عطر الأرض
تقتلعنا ظروفنا
قهرا
نبحر ضد التيار
نسافر دون إرادة
دون هوية
نموت في عرض
البحر
نموت غرقا
هربنا من الجبروت
قتلتنا أوطاننا
بدم بارد
أضعنا سنوات العمر
هباء
غادرنا دون تريث
تاركين الأرض
والحكام يلقونها
بالآثام
تاركينا بيوتنا العتيقة
وعطورها الأبية
تركنا شوارعنا المرسومة
بحب
غادرنا قهرا
بلعتنا الحيتان في
عرض البحر
حيث لم نسلم من
فكها
متنا دون كفن
أو تابوت
دون عزاء
ودعنا مدننا دون
دموع
تبكي علينا عيون
الأرض
تنظر إلينا في حب
تحاكينا في شموخ
تحدثنا أحاديث
الأجداد
أن نبقى معها
حتى لا نصير
رفاتا
نحرثها نخرج منها
ذهبا أخضرا
نرويها تعطينا
عطورا
جمالا من نور
تطرح وردا
خضرة وبهاء
نحولها نعيما
يمتد
نخرج دون
رجوع
تنادينا بخنوع
تمد أياديها
البيضاء
تطارد شغف رحيلنا
المر
تتوسل بأن لا نرحل
تبكي بكاء تمطر
زخات من ورد
يروي كل مساحات
الدنيا
تنبت رياحين
تحتوينا كالغمام
توعدنا بعالم من احلام
أجمل من الاوهام
يوقظنا من سهوتنا
تمسح أدمعنا
المتحجرة
تصافينا تنصفنا
في إشفاق
تنحني في شوق
لتحتضننا بحزن
تنسينا هم الجبروت
والبحث عن بلاد
الياقوت
تعانقنا في استسلام
تناجينا بكل لغات
الأرض
تتوسل أن نبقى معها
وتكون حدقاتها
لنا عيون من شمس
تدفينا بحضنها الدافىء
تجود علينا حدائق
من ريحان
تحمينا من الخوف
تزودنا بجميل الإحساس
تعدنا بمستقبل واعد
فيه كل شروق
فقط نحرثها
ونحرسها من الأعداء
من كل من تتسول نفسه
أن يغتصبها
سنرعد فية ونساويه
مع تراب الأرض
زهيدة أبشر سعيد مهدي
السودان الخرطوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق