الجمعة، 12 يوليو 2024

تفاحةُ طروادة ـــــــــ محمد مجيد حسين


 تفاحةُ طروادة

‏"البرهنة على الحقيقة غير كافٍ، يجب إغواء الناس باعتناقها" فريدريك نيتشه.
ها أنا ذا مُتشبثٌ بدفء الماءِ في زحمة الفيافي أقرأُ "أعراس الماءِ" لأم الزين بن شيخة، وما بين العرس والعرس ثمة عطشى يلهثون خلف مواكب الحناء.
هنا لنتمعن في الأثر الذي قد ينبثق من نصوص ديوان "أعراس الماء"
هنا ثمة أسئلة تُطرح:
هل استطاعت الشاعرة الخروج من النمط الشعري الحديث الذي تأسس في بيروت على يد جماعة "مجلة الشعر" في خمسينيات القرن المنصرم:
السياب.. أدونيس.. أنسي الحاج...
وهل في ثنايا النصوص ما يمنحنا بعضَ الفضاءات التي من شأنها تنظيم العلاقة بين المرء ونفسه وبينه وبين الغيب؟
وهل فتحتْ ندى النصوص شرفات جديدة في ذواتنا، أم سارت في ذات المنحى الذي سلكه الشعراء العرب على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن؟
هنا سنحاول تسليط الضوء على مكامن اللذة في الديوان من خلال الغوص في عنوان الديوان وقراءة أحد نصوصه.
لو آثرنا رصد رواسب الروائح التي تنبع من نصوص الديوان قد نصل إلى محصلة فحواها: لا موطئ قدمٍ لقبح العالم في حضرة أعراس الماء المتعوبة عليها والمنبثقة من شجرة معرفية مُدركة بعمق ضارب لأهمية توظيف الجمال في مواجهة نظام التفاهة الذي يقود العالم وفقاً للفيلسوف الكندي المعاصر" آلان دونو"
ثمة تحقيقات كثيفة في جوهر العمل الإبداعي تهدف إلى بث السكينة وتخفيف حدة القلق القادم من الرقمنة، ومن خلف النوافذ والستائر المنبثقة من الفضاء الأزرق.
أعراس الماء صرخة تأتينا بتواتر وهندسة أستطيقية غارقة في البحث الدؤوب لتحصين ما يمكن تحصينه.
ثمة باقة قبلات دافئة تأتينا من مخيلة الشاعرة أم الزين بن شيخة رافعةً شعار إبرة وخيط لترقيع المزيد من بؤس العالم.
"أعراس الماء"
العتبة تأخذنا نحو الراقد بسكينة هنا ببهو الماء الذي يُعد جوهر الحياة.
"أعراس الماء" مدلول سيميائي على أعراس الحياة.. تحت سطوة نظام التفاهة تفوقت الجنازات على مختلف أشكال البهجة.
لنأخذ أحد نصوص الديوان: "جبل من الماء المقدس"
ثمة تماوجات في عنوان النص تقودنا صوب العميق من عمق "أعراس الماء"، ولنقرأ النص معاً:
جبل من الماء المقدس
يركع لسواد الليل في عينيها ..
وحرف صغير بين يديها
جاءت ترسم الفجر باكرا...
وفي البال أغنية
لهدهدة الصقيع . ..
ومدينة بلا أسئلة...
نهار طويل وقيامة بلا آلهة..
وطوابير...
وأصوات الراحلين تركض
في غبار الوقت المكفن بالتراتيل...
جاءت ترسم الفجر باكرا...
وفي قلبها طفلة باكية...
من عمق الربيع..
جاءت ترسم الفجر باكرا...
وكان الماء واقفا على شفة غيمة حزينة..
ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين..
جاءت ترسم الفجر باكرا..
تراود العطر على الشذى...
والياسمين يرقص في يد ربة شرقية..
مزقت فساتينها على وجه سفرجل يتيم..
زغاريد واهازيج وشفاه ممنوعة من المستحيل...
وطن يهزم الأفق
ويعود إلى أعراسه القادمة من جهنم..
وتفاحه تقضم ضحكتها الأولى
كي تولد سماء من الحلوى
في ابتسامة طفل صغير....
أم الزين بن شيخة
"جبل من الماء المقدس" عنوان أبستمولوجي يرمز إلى جوهر الكائن البشري، فالماء هو الحياة، والمقدس هو العقل وفقاً "لأيمانويل كانط"، والجبل رمز الشموخ.. هنا ثمة تجلية تقودنا نحو عمق بؤر الكينونة، لنتدارك امتداد الماء في بهو القصيدة التي تدعونا إلى جملة من ولائم جمالية تنبثق من رؤى غادقة في تشريح الملامح التي عليها تؤسس أجواء المشهد الأستطيقي التي بدورها تمنحنا القدرة على استكشاف المُغيّب من المسرح الجمالي.
"جبل من الماء المقدس" رابية تأخذنا في مسارات متباينة تمنحنا شرفات ومن زوايا مختلفة لبلوغ جوهر الحياة عبر فهم المراحل التي مرَّ بها الكائن البشري، والموورثات التي تغلغلت في نسيج شخصيته، منها ما تبدلت ومنها ما ذابت في سياق التطور بشقيه الطبيعي والقسري تحت سطوة الخطاب السائد في كل عصر وفقاً لمصالح الأقوياء.
جبل من الحياة النبيلة تعرّضَ لفرمانات على امتداد التاريخ، وأخذ صبغة دموية مع ظهور الأديان والصراع الوجودي بينها، ومع مرور الزمن وقيام الثورة الصناعية في الغرب وصعود الطبقة الرأسمالية تحول الصراع إلى صراع طبقي في جغرافيات عديدة وخاصة في مطلع القرن العشرين أي مع الثورة البلشفية في روسيا القيصرية وتبوء الفكر الماركسي سدة الحكم، والذي عرف لاحقاً بالاتحاد السوفياتي، وكانت للحربين العالميتين دور محوري في انحسار مساحات "أعراس الماء" في معظم بقاع العالم.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اندلعت ما سُميَ بالحرب الباردة ما بين القطبين الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، والتي هزت جبل الماء المقدس، وخلخلت شجرة الكينونة من جذورها.
وفيما بعد تم تفكيك دول الاتحاد السوفياتي، ونحن لسنا بصدد البحث في أسباب انهيار القطب الاشتراكي، وبات العالم يقوده قطب واحد الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا ظهرت أصوات تخشى من عودة الصراعات ذات البُعد الوجودي، وقد يأتي في مقدمة الأصوات المنبهة لخطورة هذا الصراع: المُفكر الأمريكي "صموئيل هنتغتون" في أطروحته الذائعة الصيت "صدام الحضارات" الذي أكد فيها فظاعة الحرب ذات البعد الثقافي والحضاري، وهذا ما أكدت عليه الوقائع لاحقاً.
نستسيغ من هذا السرد التاريخي الوجيز حجم الويلات التي تعرضت لها "أعراس الماء" وبدوافع متعددة، ولكنها كانت تصب في ذات المصب، فهي نالت الكثير من روح وجسد أعراس الحياة.
ويزخر النص بالصور الشعرية ذات العمق المعرفي والبعد الأخلاقي،
لنأخذ مقطعاً من النص:
"وأصوات الراحلين تركض
في غبار الوقت المكفن بالتراتيل
جاءت ترسم الفجر باكرا
وفي قلبها طفلة باكية
من عمق الربيع"
هنا ثمة فصاحة مغروسة ببعد سيكولوجي ينبثق من رؤى قادمة من علو ضارب في ذاكرتنا العميقة.
" أصوات الراحلين تركض"
تشبيه ببوصلة وارفة: الراحل صامت! فكيف يمكنه إطلاق أصوات راكضة؟! هنا تستعين الشاعرة بذبذبات قد تشكل نسيجاَ صوتياً وتدعمه بحركة تخلق في الفراغ جملة جمالية راسخة في الذهول لدى الآخَر المتلقي.
" في غبار الوقت المكفن بالتراتيل"
الغبار مدلول على ضبابية في الرؤية، والكفن صورة ملاصقة للموت، ربطهما بالترتيل صورة روحية، أي أن الصورة الشعرية مركبة، تبدأ بالغبار وتنتهي بالتراتيل، ومابينهما الوقت الملتحف بالكفن مدلول حازم للموت، وتكمل شاعرتنا أم الزين:
" جاءت ترسم الفجر باكرا
وفي قلبها طفلة باكية
من عمق الربيع"
هنا ثمة تضاد شاهق يكمن في رسم الفجر وبين الوقت المكفن، أي أن الشاعرة ترى بالنهاية بداية البدايات من خلال التأكيد على رسم الفجر باكراً الذي بالأساس هو بداية اليوم، وقد أضافت إليه "باكرا" لتزرع في ذهن القارئ مشهداً من الرقمنة، فالحياة الحديثة قائمة على السرعة، لذا تطَلّبَ إضافة باكراً لاسم الفجر.
لتكمل شاعرتنا "وفي قلبها طفلة باكية من عمق الربيع"
وفي القلب طفلة تبكي في الربيع والذي من المفترض أن تكون مبتهجة فيه: هنا تبينُ لنا الشاعرة سيرورة الكائن البشري عبر هذا المشهد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
هنا غبار وكفن ..
وهنالك فجر وطفلة..
تتراءى في المقطع السابق الفصول الأربعة التي يمر بها الكائن البشري، حيث استطاعت المبدعة أم الزين بن شيخة خلق كثافة في متن ذو عمق وتدي متشعب عبر بوصلة سيميائية غادقة تعكس مساحات التأمل في الزمن الكتابي.
لننتقل إلى مقطع آخر:
"وكان الماء واقفاً على شفة غيمة حزينة..
ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين.."
هنا ثمة دعوة شاهقة للمتلقي ليُبحر في تأملٍ متعدد الدلالة، الماء واقف والإطار الحاضن يكتنفه ألم، أي أن الحياة هنا تبحث عن من يستحقها، هنا ترمز الشاعرة إلى انخفاض مساحات عشاق الحياة مع نمو المد المعادي للحياة والمتمثل هنا ببروز الفكر المتطرف وسيطرته على عقول العامة في عديد الجغرافيات هنا في شرقنا المأزوم، لذا الماء يقف على شفة غيمة، وهي بدورها تعيش حالة من الخيبة، فالحزن له منابع عديدة، قد تكون الخيبة هي ما تبوأت ذهنية الشاعرة في الزمن الكتابي.
" ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين.."
كيف يغدو الورد بمكان الأم التي فقدت أعز شخص على قلبها، قد يكون وحيدها أو وحيدتها.
متى يمكن للوردة أن تبكي بتلك الحرقة المريرة؟ على الأرجح لن تبلغ هذا المبلغ إلا إذا فقدت آخر معاقل آمالها، فقد تكون فاقدة حتى بصيص أمل يمدها، أي أنها لا ترى بذور الورد من حولها.
" وردة ثكلى" مؤلم أن تبلغ الخيبة هذه الدرجة من الوجع.
وتكمل المشهد الاستثنائي بين نهرين عاشقين، فالماء رمز للحياة، وفي النهر ثمة مواكب من أعراس الحياة تجري في نهرين عاشقين، وكأننا أمام دار للأوبرا بدون أن تستطيع جذب اهتمام سامعها.
الماء واقف
غيمة حزينة
وردة ثكلى
وعشق النهرين ..
وكأنه حتى في قلاع الحياة تفقد أعراس الماء المزيد من روحها، هنا يمكننا تشبيه هذا المشهد بما جرى في أفغانستان بعد عقود من الصراعات والحروب، حيث اختار الشعب حركة طالبان المتطرفة ورفضت مفاهيم العصر التي تمنح الكائن البشري المزيد من الحرية والكرامة، وفي تاريخنا المعاصر عديد من الأمثلة على تقهقر أعراس الماء أمام أعراس القتلى.
لنتتقل إلى مقطع آخر من النص:
" ويعود إلى أعراسه القادمة من جهنم
وتفاحة تقضم ضحكتها الأولى
كي تولد سماء من الحلوى
في ابتسامة طفل صغير"
ثمة تأمل في بياض قادم من الجحيم:
الأعراس هي رمز للبهجة، والماء محور للحياة.. كيف تأتي من الجحيم وهو رمز للسواد؟!
هنا تدعُونا الشاعرة أم الزين إلى تفعيل طاقاتنا البيضاء من خلال فتح فضاءات التأمل لتؤكد لنا بأن في عرين الألم ثمة ابتسامة قد تتاح وفقاً لنظرتنا للعالم.
" تفاحة تقضم ضحكتها الأولى "
في الموروث الديني التفاحة تسببت في هبوط آدم وحواء إلى الأرض، وفي المنظور العلمي والتاريخي لها عديد السرديات، ربما أشهرها تأثيرها الجم على حرب طروادة ذائعة الصيت وفقاً للسيرة الأسطورية، إذ كانت التفاحة السبب المباشر في تلك الحرب.
تفاحة "تقضم ضحكتها الأولى" أي أن في بداية تناولنا لها تعتري البسمة ملامحنا ولكنها قد تكون بسمة مرفقة بشد عصبي قد يؤدي إلى تباينات متضاربة في سياق معرفي جمالي متعدد الأوجه.
تنهي شاعرتنا أم الزين نصها
" كي تولد سماء من الحلوى
في ابتسامة طفل صغير"
تخبرنا شاعرتنا بأن في ابتسامة طفل ما يكفي ليغدو العالم آمناً موغلاً بالكينونة.
سماء من الحلوى مرآتها ابتسامة طفل صغير، هنا يمكننا أن ندرك أهمية زاوية رؤيتنا للعالم والتي على متنها تبنى سعادتنا، أي أن السعادة تكمن في دواخلنا لنصل إلى الحكمة الفلسفية: "الإنسان هو صانع ظروفه التاريخية".
"جبل من الماء المقدس"
قد يصل القارئ الحصيف إلى حجم التحولات داخل ذات الكائن البشري، حيث قد تتحول البراءة إلى شراسة، والقوة إلى نقمة، والإدراك إلى ألم عميق.
ديوان "أعراس الماء" في معظم أجوائه يزخر بالنصوص الدافئة والثرية عبر لغة متقنة حداثية، ومن خلال هذا النص الذي تناولناه "جبل من الماء المقدس" نستطيع الولوج إلى مكامن الإبداع في عالم الفيلسوفة والروائية والشاعرة أم الزين بن شيخة التي تمتلك ما يؤهلها لنثر بذور الجمال في مواجهة قبح العالم.
ديوان أعراس الماء عمل إبداعي يمكننا وضعه في مصاف الأعمال المأهولة بروح الحياة والملتحفة بحرير المعرفة المنهمرة من ذاكرتنا العميقة.
أعراس الماء يستحق منا وقفات نقدية على نطاق أوسع في قادم الأيام.
محمد مجيد حسين
كردي - سوري

