. هــــوى الخضـــــراء
أرنُو لوصلكِ في صَحْوِي وَفي وَسَنِي
و أرومُ حضْنكِ يا خَضْراءَ يا وَطَنــي
ما الحُبُّ لِلْوَطَنِ الغَالِي بِمَفْخَــــــــرَةٍ
بل سُنَّةٌ وَرَدَتْ في مُجْمَلِ السُّنُــــــنِ
شَوْقِي إِلَيْكِ شَكا وَجَدِي وَأَرَّقَنِـــــــي
وَاشْتَدَّ تَوْقِيَ لِلأَزْهارِ وَالفَنَــــــــــــــنِ
قَدْ أُودعتنِي طيُوبُ الوَرْدِ فتنَتَـــــها
فَاخْتَرْتُ صُحْبَتَها في عالَمِ الفِتَـــــنِ
تَسْتَجْلِبُ العِشْقَ حَتَّى ازْدَادَ عاشِقُهَا
عِشْقًا عَلَى العِشْقِ حَتَّى آخِرِ الزَّمَـــنِ
أَهْوَاكِ، أَهْوَاك، يا أُنْشُودَةً بِفَــــــــمِي
أشْدُو فَتُطْرِبُنِي بِالرَّغْمِ مِنْ شَجَنِــي
فِي رِيفِكِ السَّهْل جَنَّاتٌ مُعَلَّقَـــــــــةٌ
نُورٌ يَسَافِرُ بِي فِي قدّكِ الحَسَـــــــنِ
حبٌّ قَدِيمٌ عَمِيقٌ ظَلَّ يَحْمِلُنِــــــــي
لِلْبَوْحِ بِالعِشْقِ فِي سِرِّي و فِي العَلَـنِ
قُرْطَاجُ يا صَرْحَ أَمْجَادٍ مُسَطَّـــــــرَةٍ
تَعْلُو بِفَخْرٍ عَلَى البُلْدَانِ وَالمُــــــــدُنِ
إِلَهَةُ الخَصْبِ "تَانِيتٌ" تُبَارِكُـــــــــــنا
عَبْرَ العُصُورِ ،أَيَا مُطْمُورَةَ المُـــــــؤنِ
يا مِنّةَ البَحْرِ يا مِفْتَاحَ أَطْلَسِـــــــــنَا
يا مَعْبَدَ المَاءِ يا مَعْشُوقَةَ المُـــــــزَنِ
فِي ظِلِّ غَابَاتِكِ العَذْرَاءِ مُتَّسَــــــــعٌ
يَمْحُو الشَّجى وَيُعِيدُ الرُّوحَ لِلسّكـنِ
فِي أَرْضِكِ الضَّوْءُ وَالأَفِيَاءُ وَارِفَــــةٌ
تُغْرِي الفُصُولَ بِرَقْصٍ خَارِجَ الزَّمَـــنِ
يا بَسْمَةَ الأَرْضِ يا خَضْرَاءُ مَا بَرَحْتْ
فِيكَ المَوَاسِمُ تَمْحُو مسْحَةَ الحَـــزَنِ
فِي سَهْلِكِ الأَخْضبِ الأَشْجارُ مٌثمـرةٌ
طَعْمٌ شَهِيٌّ وَكَنْزٌ غَالـــــيَ الثَّمَــــــــنِ
فَالصَّيْفُ ضَيْفٌ خَفِيفٌ كَمْ يُرَاوِدُنِـي
فِيهِ التَّجَوُّلُ عِنْدَ البَحْرِ وَالسُّفُـــــــنِ
حَيِّي القَدِيم وجِيرَانِي يُذكُرُنِـــــــــي
بِالأَغنِيَاتِ وَعَذْبِ اللَّحْنِ فِــــي الأُذُنِ
أَعَادَ لِي زَمَنِي مَنْ دُمتُ أَعْشَقُـــــــــهَا
أَطلقتُ أَشْرِعَتِي فِي مَوْجِهَا المَـــــرِنِ
عَهْدُ الشَّبَابِ رَفِيقٌ سَاكِنٌ خَلَــــــــــدِي
عَهْدٌ جَمِيلٌ وَذِكْرَى لا تُفَارِقُــــــــــــنِي
وَآخِرُ القَوْلِ: أَنِّي رَغْمَ غُرْبَتِـــــــــــــنَا
لا شَيْءَ يُحْجبُ عَنْ رُوحِي هَوَى الوَطَنِ
الشاعـــــــــر التونــــــسي
الحبيب المبروك الزيطاري
19.11.2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق