الجرح و السؤال

نحصي قتلى القصائد

نسجلها في أراشيف

سماء نكرة

ضلت شمسها

ذات فجر كذوب ...

ما من حديث سوى 

 ما يردده

 آخر ما تبقى من إشعاع الروح

بريقا بريقا

ما من حديث سوى

 ما يلوكه الخيال 

فكرة فكرة...

عتمة مشتعلة

بضوء خفيف أبكم

لا يصلح لإستعادة الذكرى

أو تأليف مسرحية

قليلة الكلام 

خفيفة البريق

تشاغل متعة الأرق

هكذا ينطفئ الحنين

كمنارة تحتجب

 في فوضى الستائر السوداء

 كوميض لامرئي 

مسكون بهاجس

الإنتماء إلى  سماء شاعرية  بيضاء 

هكذا يندس الحنين

 متبرجا بأوجاعه

فوق منصة الفضاء القتيل

كتلويحة  وداع ساذجة

يتبادلها أبطال أساطير منسية

عاد بها الليل 

على هيأة أطياف هلامية بلاحواس

توزع لون الصمت 

على شبابيك الذاكرة

النجوم كلمات سماوية

تشع في عاطفتي

تكسر ضوءها الأخير

على حافة قلبي

فتنسكت في زاوية من زوايا الغيب

تعيد ترتيب  الأقدار

كقديسة  تطوف في محراب لغتي

بإعتراف  وهاج

يخبو كاللاشيء

عند الصلاة أمام الحروف..

يضيؤني إنطفاء الخطايا السبع

فأعلن التوبة عن خطيئة ثامنة

لا شأن لها  بقصيدة متعالية

ذي ضحكة فاجرة 

تشيعها حاشية 

من قيثارات " هيرميس "

على ألف معنى...


هيرميس : هو رسول الآلهة في الأساطير اليونانية

وهو مخترع النار ومبتكر الترفيه البشري والآلات الموسيقية

( المصفار و القيتارة )


دنياس عليلة / تونس



امطري يا سماء بقلم الشاعرة عائشة ساكري

 **امطري يا سماء** 


امطري امطري يا سماء 

حركي الأشواق كي لاتموت

 البسمات على شفاهنا

امطري..ها نحن في أيامٍ حزينة 

 ليالٍ قاتمة من فصل الشتاء 

هكذا يعمّ السكون في كل الأرجاء 

والآذان لصوت الفقد، أصبحت صمّاء

حتى الشروق أتى بدونكم فاقداً

يملؤه الحنين عذاباً لا نهاية له

حتى يحن القدر ليوم اللقاء...!


امطري حبًّا واسقي النيام الذين 

وافتهم المنية على عجلٍ

فنحن من يستحق الرثاء 


امطري غيثاً مريئا نافعاً

كي ينبت الزهر على  

ضفاف قبر الأصفياء 

نحن مِن بَعدِكُم يا إلهي..

أصبحنا أمواتاً

وأنتم صرتم من الأحياء 


امطري..امطري يا سماء 

واروي جراح الأحباب

الذين تركتهم دون سواء

قد جفاهم الضيم وأثر النوى

فرحيلكم  يا إلهي كان 

كالجبل الشاهق...جثا 

على صدورنا حد الشقاء 


لا أدري،  هل أرثيكم حزني

أم أجاريكم ببعض الثرثرات 

التي كنا تعودنا عليها في كل لقاء 

قد خسرنا الحلم المزكّى

والأخلاق الحميدة التي 

تقاسمناها في السراء والضراء.


الشاعرة عائشة ساكري تونس🇹🇳

8 فيفري  2025



انا و انت جرة قـــــلم / الشاعر فتـــــحي لطـــــرش

 انا و انت 

و برد المشـــاعرْ

و هـــــول الشــــتاءِ

و احـــــلام شـــــاعرْ

هوت من هبوب رياح الجفاءِ

و شوق عنيد مثـــــابرْ

يراودْ صباحي و يعلو مسائي


تمـــردْ ........

ايا طيف  قامرْ

فــــليل الشتــــاء طويل البقــــاءِ


تـــــزو دْ

بسحر الغرام و سافرْ

و بَـــدّدْ مســــافاتك و شقائــــي

---------------------------------

**** جرة قـــــلم / فتـــــحي لطـــــرش ****



رثاء الأقلام بقلم الشاعر // سليمان كاااامل

 رثاء الأقلام

بقلم // سليمان كاااامل

*******************

حول مدافئكم

وفي خدوركم

تخافون حرفاً

يشق الصمت

يداري سوأة العربي


أي عار على

من يدعي

ثقافة الشعر

وحرية الراي

وشجاعة الأدب


أي بلاهة هذا

أن نغض الطرف

عن سفه

وطمس الحق

بالندب والشجب


كفانا ذلاً

كفانا عاراً

نرفع الرؤوس

نتطاول بها

بالأصل والنسب


وأين نحن

يا أسود أمتي

مما نراه في بلادي

من تطاول العلوج

من كل حدب


أي جرم

قد فعلناه حينما

خطت براءتنا

أفعال ( ي هود) وأذنابهم

على الأوراق

بكل مُغتَصَبِ


هنا نحن

نرفل في نعيم

وأبناؤنا هناك

بين الدماء والرمال

جثث تحللت

ومابكت عليها

سوي الجبال والهضب


فهل قصيدي

صفعة القرن آلمكم

وهو بصيص من الحق

من نبض قلب

ساءته ذلة العربي


إنني لمحزون

ولا أقول إلا

مايرض ربي

ياحزن قلبي

قد هدني تعبي


أمة يخاف أحرارها

ومن سجنوا

بين السماء والارض

فهم ليوث

وقلوبهم

في طهرها كالسحب

**********************

سليمان كاااامل.... الجمعة

2025/2/7



وداعا ً الشاعرة السورية مها أبولوح ١٩٧١ / ٢٠٢٥ م بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 وداعا ً الشاعرة السورية مها أبولوح ١٩٧١ / ٢٠٢٥ م

بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

نصف الحقيقة ٠٠!! 


في صمت وسط الأحداث التي تمر بها الشام أرض الياسمين و دمشق الفيحاء ترحل عن عالمنا الشاعرة مها أبو لوح ٠


" فأعرف كيف تكون النهايات عند أكتمالها

و أمتلك اليقين لأتكمش في منتصف  الأشياء

نصف الحقد 

نصف الرحمة 

نصف الشفقة 

نصف الامل 

نصف الشغف 

نصف الحب  

مؤلم الوصول للنهاية 

كآخر الليل 

وآخر المشوار 

واللحظات الأخيرة عند الوداع ٠

( من قصيدة : نصف الحقيقة )

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

حيث كانت تؤمن شاعرتنا مها أبو لوح في منهج حياتها بمقولة سقراط ( اتكلم حتى أراك ) ٠

ومن ثم إيماننا منها بمنهج الصراحة و الشفافية و عدم التعصب و التمييز كانت تصدر صفحتها بتلك الكلمات : 

اعتذر عن قبول الصداقة باسم مستعار و صورة مستعارة و صفحة مسكرة ٠٠

رحمها الله كانت صريحة و تحترم الرأي و الرأي الأخر ودودة في تعاملاتها في الحوار و الحرص على احترام الذات و تبادل فلسفة الإبداع و العلم معا ٠

أليست هي القائلة عن مأساة حال البلد و حلم الولد في تصوير الواقع في لوحاتها الشعرية اليومية :

شو صعب تبكي وحدك 

والأصعب تبكي أنت و بلد 

الضحكة شابت على وجه طفل 

بعدو للحلم  ما وعي و لا انتصب 

شو صار فيك يا بلد 

صرت غصة لولد الولد 

حزينة أنا على حالي 

وحزني الأكبر عالبلد ٠


* نشأتها :

ولدت الشاعرة السورية مها حنا أبو لوح - أم ميشيل -  في دمشق عام ١٩٧١ م و تعلمت في جامعة دمشق ٠

و قد رحلت يوم الجمعة ٣١ / ١ / ٢٠٢٥ م ٠


و كتبت السرد المنثور بشقيه الشعري بالفصحى و المحكي الشعبي العامي في تلقائية هكذا ٠٠

و ظلت مسكونة و مهمومه بأحزان الوطن الكبير و لا سيما وطنها سوريا و فلسطين وسط هذا الصراع الطويل فعبرت عنه في كثير من قصائدها في روح الغريق المتشبث بطوق النجاة في الحياة من منظور وحي القصيد ٠٠


- و من ثم تقول شاعرتنا مها أبو لوح :

شو صعب تبكي وحدك 

والأصعب تبكي أنت و بلد 

الضحكة شابت على وجه طفل 

بعدو للحلم  ما وعي و لا انتصب 

شو صار فيك يا بلد 

صرت غصة لولد الولد 

حزينة أنا على حالي 

وحزني الأكبر عالبلد ٠


 - و تقول أيضا في مقطوعة أخرى :

 قالوا العتب ع قد المحبة، بيروح 

يا ويلي العتب  يكبر ع المحبة... ويصير العتب مجروح

يظهر معادن الناس المتخبية ويترك جروح 

إن عاتبت عاتب بالمحبة

المحبة حديث الروح 

ولا تشوف الأنا ضحية،والمحبة كذبة و بتروح 

المحبة ما بتعتب ...المحبة بلسم يداوي الروح ٠


= فهي غزيرة الإنتاج متجددة العطاء حاضرة في المشهد ، و من شعرها :

تقول في هذه القصيدة تحت عنوان ( نصف الحقيقة ) التي تكشف لنا مدى تناولها للمواقف من خلال التأمل الفلسفي الجمال لزوايا الحياة في إطار الواقع اليومي الذي يعكس الحلم المسافر مع الذات في رحلة إبحار حقيقية بكل مقومات رسالة الكلمة الفنية في معادلة منطقية تجسد عمق رؤيتها للحقيقة في دفعة أمل لحلم بات يؤرقها في انطلاقاتها :

نصف الحقيقة 

كنت دائما في المنتصف 

كل الدروب التي مشيتها غادرها المدى 

فوقفت في المنتصف 

حين أكتب القصيدة 

أتوقف في منتصف الفكرة 

أخاف الغوص في الأعماق

من يسبح بنصف رئة يغرق 

ومن يملك نصف حنجرة 

يخونه صوته

لم أفكر يوما ما معنى أن تكون مولودا في المنتصف

 بين أخوتك

كل ما حصلت عليه هو بالمنتصف

الثياب كانت بنصف عمرها  

والأحذية 

حتى الحب نالني منه نصفه

لم أكن من مواليد أول العنقود 

ولا ذكرا في أواخر العنقود 

رضعت القناعة من ثدي أمي 

وكبرت كما ارادت لي 

نصف حرية 

نصف شجاعة 

نصف طموح 

ها أنا في منتصف الخريف 

أعترف بنصف أعتراف

نصف الحقيقة 

لا أهتم بما مضى من السنين

ولا أنظر إلى القادم منها بعين الأمل

لا أكمل الاغنيات التي أحبها 

تاهت مني نصف كلماتها

وأصبحت بنصف ذاكرة 

ألملم أحزاني

مؤلم جدا أن تتلقى ضربات الحياة 

وأنت في منتصف الحلم 

لا أنهي عملا بدأته

سوى سيجارتي 

أمجها للنهاية 

فأعرف كيف تكون النهايات عند أكتمالها

و أمتلك اليقين لأتكمش في منتصف  الأشياء

نصف الحقد 

نصف الرحمة 

نصف الشفقة 

نصف الامل 

نصف الشغف 

نصف الحب  

مؤلم الوصول للنهاية 

كآخر الليل 

وآخر المشوار 

واللحظات الأخيرة عند الوداع ٠


***

و تقول في قصيدتها ( مائة عام ) عن مأساة  القدس التي تروي فيها قصة المعاناة و الاحتلال  و التشرد و القتل حصاد مائة عام تجسده، و ذلك بمثابة مرآة للأحزان و الأوجاع  تقول فيها :

مئة عام من العزلة


لك الله يا قدس

كفكفي دمعك واغفري

نحن المتخاذلين

بأي ذنب يكسر الزيتون

ويغتال نسل الزيزفون

بأي ذنب يا قدس

كل يوم تذبحين


مئة عام من العزلة

وأنت تصبرين

ونحن نستذكر خيبتنا

وندين

على وعدهم صمدوا

وعلى وعدنا نستكين

باي حق يا قدس

كل يومين تصلبين

متى تصبح ثوراتنا وقودا لعينيك

متى تكون خطانا من أجلك يا فلسطين

دماؤنا مازالت تغلي

متى نوحد الصف

وإليك نسير

وبصبرك نستعين

يا قدس يا قرة العين

يا ندى الجبين

حقك في أعناقنا

يا مهجة القلب

وقبلة الروح

سنفي يوما بالدين

وعلى دربك نحن

سائرين ٠


***


و نختم لها بهذه القصيدة الرائعة تحت عنوان (  أعشق وحدتي ) فهي تميل إلى عزلة الفيلسوف بين دهاليز المعرفة تنسج من عباءة الصمت و التأمل خلاصة تجربتها ، حيث تقول فيها مها أبو لوح :

لم يعد حضورك يهمني

فقد ألفت وحدتي

وأتقنت الحديث مع روحي

وروحي خير من ينصت لي


لم يعد حضورك يهمني

حين تحضر نساء الأرض

اللواتي تركتهن لأجلي

فقد مللت أحاديثك وبطولاتك


لم تكن لي في سفراتي العديدة

أكثر من محطة تركت فيها بعض حقائبي

واسترحت لشرب فنجان قهوة

لكني لا اخفيك سري الكبير

فقد استمتعت بشرب القهوة


في فضاء وحدتي يا صديقي

أمتلك أنفاسي ونبض قلبي

أحلق ..أغفو.. أصحو.. أمتلك خطواتي

أعزف على ناي الحب

كل نغمات العشق


فلم يعد صوتك يعني لي

حين تقول … أحبك

فأنا في وحدتي … عرفت حريتي

وجنوني يعرفني..فلم يعد حضورك يهمني ٠


رحم الله الشاعرة السورية مها أبولوح التي غنت للروح و للحياة حتى اللحظات الأخيرة عند الوداع في شفافية الروح الجميلة التي لا تعرف إلا الإخلاص مع حياتها ٠



حين تبحث الروح عن خلاص..من عقال الألم بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين تبحث الروح عن خلاص..من عقال الألم 


 "الإبداع وليد المعاناة،ولا إبداع بدون معاناة".الفيلسوف الألماني شوبنهاور


الكتابة تُعطيك فرصةً لاكتشاف نفسك حتّى وأنتَ في قمّة ألمك،تُساعدك على تفسير الأمور والحياة،بطريقة لم تكن لتدركها لولا أنّك خطَطْتَ أحاسيسك على الورق،ليست وصفة علاجيّة بالتأكيد،ولا يُمكن لها أنْ تمسح آلامك أو تنهيَها،ولكنّها تجعل لألمك معنًى وتضعه في مكانه الصحيح كامتحان قاسٍ من امتحانات الحياة الذي قد لا تخرج منه على قيد الحياة لكن تبقى على قيد ذاكرتها.

معظم الكتّاب نجَحُوا في استخلاص مادّة جيّدة للكتابة مِن حياتهم البائسة،كنوع مِن التصالح بين الكاتب والحياة،على شكل نصوص خالدة تحفظ اسم كاتبها للأبد،لم يكُن الألم وحده مَن صنَعَها لكنّه مَن صقل الموهبة وكمّلها.فأفضل الأعمال العالميّة كتبَها مُتألِّمون كفعل مقاومة،وأحيانًا كفعل ثورة.وأحيانا أخرى..كفعل تمرّد..

يوشك المقدم على فعل الكتابة،أن يكون غواصًا في بحر الألم،أو متأثرا بدواعيه وتداعياته وشجونه،تلك التي تحرك بداخلها شهوة البوح والإفصاح، أو الاندياح في سبيل العلاج لأرق مزمن قد يجتاح الفكر،أو يعتلج النفس،أو يكون تأثيره قد طفح ليبلغ الزبى،لتكون الكتابة هنا كرد فعل للألم،أو جرعة لتثبيطه..أو كما قيل إن الإنسان يدخل في غمار الشجن،قبل أن تستهلكه دواعيه.. فهل الكتابة تعد نوعًا من الشجن؟

قد تكون هذه الرؤية فلسفة لفعل الكتابة،أو منطادًا يرتاد به الكاتب آفاق تعانقه مع الكلمة والعبارة ونبت الفكرة التي تقود نصًا يقدم معالجة لشجون تلك الذات/ المعبرة عن مضمون أو منظومة إنسانية أو شريحة اجتماعية أو حالة مؤسسة للوعي بقضية الكتابة..فهل ما يحرك الكتابة دومًا هو الألم؟..أم هو الأمل كمحرك لسعي خلف عملية تذويب الألم،أملًا في انقشاعه أو تخفيفه،أو حتى إيقافه إلى حين..وهل يتوقف الألم؟

تثير العلاقة بين الكتابة والألم جدلًا ممتدًا،وإشكالية لا تتوقف عن طرح معادلاتها وتجاربها المرتبطة به ومسبباته،مع استمرار تقديم صور الألم سواء كانت ظاهرة معلنة،أو باطنة مضمرة تتخفى في أردية تسردها الكتابة أو تشعرنها،فدائمًا ما تطفو على السطح وتأخذ البريق الساطع تلك الكتابات المنغمسة في الألم،أو المتباهية به،أو التي تتخذه مناطًا وسببًا رئيسًا لتجييش العواطف الإنسانية والمواقف،حتى ترصد تداعياته ومبرراته وحبله السري الذي يربطه بواقع ربما كان أشد ألمًا،ككتابة الاعترافات،والسيرة الذاتية المليئة بأسرار الألم وبواعثه وآثاره والنتائج الإيجابية والسلبية التي تمخض عنها وجوده في حياة البشر/ الكاتب،كما نجدها في أعمال خلَّدت الألم وخلَّدها مثل:"الخبز الحافي"لمحمد شكري،و"مأساة الحلَّاج" لصلاح عبد الصبور،و"الإخوة كارامازوف" لديستويفسكي،و"البؤساء"لفيكتور هيجو،و"روميو وجولييت" لشكسبير،و"غادة الكاميليا"لألكسندر دوماس،و"بداية ونهاية" لنجيب محفوظ،والكثير من الأعمال التي تعرضت لمأساة الآلام النفسية وتجارب المرض مثل: "باولا"لإيزابيل الليندي،وغيرها..

والأسئلة التي تنبت على حواشي الواقع :

أنكتبُ لأنفسنا أم للآخرين؟ أندافعُ بكتاباتنا عن بؤسِ العالم وبؤس الوطن أم أنَّ الأمر برمته لا يعدو كونه تسريبات لمعركة النفس الداخلية؟ ترى أيستحقُ العالم من الأساس أن يُفني أحدهم العمر من أجل الكتابة عنه وعن بؤسه اللامتناهي؟ أيستحق العالم كتابات ماركيز وبن نبي ودستوفيسكي وبيجوفيتش وكامو وكونديرا وغيرهم؟ 

اقرأ العالم يوماً صفحة واحدة مما كتبوه بعقل الواعي المتدبر الباحث عن الحقيقة وعن التغيير؟ ولماذا نكتب من الأساس إذا كان وقع الواقع ووطأته أكبر من حجم كلماتنا؟ وما وسعُ اللغة أن تفعله أمام سيلٍ من تدفقات الحياة اليومية التي لا تنتهي إلا بنهايتنا؟

تبدو هذه الأسئلة سرمدية للوهلة الأولى،ولا إجابات لها،على الأقل في أفقنا الفلسفي والمعرفي حالياً،وأن ما يقدم بشأنها من إجابات لا يتخطى الرؤى الشخصية التي تعبر عن تجارب شعورية ذاتية مع الكتابة.لكن وبنظرة متفحصة لهذه الأسئلة،فإننا نجدها لا تخرج عن سؤال واحد،مكون من كلمتين : لماذا نكتب؟ وما يأتي من سطور لا يعدو كونه محاولة متواضعة لتقديم رؤية شخصية لسؤال: لماذا نكتب؟ رغم اعترافي الصادق بصعوبة هذه المهمة،وربما استحالتها. 

يكتبُ البعض عند حصار الألم واحتدامه في كهوف الروح،وتشتت الحال وضياع الأمر،لكن على هؤلاء أن يعلموا أن ما يكتبوه ما هو إلا نبش في قبور يودون بكتابتهم أن يغلقوها،قبور الألم والفقد واللوعة والحنين والفراق والذكريات وما جادت به قواميس العرب من مترادفات الوجع.

يبحث البعض الآخر بالكتابة عن الهدى،إلا أن الكتابة لا تزيدهم إلا تيها على تيههم.فمن من القوم قد بحث يوماً في الكتابة عن الراحة ووجدها؟!

 يكتب آخرون لأن الواقع لا يحتمل التعايش،فيلوذون بخيالهم عن واقعهم.

هذا التصور للكتابة باعتبارها مخلصة للإنسان،أو فلنقل صديق الإنسان الوفي الذي يواسيه كلما المَّ به ضيقٌ أو حزنٌ،هي ما يدفعهم للكتابة في كل تمثلٍ للألم والمعاناة. والكتابة كانت وستظلُ مواساة الإنسان الكبرى في هذا العالم، ومخلصته من عذابات اغترابه عن عالمه وعن وجوده. فهي ميكانزماه الدفاعية أمام إحساسه الأبدي بالتيه في هذا الكون مذ لفظته أمه على هذه البسيطة. لذا فوحدهم من يعتقدون في أن فعل الكتابة لا يعدو مجرد كونه فعلاً للمواساة، وحدهم هم من يتعاطون بشغف مع الفيلسوف الألماني شوبنهاور حين يردد : "الإبداع وليد المعاناة،ولا إبداع بدون معاناة".

قبل ستة عقود كتب ألبير كامو «إن دور الكاتب لا يخلو من المهام الصعبة.ولا يستطيع أن يضع نفسه اليوم في خدمة أولئك الذين يصنعون التاريخ، فهو في خدمة أولئك الذين يعانون من التاريخ.» يرى كامو في الكتابة ليس فقط مواساة لحظية أو شخصية لمن يعانون في لحظة ما، بل إنه يرى فيها مواساة للتاريخ،تاريخ المهمشينوالضعفاء،تصبح الكتابة هنا صوت من لا صوت له،صوت لأولئك الذين عانوا ويعانون من سويداء قلوبهم ولم يسمع بهم أحد.الكتابة بهذا التصور هى صوت المنسيين.ضحايا التاريخ الذي لا يحترم إلا الأقوياء.

يذكر ديستوفيسكي أيضاً في كتابه المراهق: "إن شفيعي الوحيد في ما أفعله الآن هو أن الذي يحدوني إلى الكتابة ليس ما يحدو إليها سائر الناس: إنني لا أكتب بغية الحصول على إعجاب القارئ و مديحه،إنما تدفعني لذلك حاجة داخلية،واستخراج ما تنطوي عليه نفسي من الأمور المعيبة و الوضيعة ". فديستوفيسكي يجد في الكتابة تنفيساً عن معاناته الداخلية،وصراعه الداخلي،وهذا هو دور الكتابة كان وسيظل،أن تخفف من معاناتنا.

أما أنا فأرى أن الكتابة هي نوع من الرحيق الروحي الذي هو بمثابة عصارة شاملة للذات الكاتبة فكرا ووجدانا وتكوينا ومزاجا حتى..والكاتب يعتصر الكتابة من قبضة الألم إلى البراح..إلا أن القابض على جمر الكتابة،قابض بالتأكيد على جمر الألم الذي لا يفارقه في كل الحالات بحثا عن الخلاص..خلاص الروح من عقال هذا الألم..


محمد المحسن



السبت، 8 فبراير 2025

تيهان على عتبة الجنون بقلم أسماء خيدر / المغرب

 تيهان على عتبة الجنون

........................... 

وجدت نفسي، أتسكع بين الدروب

بعد أن شربت كل السجائر

وأفرغت كل الزجاجات، فكسرتها

على عتبة الذكرى.

ثقيل الخطى

كأني أجر جبلا، أو خيبة.

يلفني الشارع الوحيد

  فأتبخر... في لجة ليل كفيف. 

تعثرت بالأمس البعيد، صدفة

فسقطت على حافة الزمن،

والتجت الأصوات بداخلي. 

نهضت، تركت الذكريات تئن

تذرف دموع الحنين.

تحتضر على نعشها

وأنا، أنظر بعين واحدة

لما تبقى، من حطامها. 

لملمت عظامي، وبعض الأحلام

فتركت المكان، بلا نعل ولاثياب

ورميت قلبي، قربانا لآلهة الحب.

  وأنا أتبع نسيم البحر، 

لأختبئ من أضواء المدينة، النائمة

تذكرت،فان جوخ، كيف صار بلا أذن. 

.صرت بين فكيه، أجدف

  فأطفو، كزورق ،بعد أن امتلأت رئتي

وصرت مالحا، كفاكهة  بين يدي، صياد

 كان يتعلم، كيف يرمي شباكه. 

قرأت القلق في عينيه، وسألني، 

لم رماني القدر إليه.

شكرته، دون أن أخبره، أني مثله

أتعلم السباحة، في هذا الوهم.

أنا الآن، 

 على الشاطئ

على خطى ديوجين،

أبصق على وجه المتعاظمين

وأضع النرجس، على قبور المغرورين. 

وحين يستدير القمر

سأبحث عن صندوق باندورا

لأغلقه، وتستريح الأرض

 من لعنتها، وهذا الجنون الخطير.


أسماء خيدر / المغرب



قَراءَةٌ لِنَصٍّ أدبيٍّ عِنوانُهَـا... "مَا كانَ في الحُسْبانِ.. مُرْتَقَبًا!".لِلإستـاذِ الفـَاضلِ (بَدرُ الدُّرَيـعي) كاتبُ النَّصِّ البَديعِ. (صاحِب ساچِت/العِرَاق)

 قَراءَةٌ لِنَصٍّ أدبيٍّ عِنوانُهَـا...


"مَا كانَ في الحُسْبانِ.. مُرْتَقَبًا!"


              تَوْطِئَـــــةٌ...

قَالَ شاعِرٌ

(رَحلُوا   وَ ما أبْقىٰ  الرَّحيلُ  مَتَاعًا

تَركُوا  الحَنينَ  مَعَ  الأنينِ  مَشَاعا)


وَ نَحنُ نَقُولُ...

          مُنْذُ البِدايَةِ.. 

          عَدَمٌ وَ رَحِيلُ،

          في لَيلٍ بَهيمٍ

          تُبْرَقُ فِيهِ سِيُوفٌ.. 

         وَ صَهيلُ!


    غالِبًـا ما تَقدحُ وَمضاتٌ سريعةٌ في ذِهنِ المُتأمِّـلِ لِنصٍّ ما، وَ تَتركُ سَوْرَةَ أفكـارِهِ تَتزاحمُ فيمـا بَينهَــا، إلـىٰ حينِ البَوحِ بهَا في أثناءِ الوَصفِ، أو التَّصدِّي لِلحديثِ عَنهَا.

     بينَ يَدَيَّ، نـصٌّ رهيـفٌ، تفـوحُ منْ بينَ حُروفـِهِ هَمْهَمـاتٌ وَ أنَّـاتٌ صَدِئَةٌ،

قديمةٌ جدًّا، يُلازمُهـَـا الحنينُ، وَ يكسرُ خاطرَهَــا رَحِيلٌ وَ فراقٌ لا عـَودةَ مِنْـهُ!

فيهِ عَجَلَـةُ الحَدثِ تَسحـقُ بسرعتِهَـــا 

ارْهاصَاتِ النَّفسِ وَ آمالَهَــا، بَلْ تُطوُّحُ بهَـا بعيدًا في سَفرٍ لا رَجعـَةَ منهُ، بعدَ 

أنْ تِســتَوفي،  فـي ظـــلامٍ دامـــسٍ، طمُوحاتِهَــا وَ تَطلُّعاتِهـَـا في الحَيــاةِ.


          أَصْلُ المَوضُوعِ..

أولًا:- النَّـصُّ الأدبيُّ..

           " رِحْلَةٌ أخيرَةٌ "

اِسْتيفاءٌ قاتمُ المَلامحِ 

قبلَ الأوانِ..

شَدَّ عزمَ الرَّحيلِ 

دونَ رِثاءٍ 

أو وَداعٍ 

مُسرعًا.. 

كأنَّهُ أصابعُ بَرقٍ 

مَدَّ جَناحيهُ لِلأفقِ المَجهولِ

ما وراءَ الدّهشةِ

وَ الذُّهولِ

عَوالمُ تَخفي مَناسكَهَا

المُريعَةَ 

عنْ أسماعِ التَّأنِّي 

أسفارُهُا لا تعرفُ الوِهَادَ 

بِلا مَوعدٍ 

اِغْتَالَ- عُنوَةً- ذاكَ الغرُوبُ

مرابضَ نحيبِهَا

زادَهَا زَمهريرًا 

وَ الحناجِرُ مِلْءُ التَّرقُّبِ

خَوابيهَا 

صِراخٌ وَ عويلُ 

أبْكَمٌ مزَّقَ خِدرَ الشَّمسِ 

حَياءً منْ هَولِهَا 

وَ انحَنَىٰ جبينُ القمرِ

تَعتَصِرُ رَهفَهُ،

بِلا رَحمةٍ.. 

غَياهِبُ الألَمِ

في جُنْحِ الخَفاءِ

عانقُهُ النَّدَىٰ

حَدَّ الثُّمَالةِ 

وَ لَملمَ شَظايَا 

خُطاهُ الأخيرَةِ! 

( بدر الدريعي / العراق )


ثانيًا:- القَراءَةُ

النّوعُ الأدبيُّ:- قصيدةُ نثرٍ

الكاتبُ:- د. بدر الدريعي/العراق

القراءَةُ:- صاحب ساچت/العراق


١) فِكرُةُ النَّصِّ..

      مَفهُـومُ العَجلـةِ يتمثَّـلُ في مقـدارٍ  تتغيَّـرُ بهِ سرعَـةُ الجـسمِ، أثنــاءَ حركـةِ الحدثِ الّتي تنتقلُ بهَـا مَاهِيَّتَـهُ، كَمًّــا

وَ كَيفًـا، زَمنًـا وَ مكانًا، إلـىٰ عـالمٍ آخــرَ، مختلفٍ. ينتجُ ظــاهرةَ ملامحَ جديـدةٍ، 

وَ ينعَـكـسُ أثرهَــــــا علــىٰ مشــــاعــرَ 

وَ أحـاسيـسَ تُلازمُ الفـَردَ كَإنسـانٍ فيـهِ وَعيٌ وَ لديهِ إرادةٌ، وَإلـىٰ حَدٍّ ما يمتلكُ 

حريةً وَ قادرٌ علـىٰ التَّمَاهي سَايكولُوجيًّا لِيُحــاكي سِمَـةً أو جــانبًا لـدَىٰ الآخــرِ، فَيتحوَّلُ منْ خلالِ النَّموذجِ عنْ طريقِ سِلسلَـةٍ مـنَ التَّقمُّصــاتِ الَّـتي تُؤسَّـسُ عَليهَا أو تُحدَّدُ منْ خِلالهَا "الشَّخْصِيَّةُ". 


٢ ) العُنْوانُ.. "رِحْلَةٌ أخيرَةٌ"

الرَّحيلُ مصدرُ "رَحَلَ".

رَحَلَ يَرحَلُ، رَحيلاً وَ تَرْحالاً.. 

وَ الرِّحْلَةُ أسمٌ منَ الفعلِ "رَحَلَ".

فَهو راحِلٌ، وَ المفعولُ مرحولٌ عنهُ.

رَحَلَ عَنْ بَلَدِهِ:- تَرَكَ مَوْضِـعَ إقــامَتهِ 

وَ ذَهَبَ إلـىٰ مَكــانٍ آخَرَ، اِنْتَقَلَ منهُ.

وَ عنوانُ نصِّنَا المَعرِوضُ لِلقراءَةِ هُـو.. 

(رِحْلَةٌ أخيرَةٌ) مـُركَّبٌ مـنْ مُفــردَتينِ، الثانيةُ صفةٌ للأُولـىٰ.. 

     لا شَكَّ أنَّ العنوانَ وَجـهٌ إعلامـيٌّ لأيِّ نصٍّ أدبيٍّ، بلْ سيماءُهُ وَ علامتُـهُ.

ذُو أهميَّــةٍ كبيــرةٍ لِلقـاريء، يَرشــدُهُ إلـىٰ مَتنِ النَّصِّ!

   وَ هو الخُطوَةُ الأولـىٰ عندَ تَجاوُزْنَا عتبةَ النَّصِّ، وَ الوُلوجُ إلـىٰ مُحتـَواهُ، 

وَ مِنَ الأجدرِ أنْ يَكونَ اسمُ نكرةٍ كي يُغطِّي مَسـاحةً واسعـةً لِتأويلِ ذاكَ النصِّ عندَ المُتلقِّي، وَ فهمِ رسالتِـهِ.

ممّـــا حَـدَا بالنُّـقَـادِ إلـىٰ تأمُّلِ أُولَـىٰ العَتباتِ وَ تحليلِهَا وَ ربطِهَـا بالمَتنِ، لانَّـهُ مفتَــاحٌ ضـروريٌّ للوصولِ إلـىٰ أعماقِ النَّصِّ، وَ تفكيكُ عُقَدَ فَحواهُ، بوصفِــهِ اسمًا، يَكشـفُ عناصرَ خَفيَّةٍ 

أو ظــاهرةٍ بشـكلٍ مُخـتزلٍ وَ موجزٍ، 

وَ مُنسجمًا معَ النصِّ.


ثالثًا:- مَتْنُ النَّصِّ

١) التَّعريفُ..

     النصُّ الأدبيُّ الّذي بينَ أَيدِينَا نوعٌ يعتمدُ تصنيـفَ الأسـلوبِ أو المحتوىٰ، 

وَ يتحـدَّدُ بواسـطةِ التَّقنيـَةِ الأدبيـةِ أو اللَّهجةِ أو المحتَوىٰ.

فهــو نصٌّ أدبيٌّ نَثــريٌّ - قصيـدةُ نَثرٍ تَحديدًا- يَتَّصفُ بالبساطةِ وَالمرُونـةِ، بحيثُ لا نلمسُ فيهِ تراكـيبَ معقـدةً 

أو محسنــاتٍ بديعيَّــةً؛ بلْ لَجَأ كاتِبُهُ

الـىٰ استِعمالِ كلماتٍ بسيطةٍ، وَسطيةٍ أو شعبيةٍ مفهومةٍ، سهلةِ القراءَةِ؛ مِمَّــا جَعلهَا مرغوبةً كونَهَا بعيدةٌ عنِ التَّكلُّفِ في الأسلوبِ وَالسَّردِ، غَنيَّـةٍ بالسلاسَـةِ

وَ البساطةِ اللُّغويَّةِ.


٢) بُنْيَةُ النَّصِّ 

       واضحٌ أنَّ كتـابةَ هٰكـذَا نُصـوصٍ تَتطلَّبُ حَذاقةً وَ دقَّةً في جوانبِ بناءِ الكاتبِ لنَّصِّهِ منْ خلالِ بُنْيَتَينِ:-

* أَوَّلهُمَا:-بُنْيَةٌ سَطحيَّةٌ.. 

     تُبـادرُ بتَقديــمِ مَفـاهيـمَ وَ دَلالاتٍ

إلـىٰ ذهنِ المُتلقِّي منْ خلالِ القَـــراءَةِ 

الأوَّليَّـــةِ، مَــا يُمكِّنُ فَهمَهُ وَ استيعــابَهُ.

* وَ أُخرَاهُمَا:- بُنْيَةٌ عَميقةٌ.. 

     يَستشفُّهَــا المُتلقِّي الحَذقُ، أو مَنْ يَتصــدَّىٰ لِلكتابَــةِ عــنْ ذلـكَ النـَّـصِّ، 

وَ يَعـرضُ دَلالاتـِهِ بعــدَ تفكيـــرٍ عميــقٍ

وَ منطقــيٍّ باستعمـالِ آليَّــةٍ مُنــاسبـةٍ لِمُقاربـةِ النَّـصِّ وَ الغَـوصِ في أعماقِهِ.


٣) حِبْكةُ النَّصِّ وَ إسلوبُهُ...

        الحِبكَةُ هي نُقطَةُ الذَّروةِ الّتي تأزمتْ فيهَا الأحداثُ، وَ كُلَّمَا تأزمَتْ

تَزدادُ نِسبةُ التَّشويقِ لدَىٰ القارئ!

هـٰذا النصُّ، قامَتْ فيهِ حِبكةٌ بسيطةٌ عَلـىٰ ثِيمَةٍ واحدَةٍ، مَفادُهَــا:

طلبُ الوفـاءِ قبلَ أوانِهِ عُنوَةً لا بُدَّ أنْ يكـونَ مصـدرُهَ مَحَـلَّ قـُـوَّةٍ وَ ظُلــمٍ، 

بِخــاصَّـةٍ لَـــو أنَّ المُتَوَفَّىٰ ذُو قيمـَــةٍ اِعْتباريَّـةٍ، وَ ماديَّـةٍ، لا طاقةَ لصاحبِهِ علـىٰ انتزاعِهِ منهُ، دونَ وَجهِ حَقٍّ!

     لِذا نَلْحظُ إنَّ الكاتبَ هَيَّــأَ ابتداءً جـَوًّا مَشحـونًــا بالقهــرِ، في إسلوبِ 

الوَفــاءِ باستعمــالِ عِبـاراتٍ  مُحدَّدةٍ، 

تُعبِّرُ عنْ سلطَةٍ اسْتبداديَّـةٍ في تنفيـذِ 

مآربِهَــا تَمثَّلَتْ بِــ :-

* شَدِّ عزمِ الرَّحيلِ

* دونَ رثاءٍ أو وداعٍ.. 

* مسرعًا كأنَّهُ أصابعُ برقٍ

* مناسكُها المُريعةُ 

* أغتالُ- عُنوةً-

* صراخٌ وَ عويلٌ

* مزَّقَ، اعتصرَ، بلا رحمةٍ

* لَملمَ شَظايا الخُطىٰ..... إلخ!

فَضـلًا علـىٰ إنَّ النَّـصَّ كُتِبَ بإسلوبٍ فنيٍّ بسيطٍ، بلُغةٍ سلسةٍ تَمَكَّنَ الكاتبُ مِنْ خِلالهَا أنْ يوصِلَ فكرتَهُ بسهولةٍ، دونَ تَكلُّـفٍ أو تَعقيدٍ، تشَدُّ القــارئ للمتـابعَةِ، دونَ إجبــارهِ عـلـىٰ ذلكَ.


رابعًا:- الخَاتمَةُ

     جَمالُ هـٰذا النَّصُّ في حُزنِهِ، وَ يأسُ كاتبِهِ! فهـو تَجربَةٌ فرديَّةٌ أرادَ كاتبُهُ أنْ يُلْفِتَ النَّظرَ إلـىٰ كَمٍّ هائلٍ منْ تَجاربَ تُطْمَسُ أحداثُهَا معَ الأيَّام دونَمَا ذِكرٌ أو توثيقُ سِيـرَةِ حَيــاةٍ مَنْ وقَعَ في بَراثنَ تُلكُمُ التجاربِ.

     وَ هـو هُنَــا - أيْ الكـاتِبُ - أَخَالُـهُ عَمَدَ ألـىٰ رَسمِ ملامحِ تَجربةٍ يَمرُّ بهَــا أقرانُـهُ، وَ قَدْ يَكـونُ عاشَهَـــا حَقيقـَـةً، 

وَ يريـدُ مـنَ الآخـرِ أنْ يَمُــدَّ يَـدَ العَـونِ 

لإيقافِ مهزلةِ تأريخٍ ظَلمَ أبناءَهُ وَ بَناتَهُ، 

ليسَ لأنَّهُم عاقُّونَ؛ إنَّمَا لأنَّهُم يَتطلعُونَ إلـىٰ فضـاءاتٍ أَرحبَ، وَ أكثـرَ إشرافًــا علـىٰ مستقبَلِهِم القابِلِ.

    

     أَخِيـــــــــرًا...

      هـٰكــذَا تَراءَىٰ ليَ النّـصُّ، وَ قرأتُهُ بهـٰـذَا الشَّكلِ وَ المَضمُونِ، فَأرجُو مَنْ يَجدُ ثَمَّةَ فائِدَةً أو مَعلومَةً، يُطوُّرُ بهَــا قـَــراءَتي المُتواضعَــةَ، بِشـكلٍ خـاصٍّ، 

وَ يُقَوُّمُ الٕابـداعَ فـي المَجــالِ الأدبيِّ.. 

بشكلٍ عامٍّ، فَنيًّـا وَ لُغَويًّـا..

بُغيةَ تنميَةِ ذَوقِ المُتلقِّي وَ تَحفيزِهِ كَي يُتابعَ بِشَغَفٍ وَ دِرايَةٍ مَا يَنتجُهُ الأدبــاءُ 

وَ مَا يَنشرُونَهُ..

      وَ حَسْبِي - بَلْ يَسعـدُني جِدًّا- إنْ وُفِّقْتُ حِينمَـــا تَنـاولْتُ جَـوانِـبَ ذاتَ فــائدَةٍ لِلكَشفِ عنْ محتَوىٰ نَصٍّ أدبيٍّ لِجَعلـِهِ بينَ يَدَي المُتلقِّـي، وَ لِمَـنْ لَـهُ رَغبةٌ في تَطويرِ ذٰلكَ.. 

   وَ آمُلُ أنْ تَروقَ قراءَتُنَا المُتواضعَةُ 

   لِلإستـاذِ الفـَاضلِ (بَدرُ الدُّرَيـعي) 

         كاتبُ النَّصِّ البَديعِ.

         مَعَ أطيَبِ التَّحياتِ

     (صاحِب ساچِت/العِرَاق)



- إلى كُلِّ مُمَثّلٍ قزَمٍ وَعَميلٍ يَدَّعِي الفنَّ والإبداع - شعر: الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين

 -  إلى كُلِّ مُمَثّلٍ قزَمٍ وَعَميلٍ يَدَّعِي الفنَّ والإبداع -

شعر: الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل  - فلسطين -

( هذه القصيدةُ تنطبقُ على العديد من العملاءِ والأذناب المأجورين والأمعاتِ والممسوخين الأقزام وألأوغاد المهابيل وغريبي الأطوارالذين حاولَ أعداءُ شعبهم أن يُسَوِّقُوهُم ويجعلوا منهم فنانين وكتابا وشعراءً وجهابذة، وهم مجرد أشخاصٍ ممسوخين ومعوقين وعاهاتٍ بشرية وسيبقون تحت الحضيض، ومكانُهم الطبيعي في المستنقعاتِ الآسنة والمجاري، ونهايتهم ومصيرهم مزابل التاريخ .

قزمٌ أنتَ وتبقى قزَما ولكم قبَّلتَ أنتَ الجُزُمَا

أنتَ تحتَ الدَّركِ يا وَغدُ وما زلتَ كالسَّعدانِ تصبُو للسَّمَا

أنتَ  طولُ الشبرِ مَمْسُوخٌ هُنا إستحي ..لا لن تكونَ العَلمَا

أنتَ للنّخّاسِ عِبْءٌ خاسرٌ وَببيْع لا تُساوي دِرْهَمَا

تدَّعي الفنَّ أيا وغدُ كفى أنتَ بينَ الزبلِ كالفطرِ نمَا

أنتَ مَمْسُوخٌ قميىءٌ أرعَنٌ أبدًا ...لا لن تطالَ الأنجُمَا

لا نرى صُوصًا سىيعلو في السَّمَا وَيُضاهي في الفضاءِ القشعَمَا

وَسيبقى الكلبُ كلبًا للمَدى لم يكُنْ كلبٌ بغابٍ ضَيْغَمَا

أَهِزبرٌ أنتَ أم ..أمْ ضَيْغَمٌ !؟ أنتَ ضبعٌ في المجاري إرْتَمَى

أنت وغدٌ وعميلُ حاقدٌ وَبلُئمٍ قد تفوقُ الأرقَما

أنتَ كالقردِ ومع طرزان في فِلمٍ ... كان حديثَ السينما

أنتَ بالتمثيلِ خزيٌ للدُّنى سترى مِنِّي الهجاءَ العَلقمَا

بهجائي سوفَ تغدُو خبَرًا بدلَ الدّمع سَتَهْمِي العندَمَا

كم عميلٍ مُقفر مِن كلِّ خَيْ رٍ نرَاهُ في طعامٍ نَهِمَا

صائمٍ عن كلِّ خيرٍ وَهُدًى هُوَ في الأقذارِ ليسَ الصَّائِمَا

وَنراهُ مثلَ كلبٍ أجرَبٍ في المخازي  هُوَ   يبقى القيِّمَا

إفتَحُوا  سوقَ رَقيقٍ،   أذنُهُ بيدِ   النخَّاسِ   تَهْمِي بالدّمَا

لو رآهُ المُتَنبِّي لهَجَا هُ هِجاءً فاحِشًا مُسْتَحْكَمَا

كلُّ مَأفونٍ وَمَعتُوهٍ هُنا سوفَ   يبقى لهِجائي مَعْلمَا

سيَرَى النَّجماتِ صُبْحًا، ويلهُ يومُهُ المأفونُ يغدُو قاتِمَا

وَلهُ نارُ سعيرٍ أجِّجَتْ وَعليهِ سأقيمُ المَأتمَا

وَهجائي مثلُ بركانٍ عَتا يقذفُ النيرانَ ثمَّ الحِمَمَا

بهِجائي سوفَ تهتزُّ الدُّنَى أذهِلُ العُربَ   وحتّى الأعجَمَا

كم دَعِيٍّ وَوضيع آبق تحتَ اقدامي ذليلا إرتمَى

كم قمِيءٍ أنا قد أدَّبْتُهُ في انتِكاس ٍ إرتمَى مُسْتَسْلِمَا

عندنا الفنَّ هزيلًا قد غدا بمُسُوخ تحتَ صفرٍ قُيِّمَا

نحنُ في عصرِ انحطاطٍ مُذهلٍ قَلَّ ما نلقى أبيًّا قلّمَا

عَصرُنا عَصرُ انحِطاطٍ وَخنًا   نَصَّبُوا فيهِ الخسيسَ الأبْجَمَا

وَهُنا التّطبيعُ أضحى فادِحًا قد حوَى الأوباشَ ثمَّ اللّمَمَا

ونوادٍ     هيَ    للعُهْرِ   غَدَتْ    كلُّ    وَغدٍ خزيَهُ   قد   قدَّمَا

وسيبقى الحُرُّ طودًا شامِخًا وَمدَى الدّهرِ أبيًّا لهْذمَا

أنا للأبرارِ نهرٌ دافِقٌ للهُدَى والنورِ أدنِي الغَيْلمَا

إنّني ماءُ حياةٍ للعِطا شِ وكم أقري الفقيرَ المُعْدَمَا

" حاتمُ الطائيِّ " إنّي فُقتُهُ في عطاءٍ وَبَهرتُ الأمَمَا

" عنتَرُ العَبسِيِّ " لو عاصَرتُهُ لمشَى تحتَ لوائي مُرْغَمَا

أنا للمظلومِ دومًا عاضِدٌ كلُّ مسكينٍ بأطنابي احْتَمَى

قِبلةَ الأحرارِ والأبرارِ أبْ قَى، وفي الحقِّ أصُدُّ الظالِمَا

وَبلادي نبضُ قلبي للمَدَى وَسَأبقى في هَواهَا مُغرَمَا

وَحياتي لبلادي ... أنا مَنْ لِثرَاها كلَّ شيءٍ قَدّمَا

إنّني الغيثُ وَأحْيِي مُهَجًا كلُّ زرع من عطائي قد نمَا

إنّني الفجرُ تهَادَى سحرُهُ  وَعلى الأوطانِ   يرنُو باسِمَا

أنا تِربُ الجودِ فنِّي خالدٌ هُوَ من إيحاءِ ربِّي ألهِمَا

ملكَ الفنِّ نبيَّ الشّعرِ أبْ قَى.. وَغيري ظلَّ يهذي مُبهَمَا

أينَ مِنِّي المُتنبِّي والجَها بِذةُ الأفذاذُ ... أضحَوا عَدَما

إنَّ عرشَ الشّعرِ لي طولَ المَدى لا مِراءٌ ... وَدَحرتُ الطغمَا

إنَّني في الفنِّ والإبداعِ مَدْ رَسَةٌ أفحِمُ  مَنْ لن يَفهَما

ناقِدُو الشّعرِ هُنا لا قِيَمٌ دون نعلي وأرَاهُمْ بُهُمَا

وَمُسوخُ النّقدِ في الداخلِ هُمْ كحذائي، خِزيُهُمْ لن يُكتَمَا

أنا لو خُيِّرتُ لن أقبَلَهُمْ ليَ أتباعًا هُنا أو خدَمَا

" أنا للهِ وللهِ أنا " يخلقُ الطّغمَ لِسَيفي مَغنَمَا

وَلِسيفي القولُ والفَصلُ وَيَبْ قَى لِهاماتِ الرُّعَاعِ الحَكمَا

وأنا الأوَّلُ والآخرُ في كلِّ علمٍ وَحديثٍ  عُلِّمَا

وَنبيُّ الشّعراءِ الشَيَّعُوا مَوكبَ النورِ وكانوا الحُلمَا

سَيرَى العُمْيُ وفي حلكتِهِمْ أنطقُ الأخرسَ ثمَّ الأبكمَا

بكفاحٍ أنا عانقتُ السُّهِى وشَدَا الكونُ بشعري رَنّمَا

وَضَمَمْتُ المجدَ من أطرافهِ لم أضَعْ لي للمَعالي سُلّمَا

فوقَ جفنِ الشّمسِ تعلُو رايتي هزَّ صيتي كلَّ أرضٍ وَسَما

أنا للأحرارِ نورٌ وَسَنًا للعِدى أبقى الحُسامَ الصَّارِمَا

إنَّني الرِّئبالُ في ساحِ الوَغَى وَلِأهلِ الجُودِ أبقى الأكرَمَا

مَنزلي فوقَ الثريَّا شِدْتُهُ وَأرى الأنذالَ وِكرًا مُظلِمَا

إمَّعاتُ العصرِ مِنِّي ارتعَبُوا ولهُمْ سَيفِي سيبقى البلسَما

إنّني النارُ على الأوغادِ صُبَّ تْ .. ستجتاحُ الزَّنيمَ المجرمَا

وبشعري كلُّ حُرٍّ يَنتَشِي وغدا الأنذالُ قشًّا    مُضْرَمَا

شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -



أطلق صراحه فهو حر ...! بقلم الشاعرة نعيمة مناعي

 أطلق صراحه فهو حر ...!


دعنا نمازحه قليلا قبل الموت ...

فنحن عصبة وهو إلى حتفه فرد ...


 

أنزل يديك  لا خوف عليك ...

فأنت  أمامنا وحدك ...وحر ...


يحميك  ظهرك الأعزل ....

تنفس قليلا  ...هادن الذعر ...


فأنت حر ...لا أم   كبيرة  تبكيك .. 

ولا أخ  حميما ..يحمي ...كتفيك


خذ  نعشك بين يديك ...

وودع العالم  بصرخة ...بصعقة ...


فقد اجتاحك  الموت من الخلف ...!


غدر  بك الأمان ،اخترق ظهرك ...

فتمددت  مسجى ...لتنتصر ...


فقد     ابتاعوا ...  صرخاتك ...

نعشك  قبل  ...قبل الموت ....


 وقد   قبضوا  ...الثمن ...!


بقلم نعيمة مناعي



Poem:Don't be late, Poet: Priyanka Neogi,

 Poem:Don't be late,

Poet: Priyanka Neogi, ♥️ 

India

Date:8.02.2025 

___________________

Think of what you do right now,

If it was a little late it didn't work,

 It will be penetrate.

The late work is, the next work is too late.

Why do I harm myself delay?


    Work in a hurry, betting on success.

Where to arrive, you have to go fifteen minutes ago.

 Will not be missed for some time wasting.


Make everything up,

More will be available when it goes before time.

Leaving laziness, becomes agitated,

When you work, don't go.


                          ______________



كلنا راحلون بقلم الكاتب. عبد اللطيف المنصوري

 ********كلنا راحلون****

انا

انت

نحن

هم

جميعنا راحلون

 سنرحل.                                                                    وسيرحلون.

كلنا                                                              

  كأوراق الخريف.                                                      سنتساقط تباعا.                                                                لنطوي فصلا.                                                                من فصول عمرنا                                                          انتهى.

 كلنا راحلون....                                                          وسيظل الرحيل..                                                                شبحا  نهابه..                                                         نخافه...                                                                    قدرنا  المحتوم...

فعذرا 

ايها الراحلون

فأنتم في القلب

باقون

 و‏ستبقى ذكراكم  

راسخة                                                                      حاضرة

حضور زمننا

نسافر معا

مجرد نعوش

متنقلة

قبور متناترة

كلنا راحلون

عابرون   

دنيانا  فانية

كلنا لله

وإنا إلى ربنا

راجعون

                                                                                 عبد اللطيف المنصوري   

ابن جرير 6/12/2023

المغرب                           



تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة غزلان حمدي لقصيدة "ويحاولون خذلاني" للشاعر يوسف بلعابي

 تحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة غزلان حمدي 


قصيدة "ويحاولون خذلاني" للشاعر يوسف بلعابي تعبر عن صراع داخلي بين المثقف الحر ومن يحاولون إسقاطه وإحباطه. يواجه الشاعر محاولات كسر قلمه وإسكات صوته، ويتساءل باستنكار عن الجدوى التي سيجنيها خصومه من سقوطه، فيرسم صورة سوداوية لواقع يمارس فيه المثقفون القمع على بعضهم البعض بدلًا من أن يكونوا داعمين للإبداع والمبدعين.


اللغة جاءت مباشرة وصريحة، لكنها تحمل عمقًا عاطفيًا يعكس وجع الشاعر وحجم الخيبة التي يشعر بها. اعتمد على التكرار في مواضع عديدة مثل "يحاولون خذلاني" و"أأنتم بحور الشعر؟!" ليؤكد الفكرة ويضفي إيقاعًا داخليًا مميزًا. كما استخدم التساؤلات المتكررة بصيغة ساخرة ليواجه بها خصومه، نازعًا عنهم القداسة التي يدّعونها في عالم الأدب.


التدفق العاطفي في القصيدة واضح، فهي تتخذ طابعًا خطابيًا قويًا أشبه بمنشور ثوري ضد التسلط الثقافي، لكنه خطاب ينبع من وجدان صادق، مما يمنح القصيدة بُعدًا وجدانيًا عاليًا. التصوير جاء بسيطًا لكنه مؤثر، حيث يستحضر صورًا مستمدة من الواقع، مثل تصويره للآخرين وهم يحتفلون بسقوطه بدلًا من دعمه، فيسألهم: "في أي الأعراس سيغنون ويرقصون حين أنكسر؟!"، وهو مشهد يعكس السخرية المريرة من واقع يضطهد فيه المثقف الحر.


الرسالة الفكرية واضحة وقوية، فالشاعر لا يدافع عن نفسه فقط، بل يطرح قضية أكبر تتعلق بحرية الفكر والتعبير، مؤكدًا أن الأدب ليس حكرًا على فئة معينة، وأن المبدع الحر يجب أن يُحتفى به لا أن يُقصى. في نهاية القصيدة، يتحول الخطاب إلى نداء أخلاقي يدعو فيه إلى دعم المواهب بدلًا من وأدها، مؤكدًا على أهمية احترام التعددية الفكرية والثقافية في زمن أصبح فيه الانفتاح ضرورة حتمية.


هذه القصيدة ليست مجرد شكوى شخصية، بل صرخة في وجه الظلم الثقافي، ونص يعكس النضال الفكري للمثقف الحر في مجتمع يحاول تقييده. بأسلوب بسيط لكنه مشحون بالعاطفة، استطاع يوسف بلعابي أن يقدم بيانًا أدبيًا قويًا في الدفاع عن الكلمة الصادقة والإبداع غير المأجور.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية

****


*ويحاولون خذلاني*


وفي كل مرة

يحاولون خذلاني

واحباطي

غايتهم المنشودة

كسر قلمي

وحرق أوراقي

لا أعرف ما سيجنون

وأي الغنائم سيظفرون

ومن أي الولائم والموائد سيأكلون

وفي أي الأعراس سيغنون ويرقصون

حين أنكسر وألتحف

برداء الخيبة والإحباط واليأس.

بعدما بذلت قصارى جهدي وسهرت الليالي

أبيت سهران في ركني القصي

أكتب أحزاني ومظالمي واشجاني

و أسكب دمي في محبرتي 

حين يجف الحبر من قلمي..؟!!

اه و يا خيبتي فيكم يا بعض

 مثقفي موطني ووطني

تحاولون بشتى الطرق

نبذ ما أكتب

اتظنون وتتخيلون

أن لا احد بعدكم ولا قبلكم

في العلم والأدب و المعرفة

وفي رسم الكلمات

أأنتم بحور الشعر

أأنتم القريض وأنتم من وضعتم البيان

وأنتم من تخطون حروف القرآن

لا تسهون ولا تخطئون أبدا ؟!!

أنتم الأوزان و القافية

وأن جميع أدباء ومثقفي العالم العربي

الذين كرموا حروفي وافتخروا بكلماتي

لأنها صادقة لا ترقص للنخب

و خالية من الزيف والكذب

وان قلمي حر ليس مأمورا !!!

ضالعون في الفكر والعلم و الأدب

 واللغة بصرفها ونحوها وعروضها

أنا أقول لكم بكل حرفية وأدب

كونوا انسانيون وللمواهب داعمون

ولا تكونوا من الذين يئدون

الإبداع والمبدعين

إننا نعيش في زمن احترام

 الرأي والرأتحليل نقدي بقلم مشترك للاستاذ الشاعر محمد الوداني والشاعرة غزلان حمدي 


قصيدة "ويحاولون خذلاني" للشاعر يوسف بلعابي تعبر عن صراع داخلي بين المثقف الحر ومن يحاولون إسقاطه وإحباطه. يواجه الشاعر محاولات كسر قلمه وإسكات صوته، ويتساءل باستنكار عن الجدوى التي سيجنيها خصومه من سقوطه، فيرسم صورة سوداوية لواقع يمارس فيه المثقفون القمع على بعضهم البعض بدلًا من أن يكونوا داعمين للإبداع والمبدعين.


اللغة جاءت مباشرة وصريحة، لكنها تحمل عمقًا عاطفيًا يعكس وجع الشاعر وحجم الخيبة التي يشعر بها. اعتمد على التكرار في مواضع عديدة مثل "يحاولون خذلاني" و"أأنتم بحور الشعر؟!" ليؤكد الفكرة ويضفي إيقاعًا داخليًا مميزًا. كما استخدم التساؤلات المتكررة بصيغة ساخرة ليواجه بها خصومه، نازعًا عنهم القداسة التي يدّعونها في عالم الأدب.


التدفق العاطفي في القصيدة واضح، فهي تتخذ طابعًا خطابيًا قويًا أشبه بمنشور ثوري ضد التسلط الثقافي، لكنه خطاب ينبع من وجدان صادق، مما يمنح القصيدة بُعدًا وجدانيًا عاليًا. التصوير جاء بسيطًا لكنه مؤثر، حيث يستحضر صورًا مستمدة من الواقع، مثل تصويره للآخرين وهم يحتفلون بسقوطه بدلًا من دعمه، فيسألهم: "في أي الأعراس سيغنون ويرقصون حين أنكسر؟!"، وهو مشهد يعكس السخرية المريرة من واقع يضطهد فيه المثقف الحر.


الرسالة الفكرية واضحة وقوية، فالشاعر لا يدافع عن نفسه فقط، بل يطرح قضية أكبر تتعلق بحرية الفكر والتعبير، مؤكدًا أن الأدب ليس حكرًا على فئة معينة، وأن المبدع الحر يجب أن يُحتفى به لا أن يُقصى. في نهاية القصيدة، يتحول الخطاب إلى نداء أخلاقي يدعو فيه إلى دعم المواهب بدلًا من وأدها، مؤكدًا على أهمية احترام التعددية الفكرية والثقافية في زمن أصبح فيه الانفتاح ضرورة حتمية.


هذه القصيدة ليست مجرد شكوى شخصية، بل صرخة في وجه الظلم الثقافي، ونص يعكس النضال الفكري للمثقف الحر في مجتمع يحاول تقييده. بأسلوب بسيط لكنه مشحون بالعاطفة، استطاع يوسف بلعابي أن يقدم بيانًا أدبيًا قويًا في الدفاع عن الكلمة الصادقة والإبداع غير المأجور.


مع تحيات ادارة مجلة غزلان للأدب والشعر والابداع الفني العربي للنشر والقراءة النقدية التحليلية الثقافية العربية

****


*ويحاولون خذلاني*


وفي كل مرة

يحاولون خذلاني

واحباطي

غايتهم المنشودة

كسر قلمي

وحرق أوراقي

لا أعرف ما سيجنون

وأي الغنائم سيظفرون

ومن أي الولائم والموائد سيأكلون

وفي أي الأعراس سيغنون ويرقصون

حين أنكسر وألتحف

برداء الخيبة والإحباط واليأس.

بعدما بذلت قصارى جهدي وسهرت الليالي

أبيت سهران في ركني القصي

أكتب أحزاني ومظالمي واشجاني

و أسكب دمي في محبرتي 

حين يجف الحبر من قلمي..؟!!

اه و يا خيبتي فيكم يا بعض

 مثقفي موطني ووطني

تحاولون بشتى الطرق

نبذ ما أكتب

اتظنون وتتخيلون

أن لا احد بعدكم ولا قبلكم

في العلم والأدب و المعرفة

وفي رسم الكلمات

أأنتم بحور الشعر

أأنتم القريض وأنتم من وضعتم البيان

وأنتم من تخطون حروف القرآن

لا تسهون ولا تخطئون أبدا ؟!!

أنتم الأوزان و القافية

وأن جميع أدباء ومثقفي العالم العربي

الذين كرموا حروفي وافتخروا بكلماتي

لأنها صادقة لا ترقص للنخب

و خالية من الزيف والكذب

وان قلمي حر ليس مأمورا !!!

ضالعون في الفكر والعلم و الأدب

 واللغة بصرفها ونحوها وعروضها

أنا أقول لكم بكل حرفية وأدب

كونوا انسانيون وللمواهب داعمون

ولا تكونوا من الذين يئدون

الإبداع والمبدعين

إننا نعيش في زمن احترام

 الرأي والرأي المخالف والمذاهب والأديان

 وحقوق الانسان وحرية التعبير


بقلمي يوسف بلعابي تونسي المخالف والمذاهب والأديان

 وحقوق الانسان وحرية التعبير


بقلمي يوسف بلعابي تونس



كم كنت أغالطُني بقلم الأستاذ داود بوحوش

 (( كم كنت أغالطُني))


أنظُرُني ذات مرآة

أتلعثم 

و العبرةُ تخنُقني

أن

أينك يا أنت 

حتّى أنت يا "بروتس"

لِم 

مُحيّاك يهجرُني

ما ربعك تنكّرت

و ما عدت تتذكّرُني

بالأمس القريب

كم كنت تلازمني

بي تفاخر 

و في شتى المحافل 

إعجابا،كنت ترمُقني

سهام لحظك

عشقا، كانت تأسرُني

يسرّني المشهد

عن نفسي تُراودُني

أذوب فيك صبابة

أنساني فأكسرُني

أضمّخني،

 نبيذ رضاب فأشربُني

كلّ قيود الدّنيا

ما كانت لتُوقفني

ماء أنا 

أراوغ الحجر 

أنّى اعترضني

أعجنُني 

أقولبُني نورسا 

بلا جواز سفر أحقّقُني

و على 

عرش حُلمي أُجلسُني

لأنال منّي وترا

بدا بعيد منال 

فأضحى واقعا يُطوّقني

آه 

كم كنت أُغالطُني

إذّاك كنت غضا طريّا

أسابق عجلة العمر

لأكبُر بهيّ غرس أتشمّمني

و ها اليوم 

على خريف أوقظُني

يصرخ فيّ يُناشدُني

أن 

هل لك إلى ربيعي تُنزلُني

فذاك العروج 

ما عاد يُبهرُني 

سل رحيله بربّك

او...

طلّق ذي المرآة و اقسم

ثانية فيها لن تنظُرني


بقلمي

       ابن الخضراء

 الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية

رسالة الى رجل شرقي بقلم الكاتبة بهيجة بالربيع بن رڨية

 رسالة الى رجل شرقي 


عندما يسكن اللّيل ...

يعلو ضجيج الذّاكرة ...

يصرخ فيك...

أيّها السّاري في خلايايا النائمة ..

داعب وجع الحنين ..

وهدهد فؤادي المتعب من ليله الطويل ..

أوقد شموع الفرح..

لأنسى أنّك تنساني ...

وازرع بساتين المرح 

عطرا وخمرا في شرياني..

امنح قلبيَ  السّلام ....

واطلب من تاريخنا الطويل الغفران..

فقد تعبت من خطاياك...

من ظلمك ..من قهرك لي باسم الرّحمان ..

داو جراح الماضي..

لأنسى أنك رجل شرقيّ  

يسعد بقهر الأنثى

وبدمعها ينتشي.


بهيجة بالربيع بن رڨية

وصفوني بقلم د. حسام محمد خليل

 وصفوني 

بقلم د.  حسام محمد خليل 

------------------------------------


وصفوني بالتكبر والاعتلاء

فهامت نفسي مترقبه في جو السماء

اراقبها بين النجوم الساطعات

وانتظر كل ليلة من السماء الصفاء

اراقب ملامح وجهي في كل النجوم 

واتلصص كل سحابة تمر علنى اسمع 

صدى صوتى  يرشدنى اين انا بين الاكوان

فما سمعت سوى نفس بريئة 

تتغنى  بالغزل ووصف الجمال

وأناس من حولي صنعو لي بالاحترام كيان

ووصفي بينهم كنسمة بين ازهار الربيع 

فعلمت ان من وصفنى بالاعتلاء  دجال هدام

نعم انا الجبال الراسيات 

هامتى علياء ونفس مازالت تحبو

بين هامات شامخات  

اقرأ وجوه العباد كقارء الفنجان

اتعلم كيف يصنع العلم اناس  انقياء

 لي عالما اعيش بيه وبدونه لا حياة

 ها انا الحب  لكل خلائق الرحمن 

فياعبد هداك عقلك بتلك الخرافات

فالكون ملئ بالذئاب 

وانا منهم ومن وصفك براء

فيا كاتب النص اعد ترتيب الاوراق

اصنع لوحة بيها كل الجمال

واناس يجدون البنايان كى يعلمو البيان

فلا تدمع العين واسكب الحبر وحطم الاقلام مزق كل قصيدة وكل حرف 

كتب بدمع ونبض وحروف من ماس. 