بعد وقبل ــــ عثمان زكريا


 بعد وقبل

بقلم/عثمان زكريا(رسول الإنسانية)
_ليبيا
أما بعد أحبك
وأما قبل أحبك
وفي منتصف الحكاية أحبك
وبين سطور الرواية أحبك
وقبل الشروق وبعد الغروب أحبك
وعندما أخبروني أنك لاحظت عيوني تلاحقك وتحرسك وترقيك منهم كنت أحبك
وعندما أوهموني بأنك لا تهتم بي ولا تروقك طريقتي في البوح تمسكت بك أكثر
لأن حبي ليس الفعل الذي ينتظر رد الفعل
بل لأني فعلاً أحبك
وعندما علموني كيف أكتب ومتى أكتب
ولمن أكتب اخترتك أنتِ
لأنني لم أشعر إلا بك وبحبك
عندما تحملوني منذ البداية وتيقنوا
أني لا أعرف غيرك لغة في الشعر والكتابة
استسلموا وأتموا القراءة
وعرفوا جيداً كم أحبك
لأن بيني وبينك جيش مشكلات
وحملة من المستحيلات
وسلسلة من الحروب والدروب واللعنات
وأزمنة وعصر ينتظر معجزات
وكلما اشتدت بنا الأزمات أحبك
وجدتك وقد اختصرت بك كل اللغات.

واذكر في كتاب الدهر ــــــــ سعيد الشابي


 واذكر في كتاب الدهر

واذكر في كتاب الدهر ، شعبا
قال للـــــــــــتأريخ يوما
خذ القلم والقرطاس ، واكتب
أنا عــربي من بني يعرب
ســـلوا البيد ، سلوا الجبال
ســـلوا السفن ، سلوا العير عني
سلوا مكارم الأخـلاق
ســـلوا الجود ، سلوا من رأى
نارا على عـــــلم
وبات بي يســـــــتأجر
سلوا البحار.....
عن سفني أين صالت
سلوا الأرض عن خــيولي
أين كرت وجــــــالت
سلوا مـــــدنا من اليمن
ألى أندلس بعثت وقامت
سلوا الطب عني والحساب
وعلم الفلك ،..........
والاسطرلاب شاهذ
سلوا بغداد ، وبيت العلم
وكل شبر من المحيط....
والى الخليج العربي تناهى
سلوا كل العـــلوم
من فلسفة ، وفقه وأصول
الى علوم تجريبية شاعت
كم وسعت لغة الضاد
كل شيء باسمه وكنهه
يــوم كان رجالها ، وكانت
تذكر في كتاب الدهر شعبا
يقـــول للجميع اليوم
أنا مازلت مــــوجودا
أحيا وأنشئ ، أبني وأبدع
أكتـــــب ، وأسجــــل
سعيد الشابي

لولا المواقع ــــــــــ رمضان بن لطيف


 لولا المواقع

_________________
لا اليل ولا الخيل
ولا البيداء تعرفني
ولا القرطاس
والقلم صار ينصفني
ولا السيف صارت يدي تلامسه
ولا أيام المتنبي أعرفها وتعرفني
هذا الزمان الشعر فيه مدهوسا
من يأتي على غصني
سوف يقطفني
تلك البلابل التي
غنت زمانا
أحن إليها
والشوق يجرفني
على المواقع نلقي بأفكارنا
فذاك أُعجبه
وذلك يحذفي
أكتب اليوم لمن نكتب
أين القداسة
لا الأضواء تعسفني
فبين المنابر
أصواتنا مبحوحة
فإن نبسنا بالحق
بعض الجوانب تقصفني
قداسة الحرف
استباحوا حرمتها
ورحيقي مهدور
والعبث يُتلفني
فلو لا المواقع
تشفي غليلي
تحدث
هذي الأنوار تكشفني
الجرح للضوء
تبدو ملامحه
والنصر على الأشوك
ريثما تصادفني
______________________
رمضان بن لطيف الجزائر

مخاض ـــــــــــ توفيق العرقوبي


 مخاض...

رتب همومك...
على. ذكرى تمردت من زمن
وسبح بٱسم ربك مساء وصبحا
رتب همومك على ضفة الجرح،منتصبا
وكن حلما جميلا يسكن الأفق
رتب حقول قلبك ....
على جرس الكنائس ونواقيس المآذن
وكن وطنا يشتهيه الفقراء
ومن ينام بلا رغيف في مسار الهوى
رتب ظنونك على روح تسافر نصبا
وٱكتب في لحظة ، وفي كل وقت
أنك .....واحد ...يسرق الشعر
وٱمصغ قصائدك على مهل
فجميع الأرصفة ملاذا يقتلها الخوف
رتب حروفك قهرا .....
رتب أشلاءك صبرا ....
رتب احلامك مرا.....
فجل الضلوع في درب الهروب يمزقها العبث
وٱبعث في صمتك نفسا تشتهي الصفو
وقاتل فراغك بين السطور في صمت
وٱكتب على رغيف الخبز ما تناثر منك سهوا
فأنا أعود إليك كلما طالعني الدهر
بقلم توفيق العرقوبي تونس

كن صديقا جيدا ــــــــــ عبد الكريم محمد الهتاري


 (كن صديقا جيدا أو عدوا بشرف

لاتقف بالمنتصف)
ولا سلاحك لضهرى قصف
كاذب من غرر ومن وصف
ولا تدع للاهواى
تعصف بك عصف
بح صوتى ريقى نشف
ياللاسف ياللاسف
بعد.هذا وا قف فى المنتصف
عبد الكريم محمد الهتاري

عندما يأتي المساء ـــــــــ ليليا الجموسي


 عندما يأتي المساء

عندما يأتي المساء المتهادي
يخيم الظلام.. على الأرواح والارجاء
يسدل الليل ستائره المخملية
ارتبك...اخاف.. حد الهلع تنتابني...
وساوس قهرية
تتعالى دقات قلبي...
أهرب الى زوايا البيت اغمس نفسي بين الأشياء
اشعر بالبرد...اشعر بالبرد...
لاحنان... لا أمان...لا استقرار
لاحضن دافئ...يبث الدفء في جسدي
لا قلب... واسع حنين يحتويني... لا صوت
الا صدى أصوات تخيفني... ترعبني
تجعلني اتمسكك. بقوة بالأشياء
أصولت ترعبني...تناديني ...تذكرني بأوجاعي
بمحطات عمري التي مرت بي
أيام كان العمر... عمُراً... زمن الطفولة والشباب
والوقت يمرّ كسرعة البرق... لا ينتظر أحداّ
أياماً... ليست ككل الأيام
أيام السعادة التي رحلت... دون رجعة
دون ان تستشيرني...
يوم كان حبيبي عشقي... وكل عشقي وغرامي
هوى قلبي... في ساحة الهوى... وكل إشتياقي
زهرة حبي.. نبض قلبي... عرجوني المثمر
واغلى من مر في حياتي
كنت أعتقد إني أحبه... هو فقط
لكني بعد الفراق اكتشفت.. إني وحيدة
انه كان الهواء الذي أتنفسه
بدونه اختنق... وبه ارتوي... واتنفس
دونه... أفقد الحياة
أحببته بصدق... وعمق
وجدت به نفسي..
وكل ما يخصني
أحببته بصدق... ووفاء
فأصبح كل مشاعري ... وأحاسيسي
وجدت فيه ... ومعه كل ما أريد
كان سندي... وركني المنيع في هذا الزمن العنيد
كلماته تريحني... كأنه السحر...
همساته تسعدني... بلسما لجراحاتي
نظراته تهزني... تحييني
أحضانه ترويني بمعاني الرجولة
كان دليلي للتألق... والسمو
كان صمام الأمان واتزان الروح والوجدان
لا يوجد له شبيه... بين الرجال
شخص نادر الوجود...عالي المقاومة
وافِ لكل الوعود... والعهود
رجل العبادة والسجود...
هدية من السماء... ملك الجنود
كتلة من الصدق والوفاء...
كان حبي وحبيبي... ولازال
كان عمري... ونبض قلبي الولهان
معه... كانت احلى سنين عمري بأكمله
كان...وكان...وكان... دون توقف
وياتي المساء...ويخيم الظلام
ككل يوم...
وينتابني ذلك الأحساس
أبكي...أتوارى عن عيون الناس ... خشية
من عيون الحساد...
ليليا الجموسي تونس 🇹🇳

قْلِيلْ الْخِيرْ ـــــــــــ زهرة الحو اشي


 ** قْلِيلْ الْخِيرْ **

وطّيتْ لكْ وْطايْ ...... فِيها زْرَعْتْ
وْ مدّيتْ لكْ ذْراعْ ...... ما ذَارَعْتْ
وْ عضِّيتني بالنّابْ ...... كِيفْ شْبَعْتْ
وْضَيَّاتْ شَمْسِي كْسِيتْهُمْ بِاللّيلْ
.
أنا سْقِيتْ وَرْدِي بِالدَّلالْ ... رْوِيتِكْ
شَهْدِ الْمُلُوكْ تِفاَّحْ فاحْ ... هْدِيتِكْ
جْحَدْتُو عْلَى الْعِينِينْ ... وْوَدِّيتِكْ
مَا كانْ ظَنِّي لَصْلْ فيكْ قْليلْ
**************
.
ڨالُوا للِّي يْشُوفْ التِّبْرْ يَنْسَى رْمَادُو
و َأنا غْسلتِكْ مِ الرّمادْ حْضِيتِكْ
وْ صَالَحتْ بيكْ الدّهْر ْبَعْدْ عْنادُو
رَاضِيتْ عُمْرِي
و ْصَفِّيتْ أَمْرِي
وْطَفِّيتْ جَمْرِي
وْ ڨُلْتْ جَانِي الخِيرْ
لَكنْ قْمَاشِكْ حاكْ فِيهْ سْوادُو
لاَ فادْ فِيهْ الْوٍدّ ....لاَ لَغْسِيلْ
.
مَعْدِنْ رْفِيعْ السُّومْ نَايْ ... حْسِبْتِكٌّْ
غَالِيتْ بِيكْ وْبِالْكْنُوزْ ... مَا بِعْتِِك
فَصّ دِيامُنْتَه بِالذَّهَبْ ... رَصَّعْتِكْ
نَحِّيتْ ذَهْبِي وْ طُحْتْ لِلڨِزْدِير
ما كان ظنّي لَصْلْ فيك قليلْ
ما كان ظنّي لَصلْ فيم قليل ....
زهرة الحو اشي
من •وشمات•

إعدل بحبك فالجراح كثيرةٌ بقلم الأديب ابو رؤى الدوسري

 إعدل بحبك  فالجراح  كثيرةٌ

وامسح دموعي حينما تلقاني 


وأفصح عن الشك المريب لأنني

أعلم مع الأيام قد تنساني ..!


مهما صبرت على الزمان فأنني

كالطير يعشق رقة  الأغصانِ


الحب ما بين الحبيب وخله

من لم يصنه  ، ينتهي بثواني


خذني اليك وضمّني متعانقا

بيديك تلك تلفني ... بحنان



نقضي الليالي والشموع مضاءةً

ننسى الهموم وكثرة ، الأحزانِ


ابو رؤى الدوسري



الخميس، 11 يوليو 2024

وطني هطولا صار يرتقب بقلم الشاعر حامد الشاعر

 وطني

هطولا صار يرتقب

لهذا     المشتكى   سببُ 

 و يبطل     ذلك  العجبُ

على   وطني  فكم  أبكي

هطولا       صار   يرتقبُ

أقول      لسوء     عاقبة

لماذا      الوضع   ينقلبُ

لماذا    شمسه   أضحت

عن       الأنظار   تحتجبُ

لماذا         بدره    أمسى

بمنفى      البعد  يغتربُ

لماذا        نجمه     يخبو

و في    الظلماء  ينتحبُ

،،،،،، 

لماذا       قلبه      يبغي

سكوتا     حين  يضطربُ

لماذا       بيته     وطني

و بعد        عماره   خَرِبُ

لماذا        شعبه    دوما

على      الأغيار    ينتخبُ

و      في     أهدابه   منا

لماذا      يضرم     اللهبُ

لماذا        دائما    يجدي

فمن   أوضاعه     الهربُ

لماذا         كل     مولود

به   في  المهد يغتصبُ

،،،،،،

و  سوق   المشتهى  حر

و فيه العرض  و  الطلبُ 

أتاني     صادقا    يشكو

و  ما     في  بوحه كذبُ

و تأسى    روحه   الولهى

بلا   ذنب    و      تكتئبُ

و كم    رسمت لنا صورا

على     أجوائه  السحبُ 

و من    حرب يسير  إلى

رحى  حرب  و    يحتربُ

وجدت     شبابه    غفلا

بكل    شيوخه    الندبُ

،،،،،،،

و في وطني أرى عجما

أحب     نفوذهم   عرب 

و من   تحلو  له   الدنيا

فلا    تعلو   به    الرتبُ

و بعد   مصابه  الدامي

فكيف   أصابه  العطبُ

و عني    صار   مبتعدا

و منه  الموت    يقتربُ

إلى   أين   السنا  يمضي

و كيف    تسافر الشهبُ

لماذا     باليد    الطولى

أقيمت    حوله   النصبُ

،،،،،،

لماذا       فوق    مذبحه

لسياف      دما      يهبُ

و يبدى      حاكما  يخفي

فما     جاءت   به الكتبُ

لماذا      فارض   الطغيا

ن لم  تكشف له  الحجبُ

تخط         يداه     كنيته

و يبقى    بعده    اللقبُ 

بحق      الشعب    آهٍ ما

يزال        الجرم    يرتكبُ

إلى    وطني   أحن فهل

أجن  و قد   بدا   العجبُ

،،،،،،

على  وطني   فكم أبكي

و مني   الدمع   ينسكبُ

و إني    المبتلى     فيه

و لا     جاه     و لا ذهبُ

و لا    شغل  و لا    عمل

و مني  يصدر   الغضبُ 

و من   جوع     إلى جوع 

و لا    شهد  و لا    عنبُ

و لا      طب   و  لا  حب 

و لا شدو    و لا    طربُ

على    أمل    فلا    أحيا

و لا يقضى   ليَ   الأربُ

،،،،،،

و في المقياس  إن ولى

فكيف   العمر   يحتسبُ

و لي  شكو  و  بي شجو

و بي    وجع و بي نصبُ

و بعد   السعد   أشقاني

فمن  فرط الجوى التعبُ

دوام    الحزن    يوجعني

إلى       دنياه      أنتسبُ

و لا     يجدي النواح  و لا

يفيد      اللوم    و العتبُ

فؤادي         خبرة     منه 

و   بالتعليم       يكتسبُ

،،،،،،،

فمن     غرق  فلا الأشعا

ر     تنقذني   و لا الأدبُ 

و من  وهني أرى وطني

و        للأسماء    أنتدبُ

هو  الموجوع قد شهدت

على    أوجاعه    الحقبُ

و من      أعدائه    يرمى

على      نيرانه   الحطبُ

مدى الحرمان لم   يغلب 

به      جد     و   لا  لعبُ

إلى     ما    ينفع   الإنسا 

ن هل  يرقى به الصخبُ

،،،،،،

على   عين   الرؤى  يوما

تراها      ترسم     الهدبُ

و هل    بالفعل   توقظه

و بعد     سباته   الخُطبُ

و يمسي      واقعا     لما

حديث    الشعر  يقتضبُ

يلبي   الشعر    في عجل

هواه    و ليس    ينسحبُ 

معي وطني و في صحو

إلى   الأحلام    أصطحبُ

لعل        الشعر     يخبره

فكيف    الموت    يجتنبُ

،،،،،،،

بقلم الشاعر حامد الشاعر



من غرائب القدر *** بقلم الشاعر علي مباركي

 من غرائب القدر  *** بقلم علي مباركي

 