وتعلم من انواع البشر كيف قيمة الاحجار 

 واصنع الخير بعبرة النص كن انت 

ولا تسمع حروف من عقول عفي عليها 

الزمان



على نخبك يا قمر بقلم الشاعرة لطيفة_سالم_بوسته

 على نخبك يا قمر 


تظلّ ليالي الظّلمات 

تسامرني 

تحاصرني 

لتسكب في روحي 

سنوات من الحنين 

سنوات من الإنتظار 

من الوعد والاصرار 

من العطش... من الظّمأ

حدّ الامتلاء 

حدّ الاكتفاء 

حدّ الثمالة 

فلنشرب 

فلنشرب كؤوس الصّبر 

على نخبك يا قمر 


لتظلّ ليالي الظّلمات 

تسامرني

تحاصرك وتحاصرني 

لتسكب في شراييني 

المزيد من الصّبر والحنين 

المزيد من الآهات 

المزيد من اللّسعات 

المزيد من الخيبات 

حتى يصير طعم الملح علقم 

على الشّفاه الضّامئة 

على شاطئ القلوب 

المتعطّشة

لنسائم الحياة 

للافواه المغلقة 

حدّ الاختناق 

للحناجر المكبوتة 

حدّ الصّراخ في صمت 

للعيون الشّاهدة 

على آثار المذبحة 

للأجساد المعلّقة 

داخل المصيَدة 

للأشلاء الممزّقة 

حدّ الموت 

حدّ الفّناء 

حدّ الدّماء 

فلنشرب حدّ الثّمالة 

كؤوس الخيانة 

كؤوس النّدامة 

كؤوس الفشل 

على نخبك يا قمر 


وتظلّ ليالي الظّلمات 

تسامرني... تحاصرني 

لتُشهد في عيوني  

خيوط المؤامرة 

سقوط المقامرة 

لتصدع في أذنيّ

أجراس الحقيقة 

لقلوب صديقة 

وأرواح طليقة 

فلنرقص 

حدّ المجون 

حدّ الجنون 

فلنرقص حدّ الضّياع 

على شاطئ الحرمان 

على شاطئ الأحزان 

ولنشرب حدّ الاكتفاء 

حدّ الارتواء 

حدّ النّسيان 

حدّ الهذيان 

حدّ تسلق الجدران 

فلنرقص على خيط الضّياء 

ولنشرب كؤوس الرّجاء 

حدّ الكلام 

حدّ الصّدام 

حدّ الحسام 

على نخبك يا قمر


لتظلّ ليالي الظّلمات 

تسامرني.. تحاصرني  

فلنتحسّس أجسادنا 

ولنناجي أرواحنا

أشلاءنا 

عزائمنا 

مصائرنا 

ضمائرنا 

جراحنا 

قلوبنا 

عروبتنا 

أقدامنا المتعبة 

من المسير 

على جمرات السّعير 

لننظر 

في عيون الشّرفاء 

عبر خيوط الضّوء 

ولنشرب كؤوس النّخوة 

والانتماء يا صاح 

فلنشرب 

على نخبك يا أقدارنا 

الضّائعة 

فلنشرب 

على نخبك يا قمر 


فلتظلّ ليالي الظّلمات

تسامرني .. تحاصرني 

لنسكب أقدارنا

في الأقداح 

ولنقبض عليها بالرّاح 

والنّجوم حمراء 

تناجي السّماء

والحمامة البيضاء 

غصنها مبتور 

وجناحها مكسور 

مخضبّ بالدّماء 

تبيت في العراء 

فلنركض 

حدّ الصّحراء 

حدّ الهراء 

حدّ الماء للماء 

ولنشرب كؤوس الأمل

حدّ الحناجر 

حدّ الحروف 

حدّ السّياط 

حدّ الأكفّ

ألفا بألف 

على نخبك يا قمر 


ولتظلّ ليالي الظّلمات  

تسامرني.. تحاصرني 

لنسكب على جراحنا

كثبان الملح 

لنسكب كؤوس النّيران 

من أسنان الرّياح 

من بريق الصّبر 

نسنّ نصال الرّماح  

من مسافة الصّفر 

يعمّ أقصى الطّوفان 

من هدير العاصفة 

حدّ الصّدور عارية 

حدّ الفاصلة 

حدّ القافلة  

حدّ الحناجر 

حدّ السّهام القاتلة 

ولنشرب كؤوس الغضب 

حدّ الرّصاص 

حدّ القنابل

حدّ السّكين

حدّ القبور 

حدّ الطّين 

لنشرب 

لنشرب كؤوس اليائسين 

على قبّة الصّخرة 

على نخب الشّريد

على نخب الجريح 

على نخب الشّهيد

لنشرب 

على نخب الجنين 

من رحم المشيم 

على نخب براعم الياسمين

النّابتة من وجه الحنين 

على نخب الصّامدين  

في وجه الدّمار من سنين 

فلنشرب.. فلنشرب 

حدّ العناد

حدّ الرّماد

حدّ الحصار 

حدّ الدّمار 

حدّ الصّدام 

حدّ المرام

على نخب الجنين الشهيد 

وسط الصّراخ 

حي على السّلاح 

على نخب العود التليد 

حي على الطوفان 

في كبد الرّياح 

على نخبك يا قمر 


♡بنت_الجزيرة_الحالمة 

♡لطيفة_سالم_بوسته 

♡تونس_جربة في 7 فيفري 2025



حِينَ رَفَّ الحَنينُ بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆ تونس

 ✨《حِينَ رَفَّ الحَنينُ》 ✨


عَلَى عَتَباتِ القَصيدِ الْتَقَيْنَا 

غَريبيْنِ  لَمْ ندْرِ کیْفَ و أیْنا


وعِشْنا  نَصُوغُ  الغَرامَ مَجازًا

و جَمْرَ الصَّبابةِ صَمْتًا و بَیْنا


و هَا إنَّنَا  حِينَ رَفَّ الحَنِينُ

هَزَزْنا بِجِذْعِ المُنَى وانْتَشَيْنا


و مَا بيْنَ لَهْفةِ هَمْسٍ وَ هَمْسٍ 

تَفَتَّقَ وَرْدٌ عَلَى شَفَتَيْنَا


ومَا بيْنَ رَفّةِ حِبْرٍ و حِبْرٍ

 تَهادَى البَديعُ علَى رِيشَتَيْنَا


لنَخْتالَ في فاتِناتِ القَوافِي

وَرِيدًا و قَلبًا وأذْنَا و عَيْنًا   


نَرُومُ النَّقاوَةَ مِلْءَ الفَواصِلِ

مِلْءَ النِّقَاطِ..خُطُوطًا و لَوْنَا


ونَرْتادُ  دَرْبَ الخَيَالاتِ وصْفًا

لِنخْلِقَ مِلْءَ المَجَازاتِ كَوْنَا


نُدَنْدِنُ مِلْءَ اليَرَاعِ بُحُورًا

تُموْسِقُ  عشْقا و تنْسَابُ هَوْنا


ومِلْءَ المَحَاجِرِ نَرْصُدُ أفْقًا

فَيَهْفُو الحَنِينُ بِحُلْمٍ عَلَيْنا


وَ مِلْءَ الحَنَاجِرِ نَصْدَحُ بَوْحًا

فيُهْدِي الصَّدَى رَجْعَ شَوْقٍ إليْنَا


و نكْتبُ حَاءً و بَاءً  بِنُورٍ

يُجَمِّلُ جِيدَ القَوافِي لُجَيْنَا


فَنُبْحِرُ عَكْسَ اتّجَاهِ المَنايَا

ونغْمِسُ فِي اللّازَورْدِ  یَدیْنا


و يَجْمَعُنا الشِّعْرُ تَرْنِيمَتيْنِ

وهَمْسا يُعَرْبِدُ في مُقْلتَيْنا


و نَفْحَ رُضَابٍ و بَوْحَ عِتابٍ

لحَرْفٍ جَفاَ ذات سَهْوٍ لدَيْنا


ونَكْتُبُ  فَوْقَ خُدُودِ الغُيومِ

رَسَائلَ شَوْقٍ بِمَاذَا و أيْنَا


فَحِينًا يُعَمّدُنا الشّْعرُ وَصْلًا

بِبَلْسَمِ بوْحٍ  عَلَى شَفَتيْنا

 

فَنَرْسُمُ  للأُنْسِ تَبْسِيمَتَيْنِ 

وَتَعْوِيذَتيْنِ  لِنغْتالَ حَيْنَا


وَ نُرْسِلُ للرّيحِ  تَنْهِيدَتَيْنِ

إِذا هَلَّ اَهُ الحَنِينِ عَليْنْا


يَعُبُّ المِدَادُ دُمُوعَ التَّلاقِي 

فَتَسْرِي الطَّلاوَةُ فيهِ الهُوَيْنَى


ويَنْبَجِسُ العشْق بَينَ القَوَافِي

يُرَوِّي اشْتِيَاقَ القريض إلينا

 

ومَا بَيْنَ سَطْرٍ وسَطْرٍ رَبيعٌ

يُغازلُ ثغرًا...يُراودُ عيْنا


وفَوْق وِسَادِ القَوافِي تَلاقَى

أُذيْنٌ يَضُخُّ بِدِفْءٍ أَُذَيْنَا


                         ☆●

مِنَ اليَوْمِ لَنْ نَرْشُفَ الكَأْسَ جَمْرًا

وَلَنْ نعْزِفَ اللَّحْنَ غَبْنا وَ بَيْنا


ولَن نَقْبلَ العِشْقَ  غُرْمًا و هَجْرًا

ولا الشِّعْرَ سُوقَ بَوَارٍ وَ مَيْنَا

 

سَيغْدُو القَصيدُ مَواسِمَ عِشْقٍ :

دِثارًا.. ودَارًا.. وصِدْقا.. وصَوْنَا


ويَكْتُبُنا الحَرْفُ في سِفْر خُلْدٍ

 بِعَهْدِ المَحَبّةِ دِينًا و دَيْنَا.☆☆☆


 ☆《 سعيدة باش طبجي☆ تونس》☆


الجمعة، 7 فبراير 2025

الجزءُ الثالِثَ عشَرَ من قصيدتي "رهينُ النَّكباتِ" بقلم د. أسامه مصاروه

 الجزءُ الثالِثَ عشَرَ

من قصيدتي

"رهينُ النَّكباتِ"