يخطبن نفسي مني ايام زفا،، 

         في في لحظات اخترن محضنتي

لما شريدا في وحشة كنت 

       كانت تغاضي قلبي شدقي سمتي

حيرانة في احضان محنتها

       تسعي لكسب في مخبئ مخبلتي

بالصبر ايياما كان منشؤها

              حتى ربت بالوجدان جاهلتي

أصبو اليهن متناسيا مهجتها

                 ام أغرق أهدابي بدمعتي

في مققها منكوسة الحجب

          تخفي عيوني أسرار مخمصتي

والقلب شاد بالأحزان محتسبا

           يرضي غرورا قد عن ملحمتي

اييان مني خيبات منكسر

              امتعنني بالإعجاز في لغتي

حظي أفاق بهمس من قدري

            ام لطفت مني الروح ناصيتي

ناصية تعقبتها مشامتي

               في رأفة حسدات مغرمتي 

هل يقبل مكسور الأجنحة

             عرضا بدا في غليان مغنمتي

ام يرفض إرضاءا لشغعتها

             والأمر محسوم في مخيلتي

   

        علي مباركي 


تونس في 11 جويلية  24

قصيدة بعنوان *** على صوت البنفسج بقلم الشاعر محمد الليثى محمد

 قصيدة بعنوان *** على صوت البنفسج

ترفق بى   يا جدي

وأنت تضعني في التجربة

لعلي أعرف حكمة المعنى

كل شيء يكتبني في حبات المطر

وأنا أكتب وجعي  في وجعي

كل كلاب الحي

تصرخ في الظهيرة

قد اكسب الذكري

شخص غامض يحدثني

عن سلام السفينة

هل كنت أهرب من خطاي

جسدي تحاصره الدموع

انتزعت نفسي من نفسي

أمسكت بجلباب أمسي

شربت ماء البحر

عطشي يقتل عطشي

وأنا مكسور بجانب البئر

مصادفة أرى فرحي

يغفو قليلا على مقهى الروح

وأروح إلى خيام  الغرباء

في الصحراء

سوف آوي إلى جبل الصمت

لكي أسمع صوت البنفسج

لو مات الجرح

وفرحت بطيب البوح

وقفت في دروب  وحدتي

وحدي أبكى  وحدة التشابه

أقراء

سوف أكون وهم الوصول للخوف

تدثر بصرختك

بين ثنايا سنبلة

هي حبة الوداع

حين يقتلها الحنين

أن الحياة وهم  الوصول

إلى جرح الحقيقة

كأني خارج من سفينة نوح

في احدي صباحات الأربعين

الأرض مبللة بالندى

هل وصلنا للنهاية

أم هي بداية البداية

                           ****          ******            ********

بقلم الشاعر محمد الليثى محمد



جدلية الإغواء بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر بقلم الأديب الصادق شرف أبو وجدان

النسخة المنقحة من : ـــ  * جدلية الإغواء بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر: كثيرا ما تراودنا بفضاضة تلك الأسئلة المحيرة الحائرة والمحتارة في إشكالية الغواية وجدلية الإغواء التي بها ابتليَ ابليس فأحجم عن تنفيذ أمر السجود لأدم والذي صدر عن الله عز وجل حسب ما جاء في كل الديانات بلا استثناء ومنها الديانة الإسلامية التي ولجنا إليها من النفق المظلم في الوحي المحاصر ومنها : أولا : ــ عندما أحجم ابليس عن السجود لآدم من أغواه ومن وسوس له بذلك ؟ ثانيا : ــ هل ابليس كان عنده حق ، عندما رفض السجود (لبشر مثلنا) ، وقال أنا اسجد فقط لرب العالمين؟ ثالثا : ــ هل أن عدم سجود إبليس لآدم هو حرية رأي؟ أم معصية ووقاحة ؟ رابعا : ــ لماذا وجد إبليس في الزمكانية التي هو فيها حين امر الرب بالسجود لأدم وهو علام الغيوب أي أنه يعلم بان إبليس سيتكبر ويقوم بعصيان أمره جل وعلا .. وتقدست حكمة الغيب لديه؟ خامسا : ــ لماذا سمح الله لإبليس بأن يوسوس لآدم في الجنة رغم أنه طرده من السماوات بعد أن عصى أمره ورفض السجود لآدم؟ فما كان من الرب حسب الوحي المحاصر أن قال له " اخرج منها فإنك رجيم" ( سورة ص ــ الاية 77). سادسا : وأظن أنه السؤال الأهم : ــ هل ابليس من الملائكة حيث يقول الله عز وجل في (سورة البقرة ــ 34 ) : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ» .. أم أنه من الجن حيث يخاطب ابليسُ الرب في (سورة الأعراف ـ الاية 12) محتجا : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ! والمعروف أن الملائكة مخلوقات من نور والجن مخلوقات من نار وهذا حسب الموروث الديني الذي وصل إليبنا طبعا .. سابعا : ــ ما سر عدم خوف ابليس من الله حين عصاه ولوى في يده عصاه ــ كما نقول نحن ــ وهو يعرف أنه سيغضب منه؟ لماذا إختار عذابا أبديا بدل السجود لأبينا ادم؟ وهذه الأسئلة وسواها كثيرة جدا، اذا بحثنا لها عن اجوبة فإننا سنجد من يقول لنا ــ طبعا ابليس ملعون ــ رغم انه قد جاء في موروثنا الديني أنه لا يجوز لعن إبليس ولا لعن والديْه بل ينبغي أن نستعوذ بالله منه دون ان نتجاوز ذلك فقد ذكر ابن القيم الجوزيه رحمه الله في زاد المعاد .. أن ذلك مما لا ينبغي؛ لأننا أمرنا بالاستعاذة بالله منه، وفي ذلك إهانة له وإذلال .. لأنه اغتر بنفسه وتكبرعلى آدم واعتبر نفسه خيرا منه، وبذلك أعطى لنفسه أولية الجسد على طاعة أمر الله تعالى .. هذا ما جاء في الوحي المحاصر .. ــ 1 ــ أما إن حاولنا ــ من منظور الوعي المعاصر ــ أن نجيب على السؤال الاول والذي جاء فيه : ــ عندما رفض ابليس السجود لآدم من أغواه ؟ ومن وسوس له بذلك ؟ لقد جاء في قوله تعالى (البقرة ــ 34 ) : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ »، حينما رفض إبليس هذا الأمر الإلهي هل كان وراءه شيطان يوسوس له ؟ بالتأكيد لا.. لأن الشياطين ــ أنذاك ــ لم تخلق بعد إذن من الذي كان يوسوس له حينها ؟ أو من الذي أغواه بأن لا يسجد لآدم؟ هل أمه ؟ أم أبوه ؟ أم الذي أغواه فعلا وقولا هو الله ؟ نعم إذا تخلصنا من سذاجة مشاعرنا وتأملنا عقلا لا نقلا ( في الآية 16 من سورة الأعراف ) التي حاجج فيها ابليس رب العزة قائلا : " فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ " فإننا سنجد أن ابليس كان ضحية إغواء من طرف الرب كي لا يسجد لادم ولم يستطع الشيطان مقاومة الأمر السري الصادر من الله ، فهو الآمر إلى المامور للقيام بالفعل إما إيجابا او سلبا ـ وللأوامر أشكال شتى ومنها : الدعاء والرجاء والإبتلاء والإحتواء والعطاء والإغراء والإغواء وهذا الإغواء الذي سلطه الرب على من أغواه بأن لا يسجد لآدم من ملائكته الكرام ما هو إلا خريطة التكوين لهذا الوجود أي أن الله حين أمر الملائكة بالسجود أراد من أحد ملائكته ــ قبل أن يصير شيطانا ــ أن لا يفعل ذلك، لأن هذا الكون يحتاج إلى قطبين ليستمر ، وهما : السالب والموجب (Negatif et Positive ) فالله ـ مسبقا ـ بقدرته المطلقة أغوى ملاكا من ملائكته بأن لا يسجد لآدم ليتحقق بذلك الحد الثاني من ثنائية الخلق التي انبنى منها وعليها هذا الكون ، وعليه فإن إبليس لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى ولو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر إرادة الرب .. وهذا ما كان يعنيه الحلاج حين قال : ــ " ما كان في أهل السماء أحد موحدا مثل إبليس " وهذا ما فهمه مريدو الوعي المعاصر وغاب عن مريدي الوحي المحاصر الذين لم يدركوا كنه الحلاج حين قال لــهم : ــ نعم ..إلاهكم تحت قدمي .. فاعدموه ــ حتى إذا نطق البكوش ــ وهو حذاء الحلاج ــ بعد إعدامه تأكدوا من مدى جهلهم بقامة الحلاج وقمته حيث وجدوا في قاع حذائه قطعة ذهبية من عملة هؤلاء الجهلوت الذين حكموا عليه بالتصفية الجسدية غباء وأعدموه باطلا . وهنا تحضرني قولة نادرة الروعة للفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور جاء فيها ما يلي : ــ أكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف،إنهم لا يكرهون رأيه في الحقيقة، ولكن يكرهون جرأة هذا الفرد على امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه ليكون مختلفًا. وللإجابة من منظور الوعي المعاصرعلى السؤال الثاني : ــ هل ابليس كان عنده حق ، عندما رفض السجود ( لبشر مثلنا ) ؟ نقول : ــ إن ابليس كان بين أمرين محيرين من الله: الأول هو : أمره إياه بأن لا يسجد إلا له لأن السجود لغير الرب إشراك به. والثاني هو : أمرُه إياه بأن يسجد لأدم، لقد وجد نفسه بين فكّي الرحى، فإذا سجد لآدم، يكون قد عصى الأمر الأول، وإذا لم يسجد يكون قد عصى الأمر الثاني، فلا سبيل أمامه إلا أن يكون عاصيا أمام تناقض الأمرين الإلهيين ! والثالث هو : ــ هل عدم سجود إبليس لآدم هو حرية رأي؟ أم معصية ووقاحة ؟ فأنا أقول لا هذا ولا ذاك بل هو اذعان لأحد أوامر الله .. وهو أن لا يسجد إلا له جل جلاله . والرابع هو : ــ لماذا وجد إبليس في الزمكانية التي هو فيها حين امر الرب بالسجود لأدم وهو علام الغيوب أي أنه يعلم بان إبليس سيتكبر ويقوم بعصيان أمره ؟ أقول إنها إرادة الله ان تكون الثنائية التي خلق منها الكون الشيء ونقيضه وحين لم يكن للملائكة ما يقابلها جعل ابليس هو الحد الثاني الذي يقابل الملائكة . والخامس هو : ــ لماذا سمح الله لإبليس بأن يوسوس لآدم في الجنة رغم أنه طرده من السماوات بعد أن عصى أمره ورفض السجود لآدم؟ فما كان من الرب حسب الوحي المحاصر إلا أن قال له : ــ " اخرج منها فإنك رجيم " ( سورة ص ــ الاية 77 ). اخرجه من الجنة كما سيخرح منها آدم الذي خُلق لخلافة الرب على الارض وإعمارها ، قال تعالى في البقرة الاية 30 : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) وليقتع ملائكته بالسجود لأدم دربه على تمثيل دوره الذي به يكون متفوقا على الملائكة بما علمه ا من أسماء الأشياء كلها وصفاتها وخواصها ومدلولاتها .. إذن لمَاذا تم تعليمه هذه التعاليم الخاصة التي جهلتها الملائكة ؟ ( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) (سورة البقرة 33) ومن ثم أسكن الله أدم وزوجته حواء في الجنة وطرد الشيطان منها بعد أن حذرهما من شجرة بينها لهما كما حذره آدم من عداوة إبليس له ولزوجـته حواء التي تمكن الشيطان من إغوائها لتغوي هي آدم وتزين له الأكل من شجرة الخلد .. مصداقا لما جاء في الوحي المحاصر في قوله : ــ (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) وهنا كان أكلهما من شجرة الحلد سبباً في الخروج من الجنة والنزول للأرض . وللإجابة على هذا السؤال : ــ ابليس هل هو من الملائكة ؟ أم أنه من الجن ؟ !                                      ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( يتبع ) الجزء الثاني

هذا هو الجزء الثاني من جدلية الإغواء :

أورد هذا الجزء ( من الخطبة 192 ) للإمام علي كرم الله وجهه أو ما تسمى بالخطبة القاصمة التي جاء فيها ما يلي : " فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَط عَمَلَهُ الطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ، لاَ يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟ كَلاَّ، مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً. إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّماءِ وأَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ،وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ هو على الْعَالَمينَ." من هنا نفهم ان ابليس كان ملاكا مسبحا لله مثله كمثل بقية الملائكة . وأما : ما سر عدم خوف ابليس من الله حين عصاه في حضرته ويعرف غضبه؟ لماذا إختار عذابا أبديا بدل السجود لأبينا ادم؟ الجواب : هو لم يرهب لإنه مقتنع أنه ما ارتكب اثما ولا خطيئة بعدم سجوده لغير الله بل هو أكثر من كان موحدا في السماء بل وأكثر توحيدا من الملائكة التي ارتكبت الخطيئة في سجودها لغير الله .. والسجود لغير الرب هو اشراك به وربما تلك كانت خطيئتها التي ارادها الله حتى لا تكون معصومة من الخطأ. وبذلك تكون النتيجة الحتمية هي : أن الصواب يحتمل الخطأ والخطأ يحتمل الصواب، وبناء على هذا يكون عدم سجود الشيطان لآدم خطأ يحتمل الصواب في الوحي المحاصر وسجود الملائكة لآدم صواب يحتمل الخطأ في الوعي المعاصر وينتج عن هذا حتما أن لا عصمة إلا لله فالملائكة ليست معصومة عن الخطأ ومن الغريب اننا نصف شخصا ما ــ أحيانا ــ بأنه ملايكة يمشي على وجه الأرض ثم نباغت به يرتكب أعمالا ربما يعجز عنها فعلها الشيطان نفسه بكل صفات الشر المنسوبة اليه في الوجي المحاصر! وقولنا إن العصمة لا تكون إلا لنبي أو لرسول هو حكم بعيد كل البعد عن الصواب والوحي المحاصر يثبت لنا أن النبي أيضا لم يكن معصوما وقد وردت فيه آيات تأنيب من الله عزل وجل ومنها ما جاء في سورة (عبس ــ الآية 1) حيث يقول عنه : " عبس وتولى إن جاءه الأعمى " وأيضا في (سورة يونس ــ الآية 99) حيث يتوجه الله بسؤال استنكاري شديد اللهجة لرسوله : " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ... فالسائد في الموروث الديني عندنا أن الرسول معصوم من الخطأ هو غلط شائع رغم ان بعضهم يقول : ــ خطأ شائع خير من صحيح مهجور وفي ذلك غلط فظيع، فالرسول بشر تعتريه ما يعتري كل جسد بشري من (عطش وارتواء من خوف وآمان من شهوة وإمناء من يقظة وإغماء من بول وغائط أي كل ما يقوم به الجسد من افرازات سواء أكان جسدا ذكوريا أو أنثويا .. كل هذا يجعل الوعي المعاصر ينتصر على الوحي المحاصر مؤكدا بأن العصمة والقدسية لا تكونان إلا لله وحده لا شريك له . وجدالا اقول : ــ لو كان ابليس من الجن فالأمر بالسجود لا يشمله أصلا ! وإن كان من الملائكة فإنه لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى ولو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر إرادة الرب .. وهذا ما يجعلني اقول : ــ هذا التضارب وهذه التناقضات الواردة في التراث الديني العالمي بشأن ابليس والغواية سواء كان إغواء من الله لابليس أو إغواء من ابليس لآدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة كل هذا يجعل الأمر يبدو وكانه سناريو لمسرحية ضعيفة الإخراج .. وأخيرا اقول : ــ إن كل ما ذكرناه سابقا هو صواب يحتمل الخطأ اذا علمنا ان الشياطين تكون مغلولة بالسلاسل في شهر رمضان ورغم ذلك فإننا نسمع عن أبشع الجرائم من قتل وسرقة وغش وما الى غير ذلك من الشرور ترتكب خلال رمضان فمن ذا الذي يوسوس للانسان بكل هذه الشرور ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء والتي نسميها الشيطان حتى اذا اتينا بعمل بغيض نسميه الحرام وندمنا نبلسها في راس الشيطان ونلعنه ههههه بل كان علينا ان نلعن أنفسنا الامارة بالسوء حتى إذا تغلبت الروح على النفس وقمنا بأعمال خيرة طيبة هي من وحي أرواحنا لا من إلهام احد ملائكة الرحمان .. إذن فالإنسان هو الشيطان وهو الملاك ، يكون شيطانا إذا غلبت نفسه الروح ويكون ملاكا إذا غلبت روحه النفس الأمارة بالسوء فإذا وقف في اعتدال بين نفسه وروحه كان كإبرة الميرانْ \\ فذلك هو الإنسانْ \\ من هنا نخلص إلى اهم ما توصل إليه الوعي العاصر نافيا بشجاعة وبكل جرأة كل ما جاءت به كل الأديان التي تؤكد وجود الملائكة والشياطين والحقيقة الدامغة هي لا وجود في خلق الله لهذبن المسميين فهما اسمان بلا مسمي إذا آمنا بأن الإنسان هو في حد ذاته لثنائية التكوين التي منها بنى الرب هدا الكون كله ,, فالإنسان هو الملاك وهو الشيطان .. والخلاصة بل خلاصة الكون كله هو الأنسان خليفة الله الله الله \\ في ارضه وسماه : إنا أعطيناك الحب المتفجر كالبركانْ لم يتفجرْ حمما بل منفجر بسلامك يا رحمانْ لا أرحم منك بنا نحن الحشرات .. الحيوانات .. الإنسانْ وسِعت رحمتك الملكوتَ، وليس من البهتانْ إن قلت : ــ ستشملُ رحمتك الكيرى حتى أحفاد الشيطانْ * أفما أغواه الرب بأن لا يسجد للمخلوقْ ؟ فأطاع غواية ربه .. هل ذاك عقوقْ ؟ كلا .. بين الطاعة والعصيان هناك فروقْ ومن المعصية الكبرى رفض غواية ربي وهي بروقْ تسبق تسبيح الرعد له .. للرعد حقوقْ فلتشهدْ كل ملائكة الرب اليوم بأني في حقلي بعد سجودي للأعلى .. لن أسجد للسفلي .. لن أسجد ــ يا ربي رُحماك ــ لمخلوق مثلي لن أسجد إلا لك أنت فأنت المفتاحُ لقفلي أنت الغاوي وأنا المغويّ ولكنْ لستُ من الغـفـلِ ي فأنا من طين أصلي ..أعذاب لي إن أرجعـني الرب إلى أصلي ؟؟؟ لم يسجد .. وأطاع غواية ربّه .. كيف هـلكْ ؟ فتحوّل شيطانا أصبح ملعونا .. وهو ملكْ .. قالوا : ــ من نار أصله .. أتخاف النار من النارْ ؟ وبها قد كان سلكْ ليقول لرب قهار .. قهار .. قهارْ :ــ لم تخلقني كي أسجد إلاّ لكْ فلماذا تلعنني أنت؟ أجابه : ــ لم يلعنك سوى الجهلوتِ من الكفارْ ـ وأنا لم ألعنْ إلاّ من أشرك بي ، بالشرْك هلكْ ! ***بالدمعة لا أدعوك .. ولكن أرجوك إلاهي وأناجيك سواء وانا منتبه .. أو ساهي لن أرجوَ غيرك، معتصمي أنت وجاهي إن تهتُ فأنتَ العائدُ بي من هول متاهي والعودة نحوك مثل رجوع شياهي وخرافي شبعى أعشابا راوية بمياه ي لكنَّ رجوعي نحو بهائك ربي يا باهي وانا شبعان بالإثم التافه والذنب اللامتناهي لا اطمع إلا في مغفرة منك إلاهي وانا طماع ، لكن طمعي ليس له أي تماه ي بالأطماع الأخرى من تلك .. ومن كل الأشباهِ طمعي يسمو بي للسدرة والسدرة ها هي تهتف بي من خلف العرش وبالعرش تباهي فأقول لها : ــ لا أطمع في ما خلف العرش الباهي بل أطمع في العرش لكي أخرسَ خبثَ الأفواهِ فانا لم تستوطني حانات من رجس وملاه ي بل سكنتني قهوة حب عنده .. والحب مقاه ي ومقاهي الدنيا اعرفها دون استثناء ، وانا الشاهي قهوة حب أشربها بردا وسلاما فوقك يا عرش إلاهي سبحانه لا عرش له فالعرش هو الفرش لإيران الشاه ي . تونس ـ عيد الفطر 4\6\2019 ***أنا عاشق .. ليس إلا أحبك أنتِ .. ولست أحبُّ جمالك إلاّ لأني تمثل لي .. فيك بعض جماله عز وجلا لأن قــرنـفلَ شعرك منه عليَّ أطلاّ أبى أن يظل سجينا فحاول أن يستقلا تحرش بي حين لم يخف ما قد تجلّى أباح لعينيَّ أن تريا منه ما قد تـدلّى جبينك من لونه القسطليِّ لنا يتحلى هو الله عن قسمات محياك لن يتخلى وفيها تمثل بعضُ جماله عز وجلا لماذا يقال : حرام على العين أن تتملى خدودا شفاها وتسرقَ من عين حوراءَ كحلا . *رأيتكَ في من خلقت أيا خالقي تـتجلى تقول لنا : ــ افطروا رمضان الذي قد تولى وذاك دليل التسامح منك نعم ، ليس إلا بنعمتك الله إني تحدثت شيخا وكهلا وطفلا فإن ضاق عمري بعفوك ربي أنا أتسلى بأنك لو قلتَ : ــ هيا إلي ، أقل لك : ــ أهلا وسهلا لعينيَّ تحلو بذاتك ربي وفي خاطري أنت أحلى وأحلى كأني تـلحفـني عرشُـك اليوم شمسا وظلا ويهمس أنت لرحمة ربك أقربُ ممن تولى عن الصدق ظل ينافق دينه ديناه فعلا وقولا ولو أنه قد تزكى وصام وحج وصلَّى ولكنَّ قلبه بالعنعنات تشبع جهلا ونقلا ليزرع في الناس جهله العقيدة حقلا فحقلا وتزرع في الناس أنت بعلمك وعيا وعقلا حدائق فاحت لهم ياسمينا ووردا وفلا سأعتنق الله حبا له .. ليس خوفا وذلا فربي حبيبي .. نعم خالق وانا عاشق .. ليس إلا . تونس آخر يوم من رمضان 2018