المكوَّنةِ من

350 رباعيَّةً

301

إنْ يَلْبِسِ الْحِمارُ ما نَلْبِسُ

أوْ يَضَعِ التاجَ أَلا يَرْفِسُ

إنْ يَحْمِلِ الأَسْفارَ قاطِبَةً

هلْ بيْنَ كُتّابٍ لنا يَجْلِسُ

302

كيْفَ وهذا الْجَحْشُ لا يَمْلِكُ

كرامةً حتى بِها يُدْرِكُ

غريزَةُ الْجَحْشِ الْبَهيميَّةُ

لَسَوْفَ بالْجحْشِ غَدًا تَفْتِكُ

303

فَخَيْلُهُ يا عُرْبُ لِلْفُرْجَةِ

ورُبَما للْفَخْرِ والْبَهْجَةِ

ليْسَتْ خُيولَ خالِدٍ أَبَدًا

إذْ لَمْ تَكُنْ للْعَرْضِ وَالسَّحْجَةِ

304

والنَّفْطُ لنْ يَظَلَّ لِلْأَبَدِ

لَسَوْفَ يَخْتَفي كما الزَّبَدِ

والناسُ أصْلًا لا وُجودَ لَهُم

إلّا كَما الْعَبيدِ في الْبلَدِ

305

أَيُّ مصيرٍ أيُّ مُسْتَقْبَلِ

لِشَعْبِكُم في زَمَنٍ مُقْبِلِ

بلا مشاريعَ ولا دوْلَةٍ

فالْحُكْمُ كُلُّ الْحُكْمِ للْهَيْكَلِ

306

وَدْراكْيولا في كهْفِهِ الأَسْوَدِ

يَدْعَمُ كلَّ ظالِمٍ مُعْتدي

وَهُمْ عِطاشٌ دائِمًا لِلدَّمِ

كَطَبْعِ كلِّ حاقِدٍ مُلْحِدِ

307

تخيَّلوا وُقوفَ مُعْتَصِمِ

معْ قيْصَرِ الرّومِ وَمِنْ عَدمِ

لا مُسْتَحيلٌ قدْ تَقولُ لنا

ما رأْيُكُمْ بِثَلَّةِ الْغَنَمِ؟

308

وَدَعْمِهِمْ لِمُجْرِمٍ نَتِنِ

وَقاتِلٍ مُعْتَمَدٍ عَفِنِ

أيُّ مُبَرِّرٍ لِذِلَّتِهِمْ

وَذَمِّهِمْ على مدى الزمَنِ

309

وَهلْ يَهُمُّ الْعبْدَ إذلالُهُ

وَهلْ يُخيفُ الْغَرْبَ أنْذالُهُ

لوْ أنَّني لمْ أُخْلَقَنْ أبَدًا

ما هَمَّني الْعَبْدُ وَأَمْثالُهُ

310

ما همَّني الْمَزيجُ ما هدَّني

ولا الْغَريبُ مِثْلُكُمْ صَدَّني

يا وَيْلَكُمْ منْ غضَبِ الْقادِرِ

رُحْماكَ يا مَنْ بالْهُدى مَدَّني

311

وَبالْوُقوفِ صامِدًا صابِرا

وَرُغْمَ بطْشِ الْمُعتدي ثائِرا

دَعوْتُكَ اللّهُمَّ في محْنَتي

فُكُنْ لنا عوْنًا وَكُنْ ناصِرا

312

بينَ الْعبيدِ ليْسَ مَن ينْصُرُ

بلْ مَنْ يبيعُ الْعِرضَ أوْ يَفْجُرُ

أعْلَمُ أنَّني سَأُغْضِبُكُمْ

لكِنّني أسْألُ مَنْ يَغْدُرُ

313

بِدَعْمِهِ الرُّومَ على قَتْلِنا

هَدْمِ ديارِنا وَإِذْلالِنا

أمُسْلِمٌ أنْتَ وَمِنْ مِلَّتي

عَقيدَتي حتى وَمِنْ أصْلِنا

314

يا ربَّنا هيِّئْ لنا مِرْفَقا

يَكُنْ لنا مِن غَدْرِهِمْ مُعْتِقا

واجْعلْ لَهمْ مِنْ فوْقِهِمْ ظُلَلًا

وَبَيْنَهُمْ يا ربَّنا مَوْبِقا

315

قالوا بِأَنَّ الرَّبَّ قدْ يُنْعِمُ

على أُناسٍ ثُمَّ يَنْتَقِمُ

كَمْ طُرُقٍ للرَّبِّ كمْ سُبُلٍ

نجْهَلُ كُنْهَها ولا نفْهَمُ

316

رُبَّ سخيفٍ بكَ لا يؤْمِنُ

والْخَطَرُ الأَكْبَرُ لا يُتْقِنُ

إلّا الْجُنونَ معْ كلابٍ لَهُ

أَنْجَسُهُمْ أَقْذَرُهُمْ نَتِنُ

317

جُنونُ شيْطانِهِمُ الْعَفِنِ

قدْ حرَّرَ الْمُنْتِنَ منْ رَسَنِ

كلاهُما ظَنّا بِأَنَّهُما

يُقَدِّرانِ دوْرَةَ الزَّمَنِ

318

جهَنَّمُ الَّتي تُهَدِّدُنا

بِها وَحِقْدًا تَتَوَعْدُنا

هلْ أنتَ أمْ ربُّكَ خالِقُها

وَمَنْ سِوى الرَّحْمنِ يُنْجِدُنا

319

إنْ كُنْتَ يا مُسْخُ مُؤّجِّجَها

وَكُنْتَ لا الرَّبُ مُهَيِّجَها

امْنَعْ بِدايَةً حَرائِقَها

في أرْضِكُمْ إنْ كُنتَ مُخْرِجَها

320

وَيْلَكَ أيُّها المَريضُ الشَّقي

يا كافِرٌ بِكُلِّ أمْرٍ نَقي

انْظُرْ إلى وَجْهِكَ ماذا ترى

وَجْهًا لِإِبْليسَ بِهِ تَلْتَقي

321

حتى تُخَطِّطا إبادَتَنا

لِتَمْنَعا بِها إعادَتَنا

فَلْتَعْلَما إنْ تَمْكُرا مَكْرُكُمْ

لَطالَما قَوّى إرادَتَنا

322

إنْ يَجْبُنِ الْعُرْبُ أمامَكُما

وَيَبْتَغوا فقطْ سلامَكُما

كيْ يُقْعِيَ النَّذلُ على عَرْشِهِ

لنْ يُحْسِنَ الرَّبُ خِتامَكُما

323

أمّا ذُبابُ الْعُرْبِ حُكامُهُمْ

أذْنابُ غَرْبٍ بَلْ وَخُدامُهُمْ

فَمِثْلُ غيْرِهِمْ إلى صَقَرٍ

حيْثُ مِنَ الزَّقومِ إطعامُهُمْ

324

لكِنَّ صمْتَ الْعُرْبِ يُدْخِلُني

مَدْخَلَ ذُلٍّ بلْ ويَجْعَلُني

لا شيْءَ عِنْدَ حاقِدٍ نَتِنِ

وعِنْدَ مَنْ بالذُّلِ يقْتُلُني

325

أعْداؤُنا الثَّلاثَةُ اتَّحَدوا

إبليسُ ثُمَّ الْغاصِبُ الْمُلْحِدُ

ثمَّ مُلوكُ الْعُهْرِ مِنْ عَرَبٍ

أمّا لنا فَالواحِدُ الأَحَدُ

د. أسامه مصاروه

...لا تبك على الدنيا..... بقلم الاستاذة امنة بورديم الجزائر

 ...لا تبك على الدنيا.....

لا تبك على مافات....

فإن ما فات....

اندثر ومات...

لا الأيام تعود...

ولا الضحكات...

لا والله....

كل الأيام نفسها...

موت من مات...

وحتى من  هو حي سيموت....

لا تقول  عني جهلت...

أو قنوط ما عاذ الله..

بل هي الحياة....

وهي تدور كالساعة...

وتبدأ من الصفر إلى النهاية...

وكلنا قادم وآت....

ثم نمضي ....

إن شاءالله....

قصر العمر أو طال...

فربك  الكريم هو من أراد...

فيا رب الناس...

لا تجعل في القلب حسرة...

على الدنيا...

بل أكرمنا يوم الممات...

واختم بالصالحات أعمارنا...

والشهادة يوم الوفاة...

فلا تبك على الدنيا....

وعش ما عشت...

بالحب  ...

وقنعنا  بالله بالذي كتبته ....

إلى يوم  التناد...

فاللهم لا تحرمنا من رضاك...

وأجعل خير أيامنا...

يوم لقياك...

وأجعل القرءان ربيع قلوبنا....

والرسول  خير جليس...

عند الحوض نلقاه....

لا تبك على الدنيا....

فهي فانية إلا من في وجود  الله.

بقلمي الاستاذة امنة بورديم الجزائر

نانو بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 نانو


غاز؛

مسيل للدّموع

بصل!

☆☆☆

نار؛

تكوي الشّفاه

فلفل أحمر!

☆☆☆

وجع؛

مذهب للعقل

سفسطة نسوة!


ذ.داود بوحوش تونس

من يطيق صبرنا !! بقلم الأديب صالح إبراهيم الصرفندي

 من يطيق صبرنا !!

رياح عاتية

يا وجع فوق

 وجعنا

يا صبر فوق 

صبرنا

ليلة لم تمر

ليلة الأربعاء

كانت عنوانًا 

لتغريبتنا

ساعات لم ترحم خيامنا

أمطار 

صواعق

قلق 

شرود


خيام النازحين أصبحت

طعمًا 

للكارثة

ما أقسى الطبيعة

ما أشد عنفوانها 

رباه يكفينا

من قهر و ظلم

و تشريد


رباه لم تنم أعيننا

صراخ الصمت

سكن قلوبنا

ماذا نفعل في ليل حالك

و الظلمة تسري في

عروقنا


أصبحنا بلا معالم لجيراننا

الخوف ملأ أفئدة 

صغارنا

أمطار تلتهم ما تبقى من

جوفنا


ما أقسى الطبيعة

و ما أشد غضبها

و هل تصمد 

أمامها خيامنا ؟


نسمع صوت الشوادر

تحلق في فضاء

غربتنا

و المسامير تنخلع من

خشب جنينها

خيامنا أشلاء

صرخاتنا 

خوف


رباه إرحم ضعفنا

و قلة حيلتنا

النازحون دمعاتهم

فاقت تصوراتنا

كارثة

مصيبة حلت

بديارنا


الفناء أقرب من

بقائنا

أشباح رعب

تطوف 

تمزق

تدمر

ما حولنا


اللهم لا إعتراض على

حكم أنت الرحيم

كن بجوارنا


بقلمي

الأديب صالح إبراهيم الصرفندي



هكذا تنهار القيم بقلم الإعلامي خالد ألسلامي

 هكذا تنهار القيم

خالد ألسلامي 

من فضائل مواقع التواصل الاجتماعي انها جمعتنا بزملاء دراسة فارقناهم منذ عقود او زملاء الخدمة العسكرية التي قضيناها معهم في أصعب الظروف او اصدقاء  افترقنا معهم منذ سنين طويلة ونتيجة لهذه الفوائد تمكنا من جمع زملاء الكلية الذين ودعناهم منذ اكثر من ثلاثة عقود فصارت لنا لقاءات شبه دورية فقط لإدامة اُخُوتنا واستذكار ايام الجامعة الجميلة وعادة ما تكون هذه اللقاءات في مطاعم يتم الاتفاق عليها مسبقا وهذا أمر طبيعي لحد الان خصوصا وأننا جميعا قد تجاوزنا الستين  من العمر زميلات وزملاء ولكن الغير طبيعي هو ما نراه في تلك المطاعم من اختلاط رهيب بين النساء والرجال الاغراب عن بعضهم من ناحية القربى والمحارم وبملابس شبه عارية وتَشَبُّه مثير للاشمئزاز ما بين الجنسين بكل شيء حتى في الجلوس المعيب والاركيلة او السيكارة في ايادي النساء والرجال وينفث بعضهم في وجه بعض دخان تلك الأراكيل او السكائر بينما تجد بعض العوائل تأتي بخادماتها او خدمها الاجانب وهم بأشكالهم وتصرفاتهم التي لا تتوافق مع تقاليدنا وعاداتنا مما يثير الازعاج والاشمئزاز بين الناس المحترمين من رواد تلك الأماكن ، هذا عدا ما نراه في الشوارع  والأسواق والجامعات وبعض الدوائر والمصانع من مظاهر فاقت كل معقول من حيث الملبس والتصرف وكأن بعض الشباب من كلا الجنسين لا يوجد في بيوتهم رجال او ولاة أُمور يراقبون تصرفاتهم قبل خروجهم من منازلهم بل والادهى والأمَر ان تجد بعض الرجال يتجولون مع نسائهم ( الزوجة او البنت او الاخت والبعض حتى مع الام ) في ملابس وتصرفات تجاوزت  كل التعاليم الدينية والتقاليد والاعراف الاجتماعية إضافة إلى انتشار المخدرات والمثلية والفساد بكل انواعه ضاربين بذلك عرض الحائط كل تلك القيم والمبادئ والاعراف التي تربى عليها مجتمعنا دينيا واجتماعيا بكل اسف.



قصيدة : قوافل حلم بقلم الشاعر منير صخيري تونس

 .......     قوافل حلم


يا ساقي ما بين الضلوع 

اسقي عبق فؤادي الموجوع

روحا تإن فى زمن الخضوع

شرارة نار وكبرياء موضوع

أنا من أنا وإلى أين ومن أكون ؟؟

أنا ذاكرة عدم من مخاض زمن

توشحت على صدره وشم أنين

نقشت بصمته من أعتاب الوهن 

يا ساقي روحا عطشى بعد للأمل

تصارع درب قوافل حلم عابر سبيل

ظن أنه فارس الهوى يحلم وحلمه خيال

أنا ومن أنا غير طيفا عابرا من هواه اكتوى

سراديب عشقه احتراق ونجوى

يا ساقي اسقني من لذة ذرة الحياة

فشعاب دربي لم تعد لها أثر بصمة

تعيد لي طعم روحا لأيامي الحالمة

هي تلك ينابيع أشواقي الباقية

وتغاريد البلابل فى الليالي القاسية الباكية

هذا أنا ومن أنا من بين تلك السطور

أنا كلحظة خسوف اقتران الشمس بالقمر

لست إلا عابر سبيل حائرا بين السمر والسحر

عاشقا سكرانا بالهوى فى منعرج مفترق وقدر

يا ساقي اسق فؤادي لحظة بصيص أمل

كم تجرعت مرارة الحلم وكئابة ليل

حتى أصبحت كالمعتوه أضناه السفر

بات أسيرا للسراب وظلمة ترحال مع الليل

أيها الساقي قوافل حلمي هي كل شيء لي عندك باقي


                قصيدة : قوافل حلم 

         الشاعر منير صخيري تونس 

         الخميس 06 فيفري 2025



الأنوثة..... بقلم الكاتب عزت شعراوي

 الأنوثة.....

في وصف الرجولة...

  تحير القلم

رغم أن الرجولة

 واضحة كالعلم

وأنما الإختلاف 

نجده عند حواء

وهي نعيم الرجل 

بل أجمل النعم

ولكن ليس كل أمرأة ...أنثي !

فليس كل لبن .....

كامل الدسم !

ليست كل النساء سواسية

فهناك أشباه نساء ...

وهناك قمم

ان إدعاء الأنوثة 

شئ فيه خلط

هناك من تراه 

بالملامح قد حسم

أو من تراه 

بجسد ناهد له فتنة

وعيون وشفاة 

مرسومة بالقلم

ومنهن من وجدوه بالغواية

والفتنة....

 شئ يتبعها الندم

والأنوثة كنز من جمال

هي الحياء

 يمشي علي قدم !

هي الدلال 

والبراءة والحنان 

هي ذات

 تعطيك من عدم !

هي روح ....

تعرف معني الحرية 

وتعلم ان لكل جمال... حرم !

تأخذ من كل زهرة رحيقها 

فتجدها متفردة

 وليست رقم !

فتجد حولها

 هالة من هيبة

حتي وأن تدللت...

 وقالت نعم !

لا تشبع من حبها 

وهو فيض

فللأنوثة سحر فيه نغم

عزت شعراوي 

7/2/2025



مصر هي الامان بقلم سامى ابو الغيط

 مصر هي الامان

عمر شعبها يوم ما خان

او ترابها علينا هان

هي دى الغالية مصر


نفدي أرضها وب عينينا

وعمرها ماتهون علينا

نهر نيلها اللى ساقينا

وهي امي ف اي عصر


انسوا انكو تدخلوها

ولا بالكلمة تهنوها

هي رغم الكل مصر

والرجال رايحين ل نصر


شعبها الكل جيش

واللى عادا ما يساويش

كل بالنسبالنا ريش

نعصره ف أيدينا عصر


سامى ابو الغيط