مثل صبيٌ يبكي زمن الحصار شعر: جلال باباي(تونس)

 مثل صبيٌ يبكي زمن الحصار


         شعر: جلال باباي(تونس)


أمام فُوٌَهَةِ غروب مزمن

أحتسي ملح الوقت

أقترب قليلا من اريكة

 بيت مقطوع من الظلّ،

أبدو مثل  السجناءُ،

عاطلا عن الأمل

هناك مرتفعات الدّخان، على درَج 

لا وقتَ لي لأصعد تلٌة السطح

لأشدٌ يسراي الى حبلَ الغسيل

وأعلق مثل غمامة بهذه الرايات

ثمٌ أصلُي حبٌا في الله

حتى ارفع مكر هذا الدخان

كان لا بُدّ من فرح

خفيف على صدري

حتٌى أضحك ولو لبضع دقائق

انا المؤمن المغدور 

قد لُدِغتُ بسمٌ الوجع صيفا

 انا وجهَ الضحيّة

أحاول ان استعيدها هويٌتي

قد بيعت في المزادات

بُعيد الخريف الرابع 

بتٌ رهين حُزن مُتيبٌسِِ

مثل صبيٌ يبكي زمن الحصار

أو رضيع يشتهي صدر أمٌه

لا وقت للأحزان 

حتى تمطر 

وتثمر شجرة المشمش في الأقاصي 

و أحشرني كالفرزدق

في هجاء جرير

صرتَْ الآن كهلا  أرملا 

وحفيدي بات شيخ  يتمه 

كيف تلين وجنتي بالفرح 

وقد أصابتني النوائب؟

سأكون الصفصافة الخصبة

تَنكُتُ شذاها على  المقبرة 

سأبدٌلُ حجر الرخام 

وسائد بنفسج

سأكون قمراً 

فوق أقبية الصالحين 

لن أُعزّي والد الشهيد

لن اقلب زغاريد أمه إلى مأتم

وبعد برهة ، نهنّئ البيت  بوليدٍ جديد

لا وقت للأحزان 

سادعها لأزلام  الشيطان  

لا بهمٌني سوى ما يسري بدمي

فرحا هشا بطعم الطين القديم

أُسنِدً يدي للجدار البارد

حتى أفهم سرٌ الولادة ولو لبرهة

من الهزيع الأخير من الليل،

مضى الساهرون في المقاهي

ثم استكملت طقوسَ الملهاة

فركضت غير مبال

  مع آخر المغادرين لخمٌارة المدينة

 غنيت صحبتهم " الأوٌل في الغرام "

سانهيها لا محالة ،عزلتي

وأرتجل هذا الحصار

أجني ضجري واقفا 

هنا على صهوة النشيد الجديد 

برغم اختلافي مع  النساء

وتشابه الفصول

سأكون رجلا صالحا 

متصالحا مع الكتابة 

وكلٌ الكلام الباكي

لا وقت لي

كي يُحاصرُني الوجع بمخدعي

وأنا الفقير تطالني

 المجاملات بلا حساب

ارمق هلالاً على إصبعي

يباعد بيني وبين لؤلؤها 

بنت الشهيدة وشقيقة الشهيد 

لم يبق إلاٌ تمرٌدي في المفترقات 

لأعيد الأسماء إلى الخريطة الأولى

أنا الجندي المجهول 

أقتسم مع حمام الأقصى غربتي

أتناوب مع المتسكٌعين

 فوق الرصيف ،ضجرْي

فسلامُ على ألمُحِبّيْن

 يغتسلون بماء الصبابة

سلام الخطى الخفيفة 

لا تعادي الطيٌبين

هذا طيف القتيلْ يوزع موشح

غيثارته النازفة آهة  تلو آهة 

لن ارثيك .. أيٌها الحزن 

لن أبكيك..

 أيتها المرأة الخالية من القُبل

لم يبق لي متسع من الوقت

حتى أعدٌل أوتار السنبلة النائمة

واخلد مع آخر الأخلاٌء

أنشودةَغضَبِِ في الجليل ، 

 ثم بطاقة خلاص غزة

 من براثن الدخيل..

..بمقدوري أن أصحو قليلا

انزِلُ إلى الساحات الساخنة

مدجٌجا بضجر الأمٌة .. 

..رغم الدمار 

أردٌد ِملأ َحُنجرتي الرثٌة..

...فلسطين... فلسطين عربيٌة

وأمضي جامحا 

برايات الحرٌية في الزحام .


                    خريف ٢٠٢٢


----- اللوحة للفنان التشكيلي : إكرام الغربي.-------



الأربعاء، 10 يوليو 2024

جدلية الإغواء بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر بقلم الأديب الصادق شرف أبو وجدان

إحدى الجدليات بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر التي قمت بـيـث 15 جدلية منها في إذاعة CAP PLUS واثارت ردودا متفاوتة العنف في التأييد من طرف العقل والتنديد من طرف النقل = الجهلوت من المسلمين بالوراثة لا يالحراثه

* جدلية الإغواء بين الوحي المحاصر والوعي المعاصر:    

كثيرا ما تراودنا بفضاضة تلك الأسئلة المحيرة الحائرة والمحتارة في إشكالية الغواية وجدلية الإغواء التي بها ابتليَ ابليس فأحجم عن تنفيذ أمر السجود لأدم والذي صدر عن الله عز وجل حسب ما جاء في كل الديانات بلا استثناء ومنها الديانة الإسلامية التي ولجنا إليها من النفق  المظلم في الوحي المحاصر ومنها : 

أولا : ــ عندما أحجم ابليس عن السجود لآدم من أغواه ومن وسوس له بذلك ؟  

ثانيا : ــ هل ابليس كان عنده حق ، عندما رفض السجود (لبشر مثلنا) ، وقال أنا اسجد فقط لرب العالمين؟ 

 ثالثا : ــ هل أن عدم سجود إبليس لآدم هو حرية رأي؟ أم معصية ووقاحة ؟ رابعا : ــ لماذا وجد إبليس في الزمكانية التي هو فيها حين امر الرب بالسجود لأدم وهو علام الغيوب أي أنه يعلم بان إبليس سيتكبر ويقوم بعصيان أمره جل وعلا .. وتقدست حكمة الغيب لديه؟  خامسا : ــ لماذا سمح الله لإبليس بأن يوسوس لآدم في الجنة رغم أنه طرده من السماوات بعد أن عصى أمره ورفض السجود لآدم؟ فما كان من الرب حسب الوحي المحاصر أن قال له " اخرج منها فإنك رجيم" ( سورة ص ــ الاية 77). سادسا : وأظن أنه السؤال الأهم : ــ هل ابليس من الملائكة حيث يقول الله عز وجل في (سورة البقرة ــ 34 ) : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ» .. أم أنه من الجن حيث يخاطب ابليسُ الرب في (سورة الأعراف ـ الاية 12) محتجا : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ! والمعروف أن الملائكة مخلوقات من نور والجن مخلوقات من نار وهذا حسب الموروث الديني الذي وصل إليبنا طبعا ..  سابعا : ــ ما سر عدم خوف ابليس من الله حين عصاه ولوى في يده عصاه ــ كما نقول نحن ــ وهو يعرف أنه سيغضب منه؟ لماذا إختار عذابا أبديا بدل السجود لأبينا ادم؟ وهذه الأسئلة وسواها كثيرة جدا، اذا بحثنا لها عن اجوبة فإننا سنجد من يقول لنا ــ طبعا ابليس ملعون ــ رغم انه قد جاء في موروثنا الديني أنه لا يجوز لعن إبليس  ولا لعن والديْه بل ينبغي أن نستعوذ بالله منه دون ان نتجاوز ذلك فقد ذكر ابن القيم الجوزيه رحمه الله في زاد المعاد .. أن ذلك مما لا ينبغي؛ لأننا أمرنا بالاستعاذة بالله منه، وفي ذلك إهانة له وإذلال .. لأنه اغتر بنفسه وتكبرعلى آدم واعتبر نفسه خيرا منه، وبذلك أعطى لنفسه أولية الجسد على طاعة أمر الله تعالى .. هذا ما جاء في الوحي المحاصر ..  ــ 1 ــ  أما إن حاولنا  ــ من منظور الوعي المعاصر ــ أن نجيب على السؤال الاول  والذي جاء فيه : ــ عندما رفض ابليس السجود لآدم من أغواه ؟ ومن  وسوس له بذلك ؟  لقد جاء في قوله تعالى (البقرة ــ 34 ) : « وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ »، حينما رفض إبليس هذا الأمر الإلهي هل كان وراءه شيطان يوسوس له ؟ بالتأكيد لا.. لأن الشياطين ــ أنذاك ــ لم تخلق بعد إذن من الذي كان يوسوس له حينها ؟ أو من الذي أغواه بأن لا يسجد لآدم؟ هل أمه ؟ أم أبوه ؟ أم الذي أغواه فعلا وقولا هو الله ؟   نعم إذا تخلصنا من سذاجة مشاعرنا وتأملنا عقلا لا نقلا ( في الآية 16 من سورة الأعراف ) التي حاجج فيها ابليس رب العزة قائلا : " فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ " فإننا سنجد أن ابليس كان ضحية إغواء من طرف الرب الله كي لا يسجد لادم ولم يستطع الشيطان مقاومة الأمر السري الصادر من الله ، فهو الآمر إلى المامور للقيام بالفعل إما إيجابا او سلبا ـ وللأوامر أشكال شتى ومنها : الدعاء والرجاء والإبتلاء والإحتواء والعطاء والإغراء والإغواء وهذا الإغواء الذي سلطه الرب على من أغواه بأن لا يسجد لآدم من ملائكته الكرام ما هو إلا خريطة التكوين لهذا الوجود أي أن الله حين أمر الملائكة بالسجود أراد من أحد ملائكته ــ قبل أن يصير شيطانا ــ أن لا يفعل ذلك، لأن هذا الكون يحتاج إلى قطبين ليستمر ، وهما : السالب والموجب (Negatif et Positive )  فالله ـ مسبقا ـ بقدرته المطلقة أغوى ملاكا بأن لا يسجد لآدم ليتحقق بذلك الحد الثاني من ثنائية الخلق التي انبنى منها وعليها هذا الكون ، وعليه فإن إبليس لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى ولو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر إرادة الرب .. وهذا ما كان يعنيه الحلاج حين قال : ــ " ما كان في أهل السماء أحد موحّدا مثل إبليس " وهذا ما فهمه مريدو الوعي المعاصر وغاب عن مريدي الوحي المحاصر الذين لم يدركوا كنه الحلاج حين قال : ــ إلاهكم تحت قدمي .. فاعدموه ــ حتى إذا نطق البكوش وهو حذاء الحلاج بعد إعدامه تأكدوا من مدى جهلهم بقامة الحلاج وقمته حيث وجدوا في قاع حذاء الحرج  قطعة ذهبية من عملة هؤلاء الجهلوت الذين حكموا عليه بالتصفية الجسدية غباء وأعدموه باطلا . وهنا تحضرني قولة نادرة الروعة للفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور جاء فيها ما يلي : أكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف،إنهم لا يكرهون رأيه في الحقيقة، ولكن يكرهون جرأة هذا الفرد على امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه ليكون مختلفًا. وللإجابة من منظور الوعي المعاصرعلى السؤال الثاني : ــ هل ابليس كان عنده حق ، عندما رفض السجود (لبشر مثلنا) ؟ نقول : إن ابليس كان بين أمرين محيرين من الله: الأول هو : أمره إياه بأن لا يسجد إلا له لأن السجود لغير الرب إشراك به.  ــ 2 ــ  والثاني هو : أمرُه إياه بأن يسجد لأدم، لقد وجد نفسه بين فكّي الرحى، فإذا سجد لآدم، يكون قد عصى الأمر الأول، وإذا لم يسجد يكون قد عصى الأمر الثاني، فلا سبيل أمامه إلا أن يكون عاصيا أمام تناقض الأمرين الإلهيين ! والثالث هو : ــ هل أن عدم سجود إبليس لآدم هو حرية رأي؟ أم معصية ووقاحة ؟ فأنا أقول لا هذا ولا ذاك بل هو اذعان لأحد أوامر الله .. وهو أن لا يسجد إلا له جل جلاله . والرابع هو : ــ لماذا وجد إبليس في الزمكانية التي هو فيها حين امر الرب بالسجود لأدم وهو علام الغيوب أي أنه يعلم بان إبليس سيتكبر ويقوم بعصيان أمره ؟ أقول إنها إرادة الله ان تكون الثنائية التي خلق منها الكون الشيء ونقيضه وحين لم يكن للملائكة ما يقابلها جعل ابليس هو الحد الثاني الذي يقابل الملائكة . والخامس هو : ــ لماذا سمح الله لإبليس بأن يوسوس لآدم في الجنة رغم أنه طرده من السماوات بعد أن عصى أمره ورفض السجود لآدم؟ فما كان من الرب حسب الوحي المحاصر أن قال له " اخرج منها فإنك رجيم" ( سورة ص ــ الاية 77). هي لأن آدم خُلق للخلافة على الارض وإعمارها ، قال تعالى في سورة البقرة الاية 30 : ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) والدليل أنه تم تدريب آدم على تمثيل دوره بأن علمه الله أسماء الأشياء كلها وصفاتها وخواصها ومدلولاتها .. إذن لمَاذا تم تعليمه هذه التعاليم الخاصة التي جهلتها الملائكة ؟ (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) (سورة البقرة 33) ومن ثم أسكن الله أدم وزوجته حواء في الجنة وطرد الشيطان بعد أن حذرهما من  شجرة بينها لهما وقد حذر الله أدم من عداوة إبليس له ولزوجه ومع تمكن الشيطان من إغوائهما في قوله تعالى : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)) وهنا كان أكلهما منها سبباً في الخروج من الجنة والنزول للأرض .وللإجابة عن هذا السؤال : ــ هل ابليس من الملائكة ؟ أم أنه من الجن ؟ !  أورد هذا الجزء ( من الخطبة 192 ) للإمام علي كرم الله وجهه أو ما تسمى بالخطبة القاصمة التي جاء فيها ما يلي : " فَاعْتَبِروا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِإِبْلِيسَ، إِذْ أَحْبَط عَمَلَهُ الطَّوِيلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ، لاَ يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ، عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ. فَمَنْ بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟ كَلاَّ، مَا كَانَ اللهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً. إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّماءِ وأَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ،وَمَا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ (😎 فِي إِبَاحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ هو على ــ 3 ـ  الْعَالَمينَ." من هنا نفهم ان ابليس كان ملاكا مسبحا لله مثله كمثل بقية الملائكة . وأما : ما سر عدم خوف ابليس من الله حين عصاه في حضرته ويعرف غضبه؟ لماذا إختار عذابا أبديا بدل السجود لأبينا ادم؟  الجواب : هو لم يرهب لإنه مقتنع أنه ما ارتكب اثما ولا خطيئة بعدم سجوده لغير الله بل هو أكثر من كان موحدا في السماء بل وأكثر توحيدا من الملائكة التي ارتكبت الخطيئة في سجودها لغير الله .. والسجود لغير الرب هو اشراك به وربما تلك كانت خطيئتها التي ارادها الله حتى لا تكون معصومة من الخطأ. وبذلك تكون النتيجة الحتمية هي : أن الصواب يحتمل الخطأ والخطأ يحتمل الصواب، وبناء على هذا يكون  عدم سجود الشيطان لآدم خطأ يحتمل الصواب في الوحي المحاصر وسجود الملائكة لآدم صواب يحتمل الخطأ في الوعي المعاصر وينتج عن هذا حتما أن لا عصمة إلا لله فالملائكة ليست معصومة عن الخطأ ومن الغريب اننا نصف شخصا ما ــ أحيانا ــ بأنه ملايكة يمشي على وجه الأرض ثم نباغت به يرتكب أعمالا ربما يعجز عنها فعلها الشيطان نفسه بكل صفات الشر المنسوبة اليه في الوجي المحاصر! وقولنا إن العصمة لا تكون إلا لنبي أو لرسول هو حكم بعيد كل البعد عن الصواب والوحي المحاصر يثبت لنا أن النبي أيضا لم يكن معصوما وقد وردت فيه آيات تأنيب من الله عزل وجل ومنها ما جاء في سورة (عبس ــ الآية 1) حيث يقول عنه : " عبس وتولى إن جاءه الأعمى " وأيضا في (سورة يونس ــ الآية 99) حيث يتوجه الله بسؤال استنكاري شديد اللهجة لرسوله : " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ... فالسائد في الموروث الديني عندنا أن الرسول معصوم من الخطأ هو غلط شائع رغم ان بعضهم يقول : ــ خطأ شائع خير من صحيح مهجور وفي ذلك غلط فظيع، فالرسول بشر تعتريه ما يعتري كل جسد بشري من (عطش وارتواء من خوف وآمان من شهوة  وإمناء من  يقظة وإغماء من بول وغائط أي كل ما يقوم به الجسد من افرازات سواء أكان جسدا ذكوريا أو أنثويا .. كل هذا يجعل الوعي المعاصر ينتصر على الوحي المحاصر مؤكدا بأن العصمة والقدسية لا تكونان إلا لله وحده لا شريك له . وجدالا اقول :ــ لو كان ابليس من الجن فالأمر بالسجود لا يشمله أصلا ! وإن كان من الملائكة فإنه لم يكن يستطيع السجود لآدم حتى ولو أراد ذلك، فلا أحد يستطيع كسر إرادة الرب .. وهذا ما يجعلني اقول : ــ هذا التضارب وهذه التناقضات الواردة في التراث الديني العالمي بشأن ابليس والغواية سواء كان إغواء من الله لابليس أو إغواء من ابليس لآدم بأن يأكل من الشجرة المحرمة كل هذا يجعل الأمر يبدو وكانه سناريو لمسرحية ضعيفة الإخراج .. وأخيرا اقول إن كل ما ذكرناه سابقا هو صواب يحتمل الخطأ اذا علمنا  ان الشياطين ــ 4 ــ   تكون مغلولة بالسلاسل في شهر رمضان ورغم ذلك فإننا نسمع عن أبشع الجرائم من قتل وسرقة وغش وما الى غير ذلك من الشرور ترتكب خلال شهر رمضان فمن ذا الذي يوسوس للانسان بكل هذه الشرور ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء والتي نسميها الشيطان حتى اذا اتينا بعمل بغيض نسميه الحرام وندمنا نبلسها في راس الشيطان ونلعنه ههههه بل كان علينا ان نلعن نفسونا الامارة بالسوء حتى إذا تغلبت الروح على النفس وقمنا بأعمال خيرة طيبة هي من وحي أرواحنا لا من إلهام احد ملائكة الرحمان :  إنا أعطيناك الحب المتفجر كالبركانْ لم يتفجرْ حمما بل منفجر بسلامك يا رحمانْ لا أرحم منك بنا نحن الحشرات .. الحيوانات .. الإنسانْ وسِعت رحمتك الملكوتَ، وليس من البهتانْ إن قلت : ــ ستشملُ رحمتك الكيرى حتى أحفاد الشيطانْ ***أفما أغواه الرب بأن لا يسجد للمخلوقْ ؟ فأطاع غواية ربه .. هل ذاك عقوقْ ؟ كلا .. بين الطاعة والعصيان هناك فروقْ ومن المعصية الكبررفض غواية ربي وهي بروقْ تسبق تسبيح الرعد له .. للرعد حقوقْ فلتشهدْ كل ملائكة الرب اليوم بأني في حقلي بعد سجودي للأعلى .. لن أسجد للسفلي .. لن أسجد ــ يا ربي رُحماك ــ لمخلوق مثلي لن أسجد إلا لك أنت فأنت المفتاحُ لقفلي أنت الغاوي وأنا المغويّ ولكنْ لستُ من الغفلِ ي فأنا من طين أصلي ..أعذاب لي إن أرجعني الرب إلى أصلي ؟؟؟ لم يسجد .. وأطاع غواية ربّه .. كيف هلكْ ؟ فتحوّل شيطانا أصبح ملعونا .. وهو ملكْ .. قالوا : ــ من نار أصله .. أتخاف النار من النارْ ؟ وبها قد كان سلكْ ليقول لرب قهار .. قهار .. قهارْ :ــ  لم تخلقني كي أسجد إلاّ لكْ ــ 5 ـ فلماذا تلعنني أنت؟ أجابه : ــ لم يلعنك سوى الجهلوتِ من الكفارْ ـ وأنا لم ألعنْ إلاّ من أشرك بي ، بالشرْك هلكْ ! 

 بالدمعة لا أدعوك .. ولكن أرجوك إلاهي وأناجيك سواء وانا منتبه .. أو ساهي لن أرجوَ غيرك، معتصمي أنت وجاهي إن تهتُ فأنتَ العائدُ بي من هول متاهي والعودة نحوك مثل رجوع شياهي وخرافي شبعى أعشابا راوية بمياه ي لكنَّ رجوعي نحو بهائك ربي يا باهي وانا شبعان بالإثم التافه والذنب اللامتناهي لا اطمع إلا في مغفرة منك إلاهي وانا طماع ، لكن طمعي ليس له أي تماه ي بالأطماع الأخرى من تلك .. ومن كل الأشباهِ طمعي يسمو بي للسدرة والسدرة ها هي تهتف بي من خلف العرش وبالعرش تباهي فأقول لها : ــ لا أطمع في ما خلف العرش الباهي بل أطمع في العرش لكي أخرسَ خبثَ الأفواهِ فانا لم تستوطني حانات من رجس وملاه ي بل سكنتني قهوة حب عنده .. والحب مقاه ي ومقاهي الدنيا اعرفها دون استثناء ، وانا الشاهي قهوة حب أشربها بردا وسلاما فوقك يا عرش إلاهي سبحانه لا عرش له فالعرش هو الفرش لإيران الشاه ي .         تونس ـ عيد الفطر الثلاثاء 4\6\2019 

أنا عاشق .. ليس إلا أحبك أنتِ .. ولست أحبُّ جمالك إلاّ لأني تمثل لي فيك بعض جماله عز وجلا ــ 6 ــ لأن قــرنـفلَ شعرك منه عليَّ أطلاّ أبى أن يظل سجينا فحاول أن يستقلا تحرش بي حين لم يخف ما قد تجلّى أباح لعينيَّ أن تريا منه ما قد تـدلّى جبينك من لونه القسطليِّ لنا يتحلى هو الله عن قسمات محياك لن يتخلى وفيها تمثل بعضُ جماله عز وجلا لماذا يقال : حرام على العين أن تتملى خدودا شفاها وتسرقَ من عين حوراءَ كحلا . *****رأيتكَ في من خلقت أيا خالقي تـتجلى تقول لنا : ــ افطروا رمضان الذي قد تولى وذاك دليل التسامح منك نعم ، ليس إلا بنعمتك الله إني تحدثت شيخا وكهلا وطفلا فإن ضاق عمري بعفوك ربي أنا أتسلى بأنك لو قلتَ : ــ هيا إلي ، أقل لك : ــ أهلا وسهلا لعينيَّ تحلو بذاتك ربي وفي خاطري أنت أحلى وأحلى كأني تـلحفـني عرشُـك اليوم شمسا وظلا ويهمس أنت لرحمة ربك أقربُ ممن تولى عن الصدق ظل ينافق دينه ديناه فعلا وقولا ولو أنه قد تزكى وصام وحج وصلَّى ولكنَّ قلبه بالعنعنات تشبع جهلا ونقلا ليزرع في الناس جهله العقيدة حقلا فحقلا وتزرع في الناس أنت بعلمك وعيا وعقلا حدائق فاحت لهم ياسمينا ووردا وفلا سأعتنق الله حبا له .. ليس خوفا وذلا فربي حبيبي .. نعم خالق وانا عاشق .. ليس إلا  

 تونس آخر يوم من رمضان 2018 ــ 8 ــ

الأديب الصادق شرف أبو وجدان 


কবিতা:পরাজয় ই জয়, কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী, ♥️ কোচবিহার,ভারত

 কবিতা:পরাজয় ই জয়,

কবি: প্রিয়াংকা নিয়োগী, 

কোচবিহার,ভারত

তারিখ:08.07.2024

____________________

কেউ জেতে কেউ হারে,

সময়ের নিরীখে সময় দাঁড়ায় জীবন মোড়ে।

জিতেছে বলে মনে খারাপ থাকে,

পরাজয় বোধ ঢেঁকুর তোলে।


 পরাজয়ের দুর্গন্ধ,

মুছে দিতে পারে শুধুই জয়ের গন্ধ।

ইতিহাসে আছে শীর্ষ স্থানীয়র গল্প,

ব্যর্থতার হাত ধরে যা প্রাপ্ত।


           সফল হতেই হবে,

   নিজেকে নিয়ে মাততে হবে,

পরাজয়ের গ্লানি 

নিজের তত্ত্বাবধানে নিজেকেই ঘোচাতে হবে।

            


                            ___________________